السينما، تلك اللوحة المعبرة عما يجول داخل الإنسان وما يحدث خارجه، ذلك الفن الذي يتعمق بنا داخل آلاف المكنونات، لقصص ربما لم نكن لنسمع عنها من قبل، وتلك التسلية التي تجعلنا نخوض تجارب عبر العالم والكون تدفعنا لحدود عقولنا.
هذه السينما كانت وما زالت وسيلة لسرد القصص، وبالتأكيد يغلب عليها بشكل شبه دائم القصص الخيالية، أو القصص التي ألفها كاتبها، ولكن هناك كذلك تلك القصص الحقيقية المرعبة، القصص الواقعية التي دفعت صناع الأفلام لإنتاجها في شكل سينمائي.
لذا دعني آخذك في رحلة عبر قائمة من عشرة أفلام رعب مقتبسة من قصص وأحداث حقيقية، قائمة ستجعلك تتساءل حول حقيقتها، هل حدث هذا الرعب فعلاً؟!
1- The Haunting in Connecticut (2009)
من أجل توفير بيئة مناسبة لطفلهم المريض، تنتقل عائلة كامبل إلى ولاية كونتيكتكت، وهناك يكتشفون أن منزلهم الجديد يحوي تاريخاً مرعباً بين جدرانه، وفزعاً من الماضي سيلاحق العائلة في حاضرها.
بالنسبة لهذه القصة فهي قائمة على ما حدث لعائلة كارمن نيديكر، حيث كان منزلها في السابق منزل حانوتي، وكان يتم تحنيط جثث الموتى بين جدرانه، ويقال كذلك إن المنزل تعرض لطقوس شعوذة في السابق، لذا عانت كارمن بسبب العديد من الحوادث المريبة المحيطة بها، حيث اكتشفت أن كياناً شريراً يسكن معها، في النهاية تعرض المنزل لعملية طرد أرواح مرعبة، ثم تم تحويل قصتها مع بعض خيال المؤلفين وشهادات المختصين لهذا الفيلم السينمائي.
2- The Town That Dreaded Sundown (1976)
قد تبدو القصة بسيطة في البداية، فهي تحكي عن شرطي يطارد قاتلاً متسلسلاً تسبب في حالة من الفزع لقرية صغيرة في ضواحي تكساس، بعدما قتل خمس ضحايا.
ولكن الفيلم قائم على قصة القاتل المتسلسل الحقيقي المسمى بـ"القاتل الشبح"، والذي روّع بلدة تيكساركانا في تكساس خلال عام 1946، حيث سببت جرائمه العديد من عوامل الفوضى والرعب.
3- Snowtown (2011)
قاتل وسفاح ذو شخصية ساحرة، يرتبط بصديقته ويأخذ ابنها الصغير تحت رعايته، حيث يرغمه على مشاركته في جرائمه.
يحمل هذا الفيلم رعباً خاصاً بين مشاهده، فالقصة الحقيقية التي يسردها هي بالفعل من أشهر القصص فزعاً في تاريخ أستراليا، حيث كانت سلسلة جرائم بلدة snowtown جرائم وحشية، تم ارتكابها بواسطة جون أوستين وروبرت واجنر وجايمس فلاسكيس، ما بين أغسطس/آب عام 1992 وعام 1999، وكان مع هؤلاء الثلاثة شخص رابع، وهو مارك هايدون، الذي كان يساعد في التخلص من الجثث، قصة هؤلاء الأربعة كانت السبب في أطول محاكمة في تاريخ أستراليا القضائي، وهذا الفيلم يتسلل بين تفاصيلها.
4- Monster (2003)
كانت آيلين تعمل بائعة هوى لفترة طويلة في حياتها، ولكن سرعان ما تأخذ منعطفاً أخطر في طريق الظلام، حين تتحول لقاتلة متسلسلة تستدرج الرجال وتقتلهم خلال عام 2002.
يأخذنا فيلم Monster في رحلة عبر حياة أيليين، حين حاولت العودة إلى الطريق القويم، لكن تلك المحاولة تصاب بالفشل فتجد نفسها عائدة إلى طريق الدماء من جديد.
5- The Watcher (2016)
خلال عام 2014 اشترى زوجان منزلاً جديداً في نيوجيرسي، لهما ولأطفالهما، في البداية ظن الجميع أن الحياة تبتسم لهم في المنزل الجديد، ولكن ينقلب كل شيء رأساً على عقب حين تستقبل العائلة تهديدات من شخص يسمي نفسه بـ"المراقب"، والذي يدّعي أنه يعرف كل شيء عن المنزل والعائلة، ويقول إن المنزل ملك لعائلته هو.
يعرض الفيلم هذه القصة الحقيقية ويأخذنا في رحلة مرعبة مع الزوجين، بينما يحاولان النجاة من أعين "المراقب".
6- The Quiet Ones (2014)
في عام 1972 قام عالم النفس الدكتور جويل وايتون بإجراء ما يسمى بتجربة فيليب، وهي تجربة ما وراء نفسية، تقترح أن الإنسان يمكنه التواصل مع شخصيات لأشباح خيالية تبعاً لإرادته، حيث قام مع بعض المتطوعين بالعديد من جلسات الاستحضار لأشباح خيالية، في محاولة للتواصل مع الأشياء التي تختبئ خلف جدار نفس الإنسان ووعيه.
بالطبع لم تحقق تجربته تلك تقدماً يُذكر، وتم انتقادها بشدة من المجتمع العلمي، ولكن هذا الفيلم يأخذنا في رحلة بين ثنايا هذه التجربة الحقيقية، حين يتتبع في قصته مدرساً جامعياً يقرر القيام بالتجربة مع بعض من تلامذته، ليثبت أن الأشباح ليست سوى انعكاس لنفسية الإنسان، ولكن تجربته سرعان ما تقوده نحو ظلمات أكثر رعباً مما توقع.
7- The Afflicted (2011)
تيريزا جيمي فرانشي نور، هذا هو الاسم المفزع لامرأة أمريكية مدانة بتعذيب أطفالها الستة، وقتل اثنين منهم، ثم إرغام الآخرين على إخفاء آثار جرائمها، بعدما قتلت كذلك زوجها الأول.
تيريزا لم تكن شخصية طبيعية أبداً، فقد كانت تستعين بتفسيراتها المختلفة لنصوص الكتاب المقدس لتدعم جرائمها بحق أطفالها، ولكن عذابهم كان لا بد له من نهاية، وهذا ما يسرده هذا الفيلم.
يتبنَّى الفيلم قصة تيريزا، ويسردها مجدداً في تجسيد الأم المختلفة ماجي، التي تعذب أطفالها الأربعة استناداً للكتاب المقدس، وهكذا يأخذنا في طريق محاولات أطفالها للنجاة، مرغماً لنا على عيش تجربتهم المفزعة في منزل مرعب.
8- Hounds of Love (2016)
يسرد فيلم الرعب والجريمة هذا قصة فتاة شابة، تحاول الهرب من حبيبين يطاردانها، حتى يقوما بتعذيبها قبل قتلها، بالطبع هذه القصة مقتبسة من قصة السفاحين دايفيد وكاثرين بيرني، اللذين قاما بارتكاب جرائم قتل بشعة في أستراليا، معروفة إعلامياً باسم جرائم قتل Moorehouse.
9- The Sacrament (2013)
في هذا الفيلم يطارد الصحفي جاك ويليامز آثار أخته عميقاً في الغابات بحثاً عنها، بعدما انضمت لجماعة دينية متطرفة يقودها رجل مجنون.
يقتبس الفيلم قصته من قصة مذبحة جونستون الشهيرة، حيث قام ما يقرب من الألف إنسان بالانتحار الجماعي، بناء على أوامر قائدهم الروحي جيم جونز، تُمثل هذه المذبحة إحدى أبشع النقاط السوداء في تاريخ الوعي الإنساني، والفيلم يتعمق داخل هذه النقطة السوداء من العقلية الدينية المتعصبة.
10- A Nightmare on Elm Street (1984)
خلال سبعينيات القرن الماضي، نشرت صحفية LA Times مقالة مرعبة، عن بعض اللاجئين الذين وصلوا للولايات المتحدة هرباً من الحرب في جنوب شرق آسيا.
ومن بين هؤلاء اللاجئين كان هناك ولد شاب استطاع هو وعائلته النجاة، بعدما شهدوا كمّاً مهولاً من المذابح البشعة في كامبوديا، عانى هذا الشاب من الكوابيس المفزعة، حيث يطارده شيء مجهول في أحلامه بشكل متكرر.
في تصريح المخرج ويز كرافين لـ Cinemablend خلال عام 2014، قال: "لم يستطع ذلك الشاب النوم خوفاً من أن ينال منه ذلك الشيء، لذا حاول الحفاظ على نفسه مستيقظاً لعدة أيام، وحين سقط ضحية للنوم في النهاية، ظنَّ والداه أنه قد تجاوز الأزمة النفسية بنجاح، وحينها سمعوا أصوات صراخه في منتصف الليل، ثم وجدوه ميتاً على سريره وسط كابوسه".
كانت هذه الحادثة المرعبة الحقيقية هي الأساس الذي اقتبس منه المخرج ويز كرافين قصة سلسلة أفلامه "كابوس على شارع إلم"، حيث يسرد قصة كيان شرير يدعونه فريدي، يطارد مجموعة شباب بين كوابيسهم وأحلامهم، كي يقتلهم بشكل بشع.
والآن بما أننا قد وصلنا لنهاية المقال، ما رأيك بأن تبدأ بجلستك الليلة أمام رعب حقيقي؟
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.