صُنفت من أعظم الإبادات في التاريخ المعاصر.. كيف تم دفن أكثر من 80 طفلاً وهم أحياء في رواندا؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/11/09 الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/11/09 الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش
اللجنة الدولية لصليب الأحمر برواندا توثق ضحايا مجزرة 1994/Shutterstock

الأطفال.. ما أعذب قلوبهم النقية، الصادقة، لا يحملون الكره، ولا يعرفون الحقد، الابتسامة لا تفارقهم، يلعبون، ويجرون، ويلاحقون الفراشات ويقطفون الأزهار، يتوسدون العشب في البوادي، ومناطق الريف، تلك هي حياة الأطفال الطبيعية، إلا أنه في رواندا لم يكن حالهم كذلك، حين شهدت البلاد أياماً سجلت في التاريخ الأسود، وراح ضحيتها مئات الأطفال.

فقد كان البلد الإفريقي الصغير جغرافياً، شاهداً على إحدى أكبر المذابح والإبادات في العصر الحديث، حدث ذلك منذ 28 عاماً، حين فقد 800 ألف شخص حياتهم وبينهم 85 طفلاً دفنوا بالحياة خلال الإبادة الجماعية سنة 1994، حين وقف العالم متفرجاً على ضحايا الحرب الأهلية وبتمويل فرنسي.

 في رواندا هذه، ورغم مرور 28 عاماً على الحادثة، إلا أن دموية، وبشاعة الإبادة مازالت حاضرة في الأذهان، وتعتصر لها القلوب، تلك الأحداث المؤلمة هي من ألهمت بطل قصتنا الرواندي ليوبولد غاسيجوا فكرة إنتاج فيلم سماه "أورانتوكوزا"، على وجه التحديد، واستوحى الاسم من مصيبة أطفال رواندا.

غاسيجوا صانع الأفلام والشاهد على المذبحة، اختار إنتاج فيلم تحت عنوان: "أورانتوكوزا"، ليروي خلاله قصة مجموعة من الأولاد الصغار دفنوا أحياءً خلال الإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994 ضد عرق التوتسي في رواندا.

وتم عرض الفيلم  الوثائقي لأول مرة في  دور العرض السينمائي في  العاصمة الرواندية كيجالي في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ويظهر في الفيلم أحد الناجين من المذبحة حين كان طفلاً في مقاطعة رواماجانا برواندا، وكيف أنقذه الجنود؟

 ثم يتحدث شاهد العيان، والمنتج في فيلمه عن مشاهدته لحظات دفن أكثر من 80 طفلاً وهم أحياء، إلى جانب شن قادة جماعة عرق "الهوتو"، التي تمثل الأغلبية في رواندا، حملة إبادة ضد الأقلية من قبيلة توتسي وبدعم فرنسي. 

وجمع منتج الفيلم شهادات من أحد مرتكبي الإبادة الجماعية الموجود حالياً في السجن، ويروي الرجل الدور الذي لعبته القيادة آنذاك في الإبادة الجماعية، ومن الشخصيات المثيرة في الفيلم امرأة اختارت تسميم أطفالها بناءً على طلب ميليشيا إنتراهاموي التابعة لطائفة الهوتو بطلة الإبادة الجماعية، كما يتناول أحد المعلمين السابقين، الذين ظهروا في الفيلم، ويحاول أن يوصل رسالة عن صعوبة تعليم الأطفال في نهاية الإبادة الجماعية بسبب المعاناة التي يواجهونها.

ويتابع الفيلم سرد الأحداث حين يتحدث عن الكيفية التي تغلب الناجون بها على الماضي، وأصبحوا مستعدين للتعايش مع المجتمع الرواندي.

وتعود أحداث القصة الأصلية للفيلم إلى 7 أبريل/نيسان 1994، حين شنّ قادة جماعة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة ضد الأقلية من قبيلة توتسي، الطائفة الأقل تعداداً في المجتمع الرواندي، وخلال فترة لا تتجاوز 100 يوم، قُتل منها ما يقارب على 800 ألف شخص، وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب، بحسب ما هو موثق لدى الأمم المتحدة.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

سارة هشام حسن
باحثة ماجستير اقتصاد في كلية الدراسات الافريقية العليا ، مهتمة بالشأن الافريقي وحقوق المرأة والطفل
مدونة مصرية ومترجمة
تحميل المزيد