للأمة جرح غائر نسميه فلسطين، جرح تحاول جراثيم الاحتلال تلويثه كلما بدت لها الفرصة، ولكن رفاقنا وأبناء عمومتنا وإخوتنا يقفون لهذا العدوان بالمرصاد.
لذا في هذا المقال، وكنوع من التضامن، دعني أعرفك بعشرة أفلام خلّدت مقاومة الشعوب ضد الاحتلال والطغيان بشكل عام، والمقاومة الفلسطينية ضد العدوان الإسرائيلي بشكل خاص:
1- Lemon Tree (2008)
بين تلال الضفة الغربية، تعيش الأرملة الفلسطينية، سلمى زيدان، والتي تقوم برعاية حقل أشجار الليمون الخاص بها كل يوم بشغف وحب بلا نهاية، ولكن حين يقوم رئيس وزراء الاحتلال، نافون، بالانتقال إلى منزله الجديد بجوارها، يخبرها حرسه الشخصي بأن عليها التخلص من حقل أشجار الليمون؛ لأن الإرهابيين قد يستخدمونه للاختباء على حد زعمه، ولكن الأرملة الوحيدة ترفض الانصياع لأوامر الاحتلال، وتقرر أن تحمي أشجارها بأي ثمن، وحينها تتواصل مع المحامي، زياد داوود، للقيام بالدفاع عن أرضها أمام المحكمة العليا، لتتحول قضيتها لقضية رأي عام عالمي ضد الاحتلال.
بالطبع قصة الفيلم مقتبَسة من قصة حقيقية، حين انتقل رئيس الوزراء شائول موفاز إلى منزله الجديد، وبدأت قواته بقطع كل أشجار الليمون الخاصة بالفلاحين الفلسطينيين حول منزله.
2- 5 Broken Cameras (2011)
نعم إنه الوثائقي الذي ترشح للأوسكار كأفضل فيلم وثائقي، والذي يسرد قصة كاميرات عماد الخمسة المحطمة، والتي سجل في كل واحدة منها كفاحه مع أهل قريته ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته التي تحاول الزحف لالتهام أراضي قريته.
يسجل عماد كل لحظة من كفاح أهل بلدة بلعين وصراعهم مع الاحتلال، يتعرض هو ورفاقه مئات المرات للتصادم مع قوة المحتل الغاشمة، ومع ذلك يستمر بتسجيل كل شيء لحظة بلحظة حتى يصاب في النهاية بإصابة شديدة تكاد تقتله.
فيقرر الاستعانة بصديق يهودي متضامن مع أهل بلعين في صناعة هذا الفيلم، الذي يؤرخ كل لحظة في كفاحهم.
3- Jenin,Jenin (2002)
إنه الفيلم الذي سبب أزمة داخل الأراضي المحتلة، والعديد من الدعاوى القضائية ضد صانعيه، الفيلم الذي صنعه الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري؛ ليخلد حقيقة ما حدث في مجزرة جنين خلال عام 2002.
فبعد شهر من عمليات المقاومة التي أسفرت عن مقتل 18 إسرائيلياً وبعد عدة أيام من التفجير الذي قتل ثلاثين منهم، يقرر جيش الدفاع الإسرائيلي اقتحام مخيم جنين بجيش قوامه 30 ألف جندي.
وهناك، وبين حدود المخيم يتم منع أي نوع من الرقابة الصحفية حول ما يحدث بشكل تام، لتخرج الشهادات بعد ذلك عن مجزرة بشعة، ارتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين العزل داخل المخيم.
يتتبع محمد بكري في الفيلم شهادات الناجين من تلك المجزرة، متهماً الاحتلال بالجبن والخوف من إظهار الحقيقة، حين تقرر سلطاته منع الفيلم ومحاولة التخلص قانونياً من محمد بكري.
لكن في النهاية الفيلم لا يزال موجوداً، ويسرد قصة تلك المجرزة لكل جيل قادم.
4- The Present (2020)
فيلم قصير مدته لا تتجاوز الثلاثين دقيقة، استطاع أن يفوز بـ33 جائزة، ويحصد 22 ترشيحاً آخر، منها ترشيح للأوسكار، في هذا الفيلم الذي أخرجته فرح النابلسي، نتتبع قصة يوسف الزوج المسكين، الذي يعاني الويلات كل يوم لأجل الذهاب لعمله.
فلأجل ذلك يضطر للعبور من بين آلاف من جنود الاحتلال وعشرات من حوائط العزل والأكمنة والطرق المقطوعة، والآن حين يأتي يوم عيد زواجه يأخذ ابنته ويقرران أن يغادرا الضفة الغربية تجاه القدس لشراء هدية لزوجته، لكن هدفاً بسيطاً كهذا، في فلسطين، هو هدف بعيد المنال، حيث سيتعرض يوسف لإذلال حقيقي فقط لكي يتسوق كما يفعل أي إنسان.
5- The Time That Remains (2009)
في هذه الدراما التاريخية الساخرة، يعالج المخرج، إيليا سليمان، صدمة إعلان دولة إسرائيل عام 1948 من خلال الحاضر، حيث في يوم وليلة، يكتشف الفلسطينيون أن الأرض التي عاشوا عليها لآلاف السنين خلال ثوانٍ لم تعد أرضهم، وأن الدولة التي عاشوا تحت ظلها لقرون قد اندثرت أمام عدوان خفي غاشم ليتحولوا بسحر السلاح من أغلبية إلى أقلية، لتتابع بعدها سنين البؤس والعدوان والاضطهاد على الشعب الفلسطيني.
حصد الفيلم خمس جوائز وسبعة ترشيحات.
6- The Wind That Shakes The Barley (2006)
والآن نصل للكفاح العالمي ضد الطغيان، وفي هذا الفيلم نأخذ رحلة عبر النضال لأجل حرية الإيرلنديين من الاحتلال البريطاني، حيث ننضم إلى أخوين يقاتلان جنباً إلى جنب ضد الطغيان.
ولكن لا يمر النضال أبداً دون عثرات، فبعد وصول اتفاقية للمفاوضات تنقسم جبهة المقاومة إلى حرب أهلية، ويجد الأخوان الرفيقان كل منهما على جانب من الجانبين ضد بعضهما البعض.
فيلم من بطولة كيليان ميرفي، حصد سبع جوائز و24 ترشيحاً، بالتأكيد هو يستحق المشاهدة.
7- Flame and Citron (2008)
فلايم وسيترون، رفيقان من أفراد المقاومة الهولندية، يقومان بعمليات اغتيال للمتعاونين مع الاحتلال النازي، لكن الرفيقين يرغبان بشدة في اغتيال النازيين أنفسهم، لكن حينها تأتي أوامر من قائدهم تجعلهم يشكون في حقيقة مهماتهم منذ البداية، مما يتركهم حائرين وسط حرب مشتعلة.
في النهاية لا يجد فلايم سوى رفيقه، سيترون، كحليف وحيد، أمام مؤامرات لا تنتهي لاحتلال غاشم، هذا بالطبع أحد الأفلام غير المعروفة للممثل الممتاز، مادز ميكلسن، لذا أنصحك به بشدة، فهو جرعة رائعة من النضال وحركة الجاسوسية.
8- Army of Shadows (1969)
في هذا الفيلم الذي يعتبر من التحف الخالدة لأفلام المقاومة الفرنسية ضد الغزو النازي، نتبع جاربير المهندس الذي تمت خيانته والقبض عليه من النازيين وإيداعه معسكر اعتقال.
لكن جاربير لا يستسلم لاعتقاله، ويحاول الهرب من المعسكر بمساعدة رفيق، وحين يتمكن أخيراً من الهرب والعودة إلى وطنه، يبدأ في مهمة بحث مرعبة عن الخائن الذي وشى به.
يسرد الفيلم قصته اقتباساً من عشرات القصص الحقيقية لمناضلين فرنسيين قضوا بيد النازيين دفاعاً عن وطنهم، بالتالي توقع أن ترى الكثير من المشاهد المأساوية والمحزنة لتلك الفترة المظلمة.
9- Army Of Crime (2009)
ميساك شاب أرمني هاجر إلى فرنسا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية رفقة زوجته، وحين تصل جحافل النازيين لفرنسا، يقرر مع زوجته تشكيل مجموعة مقاومة تتضمن مهاجرين آخرين.
تستهدف مجموعته العديد من الضباط النازيين رفيعي المستوى، مما يجذب الاهتمام والأعين تجاه المجموعة.
في النهاية يجد ميساك نفسه أمام تحدٍّ مرعب، حين تتم مطاردتهم بغرض إبادتهم، فهل سينتهي نضالهم مع موتهم، أم سيستمر لما بعدهم؟
10- A Man Escaped (1956)
والآن لنختم مع التحفة السينمائية الخالدة للنضال الفرنسي، ففونتاين كان عضواً في المقاومة الفرنسية، والآن هو معتقل وأسير داخل معسكر اعتقال نازي، حيث يتعرض لأبشع أنواع العذاب الجسدي والعقلي والنفسي، ومع مرور الأيام، يبدأ فونتاين ببلورة خطة هروبه، لكنها سرعان ما تتعرض للتهديد بعد انضمام رفيق زنزانة جديد إليه.
هنا ستعيش تجربة الأسر من بي عيني فونتاين، وسترى بنفسك الظلام الذي كان عليه تحديث لأجل الهروب.
والآن في نهاية المقال، يا ترى أي الأفلام السابقة ستبدأ بها لتشعل داخل قلبك شعلة النضال؟
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.