بيتك يضج بالمشكلات والخلافات ليل نهار، وعلاقتك بزوجك متوترة ولا تعرفين الحل وتعتقدين أن رمضان ليس الفرصة المناسبة لتعزيز العلاقة بزوجك وتجديدها؟
اسمحي لي عزيزتي أن أخبرك بأن هذا الاعتقاد خاطئ وليس هذا فحسب، وإنما أزف إليك البشرى بأن شهر رمضان المبارك هو الفرصة الأعظم والأنسب لتعزيز علاقتك بزوجك وتجديدها.
أستطيع أن أشعر بحماستك الآن وأستمع إلى الأسئلة التي تتبادر إلى ذهنك وهو كيف أستغل شهر رمضان في تعزيز العلاقة بزوجي؟ وكيف أعبر له عن حبي ونقلل المشكلات بيننا؟ وما الأفكار والأنشطة التي يمكن أن أتشاركها معه لتقوية العلاقة؟!
أجل عزيزتي شعرت بأسئلتك ونحاول معاً في هذا المقال طرح الأجوبة المناسبة، فهل أنت مستعدة؟ هيا بنا ننطلق في رحلتنا للسعادة الزوجية برعاية شهر رمضان المبارك.
أفكار، نصائح، وأنشطة تقومان بها معاً
تعتقد الكثير من الزوجات أن رمضان شهر صلاة وصيام وقرآن وفقط وأنه لا يجب عليهن الاقتراب من أزواجهن خلال هذا الشهر ما يؤثر على العلاقة بينها وبين زوجها، وأعني بالعلاقة هنا ليس الجماع فقط إنما جميع التعاملات الزوجية، والحقيقة أن رمضان فرصة عظيمة لتجديد المودة بينكما وذلك من خلال التخطيط معاً لكيفية استثمار شهر رمضان بأفضل شكل ممكن، والاتفاق على أداء بعض العبادات معاً، وتخصيص وقت محدد وثابت لأدائه مثل قراءة جزء ورد من القرآن معاً قبيل صلاة المغرب أو الفجر.
ثم تعدان سفرة الإفطار أو السحور سوياً، مشاركة زوجك لك في تجهيز الطعام أو إعداد المائدة شيء مهم جداً حتى لو لم يكن يعرف كيفية صنع الطعام، يكفي أن يقف بجانبك وأن تعدين له وجبته المفضلة بكل حب وتتبادلين معه أطراف الحديث، ويمكن أن تلمحي له بما يفهم منه مدى اشتياقك وحبك له، ويشعل فتيل الحب بينكما ويجدده ما يدفعكما إلى تخصيص وقت للمتعة معاً وذلك بعد الإفطار.
ويعتقد البعض أن إقامة العلاقة الزوجية ممنوع في رمضان، ولكن ذلك غير صحيح، فمسموح بإقامة العلاقة الكاملة في أي وقت خارج الصوم، من بعد صلاة المغرب إلى قبيل الفجر، وهي ممنوعة فقط بشكل كامل أثناء الصيام، بل يمكن تبادل الأحضان والقبل والإطراء والحب والإيماءات والتلميحات أثناء الصيام بشرط ألا يقذف أحدكما فيفسد صومه ويقع في المحظور، ودائماً وأبداً عبري عن حبك له ومدى امتنانك لكل ما يفعله من جهود من أجلكما سواء في العمل أو المنزل والحياة عموماً، فمَن منا لا يحب التقدير؟
تسوّقا معاً متى كان ذلك متاحاً، لا تنزلي للسوق وحدك دائماً وإنما اتفقي مع زوجك وتسوّقا معاً لرمضان، حددا معاً الأكلات التي يفضلها ويود تناولها خلال الشهر، وحددا معاً نوع الزينة التي تفضلونها، واتفقا معاً على وقت التسوق واستذكري معه طفولتكما في رمضان واذكري له كيف أن رمضانك الآن صار أجمل برفقته.
تصدقا معاً، من أجمل العبادات التي تؤلف بين قلوب الزوجين هي الصدقة والأعمال الخيرية التي يقومون بها في رمضان من إطعام المحتاجين أو توزيع "شنطة رمضان" والتي تحتوي على سلع غذائية أو مستلزمات مدرسية للأطفال أو نقود عينية، فخططا مسبقاً وجهزا معاً كل ذلك، ولا تستهلكي نفسك في إعداد الطعام، قسمي المهام بينك وبين زوجك وأولادك إن كان لديكم أطفال وتعاونوا جميعاً على تنفيذ الخير واستذكرا معاً فضل الإنفاق والعطاء وغيره من الأمور الجميلة.
اهتمي بأهله فالزوج يحب أن تهتم زوجته بأهله فيمكن تخصيص يوم تفطران فيه مع أهله وآخر تقومين أنت باستضافتهم وقبل كل ذلك معايدتهم بالهاتف، ودائماً وأبداً اذكري محاسنهم وتغاضي عن غيرها من صفات لا تعجبك، وبالتالي ستجدين زوجك يبادلك نفس الاهتمام والحب لأهلك.
تهادوا تحابوا، الهدية والكلمة الطيبة دائماً وأبداً ما يأسران القلب ويذيبان كل الهموم، فاحرصي على تقديم الهدايا لزوجك واجعلي لها طابعاً رمضانياً خاصاً وابتكري في المناسبات وطرق التعبير عن حبك له تارة بهدية يحبها، وتارة بأكلة يحبها.
خصصي وقتاً مقدساً لا تنشغلين فيه، لقضائه مع زوجك، فلا يكن كل يومك بين الطعام وتنظيف البيت والصراخ على الأطفال، وإنما قسمي المهام ويمكنك طلب المساعدة وأيضاً عمل الأكلات الخفيفة التي لا تستهلك وقتاً كبيراً ووفري ذلك الوقت لقضائه مع زوجك إما للعبادة أو للذهاب معاً للتراويح، ويمكنكما أن تخصِّصا يوماً للإفطار في مطعم ما كنوع من التغيير، أو حتى الذهاب للتحلية في مكان ما بعد الصلاة والمسامرة قليلاً، فكلها أمور تضفي الحب والمودة بين الزوجين.
حققا هدفاً ما معاً، فما أجمل أن تشاركي زوجك الوصول لهدف ما مثل التخلص من الوزن الزائد، أو التخلص من سلوك ما معاً مثل العصبية، وتخططان وتفكران لكيفية تنفيذ ذلك والوصول لذلك الهدف؛ فهو جدير أن يحقق تقارباً كبيراً بين الزوجين، ومن الأمور الجميلة التي تكفل التشارك والتشجيع والدعم لبعضهما.
شاركيه برنامجه المفضل، رمضان به الكثير من البرامج المختلفة الإذاعية أو التلفزيونية في مختلف النواحي الدينية وغيرها، وبالتأكيد هناك برنامج ما يفضله زوجك ويحبه، فمن الجميل أن تشاركيه في متابعة هذا البرنامج وتثني على اختياراته وتناقشيه في محتوى البرنامج فذلك يغطي لزوجك رسالة اهتمام وحب كبيرة منك.
خططا للعيد، العيد إجازة مهمة وجميلة ولها طابع خاص يضفي المرح على الأسرة فاستغلي تلك الفرصة وتشاركي مع زوجك التخطيط لها لقضاء عيد سعيد مختلف وجميل ولا تكتفي برأيك فقط وقائمة متطلباتك، فالحياة بالاشتراك والحب أجمل.
كيف نقلل المشكلات بين الزوجين في رمضان؟
تفادَي عصبية الزوج، تعلمين جيداً ما يضايقه فلا تفعليه، زوجك يحب أن يأكل وقت المغرب وقبل الصلاة مثلاً فكوني مستعدة لذلك ولا تجبريه على الصلاة أولاً أو تتركيه يأكل وحده وتصلي أنت، ولا تؤخري الطعام عن موعده، وإذا طلب منك أكلة معينة يحبها ويفضلها فقومي بإعدادها أو وضحي له متى يمكنك إعدادها أو اطلبي منه مساعدتك فيها إن كنت لا تستطيعين وحدك القيام بها، لكن لا معنى أبداً للتأجيل والتأخير وإغضاب الزوج على تلك الأمور البسيطة.
خططا للعزومات معاً: رمضان يكون أجمل باجتماع الأهل والأحباب بلا شك، وقد يطلب الزوج القيام بذلك منذ اليوم الأول فتغضب الزوجة وترفض القيام بذلك، فلا بأس أن توافقي، ولكن أخبريه بالموعد المناسب واتفقا معاً وحددا اليوم مسبقاً بينكما قبل أن يقوم بدعوة أحد الأهل وتحرجيه، وإن كان قد فعل فيمكنك طلب الطعام من الخارج ولا تتذمري، ويمكنك طلب رأيه في أنواع المطاعم المناسبة وأن يساعدك في الإعداد، ويكون الأمر ممتعاً وفرصة للتقارب بينكما بدل أن يكون مجالاً للجدال.
مراعاة القدرة المالية للزوج، فلا تجبري زوجك على شراء مستلزمات تفوق قدرته المادية وتجعليه يستدين من هذا وذاك، خططي جيداً لميزانية البيت وتصرفي وفق المتاح دون إشعاره بالحرج أو النقص وأنه لا يستطيع أن يكفي بيته فذلك أكثر ما يؤلم الرجل فاحذري وكوني ممتنة للنعم التي في يدك، وبالشكر تزيد النعم.
تشاركا المسؤوليات، فمن غير المبرر إطلاقاً إلقاء مسؤولية رعاية المنزل والأطفال على الزوجة التي تطبخ وتنظف وتعتني بالأطفال وترتب المنزل وحدها؛ بينما يكرّس الزوج وقته لتلاوة القرآن والصلاة، وذكر الله سبحانه والقيام بأعمال العبادة، بل يجب الموازنة بين هذا وذاك لكل منهما.
في النهاية.. رمضان فرصة عظيمة وشهر يسبغ علاقة الزوجين بروحانية تختلف عن الأيام العادية، والهدف بالنسبة لكما أن يستمر هذا التفاهم والتناغم في علاقتكما الزوجية دائماً وأبداً، والعقل دائماً يفكر وينشغل بشيءٍ ما، فلنحرص على أن تشغله بالتفكير في كيفية تحقيق السعادة الزوجية في حياتنا ونحول الخلافات لنقاط تشارك وتقارب تحسّن حياتنا وتجعل بيوتنا بيوتاً يحبها الله ورسوله، ونورث أطفالنا نماذج وقدوات وحياة زوجية جميلة يحبون بها الحياة من خلالنا.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.