ألمانيا التي لن تستطيع التنصل من ماضيها
تعود قصتنا إلى عام 1933، إنها ألمانيا حيث يحكم الحزب النازي، بقائد ملامحه غريبة، لم يكتمل شاربه، ودائماً ما يُصوِّب عينيه نحو عدسات الكاميرا كأنه يبحث عن فريسة.
أدولف هتلر، الرجل الذي كلف تواجده على كوكبنا، مقتل أكثر من 3% من سكانه.
إنها ألمانيا، حيث تتزايد شعبية كرة القدم فيها بشكل ملحوظ، الناس يذهبون لمساندة الفرق التي يشجعونها، من هنا فهم هتلر وحزبه النازي أن هذه الرياضة قد تكون مادة دعائية لا مثيل لها. وكان دور جوزيف غوبلز مفصلياً.. لا تعرف غوبلز؟ جوبلز كان رئيس الدعاية للحزب النازي الألماني، والرجل الذي بأفكاره، يخدم هتلر، والرجل الذي كان قريباً للغاية من هتلر ويعرف جيداً كيف يديره وكيف يمنحه ما يريده للسيطرة على العالم بأسره.
"مباراة كرة قدم أهم للناس وقد تمنحنا دعاية أفضل من أن نضع أيدينا على بلدة في الشرق". هكذا قال غوبلز، وهكذا بدأ الحزب النازي التوغل والسيطرة على كرة القدم في ألمانيا.
اليهود هُم المشكلة!
إن ماركة هتلر-اليهود قد تكون العلامة التاريخية الأشهر لدى البشر، وفي أي مكان يتواجد به هتلر؛ لا بد لليهود أن يرحلوا عنه، إذا أرادوا ذلك أو لم يريدوا.
وكانت فكرة تصفية اليهود من الدوري، لاعبين كانوا أو رؤساء أندية أو مديرين فنيين، هي الحل الأسلم حتى لا يراهم هتلر ولا يروه، وبما أنه لم يكن يعرف سوى العنف، فإن عدد الذين اختفوا لأسباب غامضة من اللاعبين اليهود كان كبيراً، لدرجة أن الاتحاد الألماني لكرة القدم قد أخفى الكثير من الحقائق عن المؤرخين.
بالقتل، أو الاعتقال، أو بوسائل أخرى، المهم أن هتلر تخلص منهم في الملاعب الألمانية مثلما تخلص منهم في الهولوكست.
لاعب كرة القدم في فترة التجنيد
لم تكن كرة القدم وحدها هي ما تخضع لكل ما يريده هتلر وحزبه النازي، بل اللاعبون أيضاً كانوا خاضعين تماماً.
إن التدريب لم يعد تدريباً، بل بات أشبه بالثكنة العسكرية، لا بد لكل لاعب أن يتدرب على أشياء يستفيد منها في الملعب وخارجه، لا بد لهم أن يرفعوا أيديهم عالياً لتحية ألمانيا وقائدها العظيم.
إنجلترا هي الأخرى أمرت لاعبيها أن يرفعوا أيديهم عالياً حينما واجهوا الرجل الذي قد يغضب لأنهم لم يحترموا دولته؛ وهو ما فعله المنتخب الإنجليزي فعلاً حينما واجه المنتخب الألماني.
يوم أن غضب هتلر
بعد ثلاث سنوات من حكمهم ألمانيا، كانت شعلة الألعاب الأولمبية تستعد، حدث ذلك في عام 1936، حينما استضافت ألمانيا الألعاب الأولمبية الصيفية في برلين. وفاز المنتخب النازي بالمباراة الافتتاحية أمام لوكسمبورغ بتسعة أهداف دون رد، وتبادرت لأذهان القادة أن تواجد الجنرال هتلر فيما بعد سيكون ضرباً للشجرة بعصافيرها بنفس الحجر.
سيحضر هتلر ويُلمع صورته أمام العالم، سيُشحن لاعبو المنتخب بوجود قائدهم، وبالمناسبة، لقد كانت تلك هي المباراة الأولى التي حضرها وشاهدها هتلر، في أعلى نقطة ممكنة من الملعب كان حاضراً، جالساً كان على مقربة من حلقات الألعاب الأولمبية.
رأى هتلر المنتخبَ النرويجي الذي يواجه ألمانيا بشعبها وقائدها، وبحضور مجموعة من الشبان في صفوفه، على رأسهم فتى يبدو أنه لن يستطيع مجاراة القوة المهولة للمنتخب النازي.
أود فرانتزن، رآه هتلر للمرة الأولى، ولم يكن يعرف من هو ولا من أية منطقة تحديداً في النرويج: من الشمال أم الشرق أم من أين أتوا به؟
أود كان قد قفز قفزته الثالثة بعد العشرين، ورآه هتلر للمرة الأولى، رآه يعبث بمنتخبه النازي ويُغير كل التوقعات، رأى منتخبه النازي يخسر بهدفين دون رد، وخرج، رفقة حاشيته، غاضباً والشر في عينيه، وغادر الملعب، وعدل تماماً بعدها عن فكرة التواجد لمشاهدة أي شيء؛ وكان فرانتزن سبباً رئيسياً في ذلك.
ممنوع أن تنتصر
ربما هي قصة شهيرة بعض الشيء، لكن الغالبية العظمى من مشجعي كرة القدم قد لا يعرفون تفاصيلها الدقيقة.
حدث ذلك في عام 1942، حينما دخلت ألمانيا النازية أوكرانيا وفرح الأوكرانيون بدخولها؛ ظناً منهم بأنها ستخلصهم من السوفييت.
ولم تكن أوكرانيا تعرف أن ألمانيا تُحضر لها ما هو أقبح، وطلبت من الأوكران تسخير أنفسهم بثمن بخس لخدمة الجنود الألمان، والعمل على راحتهم: مأكلهم ومشربهم.
حدث ذلك لعمال أحد المصانع الأوكرانية، الذين كانوا يخبزون العيش للجنود الألمان، والذين كانوا مَهرة في كرة القدم، وطلب منهم فريق الجنود لعب مباراة ضدهم، وانتصروا.
ربما تراه شيئاً عادياً، لكن ألمانيا النازية لم تره بنفس الصورة، بين الشوطين أتت التحذيرات لهم: "لا بد أن تخسروا وإلا…".
لكنهم لم يستمعوا، ونزلوا في الشوط الثاني حالمين بأن يحملوا راية النصر الأوكرانية وأن هذه المباراة، هذه المباراة تحديداً، قد تكفي لنيل ما يحلمون به.
وحينما وصلت الأخبار للقادة الألمان، قرروا أن هذا لا يصح، وأن من يخبزون الخبز لا يمكنهم أبداً أن يتفوقوا على آكليه؛ ولو حتى في مباراة تافهة.
وأعيدت المباراة هذه المرة بفريق نازي أقوى، وبعد خمسة أيام فقط من المباراة الأولى، وقبل المباراة أخبروهم بالرسالة المكررة، الرسالة التي تحذرهم من الانتصار وإلا سيدفعون أرواحهم ثمناً لهذا الانتصار.
ولم يستمعوا، ونزلوا أرض الملعب ليطعنوا ألمانيا النازية مجدداً، وبيد أقوى، وبانتصار ساحق 6-0.
حينها، أخذت القيادة الألمانية الأمر على محمل الجد، سيموتون، نعم سيموتون، لكن لا يمكنك أن تقتل شخصاً قبل أن تنال منه، وهذه كانت الفكرة، لا بد، قبل أن يُقتلوا، أن ننتصر عليهم.. لا بد.
وحينما يئست ألمانيا من ذخيرتها، استوردت أخرى، من المجر، بفريق مجري قوي يمكنه مواجهة عمال المصانع الأوكران، وهذه المرة بعد يومين فقط؛ ليلعب الفريق الأوكراني ثلاث مباريات في غضون أسبوع فقط!
ماذا تتوقع؟ لا.. لقد انتصروا مجدداً، وانتصروا عليهم مجدداً بعد خمسة أيام أيضاً، لتقف ألمانيا النازية حائرة مع ما يمكن فعله لهزيمتهم؟
استدعت ألمانيا أفضل فريق لديها، الفريق الذي لا يُهزم، فلاكيلف، نعم نعم.. انتصروا عليهم، وقبل نهاية اللقاء كانت المسدسات مُصوبة ناحية بعضهم، والبعض الآخر تم اعتقاله، والبعض الآخر أُعدم على شجاعته الشديدة للانتصار؛ رغم كل التحذيرات التي سمعها.
إذا كان خصمك موسوليني وهتلر فمن تُقاضي؟
حينما كانت النمسا على بعد خطوة من ملامسة كأس العالم، ظهر لهم من تحت الأنقاض موسوليني وأخبرهم "لا"؛ حدث ذلك في عام 1934، تحديداً في كأس العالم.
ولما حاولت النمسا نسيان ماضيها، وبعدما تخطت لاتفيا وأعلنت بسرور تأهلها لكأس العالم 1938، كان هتلر هذه المرة، هو من يقول "لا".
لا الحالية مختلفة تماماً عن سابقتها، ربما لأنها من هتلر نفسه، وربما لأنها لن تدعهم يعبرون إلى ما بعدها، حينما قرر هتلر ضم النمسا إلى خريطته العملاقة التي رسمها في رأسه وحولها إلى واقع، لم يعجبه أن تتأهل النمسا إلى كأس العالم.
وأخبرهم "لا" لا لن تعبروا، وبدلاً من أن نتعبكم سنجعلكم تستريحون في أراضيكم ونأخذ ما لديكم لأنفسنا، فنحن في أمس الحاجة إليه.
وأخذت ألمانيا خمسة لاعبين نمساويين ليرتدوا قميصها، ويرفعوا أيديهم تحية لهتلر ولحزبه النازي، وفي كأس العالم، قالوا إن ألمانيا لم تعبر ثمن النهائي لأن لا أحد تسبب في ذلك سوى النمساويين الجبناء الذين ضمتهم، الذين لعبوا بتبلد، الذين تكاسلوا عن اللعب بشرف، والذين لم يقدموا ما كان متوقعاً منهم.
لماذا كل هذا الخوف من موسوليني؟
لم يكن هتلر يهتم كثيراً لموسوليني دون الدعاية، لذا وجد موسوليني في كرة القدم نفس ما وجده الحزب النازي في ألمانيا؛ دعاية رخيصة يمكن أن تُلمع صورته.
وحينما تقدمت بلاده لاستضافة نسخة كأس العالم 1930، وتم منحها للأوروغواي، قرر موسوليني أن لا أحد يعارضه، وأن منتخبه لن يذهب إلى تلك النسخة، بل سيأتيه كأس العالم إلى أرضه نفسها.
وفي كأس العالم 1934، على أرض إيطاليا، تصرف موسوليني على طريقته وقام بالدور الذي كان من المفترض أن يقوم به منذ أربع سنوات.
حينما تستعصي إسبانيا فإن عليها أن تتنازل، وهذا ما حدث حينما أعيدت المباراة التي جمعت الفريقين، وقيل فيما بعد إن الحكم السويسري رينيه ميرسيت قدم روحه فداءً للمنتخب الإيطالي وقائده موسوليني.
النمسا، التي لا حامي لها، أتاها الدور لكي تُقدس موسوليني على طريقتها، هذه المرة أمام الحكم السويدي إيفان إيكليند، الرجل الذي اتضح فيما بعد أن موسوليني استدعاه قبل المباراة بليلة، ليتناول معه العشاء ويتناقشا حول تكتيكات المباراة.. وتعرف الباقي.
حينما تناول العشاء وتناول معه التعليمات، وبعد أن أدار نصف النهائي، كرمه موسوليني ومنحه فرصة إدارة المباراة النهائية كذلك، هذه المرة تشيكوسلوفاكيا.
ونال موسوليني، بعد كل هذا العناء، ما أراد، وحققت إيطاليا كأس العالم عام 1934 على طريقتها، في أرضها، وأمام موسوليني تحديداً.
حاولت إيطاليا أن تقيم نسخة 1938، لكن فرنسا زادت عنها في هذا الأمر، وسافرت إيطاليا إلى فرنسا قاصدة المحافظة على لقبها الثاني توالياً.
في الطريق قابلت النرويج وفرنسا، ولم تسلم من الانتقادات والاتهامات التي طالت موسوليني بكل الطرق، حيث إن منتخبه نزل الملعب مرتدياً الزي الأسود كاملاً، تعبيراً منهم عن دعمهم الكامل للحزب الفاشي وقائده.
وبعد أن أقصوا البرازيل، واجهت إيطاليا المجر، إنها المباراة النهائية، حيث أرسلوا برقية للمنتخب، من الرأس الأكبر للحزب الفاشي، يخبرونهم أن الفوز لا بديل عنه، وأن إيطاليا لا بد أن تحافظ على لقبها، اليوم بالتحديد، وإلا ستموتون إذا لم تفعلوا ذلك.
برباعية مقابل هدفين كان كل شيء قد انتهى لصالح إيطاليا، وفي مرمى المجر كان أنتال زابو، حارس المرمى المجري الذي قال فيما بعد: "أربعة أهداف في مرماي؛ لكن أنقذتُ حياتهم في النهاية".
في الأرجنتين
حينما كان كأس العالم 1978 طور الإنشاء، كانت الأرجنتين تجهز ذخيرتها لاستقباله، وعلى بعد كيلومترات من الملاعب التي لُعبت فيها البطولة، كانت معسكرات الاعتقال والاختفاءات القسرية تقوم بعملها على أكمل وجه.
خورخي رافاييل فيديلا، الرجل الذي حكم الأرجنتين بالسيف والمطرقة والنار، الرجل الذي دخل أرضه كأس العالم ولم يدعه يخرج دون احتضانه وملامسته.
رأى الديكتاتور الأرجنتيني أن كأس العالم، كبطولة، كافية للغاية لتلميع صورة الديكتاتورية التي قيل عنها بقدر ما قيل، إنها تُعذب وتقتل وتسرق، ووجود بطولة بتلك الحجم في أرضها سيرد بصورة أفضل من الأسلحة على الصحافة التي تكتب ما يحلو لها.
ولم تكتفِ الديكتاتورية فقط بالسيطرة على كأس العالم، بل سيطرت حتى على عُماله، حينما قررت أن تمنع منعاً باتاً خروج أي لاعب أرجنتيني للاحتراف للخارج، وترى قائمة المنتخب في نفس البطولة لا تضم أي لاعب محترف سوى لاعب واحد فقط؛ ماريو كيمبس، نجم فالنسيا آنذاك.
على بعد خطوة واحدة، خطوة واحدة فقط من الوصول إلى المباراة النهائية وملاقاة هولندا، اصطدمت الأرجنتين بمفاجأة؛ فارق الأهداف بينها وبين البرازيل.
يوم أن واجهت بيرو في المباراة الفاصلة، كان لابد للأرجنتين أن تنتصر بأربعة أهداف أو أكثر لتتأهل إلى المباراة النهائية وتلعب البرازيل على المقعدين: الثالث والرابع.
وبصورة غريبة، الصواريخ الأرجنتينية أمطرت سماء بيرو وفريقها، ولم تُسجل أربعة أهداف فحسب، بل فازت بسداسية نظيفة، ومن المؤكد أن وراء الأمر حديثاً.
قبل بداية اللقاء، وبين شوطيه، كان فيديلا هناك، في غرفة ملابس منتخب بيرو، كان يطلب منه أن يتعاونوا، ذكرهم بالأخوة بين اللاتينيين، ذكرهم أن ما سيحصدونه من تلك المباراة ربما لن يخرجوا به من الأرجنتين إذا عكروا مزاجه.
قالوا إنه وُضع على الطاولة مبلغ مناسب، وبذكر الأخوة وما يُمكن أن يُفعل بهم، رضخت بيرو واستسلمت للأخوة وللمال.
وبعد عام، حينما كان فيلول حارس المنتخب وفريق ريفر بليت، يريد الخروج من الأرجنتين، جلس معه كارلوس لاكوست، أحد أذرع السلطة هناك، والذي أصبح رئيساً مؤقتاً للأرجنتين. على الطاولة، دائماً هناك طاولة، بما أنها ساحة التفاوض، وضع كارلوس مسدسه جنباً وبدأ يتحدث، قال لفيلول إن هذا المسدس يمكن أن يُحمل، ويمكن لفيلول أن يختفي عن الدنيا كلها لو أرادوا ذلك، ويمكن أيضاً ألا يعرف أي شخص أنه اختفى.
طبيب ولاعب كرة قدم وسياسي!
شاهد والده، في صغره، يحرق أحب الأشياء إلى قلبه، شاهده يحرق المكتبة التي يملكها، والتي جعلت منه ما هو عليه، وفهم أن ثمة شيئاً خاطئاً.
حينما كبر، وأصبح لاعباً، عرف أن والده أحرق جزءاً من الماضي، إنها الكتب التي لم تعد لها فائدة بعد أن استولت الديكتاتورية على بلاده.
ببساطة هو سقراط، ليس الفيلسوف، وإنما لاعب كرة القدم البرازيلي الذي حصل على درجة البكالوريوس في الطب، والذي حين انضم إلى كورينتيانز، أسس بداخلها ثورة هادئة، بدأت من كورنتنيانز وطافت كل مناحي البرازيل.
لقد حارب سقراط الديكتاتورية بشتى الطرق، وبدأت الفكرة تنتشر عن طريق الإعلانات التي وضعها الفريق على أوجه وأظهر القميص، وهو الرجل الذي قال: "الفوز أو الخسارة لكن مع الديمقراطية".
وهو الرجل الذي جعل للاعبي كورينتيانز قيمة، والقيمة تمثلت في كونهم يستطيعون التعبير عن آرائهم، في زمن كانت الفرق البرازيلية تقضي وقتاً طويلاً في الحجز القسري في الفنادق التي تنزل بها قبل المباريات.
من هنا قرر سقراط أن يتحدى كل من له علاقة بالنادي، وبالتحديد الرأس الأكبر- الإدارة- وطلب من رفاقه أن يُشاركوا بأصواتهم ويصوتوا على كل شيء يخص الفريق، من أبسط الأشياء إلى أضخمها.
وحينما رحل عن دنيانا، كانت البرازيل مدينة له بالكثير والكثير، في الطب، وفي كرة القدم بأسلوبه الرائع، وفي قيمته كإنسان حارب الديكتاتورية بقدر ما حارب؛ وانتصر.
ربما ما ذكرناه هذا كان بعضاً مما جنته الديكتاتورية على كرة القدم، يوم أن تُرفع البندقية في وجهك؛ لن تُسعفك قدراتك، وليس كل الناس عُمال المصنع الأوكراني، الذين سمموا الخبز لآكليه؛ حتى دون أن يفعلوا ذلك.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.