في الموسم القادم للدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) سنشهد عودة فريق فولهام اللندني العريق للتنافس والتواجد ضمن صفوة الأندية الانجليزية، وكذلك سيشهد غياب فريق نورتش سيتي والذي هبط للتنافس في دوري الدرجة الأولى (تشامبيونشيب).
الرحلة بين الصعود والهبوط
فريق فولهام والذي يقع جنوب غرب لندن وتأسس عام 1879 ويمتلك في جعبته لقباً للدوري الإنجليزي قد هبط العام الماضي إلى دوري الشامبيونشيب بعد موسم واحد قضاه ضمن البريميرليج، وعند هبوط الفريق احتفظ بعناصره المميزة رغبة في عودته مرة أخرى للصعود، وأبرزهم اللاعب الصربي ميتروفيتش والمتوج بلقب هداف البطولة والتي ساهمت أهدافه في ضمان عودة الفريق لصفوة الفرق في البريميرليغ، حيث لعب الفريق حتى الآن 44 مباراة من أصل 46، حقق الفوز في 26 مباراة وتعادل في 9 وخسر مثلها، حتى مكنته نتائجه من صدارة الدوري قبل نهايته بثلاثة أسابيع ويحتاج لنقطة وحيدة للتتويج باللقب.
أما فريق نورتش سيتي، الذي وُلد شرق إنجلترا وينتمي لمدينة نورتش وتأسس عام 1902، فقادته نتائجه السلبية في الدوري الإنجليزي الممتاز إلى عودته السريعة بعد موسم واحد فقط إلى التشامبيونشيب حيث فشل الفريق في تدعيم صفوفه بلاعبين ذوي خبرة وكفاءة تساعده في البقاء ضمن صفوة الأندية الإنجليزية، فلعب الفريق حتى الآن 34 مباراة ولكن قبل نهاية البطولة بـ4 جولات فقد الفريق كل حظوظه في البقاء وهبط إلى الدرجة الأدنى حيث حقق الفوز في 5 مباريات فقط وتعادل في 6 وخسر 23 مباراة!
أين المشكلة؟
في آخر 5 سنوات صعد فولهام 3 مرات للدوري الإنجليزي الممتاز، وفي آخر 4 مواسم شهدنا صعوداً أو هبوطاً لفريق نورتش سيتي.
أثار الصعود والهبوط السريع للفريقين من التشامبيونشيب إلى البريمييرليغ فضول واستغراب المتابعين للفريقين حيث تتميز نتائج الفريقين عند تواجدهما في التشامبيونشيب بالتفوق والصعود الدائم وما إن يصعد أحدهما إلى البريمييرليغ حتى تقودهما نتائجهما إلى الهبوط السريع مرة أخرى.
والمشكلة في رأيي أن الفريقين يعتمدان على ترشيد الإنفاق عند الصعود بالرغم من حصولهما على منحة التأهل المقدرة بـ170 مليون باوند والتي تمنحها رابطة الدوري الإنجليزي للأندية المتأهلة بهدف تدعيم فرقها بلاعبين مميزين يستطيعون مجاراة فرق البريميرليغ والبقاء معهم.
والذي يؤكد هذا أن جماهير الناديين تهاجم الإدارة بتعمد الصعود للحصول على منحة التأهل والاستفادة المادية والاقتصادية، وفي المقابل عدم جلب صفقات كبيرة للنادي والاعتماد على لاعبين مغمورين ومن الدرجات الأدنى ولاعبين شباب، ولا تعبأ إدارة النادي بالبقاء أو الهبوط بقدر اهتمامها بتحقيق مكاسب مادية واقتصادية للنادي حتى يكون مصير النادي هو الهبوط سريعا، وهنا تهتم إدارة النادي بمسألة الصعود مرة أخرى سريعاً من خلال الاحتفاظ بأبرز اللاعبين.
مباراة الصعود للدوري الإنجليزي هي الأغلى في العالم
تعتمد لائحة رابطة الدوري الإنجليزي منحة تأهل لكل نادٍ صعد إلى الدوري الممتاز البريميرليغ بقيمة 170 مليون جنيه إسترليني، ويتأهل صاحب المركزين الأول والثاني في دوري الدرجة الأولى تشامبيونشيب مباشرة، فيما تلعب مباريات بلاي أوف لأصحاب المراكز الثالث والرابع والخامس والسادس (يتواجه الثالث مع السادس والرابع ضد الخامس والمتأهلون تقام بينهم مباراة نهائية في ملعب ويمبلي).
يطلق على مباراة نهائي البلاي أوف لتحديد الفريق الثالث الصاعد للبريميرليج بأنها أغلى مباراة في العالم حيث الفائز يحصل على منحة التأهل (170 مليون جنيه إسترليني).
المهم، ومع هذه الانتقادات المستمرة والغضب الجماهيري، سنرى هل ستغير إدارة نادي فولهام سياستها هذه المرة وتنفق ما يلزم لتدعيم الفريق بلاعبين ذوي خبرة ومميزين تساعدهم على البقاء ضمن الصفوة، أم تواصل سياستها التي تعتمد على "المتاجرة" بالفريق. ولننظر كذلك هل سيعود نورتش سيتي سريعاً العام القادم ويستطيع الحفاظ على مكانه ضمن البريميرليغ أم لا.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.