يعتقد 51٪ من الهولنديين بوجود نظام فصل عنصري في "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية المحتلة. هذا واضح من دراسة أجرتها I&O Research نيابة عن منظمة السلام PAX. و6٪ منهم فقط لا يوافقون على ذلك.
ويُظهر البحث، الذي تم نشره بتاريخ 13/6/2022، أيضاً أن معظم الهولنديين يعارضون بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، ويتوقعون أن تتصرف الحكومة الهولندية وفقاً لموقفهم الشعبي ذلك.
"إنها المرة الأولى التي يتم فيها بهذه الطريقة تحديد كيف ينظر الهولنديون إلى الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. على الرغم من حقيقة أن الكثير من الناس لديهم معرفة محدودة بالوضع، إلا أن النتائج مذهلة؛ لأنه يبدو أن هناك مسافة كبيرة بين سياسة الحكومة وآراء السكان الهولنديين العاديين. وفقًا للاستطلاع، يريد الهولنديون أن تتخذ الحكومة الهولندية موقفاً أقوى بشأن انتهاكات حقوق الإنسان". هذا ماقالته "آنا تيمرمان" المديرة العامة لـPAX.
وتضيف آنا تيمرمان: "اللافت هنا هو أن الشباب على وجه الخصوص يضعون درجة أكبر من المسؤولية تجاه إسرائيل، في كثير من الأحيان أكثر من حماس والسلطة الفلسطينية"، ويعتقد الغالبية أنه يجب على إسرائيل التوقف عن بناء المستوطنات وتوسيعها: 56٪ يوافقون، مقابل 6٪ فقط لا يوافقون.
وبالإضافة إلى التصريحات حول المسؤولية والفصل العنصري، سُئل المشاركون في الاستطلاع أيضاً عن آرائهم حول سياسة الحكومة الهولندية تجاه إسرائيل وفلسطين؛ فأظهرت النتائج أن العديد من الهولنديين يرغبون في رؤية موقف مختلف عن الحكومة؛ تعتقد الأغلبية (54٪ و57٪ على التوالي) أنه يجب على الحكومة التحدث بقوة أكبر عن انتهاكات حقوق الإنسان من قبل إسرائيل وحماس، مقارنة مع نسبة صغيرة؛ نسبة (11٪ و8% على التوالي) غير موافقة.
كذلك، يعتقد 38٪ من الهولنديين أن على الحكومة فرض عقوبات على إسرائيل إذا استمرت في بناء وتوسيع المستوطنات، وهي نسبة تزيد عن 44٪ عندما يشير السؤال صراحةً إلى حقيقة أن المستوطنات غير شرعية بموجب القانون الدولي مقابل 18% لا يوافقون.
ويعتقد 40٪ من الهولنديين أن على هولندا أن توقف التعاون مع مصنعي الأسلحة الإسرائيليين مقابل 15٪ يعارضون.
وتشير النتائج إلى أن سياسة الحكومة تبدو متخلفة عن آراء السكان. على سبيل المثال، يعتقد نصف الهولنديين أن هناك فصلاً عنصرياً، ويرغبون في أن تفعل الحكومة المزيد لمكافحة انتهاكات حقوق الإنسان والمستوطنات غير القانونية في المنطقة. في ضوء هذه النتائج، تدعو PAX إلى مزيد من الإجراءات وموقف أكثر حداثة من الحكومة الهولندية.
تجدر الإشارة إلى أن المنظمة التي أجرت الاستطلاع PAX تعمل في "إسرائيل" وفلسطين منذ التسعينيات مع نشطاء سلام محليين، لإنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في المنطقة.
هذه الأرقام والنسب المئوية تستحق وقفة وقراءة معمقة في مدلولاتها، لا سيما في بلد مثل هولندا بموقعها في الاتحاد الأوروبي وتاريخها وموقفها من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومؤشرات هذا الانزياح في المزاج الشعبي الهولندي دعم لصالح القضية الفلسطينية، وفق ما عبرت عنه النسب والأرقام، وخصوصاً لدى جيل الشباب في هولندا، بما يحمل ذلك من تصاعد في وتيرة الدعم والإسناد الذي يتطلب المتابعة الدقيقة والمواكبة من قبل جميع العاملين للقضية الفلسطينية في هولندا خاصة، والاتحاد الأوروبي عامة.
التقاط مثل هذه المؤشرات هو جهد المقل، وأقل الواجب، والبناء عليها من خلال العمل على مستوى الدبلوماسية الرسمية والشعبية هو واجب الوقت وأهم ضروراته.
من دون شك هذا العمل دونه معوقات وعقبات وتحديات في ظل لوبي إسرائيلي مضاد يرفع فزاعات أهمها تهمة "معاداة السامية"! لكن ثمّة عناوين يمكن إحداث اختراق فيها لصالح القضية الفلسطينية، وتستحق بذل الجهود في ميادين الصراع والمواجهة المفتوحة على كافة الأصعدة، ومعركة كسب الرأي العام فيصل مهم في ذلك، ومثل هذه الأرقام ونتائج استطلاعات الرأي محفزات حقيقية لا يمكن تجاهلها، بل تستدعي مواصلة هذا الطريق والمراكمة؛ حتى يعود الحق إلى أهله.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.