تحسباً للرد على ضرب دوما بالكيماوي.. روسيا تستخدم سلاحاً غامضاً للتشويش على الطيران الأميركي في سماء سوريا

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/11 الساعة 11:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/11 الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش

"الروس يهاجمون الطائرات بدون طيار الأميركية بالموجات الراديوية بدلاً من الرصاص، وليس هناك معلومة حول هل أسقطوها أم لا؟".

هكذا وصف خبير أميركي ما يحدث في سماء سوريا بعد نجاح الجيش الروسي في التشويش على الطائرات الأميركية دون طيارٍ، التي تعمل في سماء هذه البلاد، مؤخراً، ما أثر بشكلٍ فعليٍّ على عمليات الجيش الأميركي، وفقاً لما ذكره 4 مسؤولين عسكريين أميركيين.

وقال المسؤولون الأميركيون، إنَّ الروس بدأوا التشويش على طائراتٍ أميركية أصغر حجماً منذ عدة أسابيع، بعد سلسلةٍ من الهجمات، المشتبه في استخدام أسلحةٍ كيميائية فيها على المدنيين، في منطقة الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة.

 وأوضح المسؤولون أنَّ الجيش الروسي كان قلقاً من أن يرد الجيش الأميركي على تلك الهجمات الكيميائية، فبدأ بالتشويش على أنظمة الملاحة الخاصة بالطائرات المحلقة في المنطقة، حسبما نقل عنهم تقرير لموقع  NBC News الأميركي.

وعلّق السيناتور بين ساس، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري، عن ولاية نبراسكا الأميركية على ما يحدث قائلاً: "تحاول روسيا تقويض مصالحنا في كل مكان، من الجنون النظر إلى روسيا باعتبارها أي شيءٍ غير كونها خصماً".

في المقابل، نفى نائب رئيس لجنة الاتحاد الروسي للدفاع والأمن، يفغيني سيريبرينيكوف، أن تكون بلاده قد حجبت إشارات من طائرات أميركية بدون طيار في سوريا.

 وقال إن هذه معلومات مزيَّفة، فروسيا قالت مراراً وتكراراً إن أفعالها، بما في ذلك في سوريا، تتم وفقاً للمعاهدات الدولية، ومثل هذه الإجراءات لا يمكن أن تحدث، حسبما نقلت عنه وكالة Sputnik الروسية.

كيف يفعلون ذلك، وما تأثيره؟

التشويش الذي يعني إعاقة استقبال الطائرات دون طيار لأي إشارة من أقمار نظام الملاحة العالمي الصناعية أو التشويش على تلك الإشارات يمكن أن يكون في منتهى البساطة، وفقاً للدكتو تود همفريس، مدير معمل الملاحة الراديوية في جامعة تكساس بمدينة أوستن الأميركية، لموقع NBC News.

ويقول: "يمكن ببساطةٍ التشويش على مستقبلات إشارات الملاحة في معظم الطائرات دون طيار".

ويحذر همفريس، الخبير في التشويش على أجهزة الملاحة وخداعها، من أنَّ ذلك قد يكونُ له تأثيرٌ بالغ على الطائرات الأميركية دون طيار، ما قد يتسبب في تعطيلها وربما تحطُّمها.

ويقول: "أقل ما هنالك أنَّه قد يتسبب في ارتباكٍ حقيقي لمُشغِّل الطائرة على الأرض، إذا ظلَّت الطائرة ترسل إشاراتٍ لمواقع خاطئة، أو إذا فقد إشارتها".

ماذا حدث عندما استهدفوا طائرات الأمم المتحدة بأوكرانيا؟

اكتشف المحللون الأميركيون تشويش الروس على طائراتهم لأول مرةٍ في أوكرانيا منذ أربع سنوات، بعد اجتياح الروس لشبه جزيرة القرم، وفقاً لهمفريس.

وقال إنَّ إشارات التشويش كانت قد اعتُبرت في البداية إشاراتٍ ضعيفة قادمة من الفضاء، تنعكس من على سطح الأرض.

وكان لإشارات التشويش تلك "أثرٌ بالغ" على طائرات المراقبة التابعة للأمم المتحدة، التي كانت تحاول مراقبة المنطقة، وأبقت الطائرات على الأرض لعدة أيام، وحدَّت من جمع المعلومات الاستخباراتية عن طريق الطائرات.

هل نجحوا في إسقاطها؟

ولن تعلن وزارة الدفاع الأميركية عمَّا إذا كان التشويش يتسبب في إسقاط الطائرات أم لا، وذلك لأسبابٍ أمنية تتعلق بالعمليات العسكرية.

وقال المتحدث باسم البنتاغون إيريك باهون: "يحافظ الجيش الأميركي على تدابيرَ وقائية، وحمايةٍ كفيلة بضمان سلامة طائراتنا المقاتلة والطائرات دون طيار، وسلامة قواتنا، والمهمات التي تدعمها".

غير أنَّ مسؤولاً آخر أكد أنَّ الأمر يؤثر على العمليات التي يقوم بها الجيش الأميركي في سوريا.

ويقول المسؤولون إنَّ المعدات المستخدمة في التشويش طوَّرها الجيش الروسي، وهي متطورةٌ للغاية، وأثبتت كفاءتها حتى أمام بعض الإشارات المشفرة والمستقبلات المقاومة للتشويش.

وحتى الآن كانت الطائرات التي تأثرت بالتشويش طائرات مراقبة صغيرة، لكن لم تتأثر الطائرات الهجومية الأكبر حجماً التي تعمل في البيئات القتالية ويمكن تسليحها، حسب تقرير الموقع الأميركي.

ويقول همفريس، إنَّ الهجمات يمكن أن تسبب نتائج خطيرة، رغم أنَّها تجري في الفضاء الإلكتروني.

ويضيف أنَّ "الهجمات قد تبدو أقل عدائيةً من هجمات الرصاص، لكن قد يكون تأثيرها مماثلاً في الضرر. الأمر أشبه بمهاجمة تلك الطائرات بالموجات الراديوية بدلاً من الرصاص".

 

تحميل المزيد