ليست العيدية والملابس الجديدة فقط.. 15 فكرة مبتكرة لقضاء أجمل عيد مع طفلك

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/28 الساعة 13:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/28 الساعة 13:55 بتوقيت غرينتش
عيد الفطر في مصر 2021/ رويترز

يا ليلة العيد آنستينا..

انقضى شهر رمضان سريعاً كضيف خفيف على قلوبنا ليسلمنا لضيف آخر جميل وهو عيد الفطر المبارك، العيد يعني ذكريات رائعة نتذكرها منذ طفولتنا ونرويها لأطفالنا الصغار، فأمي تروي لنا كيف كان عيدهم وهم صغار وما أكثر شيء يسعدهم، ابتداءً من الذهاب للتسوق وهي قابضة على يد جدتي لشراء الملابس الجديدة واختيارها بدقة وعناية والاهتمام بتناسق الألوان، ومروراً بليلة العيد واللعب في الحارة حتى وقت متأخر، والاستماع إلى صوت الست أم كلثوم وهي تحيي العيد بأغنيتها الشهيرة "يا ليلة العيد أنستينا، وجددتي الأمل فينا يا ليلة العيد". وكانت أمي وأخواتها يقلدن الست في غنائها ويمسكن بطرف المنديل مثلها ويتضاحكن.

"حمومة العيد" واجب مقدس

ثم لا ننسى بالطبع "حمومة العيد" والتي لها طابع خاص واستعداد معين، ثم تسريحة الشعر المقدسة ليكون جميلاً صباحاً وهي "الطاقية" والتي تكون بمثابة "بيبي ليس" و"سشوار" الغلابة، وأتذكر أيضاً لم تكن هناك مكواة للملابس فكانت تطوى بعناية وتوضع تحت مراتب السرير كي تكون جميلة صباحاً، وصباح يوم العيد يتفاخر كل طفل بجمال ملابسه ويذهبون بها لزيارة الأقارب.

كل ذلك روته لي أمي، ثم كانت لي ذكرياتي الخاصة في طفولتي للعيد أتذكرها أنا الأخرى، وسأرويها لأطفالي يوماً، وبالتالي فإن هناك أشياء أخرى نستطيع أن نصنع منها عيداً مختلفاً يتذكره أطفالنا عاماً بعد عام ويسعدهم أكثر من الملابس، وتجدد حياتكم وتملأها بهجة ويكون عيداً مميزاً وسعيداً للكبار والصغار، فما هي تلك الأفكار؟ سأخبركم بها..

أشياء تسعد طفلك في العيد أكثر من الملابس.. فما هي؟

بلا شك فإن الملابس الجديدة تسعد الطفل كثيراً، ولكن هناك أشياء أخرى ستسعده أكثر منها:

شارك طفلك الاستعداد للعيد: الطفل يسعد كثيراً حينما تأخذ برأيه وتشعره بأنه مثل الكبار ويعتد برأيه، ويسعد أكثر حينما يشعر بأنه يستطيع تقديم المساعدة، وخاصة إن كُلف بعمل يقوم به وحده يناسب عمره، ولهذا فقم بجمع العائلة قبيل العيد بعشرة أيام واسألهم عن أفكارهم لقضاء عيد سعيد مميز وجميل، ويمكنك أن توزع عليهم ورقاً وأقلاماً ملونة وتجعل كل واحد منهم يكتب أفكاره ثم تستخلصون منها أجمل الأفكار وتعتمدونها للاستمتاع بالعيد معاً.

شارك طفلك التسوق للعيد: من أجمل المتع التي يحبها الطفل على الإطلاق هو الذهاب للتسوق مع والديه، وخاصة لمناسبة سارة جميلة مثل العيد، فلا تحرم طفلك منها وخذه معك للتسوق للعيد، واسأله عن الحلوى التي يفضلها وشكل الزينة التي يريدها لتزيين غرفته، وخذ رأيه في كل شيء ستشتريه للبيت من مستلزمات العيد، ويمكنك أن تعطيه النقود ليدفع الحساب وأنت ترقبه بحب، فهي مهمة يحب الأطفال القيام بها كثيراً، ويشعر بأنه يقوم بمهمات مثل الكبار، وهي فرصة لتعليم الطفل بشكل مباشر وإعطائه خبرات واقعية وأيضاً صنع ذكريات سعيدة وتشكيل شخصيته بشكل غير مباشر.

ملابس العيد بهجة وليست معركة: قد يفرض بعض الأهل على أطفالهم شراء ملابس محددة، لون أو سعر أو شكل محدد، وتتحول بهجة شراء ملابس العيد إلى تعاسة وقد يكره الطفل ارتداء ما فرض عليه، ولذلك قبل الخروج من البيت لشراء ملابس العيد للطفل، اتفق معه على ما ستشترونه، خذ رأيه واسأله عما يفضل لتعرف أفكاره، واتفق معه على مبلغ محدد مخصص لشراء ملابسه، ويمكن الاتفاق على أمور ثابتة أو تفضيلات مناسبة نلتزم بها ويمكنه الاختيار منها والتركيز عليها، وبدلاً من النهي عن التفضيلات غير المناسبة، أعطِ لطفلك خيارات واجعله يشعر بحرية الاختيار، فبذلك تحقق هدفك، ويحقق طفلك أيضاً هدفه وتشبع احتياجاته النفسية وتحافظ على ذكرى شراء ملابس العيد سعيدة.

"تنضيفة العيد".. والكحك والبسكوت: المشاركة في نظافة البيت وإعداده لاستقبال العيد، وخاصة غسل السجاد أو مسح البيت "أنشطة الماء" من الفعاليات التي يحب الطفل المشاركة فيها جداً ويُسر بالقيام بها، وبالتأكيد صنع مخبوزات وحلوى العيد بنفسه مع أمه يعطي للطفل فرحة وسعادة غامرة، فمن فضلك اسمحي لطفلك بمساعدتك وأعطيه جزءاً من العجين يشكله كما يحب، وخصِّصي له جزءاً من النظافة يقوم به ويكون مهمته الخاصة مع مراعاة طاقته، ولا تقومي بذلك بمفردك أو منتهزة غيابه أو نومه حتى تنتهي سريعاً من عملك، فانتبهي لأنك تحرمين طفلك من ذكريات سعيدة من حقه أن يشارك بها ويتعلمها ويحياها، وهي فرصة لتنمية مهارات الطفل الحركية الدقيقة وتقوية عضلاته، إضافة لإشباع احتياجاته النفسية وإسعاده.

كعك العيد/ shutterstock

تزيين البيت: الأطفال تحب الزينة كثيراً، وتحب المشاركة في صنعها أو تزيين البيت بها، فاسمح لطفلك بأن يشاركك، بل اطلب منه مساعدتك وخذ رأيه عن أي الأماكن يفضلها لتزيين كل مكان في البيت، وأشعره بأنه صاحب فكر ورأي وأثنِ على أفكاره، ويمكنك إضافة ملاحظتك له بأسلوب "المساعد" له، سيفرح الطفل وسيشعر بالقيادة وأنه قام بعمل عظيم وهو تزيين البيت لتلك المناسبة الهامة وهو العيد، ويمكنك مشاركة الصور مع الأهل وإعلامهم بأن طفلك هو من قام بصنع هذا الجمال في البيت، فالطفل يحب المدح والثناء كثيراً وسيربط ذلك ببهجة العيد دوما ويتذكره.

صلاة العيد: قد يغفل بعض الأهل عن حضور صلاة العيد ومشاركة الطفل بها ويقضون ذلك الوقت في النوم ثم يبدأ عيدهم الظهر أو العصر، ولكن حضور صلاة العيد فرصة رائعة لتقديم الأطفال إلى المجتمع الإسلامي الأوسع، وسيعلمهم أن العيد لا يقتصر فقط على الهدايا والطعام، وتتضمن سنة العيد حضور جميع أفراد الأسرة لصلاة العيد، وهذا يمنح الجميع الفرصة للاختلاط مع المجتمع الأوسع، وتبادل المجاملات وإعطاء الصدقة، وهذه من أجمل مراسم العيد وأكثرها تأثيراً في نفوس الأطفال.

أطفال في صلاة العيد / shutterstock

المفاجآت: اصنع لطفلك بعض المفاجآت في العيد ولا تخبره بكل ما ستفعلونه، ويمكنك تحفيزه فقط بأن هناك مفاجأة جميلة في العيد تنتظره، الطفل يحب المفاجآت كثيراً وسيسعد بها، ويمكن البدء بها ابتداءً من صباح يوم العيد حينما يستيقظ ليجد هدية بجواره، ثم يمكنك أن تعد له "عيدية" العيد بشكل مميز وأنيق، إضافة إلى صنع أكياس ملونة بها حلوى للأطفال وتوزيعها عليهم في العيد أو إعدادها مسبقاً على شكل قوالب وألعاب يحبها الأطفال كثيراً.

شارك الفرحة: الطفل حينما يسعد يحب أن يشارك فرحته، فيمكنك أن توفر له ذلك وتسمح له أن يساعدك في توزيع الهدايا والنقود على الأقارب والأحباب وأن تصطحبه معك لزيارتهم، وهناك فكرة رائعة أيضاً تعلمه العطاء وهي إعداد أكياس هدايا ملونة بها هدايا العيد للأطفال وتوزيعها عليهم قبيل صلاة العيد، اجعل طفلك يوزعها بنفسه واجعل له نصيباً منها فبذلك يتعلم العطاء ويرتبط معه بالسعادة ومشاركتها للآخرين.

حضّر وجبة خاصة بالعيد: واحدة من أجمل ذكريات العيد التي ستظل عالقة في ذهن أطفالك هي تخصيص وجبة مميزة للعيد لا تطبخها عادةً على مدار العام؛ كتحضير وجبة طعام شهية في صباح العيد، يليها تناول الحلويات والفواكه والمكسرات، فهذا يساعد على إعطاء رونق خاص وجو خاص مميز للعيد عند أطفالك.

العب مع طفلك: غالباً ما ينشغل الأهل باستقبال الزائرين والأقارب ويطلبون من الأطفال الخروج للعب مع أصدقائهم، ولكن الأجمل من ذلك أن تخصص لطفلك وقتاً وتلعب أنت فيه معه، وأيضاً يمكنك الإعداد لذلك بأفكار لألعاب جديدة لا يعرفها من قبل، ويمكن مشاركة كل أطفال العائلة معكما، وإقامة المسابقات بين الأطفال وإعطاء الجوائز للفائزين، والتقاط الصور والفيديو لتلك الذكريات الرائعة.

ارسم البسمة على وجه طفلك: أقصد هنا رسم البسمة من خلال إسعاده فعلياً وأيضاً الرسم نفسه وتلوين الوجه يحبه الأطفال، فيمكنك جمع كل أطفال العائلة وتلوين وجوههم بالأشكال التي يفضلونها، وهي نشاط بسيط غير مكلف لا يحتاج سوى ألوان طبيعية (غير ضارة.. تأكد من جودتها)، وفرشاة، ولكنها قادر على صنع بهجة غير طبيعية في نفوس الأطفال.

رحلة العيد: أجمل ما أحب وأتذكر العيد في طفولتي به هو "رحلة العيد" حينما كان يصطحبنا أبي لزيارة أقاربنا في مدينة بعيدة ما ونقضي أثناء الطريق وقتاً ممتعاً معاً، فيمكنك التخطيط مع طفلك مسبقاً لقضاء العيد في مكان ما كالذهاب إلى الساحل أو لأقاربكم، أو يمكنك مفاجأته بحجز تذاكر لمدينة الألعاب.

سينما العيد: حضر فيلماً مناسباً لعمر طفلك واجعله يساعدك في تحضير الفِشار (بوب كورن) والتسالي، ويمكنكما الاستمتاع بمشاهدة فيلم العيد وإقامة سينما منزلية وقضاء وقت ممتع معا، فالطفل يحب مشاركة المشاهدة كثيراً، فلا زلت أتذكر كيف كان يحضر أبي أفلام العيد وأستمتع بمشاهدتها على شرائط الفيديو قبل أن يكون هناك تلفاز أو إنترنت.

العيد في الدول الأخرى: احكِ لطفلك عن العيد في الدول المختلفة، وكيف يحتفل إخوتنا المسلمون فيه هناك، وما استعداداتهم للعيد، فبذلك تثري عقل طفلك معرفياً ويوسع خياله ومداركه ويشبع فضوله ويسعده، ويمكنك تجهيز فيديو مجمع عن الأعياد في الدول المختلفة، ثم تسألهم عن معلومات داخل القصة أو الفيديو وتعطي جائزة لمن يعرف الجواب الصحيح.

تكبيرات وأغاني العيد: شغل تكبيرات العيد وأغانيه من ليلة العيد وطوال أيامه واجعل طفلك يرددها، فهي تضفي جواً رائعاً ومبهجاً جداً، وخاصة مشاجرة الطفل على التكبيرات عقب كل صلاة، فيشعر الأطفال فيها بالحماسة والسعادة جداً.

ختاماً.. العيد فرصة عظيمة جداً للسعادة وكذلك لتربية الطفل وإثرائه بخبرات تربوية جديدة ومباشرة، فاحرص على أن ينتفع طفلك منها كل النفع، وخطط لذلك جيداً، ولا تنسَ أن تشرح لطفلك عن يوم العيد وأنه يوم الجائزة ومكافأة لنا على الصيام.

ويمكنك أن تخصص له هدية خاصة عن صيامه في رمضان والثناء على مجهوداته طوال الشهر، وأشعره حقاً بأن العيد هو يوم الجائزة. وحافظوا على طاقة البيت إيجابية وإيمانية وابتعدوا فيها عن أي توتر أو مشكلات، نريد أن نصنع ذكريات سعيدة لأطفالنا، فلنسعد أنفسنا أولاً.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

آلاء مهدي
مدونة مصرية، وتربوية متخصصة فى الموهبة وصعوبات التعلم
حاصلة على بكالوريوس العلوم فى التربية الخاصة، كلية التربية الخاصة، جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، باحثة ماجستير صعوبات التعلم بكلية علوم الإعاقة والتأهيل، جامعة الزقازيق
تحميل المزيد