هذا المقال هو الجزء الثاني من سلسلة إليكِ 10 طرق لتتجنبي الارتباط بالرجل الخطأ
تحدثنا في الجزء الأول عن 5 من الطرق التي يمكنك فعلها لتتجنبي الارتباط بالشريك الخطأ، واليوم نكمل الخمسة الباقية.
6- تجنبي الزواج من شخص تعانين من نقص في التواصل العاطفي معه
لتعرفي مدى قوة التواصل العاطفي مع شريك المستقبل يجب أن تسألي نفسك 4 أسئلة:
أولاً: ما الذي يدفعني لاحترامه والإعجاب به بشكل تفصيلي؟
ثانياً: هل أستطيع الاعتماد عليه والوثوق بوعوده؟ هل أستطيع أن أصدق ما يقوله؟
ثالثاً: هل أشعر بالأمان العاطفي معه؟ هل أشعر بأني مرتاحة وشخصيتي منفتحة؟ هل أستطيع التعبير عن نفسي كما أريد معه؟
رابعاً: هل أشعر بالهدوء والراحة مع هذا الشخص؟
الثقة بشريك حياتك المستقبلي تعني أنك تستطيعين الاعتماد عليه، أن تثقي بحكمه، بأقواله، وأن تشعري بالأمان العاطفي مع شريك حياتك المستقبلي يعني أن تكوني بشخصيتك الحقيقية معه دون الحاجة إلى تمثيل، أما إذا كانت إجاباتك "لا أدري، أنا غير متأكدة.. إلخ"، فاستمري في تقييم نفسك معه حتى تعرفي وتتأكدي يقيناً مما تشعرين به معه.
الخلاصة: إذا كنتِ لا تشعرين بتواصل عاطفي مع خطيبك الآن، فلن تشعري بذلك بعد الزواج.
إذا كنتِ لا تثقين بأفعاله أو أقواله الآن، فلن يتغير الأمر بعد الزواج.
7- انتبهي لمستوى قلقك النفسي مع خطيبك
اختيار شريك أو رجل لا تشعرين معه بالراحة النفسية ليس وصفة جيدة للحصول على زواج مليء بالحب وطويل الأمد.
عندما لا تشعرين بالأمان النفسي فإنك لا تستطيعين التعبير عن مشاعرك وأفكارك.
انتبهي من الشريك الذي يستغلك أو يسيء معاملتك نفسياً، وهناك عدة مؤشرات على ذلك، أهمها أن عليكِ مراجعة كل ما يجب أن تقوليه، وأنك لا تستطيعين التعبير عن نفسك بسهولة وتعملين ألف حساب لردة فعله!
كذلك من مؤشرات الاستغلال العاطفي من قبل الخاطب: السلوك التحكمي، أي يتحكم في طريقة تفكيرك وطريقة ملبسك وتصرفك.
يجب أن تفرقي بين اقتراحات خطيبك ومطالبه حول سلوكياتك وأفكارك وشكلك. المطالب مصيرها أن تُفرض عليك، بينما الاقتراحات لك الحرية أن تأخذيها أو تتركيها.
رجاء كفي عن لعب دور الفتاة الساذجة المطيعة لـ"طلبات" خطيبها في كل شيء باسم الحب والأدب وحُسن النية، والحقيقة أنه يستغلك باسم الرجولة والغيرة.
كذلك من مؤشرات الاستغلال العاطفي من قبل الخاطب: استخدام الغضب والسبّ وأحياناً التعدي الجسدي كوسيلة منظمة للضغط عليك لتنفيذ مطالبه.
اعلمي يقيناً أن الخاطب الذي يستغلك عاطفياً بأسلوب الغضب والسبّ ما جاء إلا من بيئة مماثلة، وغداً سيصنع بيئة مماثلة تماماً في بيتك معك ومع أولادك.
مرة أخرى كوني واعية وعلى مستوى الحدث، لا تُقدمي على زواج الاحتمالات والأمل بأن يتعدل حال خطيبك بعد الزواج.
الخلاصة: الأمان النفسي من أهم معايير الزواج الصحي، فانتبهي لمؤشرات الاستغلال العاطفي وإياك أن تتجاهليها في الخطوبة.
8. انتبهي لمستوى نقص الانفتاح مع خطيبك
انفتاحك مع خطيبك لا يعني وقاحتك أو جرأتك، انفتاحك يعني أن تعرفي كل ما تودين معرفته لتتأكدي يقيناً أنك مقتنعة بالزواج منه.
تقهرني العروس التي تلهث ستة أشهر لتحضيرات الكوشة ولستة المعازيم. وعند المسائل الحساسة والمهمة مع خطيبها تقول: لِمَ العجلة؟ سأعرف كل شيء بعد الزواج!
اسأليه اسأليه اسأليه. اعرفي كل ما تودين معرفته. لا تركني على بابا وماما وأهل الحارة. أنت من سيتزوجه لا غيرك.
لا تترددي في طرح مواضيع مثيرة للجدل أمامه وراقبي ردة فعله. تعمدي ذلك وستذهلك الأمور المخفية خلف قناع التهذيب المرسوم على وجهه.
تذكري: الفكرة ليست في نوعية الأسئلة التي تطرحينها على خاطبك، بل في مراقبة ردود أفعاله تجاهها. الكثير من خبايا النفس تكشفها طريقة الرد.
راقبي طريقة رد خطيبك على أسئلتك: هل هو دفاعي؟ هجومي؟ انسحابي؟ انزعاجي؟ هل يلومك؟ هل يتجاهلك؟ هل يحاول إخفاء شيء؟ هل يجيب بالعقل والمنطق أم فقط يحب أن يتفلسف ويجعجع؟
اعترف بأن هناك مجتمعات أو عائلات لا تسمح بانفتاح الفتاة في أسئلتها مع خطيبها، هي رؤية واحدة شرعية والسلام، رؤية واحدة تنبني عليها حياة قد تمتد 40 عاماً للأسف!
الخلاصة: كلما طالت فترة خطوبتك أو فترة العقد الشرعي، كلما كان عليك استغلال الفرصة في سؤال خطيبك وشريكك بانفتاح حول كل ما تريدين معرفته،
اضربي في العمق واستشفي شخصيته من ردة فعله!
9- أنت من تتحملين مسؤولية إسعادك لنفسك
من المؤسف أن تظن الفتاة أن الزواج هو الحل السحري لجميع مشاكلها مع أهلها أو دراستها أو بيئتها أو ظروفها. تذكري: الزواج وسيلة وليس غاية!
لا تضعي آمالك أو أحلامك على شريك المستقبل الذي سيأتي على حصانه الأبيض وينتشلك من بؤسك أو فشلك. قفي وواجهي الحياة وتحملي مسؤولية نفسك وانجحي أولاً وحدك.
ابدئي وصححي مسار حياتك الآن. غيري ما لا يعجبك في نفسك الآن. خذي زمام المبادرة الآن. ثم اجعلي الزواج ركيزة داعمة لكل ذلك وليس سبباً لكل ذلك.
إياك ثم إياك أن تتزوجي بنيّة أن زوج المستقبل سيحل مشاكلك وعقدك النفسية. سعادتك إن لم تنبع من داخلك وترضى عن نفسك فلن يرضيك رجال الأرض جميعاً.
ببساطة: لا يوجد أحد بالعالم يستطيع أن يكون مسؤولاً عن سعادتك سوى نفسك. لا بابا ولا ماما ولا الزوج ولا الوظيفة ولا التعليم. أنتِ وفقط!
للزوجة: أرجوك كفّي عن الالتصاق بزوجك كذبابة بئيسة لا تستطيع العيش بدونه، انطلقي في حياتك وستكتشفين ما يذهلك من أسباب السعادة التي تصنعينها بيدك.
للأهل: كفوا عن الضغوط النفسية على ابنتكم لتجعلوا حياتها جحيماً إن لم تتزوج. اتركوها تصنع سعادتها بنفسها.
وللأسف أقول إن الأهل مأساة أخرى في تنشئة أجيال من البنات لا همّ لها إلا الحصول على زوج لتسعد في حياتها. بصراحة لا ألوم الفتاة عندما تتزوج وعقلها تافه فارغ!
على الفتاة أن تعيش حياتها بالطول والعرض بما يسعدها ويرضي ربها. جاء الزوج أهلاً وسهلاً، وليكن سبباً إضافياً وليس أساسياً لسعادتك.
فلا تعلقي آمالك على أحد. ولا تنتظري الكثير من أحد. ضعي نفسك في المرتبة الأولى والثانية والثالثة ثم ليأتي بعد ذلك من يستحق.
الخلاصة: أنت المسؤولة عن إسعاد نفسك. وإذا فشلتِ في أن تُسعدي نفسك قبل الزواج فلن تكوني سعيدة بعده أبداً.
10- انتبهي من الشخص الذي يعاني من خواء روحي أو عدم توازن عاطفي
الخواء الروحي مصيبة كبيرة في الخاطب؛ لأنه يمتص كل طاقتك الإيجابية في محاولاتك لتخليصه من شحناته السلبية.
تجنبي مَن لديهم خواء روحي من الناس حولك: لأنهم يمتصون طاقتك. يشعرونك بعدم الأمان. يُنفرون الناس من حولهم، تملؤهم السلبية والأفكار السوداوية.
إذا شعرتِ بأن خاطبك كثير الشكوى والتذمر من حياته، يظن أن جميع مَن حوله يتآمرون ضده، ليس لديه أصدقاء مقربون إليه، سلبي نكدي جبان متردد، فهذه ليست بداية مبشرة لأبوة إيجابية لأولادك.
الإدمان أحد أشكال الخواء الروحي. إياك ثم إياك والزواج من مدمن. من المستحيل أن تبني علاقة زوجية سليمة وصحية وإيجابية مع مدمن أبداً.
الإدمان لا يقتصر على الخمر أو المخدرات فقط. بل يشمل: إدمان العمل/المال/التسوق/الرياضة/الهوايات/الإنترنت/المادة.. إلخ. إياك وتجاهل علامات الإدمان الجاد في الخاطب.
من المضحك أن تطالبي بشخص لا يدمن الإنترنت أو التلفاز أو الموبايل وأنتِ بنفسك أكبر مدمنة على ذلك. تذكري: طالبي بما تطبقينه على نفسك أولاً.
عدم التوازن العاطفي لدى الخاطب مع أسرته يؤدي إلى تهاونه في تدخلات أمه أو أخته في حياته. بالعربي: سيدخل شخص ثالث في حياتكما ويخرب البيت.
انتبهي للخاطب الذي يأخذ رأي أمه (أو أخته) في كل شيء. انتبهي للسيطرة الخفية على خيوطه منهم. وإلا فإنك ستجدين نفسك متزوجة من السلطات الخارجية.
كم من البيوت تهدمت بسبب أن الفتاة غضّت الطرف عن العلاقة "المبالغ بها" بين خاطبها وأمه.
نعم لبرّ الأم فيما يتعلق بها وليس فيما يتعلق بنا.
الخلاصة: الطاقة السلبية، الإدمان الجاد، وتحكم أهل الخاطب الواضح ليست علامات جيدة لزواج سليم وصحي.
وأخيراً..
- لا تجعلي عواطفك المشتعلة واندفاعك أو حماسك يعميك عن عيوب من أمامك.
- فكري بما تريدين.. وليس بما تهربين منه.
- كم من فتاة بررت لخطيبها كل أفعاله وهفواته وزلاته لأنها تحبه ثم بعد الزواج صفعتها الصورة التي كانت أمامها أصلاً طوال الوقت الحب يعمي، فاعقلي وتريّثي..
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.