أقر مجلس الاتحاد الروسي، الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بالإجماع، قانوناً لضم دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية إلى الأراضي الروسية.
وفي جلسة الثلاثاء، صادق مجلس الاتحاد بالإجماع على تشريع لضم مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية، بعد تصويت مماثل في مجلس الدوما، مجلس النواب الروسي، يوم الإثنين، وستعود الوثائق الآن إلى الكرملين من أجل التوقيع النهائي من الرئيس فلاديمير بوتين لإكمال عملية ضم المناطق الأربع رسمياً، والتي تمثل حوالي 18% من الأراضي الأوكرانية المعترف بها دولياً.
يأتي هذا بعد أن وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق على وثيقة ضم 4 مناطق أوكرانية إلى بلاده، ما أثار ردود فعل عدد من قادة العالم بعد استفتاء ضم أجرته موسكو في المناطق الانفصالية الأوكرانية.
ورد الرئيس الأوكراني بطلب مفاجئ للانضمام إلى حلف "الناتو" العسكري.
وأدى احتلال بوتين وتوقيع الرئيس فولوديمير زيلينسكي على ما قال إنه طلب "مستعجل" للحصول على عضوية "الناتو"، إلى دخول الزعيمين في مسار تصادمي أعنف مما سبق، ما يثير مخاوف من اندلاع صراع شامل بين روسيا والغرب.
إذ تعهد بوتين بحماية المناطق التي تم ضمها حديثاً من أوكرانيا "بكل الوسائل المتاحة"، وهو تهديد متجدد أطلقه في حفل توقيع الكرملين، حيث انتقد بشدة الغرب، متهماً إياه بالسعي إلى تدمير روسيا.
من جهته، أقام زيلينسكي حفل توقيع خاصاً به في كييف، وأصدر مقطع فيديو له وهو يضع قلماً على أوراق قال إنها طلب رسمي للانضمام إلى الناتو. ولا يبدو أن هناك جديداً سيولد من ذلك "الطلب المستعجل" للانضمام للناتو، لأن الموافقة على الطلب تتطلب موافقة بالإجماع من كافة الأعضاء، وهو ما لا يتوفر لأوكرانيا. ومع ذلك، فإن توريد الأسلحة الغربية وتدفقها من مصانع دول "الناتو" إلى أوكرانيا جعلها بالفعل أقرب إلى مدار الحلف من أي وقت مضى.
وأوضح بوتين مراراً وتكراراً أن أي احتمال لانضمام أوكرانيا إلى أكبر تحالف عسكري في العالم هو أحد خطوطه الحمراء، واستشهد به كمبرر لغزوه الحالي- أكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي خطابه الأخير، حث بوتين أوكرانيا على الجلوس لإجراء محادثات سلام، لكنه أصر في الوقت نفسه على أنه لن يناقش إعادة المناطق المحتلة التي أعلن ضمها لروسيا. من جهته، قال زيلينسكي إنه لن تكون هناك مفاوضات مع بوتين. وأضاف "نحن مستعدون للحوار مع روسيا، لكن… مع رئيس آخر لروسيا".
وتسيطر روسيا على معظم منطقتي لوغانسك وخيرسون، ونحو 60% من منطقة دونيتسك وجزء كبير من منطقة زاباروجيا، حيث تسيطر على أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، ولكن الكرملين على وشك أن يمنى بخسارة عسكرية لاذعة أخرى، مع تقارير عن التطويق الأوكراني واقتراب السيطرة على مدينة ليمان الشرقية ذات الأهمية الاستراتيجية. وقد تفتح استعادة السيطرة عليها الطريق أمام أوكرانيا للتوغل بعمق في لوغانسك، إحدى المناطق المعلن ضمها روسيّاً.
وفي الوقت نفسه، قال رمضان قديروف، زعيم الشيشان، إن موسكو يجب أن تفكر في استخدام سلاح نووي "منخفض القوة" في أوكرانيا، في حال وقعت هزيمة جديدة كبيرة في ساحة المعركة.
ومن ناحية أخرى، حذر المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية والجنرال العسكري المتقاعد ديفيد بتريوس من أن "الولايات المتحدة وحلفاءها سوف يدمرون القوات والمعدات الروسية في أوكرانيا، بالإضافة إلى إغراق أسطولها في البحر الأسود، إذا استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسلحة النووية في البلاد".
وقال الرئيس بوتين إنه لن يتخلى عن سكان هذه المناطق أبدًا. وإذا مضت موسكو قدماً في عملية الضم فإن أوكرانيا– وربما داعموها الغربيون أيضاً– ستقاتل، من وجهة نظر روسية، من أجل روسيا نفسها. ومن شأن ذلك أن يزيد من خطر المواجهة العسكرية المباشرة بين روسيا والتحالف العسكري لحلف شمال الأطلسي، خاصة عندما يقوم أعضاء الناتو بتوريد الأسلحة وتقديم معلومات استخبارية لأوكرانيا. على هذا النحو، يُنظر إلى تحرك روسي متسرع لضم جزء كبير آخر من الأراضي الأوكرانية رسمياً على أنه تصعيد كبير.
وبمجرد أن يتم الضم رسمياً ستفقد أوكرانيا مساحة تصل إلى أكثر من 90 ألف كيلومتر مربع ، أو حوالي 15% من إجمالي مساحة أراضيها؛ أي ما يعادل حجم المجر أو البرتغال.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.