في وطنها لن تخرج منه.. هنا تتخندقُ الفتاة الفلسطينية!

عربي بوست
تم النشر: 2024/07/03 الساعة 11:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/07/03 الساعة 11:21 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية/shutterstock

أُطلّ من نافذة غرفتي، أرى شمسَ فلسطين تُشرق على جبال القدس الشامخة، حاملةً معها شعاع أملٍ جديدٍ ليومٍ جديد، وأشعر بنسمات الهواء العليل تحمل عبق الياسمين والزعتر، وأسمع أصوات الطيور تغرد بألحانٍ ساحرة. أرى في كلّ هذه المشاهد لوحة فنية تُجسّد جمال بلدي الحبيب، فلسطين.

كفتاةٍ فلسطينية، أُدركُ أنّ مستقبلي في هذه الأرض العريقة يزخرُ بالتحديات، لكنّهُ يفيضُ أيضاً بالإمكانيات. فهنالك عقباتٌ ستواجهني، وصعابٌ سأُواجهها، نحن الجيل القادم، حاملو راية الأمل والتغيير. نمتلك أحلامًا وطموحات عريضة، نسعى لتحقيقها بكلّ ما أوتينا من قوة وعزيمة.

في مستقبلي، أرى فلسطين دولة قوية حرة ومستقلة، تعيش في سلام وأمن، وتتمتع بالازدهار والتقدم في جميع المجالات. 

أرى نفسي فتاة مثقفة متمكنةً وناجحة، أُكملُ تعليمي، وأحصلُ على شهادةٍ جامعيةٍ، تُؤهلّني للعملِ في المجالِ الذي أُحبه دون أن أخشى من تقلبات الزمان، أُسهم في بناء مجتمعي ووطني.. أرى نفسي وزميلاتي وصديقاتي طبيبات بارعات يُداوين المرضى ويُخففن من آلامهم، أو مهندسة ماهرة تُصمم المباني وتُشيد الطرقات، أو مُعلمة مُلهمة تُعلّم الأجيال القادمة وتُنير عقولهم.

أرى نفسي فتاة مُلهمة لغيري من الفتيات، أُشجعهنّ على تحقيق أحلامهنّ دون تردد أو خوف.

أرى نفسي فتاةً مُستقلّةً أُؤسّسُ مشروعي الخاصّ، وأُصبحُ سيدةَ أعمالي.

أُحقّقُ الاكتفاءَ الذاتيّ، وأُعيلُ نفسي وعائلتي.

أرى نفسي فتاةً مُؤثّرةً أُشاركُ في الحياةِ العامة، وأُساهمُ في صنعِ القرار. 

أرى نفسي فتاةً فلسطينيةً فخورةً أُحافظُ على هُويتي وثقافتي، وأُشاركُ في نشرِها للعالم، أُسهم في بناءِ دولةٍ فلسطينيةٍ مُستقلّةٍ يبسُم فيها الطفل بلا كدر 

أُدركُ أنّ تحقيقَ هذهِ الرؤى لن يكونَ سهلًا، لكنّهُ ليس مستحيلًا، سأُكافحُ وأُجاهدُ بكلّ ما أوتيتُ من قوّةٍ وعزيمةٍ لتحقيقِها. فأنا لستُ وحدي، بل أنا جزءٌ من جيلٍ فلسطينيٍّ مُثابرٍ ومُصمّمٍ على تغييرِ واقعهِ وبناءِ مستقبلٍ أفضلَ لفلسطين.

إن رسالتي هنا ليست مزيجاً من الشعر والنثر أنسجها، وإنما هي رسالةٌ  أُخاطِب بها زميلاتي، أخواتي، صديقاتي، وبنات شعبي اللواتي يملأن الجامعات والمعاهد، والكليات التخصصية، واللواتي يعملن في المؤسسات العامة والخاصة، وما عرفته بهن وعنهن من ريادة وإبداع وتفاؤل وتفاعل. 

إن ما مرت به فلسطين في مرحلة كورونا بدايةً، وما تَلاها من حربٍ همجيةٍ على الشعب في غزة وكافة مناطق تواجده، جعل المرأة الفلسطينية هي عنوان هذه المرحلة، وهي العنوان الأبرز للنجاح، والواجهة الكبرى للصمود، والأمل العريض لجيل جديد يتطلع إلى الأمل. فالمرأة تجسد قوة الإرادة والصمود في مواجهة التحديات اليومية، وتمثل رمزًا للتضحية والثبات على الهوية الوطنية.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ريم نصار
مدونة فلسطينية
مدونة فلسطينية
تحميل المزيد