لم تعد أكاذيبها مقنعةً للإعلام الغربي حتى.. لهذه الأسباب تعيش “إسرائيل” أصعب أيامها

عدد القراءات
738

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/23 الساعة 11:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/23 الساعة 11:44 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والمذيعة الأمريكية كريستيان أمانبور

انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى تتزايد في العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، من خلال جهازهم الأمني ومستوطنيهم، في محاولاتهم لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، من خلال تنفيذ تعليمات بينيت بتقييد أوقات تواجد المرابطين الفلسطينيين، وصولاً لهدفهم المرحلي بتقسيم المسجد مكانياً وزمانياً، وهي الخطوة التي وعد بها بينيت ناخبيه، وتسبق تنفيذ مخططهم بهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.

الجمعة الأولى في العشر الأواخر من الشهر الفضيل شهدت وصول أكثر من 150 ألف فلسطيني للصلاة في المسجد الأقصى، رغم كل المعيقات والحواجز ومنع الشباب وغيرها من المعيقات التي يرسخها الاحتلال الإسرائيلي.

إن دخول جنود الاحتلال إلى المسجد الأقصى وباحاته والتحرش بالمصلين المرابطين في محاولة إخراجهم من المسجد وهم يمارسون حقهم الديني في الصلاة وقيام الليل لهو سلوك عنصري، مخالف لكافة الشرائع الدينية والدنيوية، ويهدف لفرض واقع جديد بلغة القوة، وما يقوم به المرابطون هو ردة فعل، وليس الفعل، وذلك لحماية المسجد الأقصى من دنس هؤلاء.

الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتاد على استخدام الكذب وتزييف الحقائق كأحد أساليب نشأته وتكوينه يقوم بقلب الحقائق في الإعلام الغربي، ففي لقاء بينيت، رئيس وزراء الاحتلال، مع محطة الـ”سي إن إن”، والمذيعة الأمريكية كريستيان أمانبور حاول بينيت عكس الحقيقة التي واجهته بها كريستيان، وقال إن دخول جنود الاحتلال للمسجد الأقصى كان لتمكين ثمانين ألف مسلم فلسطيني للصلاة في المسجد الأقصى، بعد أن حاول منعهم منها حوالي ثلاثمئة من “مثيري الشغب” الملثمين الفلسطينيين المسلحين بالحجارة!

نفتالي بينيت اليهودي الأمريكي الأصل، والذي جاءت أسرته إلى فلسطين المحتلة من شوارع شيكاغو بعد عام 1967، وأصبح رئيس وزراء لدولة الاحتلال على أرض فلسطين، يريد حماية المصلين المسلمين الفلسطينيين من إخوانهم الفلسطينيين الملثمين! أي سخافة تلك التي تروج لها يا بينيت، وكيف للعالم الغربي أن يصدق سخافات كهذه من وحي الخيال؟!

فاجأت كريستيان ضيفها بينيت بحديثها عن أن دخول جنود الاحتلال المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين مُشاهَد، ووصفت الضفة الغربية بأنها “محتلة منذ عام 1967” وقالت إن المستوطنين في الضفة الغربية هم أقلية عنيفة ووجودهم غير قانوني، ومن ثم اقتبست كلام قائد قوات الاحتلال في الضفة الغربية، يهودا فوكس، في مقابلة له مع صحيفة “نيويورك تايمز”، عندما قال بالحرف إنه “قلِق من إرهاب المستوطنين، ويبذل الكثير من الجهد لتجنبه، ويعمل لكي يكون اليهود والفلسطينيون في أمان”، عندها استشاط بينيت غضباً ووصف المذيعة بالكذب، فقط لأنه لم يعرف كيف يواجه الحقيقة، رغم أنها صدرت منهم، سبحان الله!

هذا هو الكيان المحتل، الذي يشكل الكذب شكلاً أساسياً في تكوينه، ولذلك نحن مؤمنون بأنه زائل لا محالة، وقريباً إن شاء الله تعالى مع زيادة طغيانه.

المؤشرات أن الأيام القادمة من رمضان ستكون صعبة جداً، حيث بدأ الاحتلال بالاستفزاز واستباحة الأقصى والاعتداء على المصلين المرابطين، والمقاومة الفلسطينية ستكون على الموعد، كما هو العهد بها دائماً، وهنا خط الدفاع الأول عن الأقصى، وهنا سيكون دور شعوب دول العالم الإسلامي مهمّاً جداً في تعزيز صمود الأهل في فلسطين.

والحديث التقليدي عن دور الحكومات في هذه الأحداث من ناحية طرد سفراء الاحتلال، واتخاذ ما يمكن استخدامه من أداوت ضغط على حكومة الاحتلال، أشبه بحوار الطرشان، لأنه أصبح مجرد كلام لا يتم على أرض الواقع، ولكن ما ننتظره في الحد الأدنى هو السماح لجماهير الأمة بالخروج والتظاهر والتعبير عن الغضب الشعبي، لأن في ذلك رفعاً لمعنويات أهل فلسطين المرابطين، والتغطية الإعلامية الواسعة لهذه المظاهرات من شأنه أن ينشرها بين الجاليات في أوروبا وأمريكا كما حدث في العام الماضي، ما يزيد مساحة معرفة شعوب العالم بحقائق الاحتلال وحقوق الفلسطينين المسلوبة، وهي وسيلة ضغط مؤثره جداً على الاحتلال الظالم.

ولا ننسى أبداً رمضان الماضي، الذي انتشرت فيه المظاهرات المطالبة بوقف الاعتداء على غزة وحي الشيخ جراح بالعديد من دول العالم، وزادت مساحة الثقة بالمقاومة الفلسطينية، ولذلك فإن تسهيل خروج المظاهرات كما أشرنا سيكون الحد الأدنى من الدعم الشعبي المنتظر لأهل فلسطين، وكذلك مما يذكر من أحداث العام الماضي ذلك الزخم الكبير الذي أحدثه فلسطينيو الداخل في الأرض المحتلة عام 1948، ما شكل ضغطاً داخلياً على الاحتلال الإسرائيلي غير المتجانس اجتماعياً وهي مؤشرات على وهنه.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

لم تعد أكاذيبها مقنعةً للإعلام الغربي حتى.. لهذه الأسباب تعيش "إسرائيل" أصعب أيامها

لم تعد أكاذيبها مقنعةً للإعلام الغربي حتى.. لهذه الأسباب تعيش “إسرائيل” أصعب أيامها

عدد القراءات
738
عربي بوست
تم النشر: 2022/04/23 الساعة 11:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/23 الساعة 11:44 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والمذيعة الأمريكية كريستيان أمانبور

انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى تتزايد في العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، من خلال جهازهم الأمني ومستوطنيهم، في محاولاتهم لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى، من خلال تنفيذ تعليمات بينيت بتقييد أوقات تواجد المرابطين الفلسطينيين، وصولاً لهدفهم المرحلي بتقسيم المسجد مكانياً وزمانياً، وهي الخطوة التي وعد بها بينيت ناخبيه، وتسبق تنفيذ مخططهم بهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.

الجمعة الأولى في العشر الأواخر من الشهر الفضيل شهدت وصول أكثر من 150 ألف فلسطيني للصلاة في المسجد الأقصى، رغم كل المعيقات والحواجز ومنع الشباب وغيرها من المعيقات التي يرسخها الاحتلال الإسرائيلي.

إن دخول جنود الاحتلال إلى المسجد الأقصى وباحاته والتحرش بالمصلين المرابطين في محاولة إخراجهم من المسجد وهم يمارسون حقهم الديني في الصلاة وقيام الليل لهو سلوك عنصري، مخالف لكافة الشرائع الدينية والدنيوية، ويهدف لفرض واقع جديد بلغة القوة، وما يقوم به المرابطون هو ردة فعل، وليس الفعل، وذلك لحماية المسجد الأقصى من دنس هؤلاء.

الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتاد على استخدام الكذب وتزييف الحقائق كأحد أساليب نشأته وتكوينه يقوم بقلب الحقائق في الإعلام الغربي، ففي لقاء بينيت، رئيس وزراء الاحتلال، مع محطة الـ"سي إن إن"، والمذيعة الأمريكية كريستيان أمانبور حاول بينيت عكس الحقيقة التي واجهته بها كريستيان، وقال إن دخول جنود الاحتلال للمسجد الأقصى كان لتمكين ثمانين ألف مسلم فلسطيني للصلاة في المسجد الأقصى، بعد أن حاول منعهم منها حوالي ثلاثمئة من "مثيري الشغب" الملثمين الفلسطينيين المسلحين بالحجارة!

نفتالي بينيت اليهودي الأمريكي الأصل، والذي جاءت أسرته إلى فلسطين المحتلة من شوارع شيكاغو بعد عام 1967، وأصبح رئيس وزراء لدولة الاحتلال على أرض فلسطين، يريد حماية المصلين المسلمين الفلسطينيين من إخوانهم الفلسطينيين الملثمين! أي سخافة تلك التي تروج لها يا بينيت، وكيف للعالم الغربي أن يصدق سخافات كهذه من وحي الخيال؟!

فاجأت كريستيان ضيفها بينيت بحديثها عن أن دخول جنود الاحتلال المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين مُشاهَد، ووصفت الضفة الغربية بأنها "محتلة منذ عام 1967" وقالت إن المستوطنين في الضفة الغربية هم أقلية عنيفة ووجودهم غير قانوني، ومن ثم اقتبست كلام قائد قوات الاحتلال في الضفة الغربية، يهودا فوكس، في مقابلة له مع صحيفة "نيويورك تايمز"، عندما قال بالحرف إنه "قلِق من إرهاب المستوطنين، ويبذل الكثير من الجهد لتجنبه، ويعمل لكي يكون اليهود والفلسطينيون في أمان"، عندها استشاط بينيت غضباً ووصف المذيعة بالكذب، فقط لأنه لم يعرف كيف يواجه الحقيقة، رغم أنها صدرت منهم، سبحان الله!

هذا هو الكيان المحتل، الذي يشكل الكذب شكلاً أساسياً في تكوينه، ولذلك نحن مؤمنون بأنه زائل لا محالة، وقريباً إن شاء الله تعالى مع زيادة طغيانه.

المؤشرات أن الأيام القادمة من رمضان ستكون صعبة جداً، حيث بدأ الاحتلال بالاستفزاز واستباحة الأقصى والاعتداء على المصلين المرابطين، والمقاومة الفلسطينية ستكون على الموعد، كما هو العهد بها دائماً، وهنا خط الدفاع الأول عن الأقصى، وهنا سيكون دور شعوب دول العالم الإسلامي مهمّاً جداً في تعزيز صمود الأهل في فلسطين.

والحديث التقليدي عن دور الحكومات في هذه الأحداث من ناحية طرد سفراء الاحتلال، واتخاذ ما يمكن استخدامه من أداوت ضغط على حكومة الاحتلال، أشبه بحوار الطرشان، لأنه أصبح مجرد كلام لا يتم على أرض الواقع، ولكن ما ننتظره في الحد الأدنى هو السماح لجماهير الأمة بالخروج والتظاهر والتعبير عن الغضب الشعبي، لأن في ذلك رفعاً لمعنويات أهل فلسطين المرابطين، والتغطية الإعلامية الواسعة لهذه المظاهرات من شأنه أن ينشرها بين الجاليات في أوروبا وأمريكا كما حدث في العام الماضي، ما يزيد مساحة معرفة شعوب العالم بحقائق الاحتلال وحقوق الفلسطينين المسلوبة، وهي وسيلة ضغط مؤثره جداً على الاحتلال الظالم.

ولا ننسى أبداً رمضان الماضي، الذي انتشرت فيه المظاهرات المطالبة بوقف الاعتداء على غزة وحي الشيخ جراح بالعديد من دول العالم، وزادت مساحة الثقة بالمقاومة الفلسطينية، ولذلك فإن تسهيل خروج المظاهرات كما أشرنا سيكون الحد الأدنى من الدعم الشعبي المنتظر لأهل فلسطين، وكذلك مما يذكر من أحداث العام الماضي ذلك الزخم الكبير الذي أحدثه فلسطينيو الداخل في الأرض المحتلة عام 1948، ما شكل ضغطاً داخلياً على الاحتلال الإسرائيلي غير المتجانس اجتماعياً وهي مؤشرات على وهنه.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علي أبو صعيليك
كاتب أردني
كاتب أردني
تحميل المزيد