في السجن أم مات أم حر طليق، لا أحد يعرف مصير نجل القذافي، فكيف إذاً رشح نفسه للرئاسة؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/02 الساعة 16:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/02 الساعة 22:05 بتوقيت غرينتش

بعد نحو عام من إعلان مجموعة مسلحة ليبية الإفراج عن نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي ووريثه السياسي، لا يزال الغموض يلف مصير سيف الإسلام القذافي.

ولم يتم حتى الآن، تأكيد أية أنباء عن إفراج "كتيبة أبو بكر الصديق"، وهي إحدى المجموعات المسلحة التي كانت تسيطر على مدينة الزنتان (170 كم جنوب غربي طرابلس)، عن سيف الإسلام القذافي، وهو ما أطلق العنان للشائعات. ففيما يؤكد البعض أنه لا يزال في الزنتان، يقول آخرون إنه توفي.

الامر الوحيد المؤكد، هو أنه لم يشاهَد، أو يصدر عنه أي تصريح منذ يونيو/ حزيران 2014، حين ظهر في اتصال عبر الفيديو من الزنتان، خلال محاكمته أمام محكمة في طرابلس.

واليوم، يعود سيف الاسلام إلى الواجهة، بعد توجيه الاتهامات إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، في إطار التحقيق في شبهات بتمويل ليبي لحملته الانتخابية في 2007.

وفي مقابلة مع قناة يورونيوز في 2011، قال سيف الإسلام إن على ساركوزي "إعادة الأموال التي أخذها من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية".

وكانت كتيبة "أبو بكر الصديق" اعتقلت نجل الزعيم الليبي السابق بالزنتان في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، بعد أيام من مقتل والده خلال الثورة الشعبية التي أطاحت بحكمه.

ودخلت المحكمة الجنائية الدولية في نزاع قضائي مع السلطات الليبية؛ لتسليم سيف الإسلام القذافي إلى لاهاي، بعد صدور مذكرة توقيف بحقه في 2011، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وفي يوليو/تموز 2015، حكمت عليه محكمة في طرابلس بالإعدام غيابياً إلى جانب 8 شخصيات نافذة في عهد معمر القذافي؛ بسبب دورهم في القمع الدموي للثورة عام 2011.

ويقول دبلوماسيون ومصادر ليبية عدة إن سيف الإسلام لم يغادر الزنتان، المدينة التي تتمتع فيها القبائل والعشائر بنفوذ كبير والتي شكلت إحدى مناطق انطلاق ثورة 2011.

لا يزال سجيناً؟

يبقى السؤال: هل هو سجين؟ ما من أحد في الزنتان، البلدة التي تضم 40 ألف نسمة، يعطي جواباً واضحاً.

ولدى سؤاله بشأن سيف الإسلام، ردَّ بشكل قاطع، مختار الأخضر، عضو المجلس العسكري للزنتان الذي يضم الفصائل المسلحة الرئيسية في المدينة: "نعم، لا يزال سجيناً".

لكنه أضاف: "حتى وإن لم يكن سجيناً، فهو مطلوب من قِبل المحكمة الجنائية الدولية… ولا يمكنه الذهاب إلى أي مكان"، ملقياً المزيد من الشكوك حول مصيره.

كذلك، أدلى شعبان المرحاني، أحد أعيان مدينة الزنتان، بتصريح ملتبس حول مكان وجود سيف الإسلام، قائلاً "إنه هنا (في الزنتان)، وهو سجين، لكن مصيره ليس بيد الزنتان".

بدوره، زاد عنصر في الأجهزة الأمنية -طلب عدم كشف هويته- من الغموض المحيط بمصيره، بقوله: "بكل الأحوال، فإن سيف الإسلام لم يكن يوماً سجيناً بالمعنى الحرفي للكلمة. منذ توقيفه، وُضع تحت الإقامة الجبرية… وليس في سجن".

ورفضت "كتيبة أبو بكر الصديق" التي قبضت عليه قبل أكثر من 6 سنوات، مراراً، تسليمه إلى سلطات طرابلس أو للمحكمة الجنائية الدولية.

وأعلنت الكتيبة أنها أطلقت سراحه في يونيو/حزيران 2017، بموجب قانون العفو العام الصادر عن برلمان شرق ليبيا، إلا أن خبراء قانونيين قالوا إن العفو لم يشمله.

وكانت "كتيبة أبو بكر الصديق"، التي يقول سكان الزنتان إنها حُلَّت قبل نحو عام، أعلنت قبل أشهُر من ذلك، إطلاق سراحه، ما أثار الشكوك حول صحة ما أعلنته في يونيو/حزيران 2017.

مجرم فارٌّ

وقال عمر غيث، وهو نائب في البرلمان من الزنتان، إنه لا يمكنه تأكيد تحرير سيف الإسلام أو نفيه.

معتبراً سيف الإسلام "مجرماً وهارباً. إذا وُقِّف فسيمثل مجدداً أمام المحكمة".

وأصدرت محكمة في طرابلس حكماً بالإعدام بحق سيف الإسلام القذافي ومسؤولين ليبيين آخرين؛ لارتكابهم جرائم، من بينها جرائم قتل وتحريض على الاغتصاب خلال ثورة 2011، إثر محاكمة نددت بها الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مدافعة عن حقوق الإنسان.

وأعلنت النيابة العامة في طرابلس، أنه بسبب طبيعة هذه الجرائم، "لا يمكنه الاستفادة من أي عفو".

وتعذَّر الحصول على تعليق من قِبل المحكمة الجنائية الدولية على مصير سيف الإسلام القذافي.

وفي 2015، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها تسعى للتحقق من مكان وجوده، مكررةً طلب توقيفه وتسليمه إلى لاهاي.

في الأثناء، يتزايد الغموض الذي يحيط بمصير سيف الإسلام حتى في صفوف كبار مؤيدي نظام القذافي.

وفي 19 مارس/آذار 2018، أعلن من تونس رجلٌ -ادَّعى أنه يمثل سيف الإسلام- أن نجل الزعيم الليبي السابق سيترشح للانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة.

ونفت "كتيبة أبو بكر الصديق" هذا الإعلان، على صفحتها بـ"فيسبوك"، حيث أعلنت أنها "اتصلت" بسيف الإسلام، الذي أكد أنه لم يكلف أحداً تمثيله. وتعذر الاتصال بالعجمي العتيري قائد الكتيبة، للحصول على تعليق.

تحميل المزيد