لا صوت يعلو فوق صوت “الكبير أوي”! ما الذي جنيناه من “أولتراس أحمد مكي”؟

عدد القراءات
3,053
عربي بوست
تم النشر: 2022/05/05 الساعة 10:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/05/05 الساعة 10:14 بتوقيت غرينتش
من مسلسل الكبير أوي/ يوتيوب

حالة نجاح طاغية، لا يمكن إنكارها، حققها الجزء السادس من مسلسل "الكبير أوي" الذي لعب بطولته الممثل أحمد مكي، فحتى من لم يشاهد المسلسل أو أي مسلسل آخر، في شهر رمضان الماضي، يمكنه أن يستشعر حالة النجاح تلك من خلال المنشورات المتداولة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الذي أصبح أحد مؤشرات نجاح المسلسلات الرمضانية حتى في وجود ما يسمى بـ"اللجان الإلكترونية" التي أعرف أنها حقيقة وليست مجرد أوهام كما يزعم البعض.

ارتبطت حالة نجاح الجزء السادس من المسلسل الكوميدي بحالة من "السفه" تزعمها بعض المتعصبين للمسلسل والذين وصفوا بطله، أحمد مكي، بأنه أهم ممثل في تاريخ مصر!

هكذا بمنتهى السهولة يطل علينا أحد مراهقي الفيسبوك ويقول بجرأة يُحسد عليها إن أحمد مكي هو أهم ممثل في تاريخ مصر، متجاهلاً بكلامه ذلك فنانين كباراً مثل النجم العالمي عمر الشريف، وأحمد مظهر وشكري سرحان وأحمد زكي ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز وممدوح عبدالعليم ويحيى الفخراني!

وحتى إذا رأى ذلك المراهق "الفيسبوكي" أن مكي هو أهم ممثل كوميدي في تاريخ مصر وليس أهم ممثل على الإطلاق، فهل امتلك من الجرأة أن ينكر قيمة عبدالمنعم إبراهيم وفؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولي ومحمد صبحي وسمير غانم ومحمد هنيدي وغيرهم من نجوم الكوميديا؟!

لا أنكر أن وصف ممثل مثل أحمد مكي بأنه الأهم في تاريخ مصر، من الأمور التي استفزتني كثيراً وأنا المهتم بالفن وأعتبر نفسي من المشتغلين به، سواء على مستوى صناعة الأفلام المستقلة أو على مستوى النقد الفني الذي أراه مكملاً لدراستي للسينما واشتغالي في الصحافة.

وإن كنت رأيت في هذا الرأي جرأة حسدت أصحابها عليها، فإنني غيرت رأيي بعد ذلك ووجدت أنه يعبر عن حالة جهل شديدة وليست جرأة، فلا يمكن لمن شاهد أعمال الفنانين الكبار، الذين ذكرت بعضهم، أن يصف ممثلاً مثل أحمد مكي بأنه أهم ممثل في تاريخ مصر لمجرد أنه لعب بطولة مسلسل مثل "الكبير أوي"، أو أنه شاهد ولم يستوعب ولم يتذوق موهبتهم الكبيرة التي ساعدتهم على تقديم أعمال متنوعة استمتع الملايين في مصر والعالم العربي بمشاهدتها.

لنتفق إذن على أن هذا الرأي يعبر عن الجهل، وهي مشكلة ليست كبيرة أو مفاجئة بالنسبة لي، فمستوى التعليم في مصر لا يمكن إلا أن ينتج عدداً كبيراً من الجهلاء، المشكلة الكبيرة هي أن من يعترض على وصف أحمد مكي بأنه الأهم في تاريخ مصر، لا يكاد يلاحق بكمٍ من البذاءات والأوصاف غير الحميدة التي تطارده في تعليقات "الفيسبوك"، كالغيرة من الفنان والحقد عليه.

جميعنا اعتدنا في السنوات الماضية على وجود خلافات وصراعات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب التوجهات السياسية أو الدينية، وهي خلافات يمكن تفهمها وإن كانت غير مقبولة، ولكن أن يصل بنا الأمر لأن نخاف من كتابة آرائنا في الأعمال الفنية الكوميدية، على حساباتنا وصفحاتنا الشخصية، خوفاً من التعرض لهجوم شنيع وتطاول بألفاظ بذيئة من بعض المراهقين الذين ليس لديهم أي خلفية عن تاريخ السينما والمسلسلات المصرية، فهذا أمر بالغ الخطورة.. أمر يحتم علينا الشعور بالخوف من المستقبل أكثر من أي وقت مضى.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

محمد شريف
صانع محتوى متخصص في السينما والفن
صانع محتوى متخصص في السينما والفن