الباكسي ليس سيارة تاكسي ولا دراجة هوائية… تفاصيل أول رحلة في هذه الوسيلة السورية الجديدة

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/25 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/26 الساعة 10:08 بتوقيت غرينتش

بالقرب من سوق الخجا المتخصص ببيع الحقائب في قلب العاصمة دمشق، قرر خوض تجربة هي الأولى من نوعها في سوريا، وكانت حديث الشارع السوري خلال الأسابيع الأخيرة بين معجب بالفكرة ومنتقد لها.

حمل علي حسن (20 سنة) كاميراته وتواصل مع المستثمر القائم على مشروع "الباكسي"، وقرر التأكد من الموضوع واختباره بنفسه، دون أن يكترث بما تناقله السوريون عن المشروع الجديد.

والباكسي هو آخر ابتكارات السوريين الذين يحاولون إيجاد حل لمشكلة التنقلات داخل شوارع قلب العاصمة الضيقة. وهو عبارة عن وسيلة نقل جديدة تشبه الدراجة الهوائية لكنها تعمل بالكهرباء، ولها نوعان: نوع يتسع لشخص ونوع يتسع لشخصين.

ركب حسن الدراجة الكهربائية الجديدة المقرر طرحها قريباً في أسواق وحارات دمشق، ووثق تجربته بالتعاون مع زميله سيف الدين دقوري، عبر فيديو بثته إحدى وسائل الإعلام المحلية الشهيرة.

باكسي

بالفيديو| أول رحلة للباكسي في #دمشقإعداد:Ali HasanSaif Eddeen Dakkouri

Posted by ‎يوميات قذيفة هاون في دمشق‎ on Mittwoch, 24. Januar 2018

 

حسن الذي يعمل صحفياً محلياً، أوضح في حديثه لـ "عربي بوست" أن التجربة كانت غريبة نوعاً، وأنه شعر خلال جولته بأنه محط أنظار الجميع في الشارع. وذكر كيف فوجئ بأن الكثيرين ممن حوله التقطوا الصور له ولزميله، حتى وجد هذه الصور متداولة في وقت لاحق على الشبكات الاجتماعية.

من يعش في دمشق هذه الأيام، يكتشف المشكلة الكبيرة التي تعاني منها مدينة تتسع لـ 3 ملايين نسمة، فتضطر لاستقبال 10 ملايين آخرين، جاؤوا من المدن التي تهدمت خلال الحرب السورية. هذا الكم الكبير من البشر خلق أزمات كثيرة، أهمها أزمة المواصلات التي يحاول السوريون كل يوم طرح مبادرات لحلها.

وسيتم طرح هذه الوسيلة في عدد محدد من الأماكن التي لا تضم عادة وسائل نقل، مثل سوق الصالحية، وهو سوق مرصوف يمنع مرور السيارات فيه، وهو ما يشكل صعوبة لكبار السن في التنقل عبره أو أولئك الذي يملكون الكثير من الأغراض.

ويشرح حسن، أن المشروع الجديد وظف عدداً من الشباب الذكور بالإضافة لشابة قررت دخول هذه المهنة دون التفكير بردة فعل المجتمع. وقال "اخترت الدراجة التي تقودها الفتاة، في حين اختار صديقي دراجة أخرى يقودها شاب".

وقام حسن برحلة قصيرة مدتها حوالي 6 دقائق من سوق الخجا إلى ساروجة مروراً بشارع الثورة، ثم عادوا لساروجة، وهي مناطق متلاصقة في وسط العاصمة، وكان هدفهم اختبار هذه الدراجة ومعرفة إمكانياتها.

وأشار حسن إلى أن ما لفته خلال رحلته هذه كان تجمع الكثير من الناس حول السائقين، والتقاط الصور معهم وسؤالهم الكثير من الأسئلة، وكأنهم نجوم سينما.

التجربة لم تحظ حتى اليوم بقبول الكثيرين، ورغم أنها لم تدخل الاستخدام الفعلي بعد، لكن الجميع يتبادل أخبارها عبر فيسبوك.

غالبية التعليقات تدور في مجال الانتقاد والسخرية، وقلة من الناس من أبدى إعجابه بها وتقبلها ورأى فيها خدمة جديدة قد توفر عليهم بعض العناء. ورأى بعض المادحين أنها وفرت لبعض الشباب فرص عمل ومصادر دخل.

الانتقادات طالت أيضاً التعرفة المقررة لهذه الدراجة، والتي تبدأ بـ 50 ليرة لأول دقيقة، وتصبح 25 ليرة لكل دقيقة تالية، ولأن متوسط الرحلة سيكون في الغالب بين 6 – 10 دقائق، فستكون التكلفة الإجمالية في حدود دولار ونصف، ورأى كثيرون أنها مرتفعة وتوازي أجرة التاكسي.

 

وسيلة نقل مكملة

تواصلت "عربي بوست" مع محافظة دمشق وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن تنظيم هذه الخدمة، وأكدت أن "الباكسي" لم يُطرح للاستخدام بعد، وأن كل ما يتم تداوله من صور وتقارير هي أخبار إعلامية فقط ولا أساس لها على أرض الواقع.

وذكر مصدر بالمحافظة – رفض ذكر اسمه – أن الدراجات الجديدة لم تحصل حتى الآن على لوحات نظامية ولا على تأمين، ولا يمكن لها التحرك في الشوارع بدون هذين الأمرين، متوقعاً أن تنتهي هذه الإجراءات نهاية الأسبوع القادم أو بداية شهر فبراير/شباط.

المصدر كشف أنه حتى بعد طرح "الباكسي" فهي ستعمل ضمن فترة تجريبية، لرصد سلبياتها ومشاكلها وتحديد إيجابياتها أيضاً، وسيقتصر العدد في البداية على 10 دراجات كهربائية ذات عجلات ثلاث، تم تصنيعها محلياً.

وقال إنه في حال نجاح التجربة، فمن الممكن طرح أعداد أكبر، وسيتكفل المستثمر بموضوع تأمين الموظفين والدراجات ومحطات الشحن الكهربائي.

وشدد المصدر على أن هذه الخدمة ستكون مكملة لمنظومة النقل في دمشق وليست بديلة عن التاكسي أو الباصات، كما يظن الناس. وأوضح أن تطبيقها سيتم في الأزقة الضيقة والمناطق السياحية والأسواق المغلقة كالصالحية، وأيضاً الشوارع التي لا تحوي الكثير من السيارات،"لن تعمل أبداً على طرق الأوتوستراد أو الشوارع العريضة، كما أن مسارها لن يتجاوز الـ 2 كم".

الصحفي علي حسن أكد على جودة الفكرة، وقال "قد أعتمد على الباكسي في تنقلاتي مستقبلاً عند طرحه بالأسواق"، موضحاً أن درجة قبول الناس لها ستحدد رأيه النهائي، لأنه لا يريد أن ينظر الناس له بشيء من السخرية عند ركوبه.