مجلس الأمن يخذل ضحايا “يوم الأرض” وانعقاد الاجتماع الطارئ في عيد الفصح اليهودي يُغضب أميركا وبريطانيا

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/31 الساعة 09:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/31 الساعة 14:25 بتوقيت غرينتش
The United Nations Security Council meets on Syria at the U.N. headquarters in New York, U.S., March 12, 2018. REUTERS/Mike Segar

لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن من الاتفاق على بيان مشترك حول تدهور الوضع في قطاع غزة، رغم التصعيد الدامي الذي شهده يوم أمس، والذي أسفر عن مقتل 16 فلسطينياً وإصابة أكثر من 1400 آخرين، وذلك في خلال تظاهرات بمناسبة "يوم الأرض".

ورغم فشل الأعضاء في الخروج ببيان يدين الاعتداءات الإسرائيلية خلال الجلسة الطارئة والمغلقة، التي عقدت مساء الجمعة 30 مارس/ آذار 2018 بدعوة من الكويت، إلا أن الجلسة قد علا خلالها التحذيرات من تدهور الوضع في الأيام المقبلة.

بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا، كانتا منزعجتين من موعد انعقاد هذا الاجتماع، فقد أعربتا عن أسفهما لتزامنه مع الفصح اليهودي، الذي بدأ الاحتفال به مساء الجمعة، وبسببه لم يحضر أي دبلوماسي إسرائيلي الجلسة الطارئة التي عقدت على مستوى مساعدي السفراء.

استياء عربي وتحذير دولي

وقال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، ومراقب فلسطين، رياض منصور وممثل الجامعة العربية ماجد عبد العزيز في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء الجلسة، إن مشروع بيان رئاسي ستقوم الكويت بتوزيعه خلال أيام على أعضاء المجلس بشأن المذبحة الإسرائيلية.

العتيبي أوضح أن مشروع البيان الرئاسي يتضمن إدانة مقتل أكثر من 15 فلسطينياً وإصابة نحو ألف آخرين ويطالب إسرائيل، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني كما يدعو مشروع البيان إلى إجراء تحقيق في الحادث وأن تتحمل إسرائيل مسؤولياتها".

بدوره أعرب السفير الفلسطيني عن خيبة الأمل العميقة إزاء فشل مجلس الأمن في إدانة المذبحة، واتهم صراحة "الولايات المتحدة الأميركية بإعاقة مجلس الأمن عن الاضطلاع بمسؤولياته".

وفي الوقت نفسه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "تحقيق مستقل وشفاف" مؤكداً "جهوزية" الهيئة الدولية لإعادة إحياء جهود السلام، كما حذر مساعده للشؤون الإنسانية تايي- بروك زيريهون بأن "هناك خشية من إمكان تدهور الوضع في الأيام المقبلة"، داعياً إلى أقصى حدود ضبط النفس.

وقال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، ومراقب فلسطين، رياض منصور وممثل الجامعة العربية ماجد عبد العزيز في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء الجلسة، إن مشروع بيان رئاسي ستقوم الكويت بتوزيعه خلال أيام على أعضاء المجلس بشأن المذبحة الإسرائيلية.

أما المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة فقال إن "خطر التصعيد حقيقي. هناك إمكانية لاندلاع نزاع جديد في قطاع غزة".

لكن ممثل الولايات المتحدة قال خلال الجلسة "إنه لأمر حيوي أن يكون هذا المجلس متوازناً"، مشدداً على أنه "كان يجدر بنا أن نتوصل إلى ترتيب يتيح لكل الأطراف أن يشاركوا (في الاجتماع) هذا المساء".

إلا أن الدبلوماسي الأميركي تابع: "نشعر بحزن بالغ للخسائر في الأرواح البشرية التي وقعت اليوم" وأضاف مهاجماً حماس "إن أطرافاً أشراراً يستخدمون التظاهرات غطاءً لإثارة العنف، يعرضون أرواح الأبرياء للخطر".

هجوم إسرائيلي بمجلس الأمن

أما السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون فأصدر قبيل اجتماع مجلس الأمن بياناً اتهم فيه حركة حماس بالوقوف خلف أعمال العنف.

وقال دانون في وقت لاحق "فيما يجتمع اليهود في أنحاء العالم مع عائلاتهم.. لإحياء عيد الفصح، ينزل الفلسطينيون إلى مستوى جديد من المراوغة كي يتمكنوا من استخدام الأمم المتحدة لنشر أكاذيب حول إسرائيل".

وأضاف "هذا الاستغلال المعيب لعيدنا لن ينجح في منعنا من قول الحقيقة بشأن التجمعات الإرهابية لحماس التي تهدف إلى زعزعة المنطقة".

وبمناسبة إحيائهم "يوم الأرض" تدفّق عشرات آلاف الفلسطينيين، خصوصاً من الأطفال والنساء، الجمعة على المنطقة المحاذية للحدود بين غزة وإسرائيل في مسيرة احتجاجية أطلق عليها "مسيرة العودة الكبرى".

ومن المقرر أن تستمر حركة الاحتجاج هذه ستة أسابيع وذلك للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها وللمطالبة أيضاً برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

وأفادت وزارة الصحة في قطاع غزة أن 16 فلسطينياً قتلوا وأصيب أكثر من 1400 آخرين في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي.

وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة" عن سقوط الضحايا الفلسطينيين، مطالباً المجتمع الدولي "بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل".

وتزامنت "مسيرة العودة الكبرى" مع إحياء "يوم الأرض" الذي يخلّد كل 30 آذار/مارس مقتل 6 فلسطينيين دفاعاً عن أراضيهم المصادرة من سلطات إسرائيل سنة 1976.

 

تحميل المزيد