دمرت مسعود أوزيل من قبل.. هل أصابت لعنة العقد الجديد محمد صلاح؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/09/12 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/09/12 الساعة 08:52 بتوقيت غرينتش
محمد صلاح نجم ليفربول (رويترز)

في مطلع الموسم الماضي للدوري الإنجليزي وفي أولى الجولات بدأ ليفربول العام بعدة انتصارات على مستوى كل البطولات المحلية والأوروبية، لكن العامل المشترك بين كل تلك الانتصارات كان اسم سيتكرر رؤيته عندما تعود لتراجع تلك المباريات ونتائجها، وبالنظر إلى الخانة تحت نتيجة المباراة ستجد اسم "محمد صلاح" إما في المسجلين أو صناع الأهداف في كل المباريات تقريباً، وإذا أخذت آلة الزمن مجدداً رامياً أمجاد الماضي إلى الخلف عائداً إلى حاضرنا ستجد نفس الفريق يعاني في بدايات هذا الموسم على صعيد كل البطولات، ولكن حتى في المباريات التي استطاع الظفر بها كان هنالك شيء ما مختلف، فلم يعد هنالك محمد صلاح.

لعنة تجديد العقود 

في الموسم الحالي للدوري الإنجليزي وبعد تجديد تعاقده مع ليفربول لم يستطع محمد صلاح التسجيل إلا مرتين خلال ست مباريات في الدوري الإنجليزي، وحتى عندما استطاع ليفربول الفوز بتسعة أهداف لم يتواجد اسم المصري في قائمة المسجلين، وفي حديث لأسطورة ليفربول ومدربهم السابق غرايم سونيس مع شبكة  Talksport  ذكّر الجميع بما حدث لأوزيل وأوباميانج بعد تجديد عقودهم "آمل أن لا يكون وضعه الحالي بسبب توقيعه على العقد الجديد وشعوره بالاسترخاء وهو جالس على كرسيه".

نجح صلاح ووكيل أعماله في الضغط على إدارة ليفربول لتخطي نظام الرواتب ليكون الأعلى في تاريخ النادي بل وأحد أكبر العقود في كرة القدم في الوقت الحالي، ولكن كعادة إدارات الأندية الإنجليزية ينتظرون من "الروبوت محمد صلاح" أن يكمل ما فعله في العام الماضي، وبعد التفريط في ساديو ماني أصبح الرجل الأوحد وليس الأول فقط، وبعد غيابه عن التسجيل فكان التطور الطبيعي أن يكون أول شخص يتم انتقاده من الجميع هو نجم الفريق "الذي يحصل على أكبر عقد".

ولكن ما ينساه أو يتناساه سونيس والإعلام الإنجليزي هو تصريحه العام الماضي عند انتشار أخبار أزمة تجديد عقد صلاح عندما طالب إدارة ليفربول بتجديد عقد صلاح بأي ثمن وإعطائه ما يريد.

فبين تصريحه في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي وتصريحه الأخير لم يكن صلاح فقط الذي اختلف عما كان عليه، فحتى وإن عاد لأماكنه وملاعبه المفضلة من يعيد له الرفاق؟

هل سيحارب صلاح وحده؟

ما يحدث لصلاح هو الهبوط الطبيعي لمنظومة ليفربول ورجوع الفريق كله للخلف؛ نظراً لمشكلة الفريق الكبرى هذا الموسم في بناء اللعب والخروج بالكرة من منطقته وحتى مناطق الخصم، فمع غياب أدوار فان دايك وماتيب أو كوناتيه وصعودهم حتى منتصف ملعب الخصم لإيصال الكرة إلى الخط الهجومي، أو عند تواجد ألكانترا في منتصف الملعب واستطاعته مراوغة خطوط دفاع الخصوم بتمريراته، أو حتى الاعتماد على الأدوار الهجومية للأطراف المتمثلة في أرنولد وروبرتسون وانطلاقاتهم وهروبهم من الرقابة وكراتهم العرضية.

أين كل تلك الحلول هذا العام؟

لم تعد موجودة، فظهرت عيوب منتصف الملعب بشكل أوضح، ظهرت إصابات أعادت لاعبين مثل ميلنر إلى التشكيل الأساسي في سقوطٍ مدو لقوة وجودة منتصف ملعب ليفربول في صناعة الفرص، والذي كان أقل خطوط ليفربول في الأعوام الماضية، وكان من أهم الأماكن التي طالب الجميع بتدعيمها خلال الانتقالات الحالية وبدلاً عن ذلك الآن أصبح الأمر أسوأ من قبل.

محمد صلاح
صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد في باريس/Getty Images)

فبسقوط منظومة الفريق ومنظومة صناعة الهجمة أصبح الأمر مشابهاً أو متطابقاَ مع المقارنة التي تَحدث عنها الجميع العام الماضي  بين نسخة صلاح ليفربول وصلاح منتخب مصر.

والآن لنقارن بين النسختين مجدداً..

صلاح منتخب مصر تحدث الجميع أنه لم يجد أرنولد في المساندة الهجومية في عمق الملعب التي توفر له المساحات على الأطراف أو مساحات للدخول منها إلى منطقة جزاء الخصم، والآن غاب أرنولد عن المساندة الهجومية فسقطت أحد أهم أعمدة الهجوم وأصبح صلاح وحيداً بين الظهير الدفاعي للخصم وبين لاعب نصف ملعب الخصم الدفاعي.

ومع غياب المساندة أصبح صلاح يعود للخلف أكثر من المعتاد؛ ليحاول الحصول على الكرة أو يعود فيرمينيو لمنتصف الملعب كصانع للألعاب أو حتى كلاعب في مركز 6، هذا ما يجبر صلاح على الدخول في عمق هجوم ليفربول وهو ما نراه في مباريات ليفربول مؤخراً من أدوار مركبة في صناعة اللعب على حساب الشكل الهجومي للفريق، وغيابه  عن المراكز التي يفضلها والتحرك الحر الذي كان يميزه خصوصاً في مراوغاته وأهدافه الفردية العام الماضي.


ولكن بسقوط كفة ماني أصبح الميزان مختلاً وليس الأمر تقليلاً من دياز وإنما إعطاء ماني حقه في الأدوار التي كان يقدمها في الملعب عند غياب صلاح عن أدائه المعتاد أو حتى عند تواجده تحت ضغط من المدافعين. 

ومع عناد كلوب في إعطاء تلك الأدوار لصلاح في العمق واستلامه للكرات في مكانٍ لا يفضله صلاح أصبح الأمر شبيهاً بل مكرراً لنسخة صلاح منتخب مصر وهو الذي لا يمكنك انتقاده؛ لأنه يظهر بمستوى أعلى بكثير عن باقي اللاعبين في الملعب، ولكن تأثيره لا يشبه أبداً نسخة صلاح ليفربول.

فإذا مررنا خطوة بخطوة لنرى أسباب غياب صلاح عن التهديف سيكون الأمر أشبه بسلسلة مشاكل توصلنا حتى قلوب الدفاع، وليس الأمر غياب ماني فقط، ولكن هي عدة مشاكل وعدة أعمدة تتساقط حتى يُهدم المعبد كما حدث في مباراة نابولي في دوري الأبطال.

هل انتهى صلاح؟

محمد صلاح لن يكون أوزيل أو أوباميانج مهما حدث، عقلية صلاح هي كرة القدم، وفقط وهذا ما يجعله في مكان لا يصل إليه أي لاعب بسهولة، وهو أن حياته هي عمله في كرة القدم ولا يشغل عقله بما هو خارجها، فليس هو اللاعب القادم من إفريقيا الذي سيحتفل بعقده المالي الكبير بالطائرات الخاصة والسهر طوال الليل وبدء مشاريعه الخاصة، بل أكاد أجزم أن قدرة صلاح على تجديد دوافعه تتفوق على أغلب لاعبي العالم إن لم يكن الجميع، بل إن الجميع يتناسى ما حدث له في العام الماضي بعد كل تلك السقطات التي تعرض لها، سواء مع الفريق أو مع المنتخب بعد تقديمه أداء فردياً لم يتكرر كثيراً في تاريخ كرة القدم، وعلى الرغم من هذا، خرج دون الحصول على أي شيء يذكر مقارنةً بما قدمه.

وعلى الرغم من هذا، استطاع تجاوز ذاك العام بحُلوه ومُرِه والبدء في تطوير نفسه في عدة نقاط، منها ما صرح عنه كلوب في بداية الموسم بأن "صلاح وجد قدمه اليمنى في إجازته"، مشيراً إلى التطور الرهيب في استخدامه لقدمه الضعيفة، فكم عدد اللاعبين في العالم الذين يهتمون بالتطوير خلال الإجازة والتركيز على نقاط ضعفهم؟ 

وعلى كل، فصلاح تعرض لمثل تلك الفترات في أكثر من مرة في مسيرته، وبالتحديد فترة عودته من إصابة الكتف الشهيرة والتي اتُهم بعدها بأنه أصبح خائفاً من الالتحامات وأنها نقطة فاصلة في تاريخ محمد صلاح لن يستطيع العودة بعدها إلى ما كان عليه، والجميع يعرف ما حدث بعدها.

وبالتأكيد سيتأثر صلاح بغياب ماني كما سيتأثر ليفربول، وستكون الأمور صعبة على الفريق إذا استمرت على هذا الشكل الحالي العاجز هجومياً ودفاعياً، ولكن سيظل السلاح الذي سيمكن كلوب من تعديل أوضاع الفريق ومحاولة الرجوع قبل فوات الأوان هو الملك المصري.

وأكثر ما يعرفه الجميع أن نسخة محمد صلاح عندما يتعرض للضغط والانتقادات القوية دائماً ما تكون أقوى مما كانت عليه من قبل، ولكن على كلوب الاستيقاظ والحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه قبل فوات الأوان، وعلى فرق أوروبا أن تحذر غضب الفرعون.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

معاذ رمزي
كاتب محتوى رياضي
طالب مصري أدرس في كلية إدارة الأعمال - جامعة سلجوق- تركيا. معد برامج رياضية، وأكتب مقالات عن كرة القدم، ومهتم بالكتابة في الشأن الرياضي منذ 2017
تحميل المزيد