يعيش الرئيس الأمريكي جو بايدن والكونغرس الأمريكي ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في عالم موازٍ.
في عالمهم، كان من الممكن أن تتوصل حماس إلى وقف لإطلاق النار غداً لو أنها أطلقت سراح الأسرى.
وفي عالمهم، فإن الضغط المستمر على حماس هو وحده الذي سيجبرها على إطلاق سراح الأسرى، وبالتالي يجب توفير الأسلحة لإسرائيل للقيام بذلك. ولا تزال القوات الإسرائيلية تشن "عمليات دقيقة" شرق رفح، وبالتالي فإنها لم تتجاوز الخط الأحمر الذي وضعه بايدن بشأن استخدام القنابل الثقيلة التي زودتها بها الولايات المتحدة.
صحيح أن السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام شخص غريب الأطوار، إلا أنه قد يكون المتحدث الأكثر بلاغة عنهم.
فقد قال غراهام إنه مثلما كان "من المقبول" أن تنهي الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية بإسقاط قنابل نووية على هيروشيما وناغازاكي، فيجب أن تحصل إسرائيل على القنابل التي هي بحاجة إليها لإنهاء هذه الحرب.
هل يعني ذلك أن تقوم بإسقاط واحد من 200 رأس نووي تمتلكها إسرائيل على غزة؟
أما في العالم الحقيقي فقد تراجعت الولايات المتحدة عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية، والذي وافقت عليه حماس ورعاه مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز، وقد اختبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدية تهديد بايدن بشن أكبر هجوم على جميع أنحاء غزة منذ بدء الحرب ومنع جميع المساعدات باستثناء كميات رمزية.
وفي العالم الحقيقي أيضاً، تقوم القوات الإسرائيلية بقصف مناطق في شرق رفح ووسط وشمال قطاع غزة. وتتعرض جباليا في الشمال وحي الزيتون في مدينة غزة والنصيرات في الوسط ورفح في الجنوب لقصف مكثف في آن واحد.
وقد تم إغلاق معبر رفح، نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات، بشكل كامل، ولا يُسمح إلا بدخول جزء صغير من الاحتياجات اليومية المطلوبة عبر معابر أخرى.
ومنذ سيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، سمحت إسرائيل لـ6 شاحنات فقط من المساعدات بالمرور عبر معبر كرم أبو سالم الذي تتحكم فيه، بالإضافة إلى 157 ألف لتر من الوقود، بينما يبلغ الحد الأدنى الذي تحتاجه غزة من الشاحنات 500 شاحنة و300 ألف لتر من الوقود يومياً.
وتقول وكالة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينين (الأونروا) إن ما يقرب من 450 ألف شخص قد نزحوا شمالاً، متجهين إلى مدينتي خان يونس ودير البلح المدمرتين، بينما يتجه عشرات الآلاف إلى مدينة غزة جنوباً هرباً مما وصفه برنامج الأغذية العالمي بـ"المجاعة الشاملة".
وفي العالم الحقيقي، قد يكون نصف سكان غزة على وشك الاحتشاد في منطقة وسط غزة التي لا يتوافر بها الطعام أو المياه العذبة للتعامل مع هذا التدفق من اللاجئين.
لا يوجد مكان آمن للفرار إليه. وتحرص إسرائيل على تحقيق ذلك من خلال قصف مناطق اللجوء.
اختبار جدية تهديد بايدن
لقد اختبر نتنياهو جدية تهديد بايدن. ليس الأمر كما لو أنه يتصرف بغض النظر عن التكاليف البشرية. فبالنسبة له، فإن التكلفة البشرية هي من ضمن أهداف الحرب.
لدى نتنياهو قناعة كبيرة يشاركه فيها مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، وأغلبية واضحة من الإسرائيليين أنفسهم في أن التكلفة البشرية يجب أن تكون أعلى ما يمكن. ولم تروِ ثمانية أشهر من هذه المذبحة عطشهم للانتقام.
إذن ما هو رد فعل بايدن على تجاهل حليفه الرئيسي؟
لقد تبنى موقفين: لم يتم شن هجوم على رفح، وبالتالي لم يتم تجاوز أي خطوط حمراء، واللوم في هذا الهجوم، إذا كان موجوداً بالفعل، يقع على عاتق حماس نفسها. وهزّ السفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك لوي كتفيه قائلاً: "إنها مجرد شحنة واحدة تأخرت، ولم تتجاوز إسرائيل الخط الأحمر في رفح".
واتفق بايدن مع إسرائيل قائلاً في حفل لجمع التبرعات في سياتل يوم السبت الماضي: "قالت إسرائيل إن الأمر متروك لحماس؛ إذا أرادوا القيام بذلك، فيمكننا إنهاء الأمر غداً. وسيبدأ وقف إطلاق النار غداً".
كلا العذرين هراء واضح. ولو كانت حماس قد تمكنت من "إنهاء كل ذلك الآن" لكان قد تم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار قبل أشهر، وبالتأكيد بعد أول عملية تبادل للأسرى والرهائن.
إن رفض إسرائيل "إنهاء كل ذلك الآن" قبل استئصال حماس هو الذي أدى إلى انهيار المفاوضات الأخيرة. وافقت حماس على اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان سيضمن وقفاً دائماً للأعمال القتالية ورفضته إسرائيل. والآن تدعمها الولايات المتحدة.
ولأن هذه الحرب لا تتعلق بإعادة الرهائن إلى الوطن أحياء، فكلما طال أمد الحرب، كلما تمكن عدد قليل من الأسرى الـ 128 الذين يُعتقد أنهم ما زالوا أحياء من النجاة.
فكما تعلم جميع عائلات الرهائن، فإن القصف الإسرائيلي هو الذي يقتلهم، وليس حماس.
المملكة المتحدة متحالفة بشكل كامل مع إسرائيل
لقد كان كاميرون أسوأ من بايدن، إن جاز لنا القول.
في سلسلة من المقابلات، قال إن حظر إرسال الأسلحة إلى إسرائيل من شأنه أن يقوي حماس، وانتقد هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لعدم وصفها حماس بأنها منظمة إرهابية.
لقد رفض إعادة التمويل البريطاني للأونروا، على الرغم من أن المراجعة المستقلة التي أجرتها الأمم المتحدة برئاسة وزير خارجية فرنسي سابق لم تجد أي دليل يدعم مزاعم إسرائيل بأن موظفي الأونروا كانوا أعضاء في جماعات إرهابية. وسخر اللورد كاميرون قائلاً: "لدينا متطلبات أكثر".
هل تعني ذلك حقاً؟ إذن فقد استندت مطالبة المملكة المتحدة بقطع التمويل عن الأونروا دون التحقيق حتى في هذه الادعاءات على "معلومات متاحة للعامة" فقط، وفقاً لمصادر تحدثت إلى "ميدل إيست آي".
وحثّ أكثر من 50 نائياً وعضواً في مجلس اللوردات كاميرون على عودة التمويل، قائلين إن ذلك سيرسل "رسالة تضامن قوية إلى المتضررين من الأزمة في غزة ويؤكد من جديد قيادة المملكة المتحدة في الجهود الإنسانية العالمية".
تم تجاهل كل ذلك. وفي عهد كاميرون، أصبحت بريطانيا الآن متحالفة بشكل كامل مع الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
ومثل إسرائيل، فإن بريطانيا عازمة على تدمير الأونروا ومعها الحماية القانونية الدولية الوحيدة التي يتمتع بها اللاجئون الفلسطينيون في جميع أنحاء العالم.
ومن الواضح أن كاميرون يوافق على اقتراح ستالين: "الموت حل لكل المشاكل. لا رجال… لا مشكلة".
ومثل إسرائيل، تريد بريطانيا أن تنتهي هذه الحرب فقط عندما يتم تدمير حماس. وبما أن هدف هذه الحرب لا يمكن تحقيقه، فإن بريطانيا تدعم في الواقع إعادة الاحتلال الدائم لغزة.
ومثل نتنياهو، فقد تجاهل كاميرون وفاة الأسير البريطاني الإسرائيلي نداف بوبلويل، الذي توفي متأثراً بجراحه التي أصيب بها في القصف الإسرائيلي. لقد التزم كاميرون الصمت أيضاً بشأن إغلاق معبر رفح. وعندما تحدث أخيراً، نقلت عنه اذاعة بي بي سي قوله في نهاية الأسبوع إن المملكة المتحدة "لا تدعم عملية كبيرة في رفح دون خطة".
كما أنه التزم الصمت بشأن نزوح ما يصل إلى نصف مليون لاجئ شمالاً من رفح إلى منطقة لا تتوافر بها مقومات الحياة بشكل كافي كالغذاء والمياه.
وترفض بريطانيا دعم أي إجراء قانوني في المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة العدل الدولية، مستخدمة ورقة التوت التي من شأنها أن تعرقل المفاوضات التي انسحبت منها إسرائيل بالفعل.
للمرة الثانية في هذه الحرب، يعطي بايدن وكاميرون نتنياهو ضوءاً أخضر واضحاً لمواصلة هذه الحرب كما بدأها؛ حرب تستهدف بشكل واضح ومما لا شك فيه سكان غزة جميعاً.
ولكن هذا لا يعني أن حملة رفح لم تكن لها عواقب إقليمية.
خطوة تتجاوز الحدود
بتراجعه عن خطة وقف إطلاق النار التي وافقت عليها حماس، يتجاهل بايدن حقيقة غير مريحة. لم يكن ذلك اقتراحاً مضاداً أو بديلاً من حماس، كما قال أحد المسؤولين الأمريكيين بل كان وثيقة صاغتها مصر. أثار رفضها كخطة سلام مشاعر الغضب والمهانة بنفس القدر في القاهرة.
ولم تفلح التسريبات الإسرائيلية لوسائل الإعلام في تحسين المزاج المظلم في القاهرة. وفي الليلة التي احتل فيها الجيش الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من معبر رفح، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر لم يذكر اسمه قوله إن إسرائيل أبلغت مصر أن هذا توغل محدود، وسينتهي بحلول الصباح.
بزغ فجر اليوم التالي وكان العلم الإسرائيلي الكبير المنصوب على الجانب الفلسطيني من رفح لا يزال يرفرف أمام وجوه المصريين.
في هذه الأثناء، استمرت مصادر أمنية إسرائيلية في تغذية وسائل الإعلام الإسرائيلية حول تعاون مصري يجري تحت الطاولة – حيث ستعمل القاهرة مع إسرائيل لتدمير الأنفاق الممتدة أسفل الحدود؛ وأن القاهرة وافقت على خطة لتولي شركة أمريكية خاصة إدارة معبر رفح.
بين عشية وضحاها، أعلنت وسائل الإعلام المصرية المعتمدة رسمياً عن مواقف مغايرة.
وأشاد مذيعو الأخبار البارزين، مثل عمرو أديب، بما فعلته كتائب القسام. وقال أديب، الأحد الماضي، إن إسرائيل خسرت مصر، حيث تم الإعلان عن قرار مصر دعم دعوى جنوب أفريقيا المتعلقة بالإبادة الجماعية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.
ويتعين على إسرائيل والولايات المتحدة أن تسألا نفسيهما عن السبب وراء خروج مصر عن صمتها الآن بعدما كانت قد صمتت مكرهة عما يحدث في غزة لمدة سبعة أشهر. إذا نظرنا إلى الماضي، فربما كان هناك تفاهم ضمني بين إسرائيل ومصر بشأن إعادة احتلال معبر رفح.
ذكرت القناة 13 الإسرائيلية في شهر يناير/كانون الماضي، نقلاً عن مسؤولين لم تسمهم، أن إسرائيل أبلغت مصر بنيتها إرسال قوات إلى رفح وممر فيلادلفيا بزعم تخليص المنطقة من مقاتلي المقاومة الفلسطينية.
وأضافت القناة 13 أن القاهرة أعربت عن قلقها بشأن الخطة، محذرة من أن مثل هذا الإجراء قد يؤدي إلى نزوح جماعي للفلسطينيين إلى سيناء. لكن المصادر الإسرائيلية قالت إن ذلك سيكون "خطوة مؤقتة" وأن "إسرائيل لن تبقى هناك بعد انتهاء العملية التي لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأنها بعد".
ومن الواضح أن إسرائيل نكثت وعدها للقاهرة بأن إعادة الاحتلال ستكون مؤقتة، وقد ذهبت الخطة إلى أبعد بكثير مما يمكن أن تتحمله مصر.
وحتى الآن، أعادت القوات الإسرائيلية احتلال ثلاثة كيلومترات من أصل 16 كيلومتراً من الأرض المحرمة التي يطلق عليها ممر فيلادلفيا.
ولكن ماذا سيكون وضع مصر إذا احتلت إسرائيل الحدود بأكملها؟
ستتحول إذن المصلحة المشتركة في التخلص من حماس في غزة إلى تضارب مصالح، وهو ما يلحق الضرر بشكل واضح بالدولة المصرية.
إذا أعيد احتلال الممر بأكمله، فسوف تفقد مصر السيطرة الكاملة على الوصول إلى غزة، فضلاً عن مصدر الدخل المربح. وبعد أن فقدت كل مصالحها في جارتيها الكبيرتين ليبيا والسودان، فإن القاهرة الآن معرضة لخسارة آخر أوراقها المتبقية على الساحة الإقليمية.
ولا يمكن لأي دولة مصرية، تحت سلطة أي زعيم، أن تتحمل ذلك. ففي نهاية المطاف، الدولة، وليس الرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه، هي التي أغلقت الحدود أمام النزوح الجماعي للفلسطينيين من غزة إلى سيناء.
وفي الواقع تنظر مصر إلى إعادة احتلال رفح باعتبارها خطوة تتجاوز الحدود.
وليست مصر وحدها. فقد أعربت الإمارات العربية المتحدة، أكبر مؤيدي التطبيع مع إسرائيل، عن غضبها بشأن اقتراح نتنياهو بأن الإمارات يمكن أن تساعد في إدارة غزة في اليوم التالي لحماس. ووبخ وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نتنياهو في منشور على موقع إكس، قائلاً إن أبو ظبي تدين تصريحات الزعيم الإسرائيلي.
وأضاف أن "الإمارات تؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يتمتع بأي صفة قانونية لاتخاذ هذه الخطوة، كما ترفض الإمارات الانجرار إلى أي خطة تهدف إلى توفير الغطاء للوجود الإسرائيلي في قطاع غزة".
من بلفور إلى كاميرون
لقد أصبحت رفح كأساً مسمومة لأي زعيم عربي، بغض النظر عن كراهيته للإخوان المسلمين أو لحماس. وهكذا، إذا لم يحدث أي تراجع آخر في سياسة بايدن الخارجية المحكوم عليها بالفشل، فمن المتوقع أن تستمر هذه الحرب خلال حملته الانتخابية وحتى العام المقبل.
ويستمر المبدعون الاستعماريون الإسرائيليون في الظهور. فمن اللورد بلفور، الذي مهد إعلانه الطريق عام 1917 لإقامة وطن لليهود في فلسطين، إلى اللورد كاميرون، لم تتغير السياسة.
فبلفور لم يسمي الفلسطينيين باسمهم، كما أنه لم يتحدث عن حقوقهم السياسية. لقد تحدث عن مجتمعات السكان الأصليين كما لو كانوا أقلية. في الواقع، كان اليهود يشكلون 10% فقط من سكان فلسطين في ذلك الوقت.
وبالمثل لا يفعل كاميرون شيئاً من أجل إقامة دولة فلسطينية. بل يكتفي بالتصريحات فقط. وفي غضون ذلك، وبدعمه لهذه الحرب، فهو يبذل قصارى جهده لمساعدة إسرائيل على تدمير الدولة الفلسطينية في غزة.
كان وعد بلفور مثيراً للجدل في ذلك الوقت كما هو الآن. كان إدوين صموئيل مونتاغو ثالث شخص يهودي يتولى منصب في مجلس الوزراء البريطاني. في أغسطس/آب 1917، كتب إدانة طويلة وبليغة للصهيونية واصفاً إياها بـ "العقيدة السياسية الخبيثة" وتنبأ بدقة ملحوظة كيف ستتصرف الدولة الصهيونية.
وكتب مونتاغو آنذاك:"أفترض أن هذا يعني أن المحمديين [المسلمين] والمسيحيين سيفسحون المجال لليهود، وأن اليهود ينبغي أن يوضعوا في جميع مواقع ومناصب التفضيل والأولوية وأن يكونوا مرتبطين ارتباطاً خاصاً واستثنائياً بفلسطين، بنفس الطريقة التي تكون بها إنجلترا مع الإنجليز أو فرنسا مع الفرنسيين، بمعنى أن الأتراك وغيرهم من المسلمين في فلسطين سيعتبرون أجانب، بنفس الطريقة التي سيعامل بها اليهود فيما بعد كأجانب في كل بلد باستثناء فلسطين، وربما يجب أيضا ألا تمنح الجنسية إلا بعد تجاوز اختبار ديني".
وقال إن الصهيونية معادية للسامية بشدة.
وعلى خطى بلفور، يحكم كاميرون على بريطانيا بعدم أهميتها في الشرق الأوسط.
لقد حان الوقت لتقاعد الطبقة السياسية بأكملها، ولجيل جديد أن يلقي بهذه السياسة إلى المكان الوحيد الذي يستحق أن تكون فيه: إلى مزبلة التاريخ.
لقد تسبب دعم بريطانيا للصهيونية في صراع دام 76 عاماً. لقد حان الوقت لهذا الدعم أن يتوقف ولهذه الهمجية أن تتوقف.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.