موجات السخرية تصاحبها دائماً.. لماذا لا يتوقّف مسؤولو النظام السوري عن تصريحاتهم الإعلامية؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/11 الساعة 15:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/11 الساعة 15:07 بتوقيت غرينتش
فيصل المقداد خلال تعيينه وزيرا للخارجية من بشار الأسد بعد وفاة وليد المعلم/ رويترز

يتميز النظام السوري بمسؤوليه وإعلامه، بمبررات "عجيبة"، و"فريدة" لكل حدث، حتى إننا يمكن أن نطالب ببراءة اختراع لها"، وعادة ما تتلو تلك التصريحات موجة من السخرية، والتندّر، تعم أرجاء مواقع التواصل الاجتماعي بسوريا، والعالم العربي.
ولا يقتصر الأمر على المعارضين"، فحتى "الموالين" للنظام السوري أصبحوا يسخرون من تلك التصريحات.
القصة الجديدة من التصريحات المثيرة، كانت خلال الأيام الماضية، وتمثلت في خروج وزير خارجية سوريا، فيصل المقداد، بتصريح مفاده أنّ عدم رد جيش النظام على الغارات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، كان حفاظاً على حياة المدنيين السوريين.
فقد أكد المقداد في تصريحات لصحيفة أثير العمانية أن الإسرائيليين أثناء عمليات الضرب داخل الأراضي السورية يستغلون مرور بعض الطائرات المدنية ويطلقون النار من تحتها أو من فوقها، وفي هذه الحالة عندما ترد الصواريخ السورية، قد تصيب بعض الطيران المدني، وبعد ذلك يقع اللوم عليها، ولذلك هم لا يردون.

هذا التصريح الجديد للمقداد جاء بعد سنوات من التصريحات المتشابهة، للإعلام والمسؤولين على حدٍّ سواء، والتي تمثلت في "الاحتفاظ بحق الرد" و"حق استخدام الرد في الزمان والمكان المناسبين"، وهي ذات التصريحات التي أثارت غضب السوريين، وتندرهم في الوقت ذاته.

فمن منا لا يتذكر المذيعة السورية فتون عباس، التي يلقبها السوريون بـ"مذيعة المطر"، حين خرجت في بداية الحراك متهمة من وصفتهم بـ"الإعلام المغرض" ببث "الأكاذيب" عن سوريا، مؤكدة أنّ من كانوا في حي الميدان الدمشقي لم يخرجوا للتظاهر ضد النظام، بل خرجوا لشكر ربهم على نعمة المطر، مشيرة إلى أن تلك عادة سورية دائمة!

ومن منا لا يذكر السنوات الأولى من الحراك، والتي دأب فيها إعلاميو ومسؤولو النظام على تكرار رواية المجسمات القطرية للمظاهرات، وهي "التخريجة" الأكثر تندراً بين السوريين، حيث أصبح بعضهم يستخدمون فكرة "المجسمات" على كل حدث يجري في أي مكان في أنحاء العالم.

أما أكثر "الخرجات الإعلامية" فجاجة، فكانت تلك التي تلت مجزرة الكيماوي في الغوطة في ريف دمشق، في 21 من أغسطس/آب 2013، والتي راح ضحيتها أكثر من ألف مدني بالأسلحة الكيماوية التي استخدمها النظام وفقاً للأمم المتحدة وغيرها من الكيانات الدولية التي أكدت الحادثة.

لحظتها استمر الإعلام الرسمي بالنفي، والإنكار، مؤكداً أن شيئاً لم يحدث، وبعد أيام تغيرت الرواية؛ لتكون: المعارضة استخدمت الكيماوي على مناطق سيطرتها، ثم تتهم النظام وتورطه.
وعادت لتتغير من جديد مع خروج مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، التي قالت على إحدى المحطات الأجنبية إن من وصفتهم بالإرهابيين استقدموا أطفالاً ونساءً من اللاذقية إلى ريف دمشق بمسافة أكثر من 400 كيلو متر معظمها تحت سيطرة النظام)، واستخدموا الكيماوي لقتلهم وتصويرهم، واتهام النظام.

وضمن نفس السياق كانت قصة "المؤامرة الكونية"، التي بدأت في 2011، واستمرت حتى اليوم، ويتناقلها المسؤولون والإعلاميون في كل مرة، وكأنها شريط صوتي يتكرر.
ولا تزال التصريحات المثيرة للجدل لدى المسؤولين السوريين والإعلاميين الموالين لنظام الأسد مستمرة، وتزداد موجة التندر والسخرية حولها، مع زيادة تكرار تلك المشاهد والخرجات الإعلامية.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

غيث حمور
كاتب صحفي سوري
خريج كلية الإعلام، وعمل بعدة وسائل إعلامية
تحميل المزيد