مع قرب بدء انطلاق الدوريات الأوروبية لموسم 2022-2023، خفتت معظم أخبار الانتقالات مع تأمين معظم الفرق لأهدافها من اللاعبين، ولكن يبدو أن مسألة انتقال اللاعب كريستيانو رونالدو أو بقائه في نادي مانشستر يونايتد ستكون هي الشغل الشاغل للصحافة الرياضية فيما تبقى من فترة الانتقالات الصيفية الحالية.
أسباب رفض الأندية التوقيع مع كريستيانو رونالدو
مما يبدو حالياً فإن اللاعب حتى الآن لم يجد الفريق الذي يلبي طموحاته الشخصية فيما يخص مسيرته للموسم المقبل، حيث ظهرت العديد من حالات الرفض من قِبل الأندية التي سعى للانضمام إليها، فلماذا يجد أحد أفضل اللاعبين في العقد الأخير حالات الرفض من الأندية على الرغم من قيمته الكبرى رياضياً وإعلامياً؟
راتبه الكبير يشكل عبئاً على أي نادٍ
حتى مع وصوله لسن السابعة والثلاثين فإن أي فريق يريد التوقيع مع كريستيانو رونالدو عليه على الأقل توفير حوالي 18 إلى 20 مليون دولار كراتب سنوي دون الإضافات والحوافز وبنود الأداء الشخصية، وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي قد يحفل بها عقده.
وبناءً على فترة الانتقالات الحالية التي أنفقت فيها الأندية الكبرى مبالغ طائلة على اللاعبين الجُدد، فإن مسألة التوقيع معه أصبحت صعبة للغاية، وبالتالي لن يتبقى له سوى الأندية المتوسطة التي حتى وإن كان معروفاً عنها أداؤها الجيد في دوري الأبطال، فإن راتبه العالي قد يقف عائقاً أمام التوقيع معه.
من الصعب المراهنة على البناء من حوله
معظم مدربي الأندية خاصة الجدد منهم بدأوا بالفعل في تطبيق أفكارهم خلال المعسكرات التحضيرية التي شارفت على الانتهاء، لذلك نجد أن معظمهم لا يحبذون قدوم كريستيانو رونالدو الآن، والذي قد يكلفهم الكثير من العمل مرة أخرى.
عامل السن وخطورة المراهنة عليه
لا يختلف الكثيرون أن اللاعب كريستيانو رونالدو قد أصبح في مراحله الأخيرة مع لعبة كرة القدم، حتى وإن أبهرتنا طريقة الحفاظ على لياقته، إلا أن عامل السن له أحكامه، خاصة للأندية التي لديها مشاريع تريد تطبيقها، والتي غالباً ما تأخذ أكثر من موسم، لذلك المراهنة على اللاعب وهو في هذا السن قد ينسف المشروع من أساسه.
إذاً، ما الخطوة التالية للاعب؟
حتى الآن تم ربط اللاعب بأكثر من 7 أندية، آخرها نادي أتلتيكو مدريد الذي بدأت جماهيره حملة على الإنترنت لرفض التوقيع معه، وهذا يترك القليل من الخيارات أمامه، وهي:
البقاء مع مانشستر يونايتد
وهذه خطوة قد تكون شديدة الخطورة، وهذا يعود بشكل خاص إلى أسلوب المدرب تين هاغ الذي بدأ بتطبيقه بالفعل في جولته التحضيرية، حيث يُفترض أن المدرب تم التعاقد معه على أساس أسلوبه الذي نال به إشادة كبرى في فريقه السابق أياكس، وهو أسلوب يعتمد على الضغط والاستحواذ، وهو ما يمثل تحولاً كاملاً للفريق، وأسلوب من الصعب أن يندمج مع اللاعب كريستيانو رونالدو شخصياً، حيث قال المدرب بنفسه إن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتطبيقه بشكل كامل.
اللعب مع فريق متوسط يلعب في دوري الأبطال
في هذه الحالة سيكون اللاعب مضطراً لتخفيض أجره الضخم في سبيل الظهور في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، وأي فريق متوسط وبالتحديد خارج الدوري الإنجليزي سيرحب بشدة بلعب اللاعب في صفوفه الموسم المقبل في بطولة دوري الأبطال.
الانتقال للدوري الأمريكي
وهي ستكون على طريقة اللاعب جاريث بيل لاعب ريال مدريد السابق، ومعه يمكن للاعب كريستيانو رونالدو ضرب عدة عصافير بحجر واحد، حيث يمكنه الحصول على الراتب الذي يريده، والبقاء تحت الأضواء بصورة مستمرة، والأهم الاستعداد بذهن صافٍ لبطولة كأس العالم القادمة دون ضغوط نفسية أو ذهنية أو جسدية.
عودة تاريخية ولكن بتنازلات كبيرة
الموافقة على العودة إلى ريال مدريد قد يكون أجرأ قرار سيتخذه اللاعب في مسيرته الرياضية، وهي خطوة سيرحب بها الكثير من جماهير النادي، فبحسب ما هو معروف عن الرئيس بيريز فهو رجل براغماتي بشكل كبير، ومحب للصفقات الإعلامية والإعلانية، ومن المحتمل ألا يُمانع في عودة اللاعب مرة أخرى للعملاق المدريدي، خاصة مع العلاقة الطيبة التي تربطه بوكيل اللاعب البرتغالي خورخي مينديز.
ولكن هذه العودة تتطلب تنازلات كبرى من اللاعب، أولها التنازل ولو عن جزء بسيط من راتبه السنوي، وثانيها الموافقة على لعب دور الرجل الثاني وليس الأول، وهذا يعني أن جلوسه على دكة البدلاء وعدم البدء أساسياً أمر لا مفر منه، وفي الوقت نفسه سيتمكن كريستيانو من تحقيق عدد من الأهداف، أولها الاستعداد بشكل جيد لكأس العالم، وثانيها ضمان وجوده تحت الأضواء بشكل كبير، والهدف الأهم هو الاعتزال في ملعب سانتياغو برنابيو الذي شهد بزوغ أسطوريته ونجمه في أوروبا.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.