طيران النظام السوري يقصف دوما بـ”الكلور”.. عشرات القتلى و500 حالة اختناق

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/07 الساعة 21:24 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/07 الساعة 21:27 بتوقيت غرينتش
ALEPPO, SYRIA - APRIL 07: Firefighters try to extinguish a fire after a terror attack, which was carried out with a bomb-laden vehicle, near the Grand Mosque in Al-Bab district of Aleppo, Syria on April 07, 2018. (Photo by Omer Alven/Anadolu Agency/Getty Images)

استهدفت غارات شنَّها طيران النظام السوري، السبت 7 أبريل/نيسان 2018، مدينة دوما، آخر جيب للفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، موقعة 40 قتيلاً على الأقل، فيما اتهم فصيل إسلامي قوات النظام بقصف المدنيين بغاز سام.

فيما أفاد ناشطون بارتفاع عدد ضحايا الهجوم بغاز الكلور على دوما لـ40 قتيلاً.

وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تمت إعادة النظر في حصيلة القتلى الذين كان عددهم تسعة، بعد ضربات دامية مساءً، والعثور على جثث إضافية تحت الأنقاض.

إلى ذلك، أعلن جيش الإسلام إصابة أكثر من 500 شخص بحالة اختناق، إثر غارات للنظام السوري بغازات سامة على  دوما.

ونفى جيش الإسلام امتلاكه أي سلاح مدفعية لقصف أحياء في  دمشق.

 

اللهم لك المشتكى40 شهيد خنقاً معظمهم اطفال ونساء بقصف من طائرات النظام بغازات سامة على مدينة دوما يارب #دوما

Gepostet von Ryad Alhussein am Samstag, 7. April 2018

 

 

 

وتحدثت "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة، عن قصف جوي بـ"الغازات السامة"، الأمر الذي سارعت دمشق إلى نفيه.

وقال المتحدث باسم جيش الإسلام حمزة بيرقدار لقناة العربية الحدث التلفزيونية "اليوم يستمر مسلسل الجرائم من قبل نظام الأسد وحلفائه، كان آخرها منذ قليل استهداف مدينة دوما ببرميل يحوي مواد كيماوية، أصيب في إثره أكثر من 500 مصاب مدني يخضعون الآن للعلاج".

وحول المفاوضات قال إنَّ "المفاوضات لم تتوقف بعد، ونسعى لوقف المجازر التي يرتكبها النظام والروس بحق أهالي دوما".

بدوره قال مسؤول المركز الروسي للمصالحة في سوريا يوري ايفتوشينكو لوكالات أنباء روسية، إنّ "المتطرفين من مقاتلي جيش الإسلام بقيادة زعيمهم الجديد أبو قصي ينتهكون تطبيق الاتفاقات، ويمنعون خروج المدنيين والمقاتلين مع أفراد عائلاتهم من مدينة دوما".

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى إصابة 11 شخصاً، السبت، بحالات اختناق إثر قصف جوي لقوات النظام على مدينة دوما، وهو ما سارعت دمشق إلى نفيه.

وإثرَ عملية عسكرية جوية وبرية، واتفاقي إجلاء مقاتلين من الغوطة الشرقية التي بقيت لسنوات معقلاً لفصائل المعارضة الأبرز قرب دمشق، تمكَّنت قوات النظام من السيطرة على 95% من المنطقة.

وبقيت دوما وحدها تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام الذي دخل في مفاوضات مع موسكو، نأت بالمدينة عن التصعيد العسكري خلال الأيام العشرة الماضية.

ورغم إعلان موسكو "اتفاقاً مبدئياً" لإجلاء مقاتلي جيش الإسلام من دون أن يؤكّده الأخير، ثم تطبيق جزء بسيط منه بداية الأسبوع، استمرت المفاوضات في محاولة من كلا الطرفين لفرض مزيد من الشروط.

قوات النظام تستأنف القصف

وسرعان ما تعثَّر الاتفاق وتعرقلت المفاوضات، واستأنفت قوات النظام الجمعة هجومها البري والجوي على دوما، ودخلت منطقة المزارع المحاذية لها، واستهدفت المدينة بعشرات الغارات موقعة 40 قتيلاً مدنياً، بحسب المرصد.

لكن جيش الإسلام قال في بيان إنِّ عناصره لم يستهدفوا أي منطقة من دمشق، متّهماً النظام بـ"انتهاك وقف إطلاق النار المتفق عليه إثر المفاوضات (السابقة)".

وأضاف "نحن ملتزمون بأرضنا وبالمبادئ الثورية، وقد رفضنا التهجير القسري (…) ومغادرة الغوطة".

وقال محمد، أحد الأطباء في دوما، إنَّ "وتيرة القصف على حالها من دون توقف"، مضيفاً "لم نتمكن حتى الآن من إحصاء عدد الجرحى، البعض منهم استشهد لأنه لم يأته الدور في غرفة العمليات".

"دوما نهاية الحكاية"

ووصلت تداعيات التصعيد إلى دمشق، حيث أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بمقتل ستة مدنيين وإصابة العشرات، جراء قذائف أطلقها فصيل جيش الإسلام مستهدفاً أحياء عدة.

وقُتل الجمعة أربعة مدنيين جراء القذائف على دمشق، وفق سانا.

وفي مشاهد بثها التلفزيون الرسمي من أحد مستشفيات دمشق، ظهرت امرأة تبكي فوق جثة رجل ممدة على سرير، فيما قالت أخرى إنها كانت في سيارة الأجرة حين بدأ القصف فصدمت السيارة الحائط أمامها.

من جهته، انتقل عباس (57 عاماً)، الموظف المتقاعد، من منزله في غربي دمشق إلى حي آخر، بعدما تعرَّضت المنطقة التي يقطنها للقذائف.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "يبدو أن دوما نهاية الحكاية، والنهايات دائماً تكون صعبة"، مضيفاً "أنتظر نهاية المسلحين في دوما لكي يعيش الناس بهدوء ننتظره منذ سنوات، سواء في الغوطة أو في دمشق".

وإثرَ هجوم بدأ في 18 فبراير/شباط، أطبقت قوات النظام تدريجياً على الفصائل المعارضة، وقسَّمت الغوطة الشرقية إلى ثلاثة جيوب.

وفرَّ عشرات آلاف المدنيين خلال الأسابيع الماضية عبر معابر حدَّدتها القوات الحكومية إلى مناطق سيطرتها.

وبعدما ازداد الضغط عليهما، وافق فصيلا حركة أحرار الشام وفيلق الرحمن على إجلاء مقاتليهما من جيبي حرستا وجنوب الغوطة، بموجب اتفاقين منفصلين مع روسيا. وخرج الشهر الماضي 46 ألفاً من مقاتلي الفصيلين ومدنيين إلى شمال غربي سوريا.

– فشل المفاوضات –

ورغم فشل الاتفاق المبدئي الذي أدّى إلى إجلاء أكثر من 3 آلاف مقاتل ومدني، استمرت المفاوضات في ظل انقسامات داخل صفوف جيش الإسلام، وفق مراقبين، بين جهة تؤيد الاتفاق وأخرى مصرّة على البقاء.

وكان النظام السوري وروسيا هدَّدا باستئناف الهجوم ضد جيش الإسلام في حال رفضه الإجلاء.

واتَّهمت سانا جيش الإسلام بـ"عرقلة الاتفاق القاضي بإخراجهم من مدينة دوما"، عبر رفضه إطلاق سراح معتقلين لديه، مشيرة إلى أن العملية العسكرية لن تتوقف حتى يتم الإفراج عنهم.

ولفت نوار أوليفر، الباحث في مركز عمران للدراسات، إلى أن جيش الإسلام يتعرض لـ"ضغوط قصوى".

وقال "المفاوضات فشلت، والنظام يريد أن تنفذ شروطه. الغارات لمحة عما يمكن أن يحصل إذا لم تطبق هذه الشروط".