قطعاً هناك مَن فكَّر بالتسلُّل لإسرائيل للوصول لأوروبا بعد قرار ترحيل الأفارقة إلى هناك، لكنَّ نتنياهو عاد وأحبط الجميع

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/03 الساعة 09:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/03 الساعة 18:52 بتوقيت غرينتش
Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu and Israeli Interior Minister Aryeh Deri are seen at the end of a news conference at the Prime Minister's office in Jerusalem April 2, 2018. REUTERS/Ronen Zvulun

لم تدُم فرحة اللاجئين الأفارقة، الذين طربوا لسماع اتفاق إسرائيل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، الذي ينصُّ على نقل ما يقرب من 16 ألف لاجئ إريتري وسوداني إلى أوروبا وكندا، حيث أعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تعليق الاتفاقية.

وقالت وكالة رويترز، إن تراجع نتنياهو جاء بسبب ضغوط جناح اليمين عليه، حيث كتب على صفحته الرسمية في فيسبوك، أنه علَّق الاتفاق لحين إجراء مراجعات أخرى.

ويُبرر اليمين الإسرائيلي معارَضتَه الاتفاق، بسبب منحه آلافاً منهم البقاء في إسرائيل، وبالتالي الحصول لاحقاً على الجنسية الإسرائيلية، كما سيُشجِّع آخرين على الهجرة لإسرائيل، للحصول على فرصة مماثلة.

وكان إسرائيليون قد نظَّموا حملةً على شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام المحلي ضد نتنياهو، بسبب الاتفاق، ودعوا إلى إلغائه فوراً.

العبور من الجنوب

ويبلغ عدد اللاجئين الأفارقة الذين وصلوا إلى إسرائيل بين أعوام 2006-2012، 37 ألف لاجئ، قبل أن يتم إقفال الحدود من خلال جدران إلكترونية عالية، على طول حدود سيناء وصحراء النقب جنوبي فلسطين.

ووفقاً للاتفاق المُعلَّق، كان من المفترض أن يتم نقل 16250 شخصاً، من أصل 37 ألف لاجئ، فيما سيتم السماح لما يقرب من 21 ألفاً بالبقاء في إسرائيل.

التراجع الإسرائيلي عن الاتفاق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، سَبَقه اتهام من قبل رئيس وزرائها، بتراجع كلٍّ من رواندا وأوغندا باتفاق آخر كان يقضي بترحيل ما يقرب من 20 ألف لاجئ إلى هذه الدول.

وقال نتنياهو إن رواندا رضخت خلال الأسابيع القليلة الماضية لضغوط شديدة، أدت إلى تراجعها عن الاتفاق، فيما كذَّبت الدولتان الرواية الإسرائيلية.

فشل بفشل

وحاولت الحكومة الإسرائيلية إغراء المهاجرين، من خلال منحهم 3500 دولار وتذكرة سفر بالطائرة، إلى ما قالت إنه مكان آمن، وأبلغت المهاجرين أن بإمكانهم الاختيار بين الذهاب إلى رواندا أو أوغندا.

وحذَّرت إسرائيل أنه عند عدم القبول بهذه المنح في المرحلة الأولى، فسيتم تقليصها لاحقاً، وصولاً إلى السجن.

أما المدافعون عن حقوق المهاجرين، فقالوا إن كثيراً من الفارِّين من الحرب ببلادهم الذين تمت إعادتهم، تعرَّضوا للإساءة، ومن شأن إعادتهم إلى إفريقيا أن تُعرِّضهم لمخاطرَ جمَّةٍ.

واستطاعت هذه الجماعات وقف خطة الترحيل الحكومية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، وإفشالها، من خلال أمر يحظر مؤقتاً الترحيلَ، وذلك في 15 من مارس/آذار 2018.

وكانت الخطة المُعلَّقة بين إسرائيل ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، سيستغرق تنفيذُها 5 سنوات.

ويسكن غالبية المهاجرين الأفارقة في أفقر منطقة جنوبي مدينة تل أبيب، يتواجد على جنبات محالِّها لافتاتٌ كثيرةٌ باللغة التجرينية، وغيرها من اللغات الإفريقية، وتحوَّلت مخازن مهجورة إلى كنائسَ للإرتريين، وأغلبهم مسيحيون.

تحميل المزيد