“سنخرج من سوريا”.. تصريح خارج عن النص الأميركي لترمب يجبر مستشاريه على إقناعه بالبقاء

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/04 الساعة 21:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/05 الساعة 07:13 بتوقيت غرينتش
-FOTODELDIA- epa06077276 US President Donald J. Trump smiles as he returns to the White House in Washington, DC, USA, 08 July 2017, after attending the G20 Summit (G-20 or Group of Twenty) in Hamburg, Germany. EFE/OLIVIER DOULIERY / POOL

قال البيت الأبيض الأربعاء 4 أبريل/نيسان 2018، إنَّ الولايات المتحدة ملتزمةٌ بمواصلة محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سوريا، مما يشير إلى تراجع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، عن إصراره على عودة القوات الأميركية، البالغ عددها 2000، سريعاً من هناك إلى الوطن والانسحاب من الصراع.

وأشار البيان إلى أنَّ مستشاري ترمب العسكريين البارزين -الذين يؤمنون بأنَّ إبقاء قوات الولايات المتحدة في سوريا أمرٌ مهم للقضاء على تنظيم داعش وضمان عدم استعادته موطئ قدم في المنطقة- نجحوا حتى الآن -على الأقل- في إقناع الرئيس الأميركي غير الصبور بعدم إصدار أوامر بانسحاب قواته سريعاً، بحسب تقرير لصحيفة The New York Times الأميركية.

ويُعَد ذلك أحدث مثالٍ على إدلاء ترمب بتصريحٍ خارج عن النص ذي آثار بعيدة المدى، أسفر عن تشوُّش مستشاريه خلف الكواليس؛ سعياً لترجمة تصريحاته الصريحة إلى سياسةٍ حكومية رسمية؛ إذ قضى مسؤولون في البيت الأبيض والإدارة الأميركية يومي الإثنين 2 أبريل/نيسان 2018، والثلاثاء 3 أبريل/نيسان 2018، وهم يحاولون ترجمة سلسلةٍ من التغريدات والتعليقات الرئاسية المُربِكة حول الهجرة إلى إستراتيجيةٍ متماسكة تشمل دفعةً تشريعية جديدة وتعبئة الحرس الوطني إلى الحدود الجنوبية.

جديرٌ بالذكر أنَّ الولايات المتحدة تساعد حملةً عسكرية في سوريا استعادت جزءاً كبيراً من الأراضي التي كانت خاضعةً لسيطرة تنظيم داعش. ولكن، بينما أعرب ترامب عن حماسته لمحاربة تنظيم داعش، يعود الآن إلى موقف "أميركا أولاً" الذي شدَّد عليه حين كان مُرشَّحاً؛ أملاً في فصل الولايات المتحدة عن التدخُّل الأجنبي والمغامرات العسكرية بالخارج.

ويأتي القرار تزامناً مع تقلُّباتٍ تعصف بفريق الأمن القومي الأميركي وانقسامه حول ما يجب فعله في سوريا. يُذكَر أنَّ ترامب أطاح بوزير خارجيته السابق، ريكس تيلرسون، من منصبه في الشهر الماضي (مارس/آذار 2018)، بالإضافة إلى أنَّ الجنرال هربرت رايموند ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأميركي، على وشك الخروج من البيت الأبيض بعدما قرَّر ترامب تعيين جون بولتون محله.

وبينما ضغط ترامب ضغوطاً مُكثَّفة لسحب القوات الأميركية وإنهاء التدخُّل الأميركي بسوريا، وقف بعض مسؤولي البنتاغون بقوةٍ في الأيام الأخيرة ضد انسحاب جميع قوات الولايات المتحدة من سوريا. وأشاروا إلى سابقةٍ مشابهة أسفرت عن صعود تنظيم داعش في العراق بعدما سحب الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، القوات الأميركية من هناك، قائلين إنَّ هذه الخطوة أرست أسس ازدهار التنظيم المتشدد هناك.

وقال ترمب يوم الثلاثاء 3 أبريل/نيسان 2018، إنَّه يتشاور مع حلفاء، وسيكون مستعداً لإعلان سياسةٍ جديدة قريباً. وقال البيت الأبيض إنَّ ترمب تحدَّث الإثنين 2 أبريل/نيسان 2018، مع العاهل السعودي الملك سلمان، و"ناقش الجهود المشتركة لضمان القضاء الدائم على تنظيم داعش، ومواجهة جهود إيران لاستغلال الصراع السوري من أجل تحقيق طموحاتها الإقليمية المزعزعة للاستقرار".

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده ترمب الثلاثاء، ذكر تفاصيل أوضح عن المحادثة التي دارت مع الملك سلمان، مشيراً إلى أنَّ الملك ضغط عليه لإبقاء القوات الأميركية في سوريا، لكنَّه رفض.

وقال ترمب في المؤتمر: "قلت له: إذاً، أنت تريد منَّا البقاء هناك، فربما يجب عليك دفع المقابل"".

علامات:
تحميل المزيد