يستمر تسابق مرشحي الرئاسة التركية لنيل صوت الناخب التركي في انتخابات وُصفت بالأهم في تاريخ تركيا الحديث. هذا السباق مستمر في الميادين العامة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فالانتخابات الرئاسية والبرلمانية على الأبواب، والدعاية الانتخابية تملأ الإعلام التركي، والتغطية الإخبارية على أشدها في كل القنوات التركية والعالمية، بسبب أهمية هذه الانتخابات على الصعيد الإقليمي والدولي أيضاً.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، تكثر الوعود الانتخابية من قِبل المرشحين الرئاسيين، لعلها تكون مصدر جذب لأكبر عدد ممكن من المواطنين الأتراك.
رجب طيب أردوغان
المرشح الرئاسي عن "تحالف الشعب" رجب طيب أردوغان أعلن عن بيانه الانتخابي وما يحويه من أهداف، وتنوعت تلك الأهداف بين أهداف داخلية وأهداف خارجية. حيث أكد الرئيس رجب طيب أردوغان أن من أولوياته بناء المناطق المتضررة من الزلزال في غضون عام واحد، بالإضافة إلى الاهتمام بالتحول الحضري، وأخذ التدابير اللازمة لمواجهة أي زلزال محتمل.
أكد أيضاً على استمرار حزب العدالة والتنمية في سياسة تطوير قطاع الصناعات الدفاعية ومكافحة الإرهاب وإنشاء مشروع قناة إسطنبول، هذا المشروع الكبير الذي يراهن عليه أعضاء الحزب الحاكم.
وبكل تأكيد، لم يهمل الرئيس رجب طيب أردوغان الملف الاقتصادي، حيث سيواصل بتخفيض معدلات التضخم والفائدة في تركيا لضمان معيشة كريمة للمواطن التركي، وشدد أردوغان على تطوير ملف الطاقة في تركيا إلى أن تصبح تركيا مركزاً عالمياً لتوزيع الغاز، وهذا ما سيعطي لتركيا ثقلاً كبيراً في المجتمع الدولي. وأكد الرئيس أيضاً على أهمية دور الأسرة في المجتمع، والابتعاد عن الأفكار التي تؤثر على تماسك العائلة التركية، كأفكار المثلية الجنسية وما شابهها من أفكار لا تشبه المجتمع التركي.
وإذا أردنا أن نقيم أهداف الرئيس أردوغان نستطيع القول إنها منطقية، لأن حزب العدالة والتنمية عمل على هذه الملفات حوالي عقدين من الزمن، ولكن بخصوص تخفيض التضخم والفائدة، أعتقد أن المهمة صعبة، لأن التضخم مشكلة عالمية ويصعب على تركيا التغلب عليها في حين أن الدول العظمى مثل الولايات المتحدة مازالت تعاني منها.
أهداف الطاولة السداسية
أما إذا تحدثنا عن مرشح تحالف الأمة، أو ما يسمى بـ"الطاولة السداسية"، كمال كليجدار أوغلو، فالأولوية هي تغيير نظام الحكم في تركيا من رئاسي إلى نظام برلماني، بالإضافة إلى إعادة تركيا إلى اتفاقية إسطنبول، لمكافحة العنف ضد المرأة، وتعزيز الحريات الشخصية، وفي العديد من مقابلات كمال كليجدار أوغلو ذكر أن المعارضة التركية رافضة لمشروع قناة إسطنبول جملةً وتفصيلاً، وذكر أيضاً أنه سيخفض أسعار المنتجات الأساسية كالبصل! ووعد أيضاً بإنهاء الأزمة الكردية، وملف الإرهاب المتمثل بحزب العمال الكردستاني، وهذا ما يراه البعض مبالغة كبيرة غير واقعية من قبل مرشح الطاولة السداسية، حيث إنه يصرح بأهداف كبيرة، ولا يتكلم عن آلية الوصول لهذه الأهداف، وهذا ما يشكك المواطن التركي بكلام زعيم المعارضة، وأما خارجياً فقد صرح كمال كليجدار أوغلو بنيّته التطبيع مع النظام السوري، وإعادة اللاجئين السوريين في أسرع وقت ممكن.
والمرشح الرئاسي عن تحالف الأجداد، سنان أوغان، أعلن عن رغبته في إلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى النظام البرلماني، ونرى أن هذه النقطة هي النقطة المشتركة بين مرشحي المعارضة التركية، ومن أهداف أوغان أيضاً دعم قطاع الزراعة، والوصول إلى الاكتفاء الذاتي، وترسيخ مبادئ مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، وشدد أوغان دائماً على ضرورة إعادة الاجئين السوريين، حيث عُرف عن تحالف الأجداد عنصريته الشديدة تجاه اللاجئين والأجانب، وهنا يكمن السؤال: كيف ستضرب المعارضة التركية اتفاقيات تركيا مع الاتحاد الأوروبي بخصوص اللاجئين عرض الحائط؟! وكيف سيقومون بإعادة اللاجئين بطريقة قسرية.
محرم إنجه
رئيس حزب البلد، السيد محرم إنجة، لديه أهدافه الخاصة أيضاً، التي تتمثل في ترسيخ مفهوم الإعلام الحر وحرية التعبير في تركيا، بالإضافة إلى النهوض بقطاع التعليم، وتطوير قطاع السياحة، وتحسين الوضع الاقتصادي، وزيادة الصادرات التركية لدول العالم، وأخيراً إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
أهداف مرشحي الرئاسة التركية منها ما هو واقعي ومنها ما هو من ضرب الخيال، وهنا سيلعب وعي الشعب التركي دوراً كبيراً؛ حيث إنه لن يقبل أن يتم التلاعب به من قِبل أي جهة أو شخصية سياسية، بغية الوصول للحكم، فالشعب التركي ذاكرته جيدة، وستكون له الكلمة الأخيرة في اختيار رئيس تركيا.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.