مصر في “نيوم”.. كل ما تريد معرفته عن دور سيناء في المشروع السعودي وملكية الأرض وحق المصريين في الدخول  

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/31 الساعة 20:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/01 الساعة 06:50 بتوقيت غرينتش
ISMAILIA, EGYPT - MARCH 05: (----EDITORIAL USE ONLY MANDATORY CREDIT - "BANDAR ALGALOUD / SAUDI KINGDOM COUNCIL / HANDOUT" - NO MARKETING NO ADVERTISING CAMPAIGNS - DISTRIBUTED AS A SERVICE TO CLIENTS----) Crown Prince and Defense Minister of Saudi Arabia Mohammad bin Salman al-Saud (R) and Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi (C) inspect investment projects in Ismailia, Egypt on March 05, 2018. (Photo by Bandar Algaloud / SAUDI KINGDOM COUNCIL / Handout/Anadolu Agency/Getty Images)

"نيوم" و"قناة السويس" ستصبحان قِبلة التجارة الدولية، هكذا أعلنت الرئاسة المصرية في معرض شرحها أهمية مشاركة البلاد بـ1000 كيلومتر بمشروع مدينة نيوم في أثناء زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، للقاهرة والتي وقّع خلالها البلدان اتفاقيات خاصة بالمشروع.

المشروع الذي تقوده السعودية ويتضمن مصر والأردن، أثار اهتماما إعلامياً عربياً ودولياً، وأثيرت تساؤلات بشأن تمويله، بعد أن أعلِن أن استثماراته ستصل إلى 500 مليار دولار، وكذلك علاقته بما عرف بـ"صفقة القرن".

كما لاقت فكرة المشاركة المصرية اهتماماً خاصاً، تنوع بين الانتقاد من قِبل البعض الذي رأوْا فيه تنازلاً عن السيادة المصرية، وإشادة من قِبل آخرين، مؤكدين فوائد المشروع ونافين بيع مصر أراضيها التي تعهدت بها للمشروع.

في هذا التقرير، سنحاول الإجابة عن طبيعة المشروع وأهم الأسئلة التي تثيرها المشاركة المصرية فيه.

ما هو مشروع نيوم؟

 

مثل مدن الخيال العلمي، يعيش في مدينة نيوم روبوتات أكثر من البشر، والمفترض أن تمثل مدينة الخيال العلمي، ذات الأبراج المرتفعة والفنادق الـ5 نجوم، حسب وصف وكالة "Bloomberg"الأميركية، أهم الجهود السعودية للتحول بعيداً عن عائدات النفط، في ظل الأزمة المالية الحادة التي تواجهها.

في المشروع تحاول المملكة مضاهاة نجاح مدينة دبي، كما لفتت الوكالة، تجربة مركز الأعمال الذي شُيّد في ضواحي الرياض وتكلف 10 مليارات دولار، وأغلبه غير مأهول إلى حد كبير وغير مكتمل، غير أن الأمير محمد بن سلمان يؤكد أن "نيوم" تتكامل مع دبي ولا تتنافس معها.

ما هو الرهان على هذا الموقع؟

يقع المشروع شمال غربي المملكة، ويشتمل على أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية، بمساحة إجمالية يزيد على 26 ألف كيلومتر مربع.

الموقع الجغرافي لـ"نيوم" متميز، حسبما يصفه الموقع الإلكتروني للمشروع، "في قلب العالم، بجو متوسطي معتدل، تزينه شواطئ خلابة تمتد على أكثر من 468 كم من السواحل والعديد من الجزر البكر".

من أين جاءت الفكرة والاسم؟

طرح الأمير محمد بن سلمان هذه الفكرة عام 2015م، في أول اجتماعٍ مع فريقه الجديد، لمناقشة الحاجة إلى عاصمةٍ تجارية واقتصادية.

أما هذا الاسم، فيقول ولي العهد السعودي إنه تم استخدام اسم "نبض" بالوثائق فقط في البداية، "ثم قررنا أخذ الحروف الأولى من الأسماء المُقترحة والحروف الأولى من القطاعات الرئيسية للمشروع، ومحاولة وضعها في عبارة ملائمة. فتوصلنا إلى كلمتي (نيو –مستقبل). (نيو) كلمة لاتينية تعني (جديد)، ومستقبل من اللغة العربية ليدمجا وتصبح (نيوم)".

ما القوانين التي ستدار بها المنطقة الجديدة؟ وهل ستطبق بها الشريعة؟

المدينة ستعمل بشكل مستقل عن "الإطار الحكومي الحالي"، بقوانين الضرائب والعمل الخاصة بها ونظام قضائي مستقل.

هذه الأنظمة والتشريعات المستقلة ستكون وفق أفضل الممارسات العالمية التي تُصاغ من قِبل المستثمرين ومن أجل المستثمرين، حيث سيكون المشروع مستقلاً عن أنظمة السعودية فيما عدا السيادية منها، وذلك حسب تقرير لموقع قناة "العربية" السعودية.

ومن ثم، فمن المرجح أن المدينة الجديدة ستدار من الناحيتين الاجتماعية والثقافية كذلك، بطريقة مختلفة عن القواعد الاجتماعية الخاصة بالسعودية التي توصف بالصارمة؛ إذ تقول صحيفة وقائع مشروع نيوم، إنَّ "المعايير الاجتماعية ستتبنَّى ممارساتٍ رائدة من أجل تحسين معايير الحياة لسكانها وزائريها".

الأمر الذي أثار تساؤلات مثل: هل ستكون أشياء مثل لباس السباحة "البكيني" والخمور متاحة؟ الأمر الذي دفع صحيفة  Haaretz لتوقع أن المملكة المحافظة قد تضطر إلى فصل "نيوم" عن بقية أراضيها بنقاط حدودية.

متى يخرج المشروع للنور؟

غداة الإعلان عن المشروع في أكتوبر/تشرين الأول 2017، قال الأمير محمد سلمان إن الناس سينتقلون لـ"نيوم" في 2020.

وحسب تقرير لموقع "العربية"، نُشر في الشهر ذاته، فسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى لـ"نيوم" بحلول عام 2025.

متى وكيف بدأت فكرة المشاركة المصرية؟

نتيجة بحØ

 تحدث الأمير محمد بن سلمان عن خططه في مارس /آذار 2016 حسب وسائل إعلام سعودية،، ثم أعلن عن المشروع رسميا خلال منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذي عُقد في الرياض أكتوبر/تشرين الأول 2017،  على أنه جزء من رؤية تطوير المملكة "السعودية 2030". قائلا إنه سيشمل أجزاء من مصر والأردن، دون أن يخرج رد فعل مصري رسمي آنذاك.

وفي أول زيارة للقاهرة بعد توليه منصب ولي العهد، في مارس/آذار 2018، تجوُّل بالمنطقة التي يفترض أن تساهم بها مصر في "نيوم"، ومن هناك أعلن رسمياً مشاركة مصر بـ1000 كلم.

كيف ستساهم مصر.. بيع أم استئجار أم شراكة؟

تحدثت تقارير إعلامية عن تأجير مصر أراضيها لصالح المشروع، ولكن الأمير محمد بن سلمان قال في حوار مع عدد من الإعلاميين المصريين، بالقاهرة في مارس/آذار 2017، إن مصر والأردن من الشركاء.

وقال المذيع المصري عمرو أديب، إنه وجّه سؤالاً مباشراً للأمير محمد بن سلمان، خلال هذا  اللقاء عن الاتفاقية، فردَّ عليه الأمير السعودي بنفي "شراء أرض" من مصر، وإنما دخولها في الاتفاق مع الرياض عبر تقديم الأرض من الطرف الأول (مصر) والأموال من الطرف الثاني (السعودية).

من يمول الصندوق المشترك لتنفيذ "نيوم في مصر"؟

أنشأت السعودية ومصر صندوقاً مشتركاً بقيمة 10 مليارات دولار، لتطوير أراضٍ على مساحة 1000 كيلومتر مربع في جنوب شبه جزيرة سيناء المصرية، ضمن المشروع، وذلك خلال زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الأخيرة للقاهرة.

وقال مسؤول سعودي إن الجزء الخاص بالرياض في صندوق الاستثمار المشترك سيكون نقداً؛ للمساعدة في تطوير الجانب المصري من مشروع "نيوم" الذي كشفت عنه السعودية.

ما هي المناطق التي تساهم بها القاهرة؟ وما هي الأنشطة التي ستقوم بها؟

نتيجة بحØ

 

لم توزَّع خرائط رسمية، ولكن مسؤولاً سعودياً قال لـ"رويترز" إن السعودية ستقوم بإنشاء 7 نقاط جذب بحرية سياحية، ما بين مدن ومشروعات سياحية، في "نيوم"، بالإضافة إلى 50 منتجعاً و4 مدن صغيرة في مشروع سياحي منفصل بالبحر الأحمر، في حين تركز مصر على تطوير منتجعي شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء والغردقة في محافظة البحر الأحمر.

وحسب المسؤول السعودي، فإن السعودية ستتعاون مع مصر والأردن على استقطاب شركات الملاحة والسياحة الأوروبية للعمل في البحر الأحمر خلال الشتاء.

كما وقعت الرياض والقاهرة أيضاً بروتوكولاً بيئياً، يهدف إلى حماية البيئة البحرية والحد من التلوث؛ للمحافظة على الشُّعب المرجانية والشواطئ، والاتفاق على ضوابط ملزمة لمنع التلوث البصري.

كيف سيدخل المصريون إلى "نيوم"؟

قال ولي العهد السعودي، في حواره مع الإعلاميين المصريين، إنه بموجب المشروع سيتم الدخول بين أجزاء المشروع داخل مصر والسعودية دون جواز سفر.

ما هو موقف إسرائيل من مدينة الأحلام العربية التي تقع قرب حدودها؟

 

موافقة إسرائيل حتمية لإنشاء الجسر المقترح بين مصر والسعودية فوق خليج العقبة والذي سيكون ضرورياً لـ"نيوم "، هذا ماخلص إليه تقرير لوكالة Bloomberg.

 والسببت في ذلك إن الجسر يقع قرب حدود إسرائيل، كما أن جزءاً من التجارة الإسرائيلية يمر عبر هذا الخليج الذي تطل عليه مدينة الأحلام، ويبدو أن هذه الموافقة قد تمت بالفعل، حسب الوكالة الأميركية.

وقال يورام ميتال، رئيس مركز حاييم هرتزوغ لدراسات الشرق الأوسط والدبلوماسية في جامعة بن غوريون، للوكالة الأميركية، إنَّ ذلك يجعل مشاركة إسرائيل في المشروع أمراً لا بد منه، حسب قوله.

وحسب الوكالة، فإن الزعماء الإسرائيليين قد حددوا منطقة خليج العقبة على البحر الأحمر، باعتبارها موقعاً مثالياً لتدعيم العلاقات التجارية مع كل من الأردن والسعودية ومصر، التي تقع جميعاً على طول خليج العقبة مثل إسرائيل.

وقالت Midde East Monitor إن عدة شركات إسرائيلية تجري محادثات مع صندوق الاستثمار العام بالمملكة العربية السعودية حول الفرص التجارية في "نيوم"، ولَم يشر المسؤولون السعوديون إلى هذا المقترح.

ما علاقة المشروع بـ"صفقة القرن"؟

تحدثت تقارير إعلامية عن علاقة بين مشروع نيوم و"صفقة القرن"، وهي مصطلح مشهور إعلامياً، يتحدث عن حل نهائي، يتضمن -وفقاً لما سُرب إعلامياً- شروطاً تخالف الثوابت الفلسطينية والعربية، خاصة فيما يتعلق بالقدس والحدود واللاجئين.

وكانت صحيفة New York Times الأميركية قد نقلت، في ديسمبر/كانون الأول 2017، عن دبلوماسيين عرب وأوروبيين قولهم إن الأمير محمد بن سلمان قد ضغط على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال لقاء جمعهما، للموافقة على مبادرة للتسوية تميل لصالح الإسرائيليين، تتضمن تخلي الفلسطينيين عن أجزاء من الضفة الغربية وعن القدس كعاصمة لدولتهم المستقبلية وعن حق عودة اللاجئين.

ومؤخراً، قال تقرير لموقع Midde East Monitor إن إدارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تضغط على الأردن للموافقة على "صفقة القرن"، وتربطها بمشروع نيوم، الذي تطالب القاهرة عمّان بإعلان المشاركة فيه.

في المقابل، نفى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، الحديث عن تنازل القاهرة عن أراضٍ ضمن "صفقة القرن"، مشدداً على أن هذه الصفقة لا تعني التنازل عن أية أراضٍ مصرية، وواصفاً ما أثير حولها بأنه "تفسيرات خاطئة، هدفها الجدال واللغط"، حسب تعبيره.