مشروع “قناة سلوى” غير واقعي، لكنه يثير الإعجاب بمدى قوة الخيال.. خليجيون يتجادلون بسبب “لا شيء”

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/06 الساعة 18:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/06 الساعة 21:58 بتوقيت غرينتش

الاقتراح الجديد بحفر قناة على طول الحدود السعودية-القطرية، لن يكون آخر تطور يطرأ على الأزمة الخليجية بين الدوحة وجارتيها الرياض وأبوظبي، لكنه بكل تأكيد أكثرها إدهاشاً.

فالأزمة التي بدأت بين الجيران الخليجيين قبل 10 أشهر، شهدت شداً وجذباً مستمراً منذ ذلك الحين، ولم تخفّ سخونتها حتى الآن.

القناة الخيالية التي ستحول قطر من شبه جزيرة إلى جزيرة كاملة، قالت عنها صحيفة "سبق" الإلكترونية السعودية؛ -التي توصف بأنها مقرب من سلطات المملكة-، إنها تمتد على طول 60 كيلومتراً مائياً بالكامل، من منطقة سلوى الحدودية إلى خور العديد.

 

ورغم الوصف التفصيلي للقناة الجديدة على موقع "سبق" والجدوى الاقتصادية منها، وأن المشروع ينتظر الموافقة الرسمية من السلطات السعودية- فإن الباحث الأكاديمي عبد الخالق عبد الله، المقرب من السلطات الإماراتية، اعتبر المشروع "شطحة خيال" لا يستحق ذكرها.

 

بحسب "شطحة الخيال" هذه، فإن المشروع سينفذه تحالف استثماري سعودي يضم 9 شركات، وفي حال الموافقة الرسمية سيتم الانتهاء منه خلال 12 شهراً فقط، بقناة عرضها 200م وعمقها 15-20 متراً، ما يجعلها قادرة على استقبال جميع أنواع السفن من حاويات وسفن ركاب، في حين قُدِّرت التكلفة بـ2.8 مليار دولار، وتضم فنادق ومنتجعات سياحية.

المشروع الذي أثار الكثير من الحماسة المؤيدة والمضادة في آن واحد، وسط المغردين الخليجيين، لا جدوى اقتصادية له في الواقع. فالمنطقة المشار إليها تكاد تكون غير مأهولة بالسكان، ولن يكون مغرياً لأي سائح أن يتجه إلى منطقة توتر بين دولتين جارتين للاستجمام، كما ذكرت مجلة Forbes. كما أنه من غير المنطقي أيضاً، أن تغيِّر السفن التجارية طريقها وتتجه من وسط الخليج العربي في الشمال للمرور بقناة سلوى البحرية في الجنوب، نكايةً بقطر فقط!

ولو ركز أصحاب المقترح على الفوائد الأمنية للرياض إذا أعطت الضوء الأخضر للقناة، لكانوا أكثر منطقية من سرد الجدوى الاقتصادية الخيالية لها.

فمن هو ذاك السائح أو تلك السفينة، الذي يفضل منطقة كانت مسرحاً لأحداث عنيفة بالماضي وضمن ذلك حادث وقع عام 1992 عندما لقي 3 أشخاص حتفهم. حتى إن الدولتين لم تضعا اللمسات الأخيرة على ترسيم حدودهما إلا في عام 2001.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، أغلقت السعودية رسمياً المعبر الحدودي الوحيد مع قطر عند منطقة سلوى. وتنفق الدولتان مبالغ ضخمة على المعدات العسكرية، في سباق تسلح إقليمي مستمر.

كما أن طول القناة المشار إليه بأنه 60 كم، هو في الواقع أقل بأكثر من 10 كيلومترات من المسافة الفعلية بين منطقة سلوى وخور العديد، آخذين بعين الاعتبار أن القناة ستكون على شكل قوس وبعد 1 كيلومتر من الحدود بين البلدين. والجدول الزمني المطروح أيضاً يبدو ضيقاً جداً، فقناة السويس الجديدة وطولها 72 كيلومتراً، استغرقت نحو 12 شهراً من أغسطس/آب 2014 إلى أغسطس/آب 2015، علماً أن الحفر لم يطُل إلا نصف هذه المسافة، وما تبقى كان في الواقع توسعات وتعميقاً للقناة.

ورغم لا منطقية المشروع، فإن المتجادلين على الشبكات الاجتماعية لم يلقوا بالاً بذلك، وساق كلٌ حججه الـ"مع" والـ"ضد".

 

 

 

ومنذ أكثر من 10 أشهر، في 5 يونيو/حزيران 2017، هزت منطقة الخليج العربي أزمة دبلوماسية نادرة، فرضت على أثرها السعودية والإمارات والبحرين حصاراً برياً وبحرياً وجوياً، على قطر بتهم دعم الإرهاب، الأمر الذي تنفيه الدوحة بشكل قاطع.

ومنذ ذلك التاريخ، لم يصل أي طرف من الأطراف التي تسعى لحل الخلاف، للوصول إلى تسوية للأزمة.

وكانت الإدارة الأميركية تعتزم عقد اجتماع بين قادة الدول الخليج بمنتجع كامب ديفيد الأميركي، في مايو/أيار 2018، لكن البيت الأبيض أعلن منذ يومين، تأجيل هذا الاجتماع إلى سبتمبر/أيلول 2018؛ بسبب ازدحام جدول الرئيس دونالد ترمب.

علامات:
تحميل المزيد