“بيبي وكتكوتي” وصور رومانسية خاصة.. لماذا نتعامل مع فترة الخطوبة على أنها زواج؟!

عربي بوست
تم النشر: 2022/06/06 الساعة 09:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/06/06 الساعة 09:33 بتوقيت غرينتش

"الخطوبة" فترة اختبار لعلاقة زواج محتمل، أو هكذا أفهمها، وبما أنها فترة اختبار، لا يجب النظر إليها على أنها نهاية مرحلة أو هدف بحد ذاته، بل محاولة لتحقيق هدف.

لا أعني بهذا الفهم افتراض إضمار النوايا السيئة مسبقاً، بل افتراض حسن النوايا مع توقع فشل التجربة كاحتمال قائم.

التخطيط الناجح لأي شيء يبدأ، في رأيي، من توقع فشله والتفكير في مسلك بديل عن المسلك الأول. ولهذا، أفكر أحياناً عندما أرى "جمال البدايات" على وسائل التواصل الاجتماعي وكيف تؤول أحياناً للفشل لأسباب متعددة لا يمكن بسطها هنا، وأتساءل: كيف سيتصرف كل من الخاطب والمخطوبة في كم الرسائل النصية والصوتية بينهما وربما الصور التي تجمعهما، وفيها ما فيها من تعبير صريح عن الحب والهيام؟ هل سيتصرف كل منهما بحكمة واحترام للآخر؟ ما الذي يضمن عدم وصول هذه الرسائل والصور ليد من يسيء استخدامها؟

باريس هيلتون الخطوبة باريس هيلتون
خطوبة باريس هيلتون/مواقع التواصل

للعلم، لا أحاول هنا أن أجيب عن هذه الأسئلة من منظور ديني، فضوابط الخطوبة تحدث فيها كثير من علماء الدين، ويمكن لمن يرغب بمراجعتها، لكني أفكر بصوت عالٍ في أسئلتي السابقة وأطرح حلاً وسطاً لا يمنع مرحلة الاختبار أن تمر دون تحقيق النتائج في التعرف على شريك العمر المحتمل مع العودة للوراء بأمان حال فشل الخطوبة.

"جود مورننج، كتكوتي"

تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مئات الصور المأخوذة من رسائل نصية وصوتية بين خاطبين ومخطوبين، تحمل كلمات مثل "حبيبي" و"روحي" باتت كلمات قديمة حلت محلها كلمات وتعبيرات أكثر مبالغة وجرأة أو تعبيرات لم تستخدمها أجيال سابقة إلا بعد زواجهم بسنوات عدة، مع تلون هذه التعبيرات ببريق زمننا مثل "جود مورننج، كتكوتي" أو "بيبي، عامل إيه النهارده؟".

فإذا كانت هذه الرسائل هي التي تظهر على الملأ، فكيف تكون الرسائل الخاصة التي لا تظهر؟ من المؤكد أنها أكثر جرأة وحميمية. فإذا فشلت الخطوبة، لا قدر الله، أو حتى وقع أحد الأجهزة التي تحمل هذه الرسائل في يد لص محترف دون فشل الخطوبة، فمن يضمن عدم إساءة استخدام هذه الرسائل؟ أرى أنه من الأولى ألا تكون الرسائل بين الخاطب والمخطوبة إلا في سياق الضرورة كالسؤال عن مكان التواجد أو موعد سفر، أي رسائل تنقل معلومات لا مشاعر، وليوفر كل منهما ما يبتغي قوله حين يلتقي الآخر، وهذا أضمن وأسلم.

إساءة استخدام الصور الشخصية

إذا كانت الرسائل خطيرة ومن الوارد إساءة استخدامها في يوم من الأيام، فمن المؤكد أن الصور أكثر خطورة، خاصة في ظل تطور برمجيات وتطبيقات تعديل الصور. ولهذا أيضاً، يجدر بكل خاطب أو مخطوبة عدم مشاركة صورهما على الملأ أو حتى الاحتفاظ بها على هواتفهم، إن كانت لهذه الصور ضرورة من الأساس. فإذا حدث مكروه وقرر أحدهما ألا يكمل الطريق مع الآخر، لم تكن هناك فرصة لإساءة استخدام صورة من الصور في تدمير علاقة أخرى قد تنشأ في المستقبل بين أي منهما وشريك آخر.

أظن أن القصص المتواترة عن إساءة استخدام الصور الشخصية لبنات مراهقات وشابات باتت تزكم النفوس من كثرتها ومدى المعاناة التي تتكبدها بعض الأسر لدفع مبالغ مالية لمبتز حقير يتاجر بصور بناتهم بعد تعديلها بما يروق له من إضافة مناظر خادشة للحياء.

ما يثير الدهشة أن حصول هذه المبتز على الصور لم يكن صعباً ولا في حاجة لحيلة غير الدخول على حساب شخصي للبنت على وسيلة تواصل مثل فيسبوك أو إنستغرام تركت عليه البنت صورها دون أن تتخيل أن هذه الصورة أو تلك قد تصبح سبباً في إهانتها أو ابتزازها هي وعائلتها.

 لماذا القلق؟

أنا من دعاة بعث الطمأنينة وافتراض حسن النوايا، وخاصة في موضوع الزواج الذي أشجع عليه الشباب شريطة العمل الجاد في أي مجال، والخطوبة مرحلة ضرورية للزواج، ولا أنكر أنها فترة مهمة في تعارف الطرفين وبسط شخصيتهما أمام بعضهما ليقررا إكمال الطريق أو التوقف في منتصفه. لكن من منطلق الحرص على الطرفين واحتمالية ألا يرتاح أي منهما للآخر، أجد أنه من الأفضل أن يحفظ كل لنفسه فرصة الرجوع للوراء وإعادة التجربة مع شخص آخر، والحرص في استخدام الرسائل وتبادل الصور إحدى الوسائل التي ستعطي للطرفين فرصة اتخاذ قرار الرجوع دون التفكير بما قد يفعله الطرف الآخر بما يتوافر عنده من هذه الرسائل والصور، وفي هذا درء لأبواب الشك.  

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

سعودي صادق
كاتب ومترجم مصري
كاتب ومترجم مصري
تحميل المزيد