منذ اليوم الأول الذي بدأت فيه السينما خطواتها الأولى في هذا العالم، كان لأفلام الرعب هدف واحد تسعى لتحقيقه، وهو أن تمنح المشاهد التجربة الكاملة التي قد تدفعه حتى السقوط من فوق جرف مخاوفه، بالطبع كأي صناعة في العالم تتنوع جودة منتجها النهائي بشكل كبير على حسب العديد من المتغيرات، ولكن وسط التاريخ الممتد والعريق لصناعة السينما حققت العديد من الأفلام النجاح المطلوب من تجربتها المرعبة، ودفعت مشاهديها هرباً من قاعات السينما.
والآن وإن كنت ذلك المشاهد الشجاع الذي يسعى دائماً لخوض التجارب التي تختبر حدوده، أمنحك هذه القائمة لعشرة أفلام دفعت مشاهديها لترك قاعات السينما خوفاً:
1- The Texas Chainsaw Massacre (2003)
يتربع هذا الفيلم دائماً على العرش، ليس فقط لكونه أحد أشهر أفلام الرعب التي تعمقت داخل نفسية ضحايا القتل والاختطاف، ولكن كذلك لكونه مبنياً على أحداث حقيقية وهي الأحداث التي شكّلت الحياة الإجرامية للقاتل المتسلسل المرعب إيد جاين، والذي كان نشِطاً ما بين 1954 و1957.
فالفيلم يسرد قصة مجموعة من الأصدقاء يسافرون عبر طرق تكساس الصحراوية والممتدة لأميال طويلة، تتوقف سيارتهم وسط الطريق لمساعدة فتاة ضائعة، لكن الفتاة تطلق النار على رأسها بينما تجلس وسط المجموعة في السيارة، بالطبع تبحث المجموعة عن أقرب بلدة لأجل طلب المساعدة، لكنهم سرعان ما يجدون أنفسهم مطاردين بواسطة عائلة من آكلي لحوم البشر وسفاح يرتدي قناعاً من جلود وجوه ضحاياه.
2- The Hills Have Eyes (2006)
كانت نسخة هذا الفيلم الأولى التي صدرت عام 1977 صادمة للجمهور بشكل لا يمكنهم وصفه، وبالطبع استطاعت إعادة الإنتاج التي حدثت عام 2006 تقديم الصدمة ذاتها بكل ما تحمله من معانٍ بين حروفها.
يسرد الفيلم قصة بوب كارتر وزوجته إيثيل مع خمسة أفراد آخرين من عائلتهم، والذين يسافرون لسان دياجو مستخدمين عربتهم الصالحة للسكن، وأثناء قطعهم الطريق الطويل الموحش تعطلت بهم سيارتهم وسط العدم، ولا يدرون أن بجوارهم تعيش عائلة من المتوحشين الذين يلتهمون لحوم البشر.
الفيلم كذلك مقتبس من قصة حقيقية، وهي قصة سوايني بين، الرجل الذي عاش في كهوف اسكتلندا وصنع عائلة قتلت ما يساوي ألف إنسان.
3- Frozen (2010)
ثلاثة متزلجين يعلَقون بكرسي معلّق بينما يعبرون به جبل هوليستون وسط الثلوج والبرد الكثيف، ولكن حين يتعطل بهم الكرسي ويأتي الليل وتنطفئ كل الأضواء، يواجه الثلاثة خطر التجمد حتى الموت.
رغم بساطة هذا الفيلم، فإنه يدفع مشاهديه دفعاً تجاه مخاطر البحث عن النجاة في ذلك الموقف العصيب، الذي يمر به أبطاله، معرضاً المشاهد لتجربة قد تكون حادة بعض الشيء.
4- Raw (2016)
حين تصل جاستين النباتية المتعصبة لكلية الطب البيطري كي تحقق حلمها، تنصدم بواقع استغلالي للبيئة التي تعيش بين جدرانها خلال الأسبوع الأول لها، للأسف تخالف جاستين مبادئها وتتذوق اللحم النيء للمرة الأولى، فتكتشف شهوة مميتة للحم البشر تتملك عقلها، وبينما تحاول اكشتاف ذاتها من جديد، عليها مواجهة عواقب تعطشها للدماء.
تم عرض الفيلم خلال مهرجان تورنتو للأفلام عام 2016، وبشكل مخيف تم استعداء العديد من المسعفين للمهرجان بسبب أن مشاهدي الفيلم قد شعروا بالمرض والغثيان بسببه على حد وصفهم.
5- Goodnight mommy (2014)
"بعض المشاهدين فقدوا وعيهم، وهذا أفضل إطراء سمعته حتى الآن".
كان هذا تصريح مساعد المخرج سيفيرين فيالا لموقع إندي واير بخصوص فيلمه الصادم، والذي يسرد قصة أخوين توأمين، يفعلان كل شيء في حياتهما معاً من تجميع الخنافس لإطعام القطط الضالة، يواجه هذان الأخوان رعباً حينما لا يتعرفان على أمهما بعد قيامها بعملية تجميل لوجهها، لذا يبدأ كل منهما بالتساؤل حول حقيقتها.
6- Bite (2015)
عضة بسيطة وصغيرة لحشرة مجهولة تحوّل امرأة شابة إلى مخلوق حشري في حاجة إلى اللحم البشري لأجل بيضها.
بالطبع تبدو فكرة الفيلم وكأنها ستجعلك تعاني من فوبيا الحشرات لوقت طويل، ولكن ما ستشعر به وأنت تشاهده في منزلك لا يقارن بما شعر به مشاهدوه خلال عرضه الأول خلال 2015 في مهرجان فانتازيا للأفلام.
حيث وزّع طاقم الفيلم أكياساً للتقيؤ، على مشاهديه، والذين بالطبع ظنوا أنها مجرد حيلة تسويقية بارعة، ولكن حين بدأ عرض الفيلم فقد رجلان وعيهما، وغرقت امرأة في قيئها رعباً، بينما سقط رجل ثالث على السلم وهو يخرج من صالة العرض مسرعاً.
7- Freaks (1932)
بعد نجاح تيد بارونين العظيم في إخراج تحفته الفنية دراكولا عام 1931، كان فيلمه التالي "مسوخ" يحطم كل حدود الرعب، فقد نال هذا الفيلم شهرته المستحقة بسبب قرار صنّاعه باستخدام ممثلين "مسوخ" حقيقيين، وبالطبع أصبح هذا الفيلم الآن أحد المقدسات الكبرى لهواة الأفلام، فبعد اختبار عرضه مباشرة، هددت إحدى المشاهدات برفع قضية قانونية على صناع الفيلم، حيث صرحت بأن الفيلم تسبب في إجهاضها بسبب حالة الرعب والصدمة الذي سببها لها.
8- The Woman (2011)
يسرد الفيلم قصة امرأة برية عاشت جل حياتها في الغابة، ليتم العثور عليها في النهاية بواسطة صياد، يأخذ الصياد المرأة إلى منزله، حيث يقيدها في كوخ، ويقرر مع عائلته أن عليهم تحويل هذه المرأة البرية لامرأة متحضرة، ولكن عملية التحويل تلك تكشف عن رعب الشخصية السامة الذي يتمتع بها هذا الصياد.
خلال عرض الفيلم في مهرجان ساندانس عام 2011، غادر العديد صالة عرضه مع اتهامه بالتسويق للذكورية، لكن الفيلم على العكس تماماً كان يحاول تجسيد معاناة النساء والصراع النسوي مع العالم الذكوري، وحتى هذه اللحظة لا يزال الفيلم يحمل كثيراً من الجدل بين معجبيه وكارهيه.
9- Audition (1999)
يسرد الفيلم قصة أرمل يقوم بتجارب أداء للعديد من النساء والفتيات المرشحات، تحت ادّعاء بأن تجارب الأداء هذه لأجل دور في فيلم ما، ولكن في الحقيقة كانت تجارب الأداء من البداية لذلك الأرمل حتى يختار من بين النساء زوجة له.
يعتقد الرجل أنه وجد الزوجة المثالية في فتاة اسمها آسامي، ولكن هذه الفتاة كانت تخفي أكثر مما بدا منها حيث ستجعل الرجل والمشاهدين يعيشون حالة من الرعب المفزع.
خلال عرض الفيلم في مهرجان نوتردام للسينما، خرج العديد من الجمهور تاركين صالة عرضه وراءهم، ومن بينهم صرخت فتاة في وجه المخرج: "أنت شرير!".
10- The Green Inferno (2015)
جاستين وأليخاندرو مع العديد من أصدقائهم، نجوا من تحطم طائرة خاصة فوق أدغال بيرو، لكن نجاتهم تلك ليست سوى بداية للجحيم الحقيقي الذي سيمرون به حين يتم أسرهم بواسطة قبيلة من أكلة لحوم البشر، والذين يعيشون بمعزل تام عن العالم المتحضر.
بالطبع الفيلم كان محاولة لتقليد Cannibal Holocaust والذي صدر عام 1980، وكلا الفيلمين تسبب بالفعل برد فعل حاد جداً من الجمهور، وكان رد الفعل ذلك متعلقاً بما يسرده الفيلم من توحش في مشاهده من قتل والتهام للحوم البشر، حتى ظن البعض أن ما يرونه حقيقة وليس تمثيلاً بمؤثرات خاصة.
والآن تنتهي هذه القائمة، فهل يدخل بعض هذه الأفلام قائمة أفلامك المفضلة التي تنوي مشاهدتها؟
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.