مغنية إسرائيلية رفضت مصافحة بايدن فحياها وعربية أقيلت لرفضها تحية سفير إسرائيل.. متى نصبح أنداداً؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/07/28 الساعة 09:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/28 الساعة 09:07 بتوقيت غرينتش

تداول نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو الذي بثته القناة "الثانية عشرة" الإسرائيلية، الذي يظهر فيه تقدم الرئيس بايدن وإلى جانبه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ لمصافحة مغنين إسرائيليين قبل أن ترفض المغنية الإسرائيلية يوفال ديان مصافحة الرئيس الأمريكي، وعللت المغنية ديان بأن رفضها مصافحة الرئيس بايدن يعود لخلفيتها الدينية، وقد تسببت المغنية بالإحراج لرئيس يدعم إسرائيل دعماً غير مشروط، لكن بايدن تقبل الموضوع بعد الإحراج وأحنى كتفيه للمغنية الإسرائيلية التي لم يتهمها إعلام بلادها بالتطرف، ومن ثم نقل السفير الإسرائيلي في واشنطن تفهم وتحية بايدن لها.

لكن في المنامة العربية أقال الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من منصبها كرئيسة لهيئة البحرين للثقافة والآثار "وزيرة الثقافة"، بسبب رفضها مصافحة السفير الإسرائيلي، بحسب ما ذكرته صحيفة "Jerusalem Post" الإسرائيلية،  حيث قالت الصحيفة إن الشيخة مي بنت محمد رفضت مصافحة السفير الإسرائيلي إيتان نائيه، خلال مراسم دفن والد السفير الأمريكي في المنامة، ستيفن بوندي. كما أشارت إلى أن الشيخة مي تركت مراسم الدفن عندما أُعلمت أن السفير الإسرائيلي كان حاضراً، كما طلبت من السفارة الأمريكية عدم نشر أي صور لها في العزاء. 

ولم يصدر أي نفي من قبل الحكومة البحرينية؛ مما يؤكد أن فقه التطبيع بات يبيح  للمرأة المسلمة مصافحة الصهاينة ويعاقبها إذا لم تفعل ذلك.

ومن جهتنا لا بد أن نحيي الشيخة المصون مي بنت محمد آل خليفة على الشهامة والشجاعة التي ابدتها في تلك المناسبة؛ حيث أحيت من جديد البيت الشعري الخالد:

ما كانتِ الحسناءُ ترفعُ سترَها..                       لو أنَّ في هذي الجموعِ رجالا

وهذه ليست المرة الأولى التي تبدي فيها المرأة العربية الخليجية تذمرها ورفضها  للتطبيع المجاني مع إسرائيل؛ حيث سبقتها إلى ذلك سيدة الشارقة الأولى، وهذا يؤكد  أن الرهان على المرأة الخليجية في حفظ كرامة العرب هو رهان معقول.

ومن غرائب الدهر أيضاً أن هناك سباقاً بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية على افتتاح مطاعم إسرائيلية في البلدين، تلك المطاعم التي تقدم "الكوشر"؛ أي الأكل الحلال اليهودي كأن مذاق المطبخ العربي فقد أهميته بالنسبة لهؤلاء.

إن هذا الانبطاح غير المبرر أمام إسرائيل يؤكد أن هؤلاء الحكام لا يقرأون الواقع؛ بل إن سياستهم تستند إلى خيالات؛ حيث يقدمون بأفعالهم هذه خدمات مجانية  للحركة الصهيونية التي هي بالحقيقة في حالة احتضار، إن لم نقل دخلت في مرحلة الموت السريري.
حيث إنها مع كل انتخابات إسرائيلية جديدة تخسر بعض مقاعدها لصالح التيارات الدينية المتطرفة التي باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تسيطر على مقاليد الحكم في إسرائيل؛ مما سيجعل الحياة مستحيلة بالنسبة لمعظم الإسرائيليين وسوف نشهد في السنوات القادمة هجرة يهودية معاكسة هرباً من سطوة الحكم الديني القادم.
ناهيك عن أن الشروخات في المجتمع الإسرائيلي تتعمق بالطول وبالعرض وتخوف بعض قادة إسرائيل من انهيار الدولة بعد بلوغها الثمانين من عمرها هي تخوفات واقعية، لكن للأسف لا يرى رواد التطبيع من الحكام العرب ذلك حتى أنهم لا يتمنون حدوث ذلك.

إن إدخال إسرائيل إلى حلف يهدف إلى ردع إيران هو من الأوهام أيضاً؛ لأنه سيؤدي حتماً إلى مزيد من تشدد إيران ضد دول الخليج، خصوصاً أن إيران هي جزء طبيعي من جغرافيا المنطقة، وهي مرتبطة مع دول الخليج بتاريخ مشترك يمتد إلى أزمنة غابرة، بينما إسرائيل هي كيان مصطنع يبرر وجوده بالإرهاب والعنف.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ناصر الحسيني
كاتب صحفي لبناني مقيم في إفريقيا
مواليد 1958 بلبنان، حائز على ماجستير في الهندسة المدنية من جامعة الصداقة في موسكو سنة 1983 ودبلوم دراسات عليا سنة 1990. مهندس استشاري لدى منظمة الأمم المتحدة للتنمية UNDP، عملت في جريدة الديار قبل عام 2000، وكذلك لي كتابات ومساهمات في جريدة النهار وجريدة البلد، مقيم في إفريقيا منذ 2010 بشكل شبه دائم في غينيا الاستوائية وغينيا بيساو.
تحميل المزيد