أغمضي عينيكِ وتخيلي أنك نجحتِ في تربية قائد في منزلك! نعم لا تتعجبي إنه طفلك، فكيف تحققين خيالك هذا؟
من هو الطفل القائد؟
هو عليّ ابن أبي طالب -رضي الله عنه- حين كان أول من أسلم من الصبيان، وهو أيضاً عليّ حين نام في سرير النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مدرك أنه معرَّض للقتل من قِبَل كفار قريش.
نعم الطفل القائد هو صاحب قراره، هو الذي يختار طريقه بعد طرح البراهين وتوقع النتائج، متحملاً مسؤولية قراراته، ولا يبحث عن مبرر أو شخص ليرمي عليه أسباب أفعاله أو فشله ونتائجها.
ازدادت مشاكل مجتمعنا بسبب قلة الكفاءة التربوية في تعليم الطفل تحمُّل المسؤولية، فأصبح بعضهم صاحب قرار فقط ويرى نفسه قائداً، لكن دون تحمل مسؤولية قراراته، وإلقاء اللوم على الآخرين في النتائج، والبعض الآخر أصبح بلا قرار أصلاً. لذا أرى أهمية هذا المقال.
صفات الطفل القائد
يجب أن نعرف أن القيادة عند الأطفال غير مقتصرة على إعطاء الأوامر فقط، بل تتعلق بمحاولة الوصول إلى تحقيق أهداف مشتركة من خلال توجيه أطفال آخرين، أو اتخاذ مسار لتحقيق هدف من خلال استخدام الموارد المتاحة في متناول يده.
- القائد صادق واثق من نفسه.
- لديه قدرة على التحكم بعواطفه، وأن يتفانى في تنفيذ المهام.
- وهو أيضاً مستمع جيد.
- ولديه مهارات جيدة في اتخاذ القرار.
- ويمتلك سلوكاً إيجابياً تزينه روح الفكاهة.
- فهو عادل منصف، وغير متسرع في إطلاق الأحكام على اقتراحات وآراء الآخرين.
- يعرف كيف يعمل مع فريق.
- صاحب طموح وهمة عالية.
والسؤال هنا كيف أبني طفلاً قائداً يحمل تلك الصفات؟
1- كونوا لهم قدوة حسنة تُحتذى.
2- عدم الاستخفاف بأحلامهم، وتشجيع الطفل بما يناسب عقله الطموح.
3- حين يبدأ طفلك بالسعي نحو الاستقلال في إطعام نفسه، أو ارتداء ملابسه وغيرها من المهام، اتركي له فرصة الاستقلال، ولا تبادري بقول "لن تستطيع".
4- تطوير مهارة حل المشكلات لديه، بتركه يحاول ويفشل عدة مرات، حتى يصل إلى النجاح المطلوب.
5- عند التعرض لبعض المشكلات أو المواقف ناقشيه فيما حدث، وما رأيه، ولو كان مكانك ما الذي كان سيفعله.
6- إبعاد طفلك عن الألعاب الإلكترونية، سواء على الهاتف أو البلايستيشن؛ لأنها تُعلّم طفلك الاتكالية والعنف والإحباط الذاتي.
7- البحث عن هوايات طفلك، والسعي لتنميتها.
8- لا تتحملي نتائج أفعاله، وأخبريه أنه وحده المسؤول عنها، وعلميه أن الفشل ليس عاراً، هو فقط طريقة للوصول للنجاح.
9- أعطيه ثقتك قولاً وفعلاً، فهو يستحقها، وسيسعى ليكون جديراً بها.
10- وأخبريه دائماً أنه مميز، واذكري أكثر شيء يميزه عن غيره.
11- إشراكه في الأنشطة الجماعية.
12- لا مانع من ترك الدفة له في بعض الأوقات، وكأنكِ لا تعلمين وهو مرشدكِ، كأن يقودك إلى مكان يعرفه وأنت تسيرين خلفه، أو أن يعلمك شيئاً جديداً تَعلمه في المدرسة، أو أن يخبرك بكيفية تحضير البيض المقلي.. المهم أن يكون لكِ مصدر قيادة، وتذكري دائماً أنه قائد تحت التدريب.
13- اجعليه في مواقع الصدارة منذ صغره.
14- أن يكون صاحب عقيدة أو مبادئ مقتنع بها، ولا يسهل على أحد تغييرها فيه، لكن يجب أن تكون تلك العقيدة صحيحة لا تضر غيره، ولا تجعله صاحب قلب قاسٍ.
كما هناك أمور يجب تجنبها لتربية طفل قائد:
1- تخويف الطفل من المخاطرة والمجازفة: فالطفل الذي لم يجرب كل شيء، لن يصبح أي شيء.
2- المبالغة في المدح: حتى لا يصاب بالغرور.
3- العقاب دون تعليم: لا تعاقبي طفلك قبل أن تعلميه الطريقة الصحيحة لما هو مطلوب منه.
4- لا تستطيع، أنت فاشل، لن تنجح، دعني أنجزها لك، هيا أسرع لقد مللت منك.. تلك العبارات لن تصنع قائداً.
5-عدم الاستماع لما يريد طفلك قوله؛ أو الاستماع لبعضه والتسرع في الرد.
وختاماً صديقتي، التربية جميعها صعبة، فكوني أمّاً لقائد يافع ناجح محبوب يكون عملك الصالح بعد وفاتك، ويكون ظهرك في الحياة، خيراً من أن يكون غير ذلك، فاجعلي تعبك هذا في الخير لله، واسأليه العون والتوفيق في صناعة قائدك الصغير.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.