جنود أميركيون بنظارات سوداء، يصلون خطوط التماس ثم ينظرون للقوات الموالية لتركيا طويلاً ويعودون.. منبج قد تنفجر

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/03 الساعة 13:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/03 الساعة 17:08 بتوقيت غرينتش
American army vehicles drive north of Manbij city, in Aleppo Governorate, Syria March 9, 2017. REUTERS/Rodi Said

في شوارع مدينة منبج السورية، تسير قوات التحالف الدولي دوريات ترفع الأعلام الأميركية تصل إلى خطوط التماس مع فصائل سورية موالية لأنقرة، بعدما كرَّرت تركيا مؤخراً تهديدها بشنِّ هجوم على المنطقة.

وإثر سيطرة القوات التركية على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في شمالي سوريا، هدَّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتوجه إلى منبج، على رغم تمركز قوات التحالف الدولي بقيادة أميركية في قواعد قريبة، دعماً لقوات محلية عربية وكردية تتصدى لتنظيم الدولة الإسلامية.

وتعكس وتيرة تسيير التحالف لدوريات تضم آليات وعربات حديثة مصفحة، بالإضافة إلى خنادق تستحدثها قوات مجلس منبج المحلي في الآونة الأخيرة، حالة من الاستنفار على وقع التهديدات التركية.

ويقول قائد مجلس منبج العسكري محمد أبو عادل لوكالة الأنباء الفرنسية "زاد التحالف الدولي عدد قواته مع أسلحتها الثقيلة عند خطوط الجبهات، ويجري دوريات مستمرة (…) كما اتخذنا كافة الاحتياطات لناحية انتشار عناصرنا على خطوط الجبهة".

ويضيف: "بالتأكيد نأخذ التهديدات التركية بشكل جدي".

وهدَّدت أنقرة التي تخشى حكماً ذاتياً كردياً قرب حدودها على غرار كردستان العراق، بالهجوم على كافة المناطق الكردية المحاذية لها من منبج، وصولاً إلى القامشلي في أقصى شمال شرقي سوريا.

وتحظى مدينة منبج بأهمية استراتيجية، إذ تبعد 30 كيلومتراً عن الحدود التركية وتقع بمحاذاة مناطق تسيطر عليها فصائل سورية موالية لأنقرة، أبرزها الباب غرباً وجرابلس شمالاً، ولا تتجاوز المسافة الفاصلة بين تلك الفصائل مئات الأمتار.

ويتبع مجلس منبج العسكري الذي يسيطر على المدينة لقوات سوريا الديمقراطية، التي طردت تنظيم الدولة الإسلامية من المدينة في صيف العام 2016. وتتخذ قوات التحالف الدولي من قاعدة عند أطراف المدينة مقراً لها، كما تنتشر في نقاط أمنية محصنة عند خطوط التماس.

"مناوشات"

وينتشر حالياً في محيط منبج نحو 350 جندياً من التحالف الدولي، معظمهم من الأميركيين والفرنسيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدث عن تعزيزات جديدة للتحالف، تضم عناصر من الطرفين وصلت في اليومين الأخيرين.

بعد جولة في المدينة ومحيطها، تعود العربات المصفحة التابعة للتحالف إلى أحد مراكزها عند أطراف المدينة، قبل أن تخرج دورية أخرى تقل جنوداً يضعون نظارات سوداء باتجاه خطوط التماس، وتحوم مروحية تابعة لهم في أجواء المدينة.

وتحسباً للتهديد التركي، يحفر مقاتلو مجلس منبج العسكري الخنادق حول المدينة، بعدما عزّزوا انتشارهم عند الحواجز الأمنية، حيث يجرون تدقيقاً مشدداً في هويات الداخلين إلى المدينة.

في إحدى النقاط المحصنة بسواتر ترابية، يقول القيادي الميداني خليل مصطفى لوكالة الأنباء الفرنسية "ازدادت المناوشات (مع فصائل سورية موالية لأنقرة) بعد انتهاء عملية غصن الزيتون (ضد عفرين)". ويضيف: "قواتنا على أهبة الاستعداد لردع أي هجوم".

ويأتي التشديد الأمني في منبج أيضاً بعد مقتل عنصرين من قوات التحالف الخميس، أحدهما أميركي والآخر بريطاني، جراء تفجير عبوة ناسفة في المدينة.

ورغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اليوم ذاته، أن بلاده ستسحب قواتها "قريباً جداً" من سوريا، ينهمك جنود أميركيون قرب قرية الدادات القريبة من منبج، ببناء نقطة عسكرية جديدة وتحصينها بالسواتر الترابية.

ويقول مسؤول العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية في شمالي سوريا عبدالكريم عمر لفرانس برس: "أعتقد أنه من المبكر الحديث عن انسحاب أميركي فوري من المنطقة"، مضيفاً: "الإرهاب ما زال موجوداً ويعيد تنظيم نفسه".

اتفاق حماية

وتنتشر في منبج قوات فرنسية تابعة للتحالف، شاركت وفق ما يوضح أبو عادل، في عملية "تحرير منبج من داعش".

وصرَّح مسؤولون أكراد، الأسبوع الماضي، إثر لقائهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، أن فرنسا سترسل "قوات جديدة" إلى منبج، ما أثار غضب أنقرة التي حذرت من "اجتياح" فرنسي.

لكن باريس عادت وأوضحت بدورها أنها ليست بصدد تنفيذ أي عملية عسكرية خارج التحالف الدولي. وشدَّدت على مواصلة المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، الذي يسيطر على بضعة جيوب متفرقة في سوريا.

ويوضح أبو عادل "لم ترفع فرنسا عدد قواتها حتى الآن" في منبج.

وتعهَّد المقاتلون الأكراد والعرب في قوات سوريا الديمقراطية بالتصدي لأي هجوم على منبج.

ويقول المقاتل الكردي شيار كوباني، أثناء تواجده على أحد خطوط الجبهة "تحدث مناوشات ليلية. يقصفون مواقعنا بالهاون والمدفعية ويطلقون البالونات الحرارية لرصد تحركاتنا".

ويضيف: "نحن في حالة استنفار، ونعزز قواتنا أكثر".

ويكرر قياديون محليون الإشارة إلى وجود اتفاق ثابت مع التحالف الدولي "لحماية" مدينة منبج التي تقع في نطاق عمليات التحالف.

ويقول قائد مجلس منبج العسكري "كما حرَّرنا منبج من داعش، سنحافظ عليها مع التحالف الدولي من تركيا وسواها".

 

تحميل المزيد