60 طفلاً ذهبوا لحفل تخرجهم فجاءتهم مروحيات وسوَّت المدرسة القرآنية بالأرض.. الحجة دائماً وجود قادة طالبان

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/04 الساعة 09:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/04 الساعة 17:49 بتوقيت غرينتش
An Afghan child receives treatment at a hospital after Monday's airstrike in Kunduz province, Afghanistan April 3, 2018. REUTERS/Stringer NO RESALES. NO ARCHIVE

سلَّطت غارةٌ جويةٌ دامية، استهدفت مدرسة دينية في أفغانستان، الأضواءَ على القوات الجوية الأفغانية، التي باتت تُنفِّذ مهمات قتالية بشكل متزايد في الحرب ضد طالبان.

وأفادت مصادر طبية وأمنية، أن الضربة التي نفَّذتها مروحيات الجيش الأفغاني، الإثنين، على مدرسة قرآنية قرب قندوز في شمال شرقي أفغانستان، أسفرت عن سقوط مئة ضحية بين قتيل وجريح، بينهم عدد كبير من الأطفال.

وأفاد  مصدران أمنيان، أمس الثلاثاء 3 أبريل/نيسان 2018، طالبين عدم الكشف عن هويتهما عن سقوط "59 قتيلاً، بينهم عدد كبير من الأطفال، تتراوح أعمارهم بين 8 و17 عاماً، و57 جريحاً". وقال المصدران إن بين القتلى قادة من طالبان، كانوا في المبنى في منطقة داشتي ارشي في ولاية قندوز.

وقعت الغارةُ منتصف النهار، خلال حفل تسليم شهادات نهاية السنة في الإقليم الذي تسيطر حركة طالبان على قسم كبير منه، وشارك المئات في حفل التخرُّج.

وأعلنت بعثة مساعدة أفغانستان، التابعة للأمم المتحدة، عن إرسال فريق من فرع حقوق الإنسان "للوقوف على الوقائع"، موضحة أنها تتابع عن كثب كلَّ المعلومات المتعلقة بالغارة.

وقال الشاهد عبدالخليل، الذي وصل إلى الموقع إثر القصف لفرانس برس، إنه أحصى "35 جثة، معظمها مفصولة الرأس".

وزارة الدفاع الأفغانية نأت بقواتها الجوية عن الإصابات المدنية، لكن الأمم المتحدة فتحت تحقيقاً بالحادث.

فيما يلي ملخص عن قدرات القوات الجوية الأفغانية وتدريبها وحوادثها.

مَن يقود الطائرات الأفغانية؟

تعرَّضت القوة الجوية الأفغانية للتدمير خلال الحرب الأهلية في التسعينات، وخلال فترة حكم طالبان، التي انتهت عام 2001.

بدأت إعادة بناء القوات الجوية عام 2007، لكن بوتيرة بطيئة.

ويتولى حلف شمال الأطلسي في أفغانستان تدريب الطيارين والمراقبين الأرضيين الأفغان، كجزء من عملية تحديث القوات الجوية.

الانخراط في القوة الجوية ليس بهذه السهولة، فكل متقدم ليصبح طياراً يتم التحري عن خلفيته بشكل دقيق، من قبل الاستخبارات الأفغانية، ويجب أن يكفله ضابطان يشهدان بأنه لا ارتباطات له بالعدو.

ما الطائرات التي يمتلكها سلاح الجو الأفغاني؟

لا توجد أرقام دقيقة حول حجم الأسطول الأفغاني، وعدد الطيارين.

لكن مسؤولين في القوات الأميركية قالوا لوكالة الأنباء الفرنسية، في فبراير/شباط، إنه يتضمَّن 4 طائرات نقل "سي-130″، و24 طائرة تموين "سي-208″، و24 مروحية روسية "مي-17″، سيتم استبدالها بـ159 مروحية بلاك هوك "يو إتش-6″، و12 طائرة "آي-29 سوبر تاكانو" هجومية، و25 مروحية "إم دي-530" هجومية.

وفي الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة هي القوة الأجنبية الوحيدة التي تشنُّ ضرباتٍ جوية في أفغانستان، وتنشر طائراتٍ أكثر في هذا البلد الذي بات مسرحاً رئيسياً لعمليات القوات الجوية الأميركية، بعد توقفها في العراق وسوريا.

متى بدأ القصف الجوي؟

القوات الجوية الأفغانية حديثة العهد، وقد ألقت العام الماضي فقط، بقنبلتها الأولى. ومع ذلك فإن قدرتها على دعم قوات المشاة والاستطلاع في ازدياد.

وفي الأشهر الأخيرة، زادت القوات الأفغانية من عمليات القصف، مستفيدة من التعزيزات التي تتلقاها من الأميركيين، على صعيد الطائرات والأسلحة والتدريب.

والشهر الماضي، ألقت القوات الجوية الأفغانية بقنبلتها الأولى الموجهة بالليزر، على مجمَّع لطالبان، في ولاية فرح، حيث ينشط المتمردون في شنِّ الهجمات.

وكثَّفت الولايات المتحدة ضرباتِها الجوية، كجزء من الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أعطت القوات الأميركية مساحةً أكبر لمطاردة متمردي طالبان ومجموعات أخرى.

ما مدى دقة سلاح الجو الأفغاني؟

بدون إمكان الوصول إلى أرقام دقيقة لعدد الغارات والأهداف والإصابات، لا يمكن الجزم بمدى دقة القوات الجوية الأفغانية، لكن بالتأكيد هناك أخطاء تحدث.

عام 2017 أشارت الأمم المتحدة في بيانها السنوي، حول الخسائر المدنية، إلى أن مزيداً من الأفغان يسقطون ضحايا الغارات الجوية، بزيادة 7% عن العام الماضي، وهي أعلى نسبة منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتوثيق هذه الإصابات عام 2009.

ومن بين 295 قتيلاً و336 جريحاً، إجمالاً، وثقتهم الأمم المتحدة، سقطوا جراء العمليات الجوية، فإن سلاح الجو الأفغاني مسؤول عن 99 قتيلاً و210 جرحى.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، سقط "عن طريق الخطأ" 10 رجال أمن في ولاية هلمند، إثر غارة أفغانية، وفي أغسطس/آب، قتلت القوات الجوية الأفغانية ما يصل إلى 13 مدنياً، في غارات استهدفت طالبان في ولاية هرات الغربية.

تحميل المزيد