تنتظر المنطقة، والعالم، نتائج لقاء جو بايدن في المملكة العربية السعودية، مع زعماء وملوك ورؤساء من الشرق الأوسط بدعوة من الملك سلمان، ملك المملكة العربية السعودية، ويرى مراقبون أن هذه الدعوة تتعلق بالأوضاع الدائرة في العالم، سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو عسكرية، تخص الشرق الأوسط أو الحرب على أوكرانيا، والجميع ينتظر نتائج هذا المؤتمر المهم والتاريخي، كما وصفه البعض.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصمم على تحقيق أهدافه من العملية العسكرية على أوكرانيا، وبدأت ملامح تحقيق الأهداف لا تخفى على أحد، فالولايات المتحدة أصبحت تعترف بهذا النصر، ولو ضمنياً، من خلال تخفيف الدعم العسكري لأوكرانيا، وفي هذه الحالة يكون النظام العالمي الجديد الذي بات الآن خبراً لا يخفى على أحد، يريد الإخفاق لروسيا في هذه العملية، على اعتبار أن نجاح روسيا في الحرب يعني سيطرة روسيا على أوروبا، ومن ثم الهيمنة على العالم بالتعاون مع الصين.
يرى مراقبون سياسيون أن الدول العربية منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا كان لها دور محايد، وربما تحيرت بين الجانبين، ورفضت بعض الدول العربية زيادة النفط والغاز لتغطية النقص الحاصل في العالم، فبدأت أمريكا بالإعلان عن زيارات إلى الشرق الأوسط والاجتماع مع العرب لرسم خطوط جديدة وسياسة جديدة بعد هذه الأوضاع الغاية في التعقيد.
في هذه المرحلة العرب يراهنون على الحصان الرابح طبعاً، ويرى كثيرون أن المؤتمر الذي دُعي إليه جو بايدن في السعودية سيلاقي فشلاً، ومن المحتمل أن يتغيب عنه بعض من الرؤساء العرب، على اعتبار أن السياسة الجديدة تتعارض مع مصالحهم بشكل كبير، خصوصاً بعد تهديد بوتين بمنع تصدير الحبوب والغاز والنفط إلى الدول المعادية لروسيا، ومن المحتمل أن يكون لروسيا والصين دور مهم وكبير في العالم بعد الانتصارات المتتالية في أوكرانيا، وهذا ما يؤكد المراهنة العربية على روسيا بعد عدم سيطرة أمريكا على الوضع العالمي الجديد، وخصوصاً في أوروبا بفشلها بدعم أوكرانيا أو في آسيا بعدم قدرتها على إقناع العالم باستقلال تايوان عن الصين.
فهناك تضارب حول هذا المؤتمر، منهم من يقول إنه تحالف ضد إيران، ومنهم من يقول لزيادة ضخ النفط إلى العالم لتخفيض سعره بعد الزيادة غير المسبوقة، وغيره الكثير بالتعويل عليه، وقُبيل هذا المؤتمر يقوم ولي العهد السعودي بجولة إلى الأردن ومصر وتركيا ربما لترتيب ملفات متعلقة بحضور بايدن، وبمطالبات من الإدارة الأمريكية.
نهايةً، وكما يتضح لنا، بدأ العالم يتجه إلى الحصان الرابح في هذه المرحلة وهي روسيا والنظام العالمي الجديد، وبقيت أمريكا في شبه عزلة بالشرق الأوسط، والعرب لا يريدون أي تحالف مع أمريكا ضد أي دولة كانت، بعد فشلهم في حرب اليمن وعدم تحقيق أي هدف منها، وكذلك ضعف أمريكا مؤخراً في التعاطي مع القضايا.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.