في غضون 10 أيام دراماتيكية فقط، رأى غوتام أداني- الملياردير الهندي العصامي مع إمبراطورية مترامية الأطراف جعلته ثالث أغنى شخص في العالم- أكثر من نصف ثروته يتلاشى.
وخسرت مجموعة أداني أكثر من 110 مليارات دولار أمريكي من القيمة السوقية حيث قفز المستثمرون من السفينة، كما انخفضت الثروة الشخصية لرجل الأعمال البالغ من العمر 60 عاماً، بمقدار النصف تقريباً، مما أدى إلى إسقاطه من مكانه في المراكز الثلاثة الأولى بقائمة فوربس للمليارديرات.
السبب؟ اتهمت شركة أمريكية صغيرة تدعى شركة "هيندنبورغ" للأبحاث مجموعة أداني بالاحتيال والتلاعب بالأسهم، مما أدى إلى انهيار السوق وإجبار الشركة على التخلي عن طرح أسهم بقيمة 2.5 مليار دولار. ونفت مجموعة أداني بشدةٍ هذه المزاعم، في حين أن الأزمة التي تجتاح ثاني أكبر تكتل بالهند تستمر في التعمق، اقتصادياً وسياسياً.
فيما يلي بعض النقاط الرئيسية من التداعيات:
ما هي الادعاءات ضد مجموعة أداني؟
في أواخر يناير/كانون الثاني، فاجأت شركة هيندنبورغ للأبحاث ومقرها نيويورك، المستثمرين وأسقطت تقريراً لاذعاً يتهم مجموعة أداني بالاحتيال المحاسبي والتلاعب بالأسهم، معتبرةً أنها "أكبر خدعة في تاريخ الشركات". ووجّه التقرير 88 سؤالاً إلى التكتل الهندي، وسأل عن مستويات ديون المجموعة، واتهمها باستخدام ملاذات ضريبية معروفة، وادعى أن الهدف النهائي هو تضخيم القيمة السوقية لشركات أداني المدرجة. وستستفيد شركة البيع على المكشوف من التداعيات اللاحقة، بعد أن اتخذت مراكز قصيرة- أو راهنت على أن الأسهم ستنخفض- على بعض سندات ومشتقات أداني المتداولة دولياً.
وردَّ المسؤولون التنفيذيون في مجموعة أداني ونفوا المزاعم ونشروا تفنيداً مفصلاً من 413 صفحة. ووصفوا التقرير بأنه "ليس سوى كذبة" و"هجوم محسوب على الهند" نفسها. وارتفعت قيمة سهم مجموعة أداني بنسبة 2.500% على مدى السنوات الخمس الماضية، وهو مكسب غالباً ما ساواه أداني بالنمو الاقتصادي السريع في الهند ط، مما أدى إلى تشابك قصة نجاحه مع قصة نجاح بلاده.
من هو غوتام أداني؟
قبل هذه المشاكل الأخيرة، تم إدراج أداني كثالث أغنى شخص في العالم من قبل فوربس، بثروة شخصية صافية تبلغ 120 مليار دولار أمريكي. بعد خسارة ما يقرب من نصف ذلك، بالكاد وصل إلى قائمة أفضل 20.
وأسس أداني، وهو متسرب من الجامعة ورجل أعمال من الجيل الأول، شركته قبل نحو 35 عاماً وبنى ثروته أولاً في التجارة وتعدين الفحم، قبل أن يتفرع إلى البناء وتوليد الطاقة وتشغيل الموانئ والمطارات وتصنيع معدات الدفاع وإدارة شركة إعلامية. وتضم مجموعة أداني – وهي تكتل من سبع شركات مطروحة للتداول العام- من بين حيازاتها أكبر محفظة وطنية في الهند من أصول الطاقة المتجددة وسبعة من مطارات البلاد، من ضمنها مطار مومباي الدولي.
ويقول منتقدون إن الملياردير استفاد أيضاً من علاقة وثيقة مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي ينحدر مثل أداني، من ولاية جوجارات غرب الهند.
كيف كان رد فعل الأسواق؟
شعر المستثمرون بالقلق عندما صدر التقرير الأمريكي وبدأوا على الفور في تفريغ الأسهم، حيث تفككت ثروات الشركة. وفي حين انهارت أسهم أداني، انخفض مؤشر نفتي50، وهو المؤشر القياسي للبورصة الوطنية الهندية، بنسبة 1% فقط، وهي علامة على أن الأسواق لا ترى في ذلك مشكلة هندية، بل مشكلة أداني.
ما هي التداعيات السياسية؟
كما أعرب المئات من أعضاء أحزاب المعارضة عن قلقهم، حيث نزلوا إلى الشوارع في احتجاجات صاخبة؛ للمطالبة بإجراء تحقيق كامل في المزاعم ضد مجموعة أداني. وتسلق بعض المتظاهرين حواجز الشرطة واعتقلوا ، بينما أحرق آخرون حقائب مغطاة بصور أداني ومودي. وفي وقت سابق من هذا الشهر، عطل النواب الهنود الجلسة البرلمانية في مجلسي البرلمان على مدى عدة أيام؛ للفت الانتباه إلى الادعاءات ضد مجموعة أداني.
ويثير الانخفاض المفاجئ والدراماتيكي في أسعار الأسهم تساؤلات حول ما إذا كانت شركات مجموعة أداني قادرة على تغطية تكاليفها في المستقبل، مع عبء ديونها الكبير.
وبعد أن أعلنت المجموعة العملاقة أنها ستسدد 1.1 مليار دولار في شكل قروض قبل الموعد المحدد؛ في محاولة لتهدئة المستثمرين، انتعش سهم أداني إلى حد ما. ولم تكن القروض مستحقة حتى سبتمبر/أيلول 2024، وشملت أسهماً في أعمال موانئ أداني.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.