“وضع خطير للغاية” والخيار العسكري يبقى وارداً.. المغرب والبوليساريو في ذروة توتر جديد على الصحراء الغربية

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/01 الساعة 21:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/02 الساعة 22:06 بتوقيت غرينتش
رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني/ رويترز

تتصاعد التوترات في الصحراء الغربية بين المغرب من جهة، وجبهة البوليساريو من جهة أخرى، ووصفت الرباط الوضع في هذه المنطقة بأنه "خطير للغاية"، محذِّرة في ذات الوقت من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي.

وأعلن المغرب، الأحد 1 أبريل/نيسان 2018، أنه أخطَرَ مجلس الأمن الدولي بالتوغّلات، التي وصفها بأنها "شديدة الخطورة" لجبهة البوليساريو، في المنطقة العازلة في الصحراء الغربية.

وقال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في تصريحات للصحفيين، إن "هناك استفزازات ومناورات (…) الجزائر تشجع البوليساريو على تغيير وضع هذه المنطقة" العازلة، التي وضعت منذ أوائل التسعينات تحت مسؤولية الأمم المتحدة.

ويتهم المغرب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر بالتوغل في المنطقة العازلة بالقرب من غرغارات، غير البعيدة عن الحدود مع موريتانيا.

وحذَّر الوزير بوريطة من أنه إذا لم تضع الأمم المتحدة حداً لهذه الاستفزازات، فإن "المغرب سيتحمل مسؤولياته، ولن يتسامح مع أي تغيير يمكن أن يحدث في هذه المنطقة"، وقال إن بلاده ستتحرك بعزم وبكل الوسائل لمواجهة الإجراءات التي يمكن أن تغير المنطقة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

وأضاف بوريطة أن "المغرب يحتفظ بحقه في الدفاع عن تيفاريتي وبير لحلو والمحبس، التي تعرف تحركات خطيرة من جبهة البوليساريو منذ أسابيع".

وأضاف أن "المنطقة العازلة ليست مناطق محررة كما يدعي البوليساريو، إنما مناطق خاضعة للمراقبة الأممية، ويجب أن تكون تحت تصرف المينورسو (بعثة الأمم المتحدة لإقليم الصحراء)".

وشدَّد بوريطة على أن بلاده لن تتسامح مع أي اختراق من قبل جبهة البوليساريو، أو محاولة تغيير الوضع في إقليم الصحراء الغربية، واصفاً التطورات الجارية بأنها "تمثل اختراقاً وتهديداً لوقف إطلاق النار وللأمن الإقليمي"، مضيفاً أن "التطورات يمكنها أن تدفع المنطقة إلى المجهول".

واتهم وزير الخارجية البوليساريو بالسعي إلى تغيير الوضع التاريخي للصحراء، لاسيما في منطقتي بئر لحلو وتيفاريتي.

وفي تحذير آخر، قال وزير الداخلية المغربي، عبدالوافي لفتيت، في مؤتمر صحفي، إن "هذا الاستفزاز مستمر منذ بعض الوقت (…)، لن يبقى المغرب مكتوف الأيدي في مواجهة الهجمات المستمرة، التي تسعى إلى تغيير وضع المناطق في الشرق".

وجاءت تصريحات الوزيرين خلال لقائهما بلجنتي الشؤون الخارجية في البرلمان، وقادة الأحزاب السياسية المغربية، لإطلاعهم على "التطورات الخطيرة" في المملكة.

من جهتها اعتبرت جبهة البوليساريو التصريحات المغربية محاولة "للتنصل من عملية السلام"، وقال منسق الجبهة مع بعثة الأمم المتحدة، محمد خداد، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "المغرب يبحث عن عراقيل للتنصل من عملية السلام".

وأضاف: "نحن ندين هذا الهروب إلى الأمام (…)، وسنردُّ على أي خرق لوقف إطلاق النار".

دخول للمنطقة العازلة

وذكرت صحيفة "هيسبرس" المغربية، الجمعة 30 مارس/آذار 2018، أن عناصر من جبهة البوليساريو دخلوا المنطقة العازلة بأسلحتهم، قرب منطقة المحبس، مشيرةً أنهم شيدوا بها عدداً من الخيام.

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادرها، أن "نحو 14 عنصراً مسلحاً تابعين لجبهة البوليساريو دخلوا المنطقة، على متن أربع سيارات من نوع جيب، فقاموا بنصب خيام وتمركزوا فيها لما يناهز ساعة كاملة، قبل أن يغادروا المكان ويسحبوا آلياتهم بعدما نصبوا خيامهم".

وأشارت الصحيفة إلى أن جبهة البوليساريو، عمدت في فبراير/شباط الماضي، إلى نقل مقر قيادة قواتها إلى منطقة "بئر لحلو"، وأضافت أن "الجبهة أعلنت "عزمها على إعمار المنطقة العازلة والتمركز فيها بشكل دائم"، وفق تعبيرها.

ولفتت الصحيفة إلى أن التطورات في الصحراء الغربية، دفعت رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إلى الاجتماع بزعماء الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان بغرفتيه، لإطلاعهم على آخر المستجدات المتعلقة بقضية الصحراء، ونقلت الصحيفة عن قيادات حزبية قولها إن "خيار الحرب وارد".

أزمة الصحراء الغربية

بدأت قضية إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة؛ ليتحول النزاع بين المغرب والبوليساريو إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتصرُّ الرباط على أحقيتها بإقليم الصحراء، وتقترح كحلٍّ حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر.

والصحراء الغربية منطقة صحراوية شاسعة، مساحتها 266 ألف كلم مربع مع 1100 كلم واجهة على المحيط الأطلسي، وهي المنطقة الوحيدة في القارة الإفريقية التي لم تتم تسوية وضعها بعد الاستعمار.

ويسيطر المغرب على 80% من الصحراء الغربية، في حين تسيطر البوليساريو على 20%، يفصل بينهما جدار ومنطقة عازلة تنتشر فيها قوات الأمم المتحدة.

وتشرف الأمم المتحدة على مفاوضات بين المغرب والبوليساريو؛ بحثاً عن حل نهائي للنزاع حول الإقليم، منذ توقيع الطرفين الاتفاق.

وذكرت تقارير إعلامية أن المنطقة العازلة في الصحراء الغربية تعيش تطورات خطيرة منذ أيام، حيث تسعى جبهة "البوليساريو" لتغيير واقع الأرض بدخولها في هذه المنطقة العازلة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.

تحميل المزيد