كيف أعطاني رمضان كورونا فرصة لعيش حياتي الزوجية الجديدة؟

عدد القراءات
2,281
عربي بوست
تم النشر: 2020/05/21 الساعة 14:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/05/21 الساعة 14:40 بتوقيت غرينتش

تزوجتُ حديثاً في سبتمبر (أيلول) عام 2019، وبعد زواجنا بأسبوعين فقط انتهت إجازة زوجي سريعاً واستأنف عمله ووظيفته التي تستغرق منه 9 ساعات يومياً، بالإضافة إلى الوقت المُستهلك في المواصلات، كنتُ محظوظة بإجازتي التي زادت عنه أسبوعاً واحداً، ثم استأنفتُ عملي كذلك.

حينها شعرتُ أن حياتي القديمة السريعة قبل الزواج تعود إلى سابق عهدها، أستيقظُ مبكراً  قبل زوجي، وأتجهز لدوامي الذي يبدأ باكراً قبل دوامه، أصل إلى العمل بعد انتظار طويل في المواصلات المزدحمة، أتناول وجبة سريعة للإفطار، ثم تمر الساعات لينتهي نصف الدوام، وتحين ساعة الغداء مع زملائي في العمل، لأكمل بعدها ما تبقّى من دوامي وأعود إلى المنزل.
في هذه الأثناء يكون زوجي لا يزال في عمله، يصل البيت بعد وصولي بساعتين أو أكثر، حينها أكون متعبة ومرهقة، ولا أفكر في شيء غير النوم للاستعداد صباحاً ليوم عمل جديد.


كنتُ أشعر أننا كزوجين حديثين يعيشان فترة بداية الزواج أو "العسل" التي لا تتكرر، أن من حقنا أن يكون لدينا الوقت لمشاركة تفاصيل أكثر في أيام الأسبوع، أقل شيء أن نتناول معاً وجبة الإفطار أو الغداء، ولكن طبيعة العمل والحياة السريعة كانت تمنعنا من ذلك إلا في الإجازات الأسبوعية.

مرّت الشهور وبدأنا نسمع عن فيروس كورونا الذي انتشر وجاب العالم كله، حتى وصل إلى المدينة التي نعيش فيها، وبدأت الإصابات تتزايد بشكل كبير، حينها قررت المؤسسة التي أعمل بها ومؤسسة زوجي كذلك بدء تطبيق نظام العمل من المنزل.


نقلنا أجهزة العمل إلى بيتنا، حتى أننا وضعناها على طاولة الطعام لنجلس معاً، ويكون مكان عملنا واحداً، وحينها شعرتُ أن حياتنا الزوجية ربما بدأت من جديد.

"جوزك على ما تعوّديه"

قبل زواجي كنتُ أسمع هذا المثل الشعبي كثيراً، والذي كان يُقال على هيئة نصيحة للزوجات الجديدات، لتعويد زوجها على نمط حياة وعادات معينة منذ بداية الزواج، لكني كنتُ أرى أنه يجب استحداث مَثَل جديد ربما: "إنت ومراتك على ما تعوّدوا بعض".
فقد كنتُ حريصة جداً أن نعتاد أنا وزوجي من بداية زواجنا على عادات معينة فيما يخص مشاركتنا للمهام داخل المنزل وعبادتنا لله عزوجل، وكذلك الأنشطة الترفيهية والرياضية، وحتى في طريقة التواصل وحل المشاكل والاختلافات.
وذلك لاعتقادي بأهمية العام الأول في الزواج، وكيف أنه يُعتبر حجر الأساس لبناءٍ قوي يُفترض أن يستمر طيلة حياتنا.

رمضان فريد من نوعه

لوحة الطاعات في رمضان ببيتنا

رمضان الذي جاء هذا العام كان مختلفًا ومميزاً جداً لدي، فهو رمضان الأول الذي أقضيه في بيت زوجي، وكذلك يتزامن مع انتشار فيروس كورونا والحجر المنزلي، وإغلاق المساجد، وفرض حظر التجوال في المدينة التي نعيش فيها، استغللتُ هذا الأمر فوضعنا أولاً أنا وزوجي جدولاً مشتركاً للطاعات في رمضان، تضمَّن هذا الجدول أذكار الصباح والمساء، وكذلك أن نؤدي كل الصلوات الخمس معاً في جماعة، ونصلي معاً صلاة التراويح، وحدَّدنا كذلك لكل يومٍ حديثاً وذِكراً جديداً، أنا مسؤولة عن كتابة حديث وذكر جديد على لوحة الطاعات في الأيام الفردية، وهو في الأيام الزوجية من شهر رمضان.

كان هذا فيما يخص الطاعات والعبادات، أما فيما يخص وجبة الإفطار، فقد ولِأنَّ كلاً منا يُدوام في وظيفته، وحتى تكون المهمة سهلة ولا نضيع وقتنا في المطبخ وغسل الأطباق، اتفقنا في بعض الأحيان على أن غسل الصحون وتنظيف المطبخ مهمة الشخص الذي لا يقوم بتحضير الإفطار، والعكس.

أحياناً أُفكر أني مدينة لكورونا أنه سمح لي أن أفعل أشياءَ لم أستطع فعلها من قبل، ووهب لي وقتاً لأعيش حياتي كزوجة جديدة، وأستمتع بفترة لا تتكرر كثيراً في الحياة، حيث جمال البدايات بلا مسؤولية ولا أولاد.
 أعمل في المنزل، أتشارك مع زوجي الطاعات، نطهو الطعام معاً، نتشاجر، نتصالح، نتناقش، نختبر مواقف جديدة، ونكتشف جوانب جديدة في شخصياتنا لم نكن نعرفها من قبل.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أسماء إسماعيل
مُحررة صحفية في عربي بوست
مُحررة صحفية في عربي بوست
تحميل المزيد