أكثر من موهبة ربانية و”نعمة من الله لكتالونيا”.. لكن هل يجب أن يعود ميسي لبرشلونة؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/04/06 الساعة 13:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/04/06 الساعة 13:45 بتوقيت غرينتش
ليونيل ميسي (رويترز)

أندي ويست كان يحكي عن مدى حب جماهير كتالونيا بشكل خاص، وبرشلونة بشكل عام لميسي، بعيداً عن قصة علاجه، تدرب ميسي تحت إمرة 6 مدربين في برشلونة، الأهم بالنسبة له كان قابليته لخوض التحديات التي تُفرض عليه، بدأت بانهيار فريق ريكارد، الذي تعثر في 19 من 38 مباراة في الليغا، ومع ذلك كان ميسي نجمه الأبرز وأكثرهم انضباطية.

التحدي الأكثر نجاحاً كان تغيير مركزه لمهاجم وهمي، حقق حينها أرقاماً إعجازية، حتى أفضل المهاجمين لا يستطيع كسرها أو الوصول إليها، وهذا كله وحضوره في قائمة الصناعة والتسجيل دائم، وتغيير المدربين، اختيار بعضهم بدون أية رؤية تتسبب على المدى الطويل في ضعف صناعة اللعب في الفريق.

لذا، حينما رحل تشافي عن الفريق فشلت كل صفقات الوسط التي خلفته، واضطر ميسي أن يُؤدي المهمة، مهمة صناعة اللعب وتدوير الكرة.

فبقي مركزه في صناعة اللعب أو خلق فرصة سانحة للتسجيل الأول في أغلب المنافسات التي يشارك بها، والتطور الذي أبداه بأن يخلق ويصنع ضعف المركز الثاني والثالث تقريباً مجتمعين في صراع صانعي الألعاب والهدافين في الليغا.

كما قال كرويف هو نعمة من الله لكتالونيا، وحديث جيليام بيليج مع إرنستو فالفيردي، الذي تم تناوله كمادة للسخرية رغم كونه حقيقياً، فالفيردي قال لجيليام إن مباراة إشبيلية التي حل فيها ميسي بديلاً وعادل النتيجة وأنقذ الفريق من هزيمته الأولى في الليغا، فالفيردي حينما استدعاه للنزول وبدأ يعطيه التوجيهات اندهش من كونه يوجه لاعباً مثل ميسي ولم يستمر في الأمر، لأنه يعتقد أن لديه دراية كافية بفهم الأمور وتغييرها بدون تلقي تعليمات من أي شخص.

مجرد موهبة ربانية فقط؟

كاسياس قال في تصريح سابق، إن ميسي موهبة ربانية، لكن كريستيانو اجتهد لكي يُثبت أنه الأفضل، وهذه وجهة نظر تحترم.

عالم النفس دون ماكفرسون قام بعمل بحث عن مدى تطور ميسي، قال خلاله إنه كان في إحدى المرات يشاهد أحد سائقي الفورمولا 1، وبعد انتهاء التجارب أبدى اندهاشه من مهارة السائق، السائق فاجأه وقال له إنه لم يُقدم أفضل ما لديه، ويعتقد أن هناك ما هو أفضل في رأيه.

استشهد في نفس البحث بكلمات السائق البرازيلي آيرتون سينا، إنه مع كل منعطف في السباق يجد نفسه مجبراً على أن يتعامل ويفكر في المنعطف الذي يليه، وهذا ما سمّاه تمرينات عقلية، وهو مشابه لما يفعله ميسي في أرض الملعب.

حسب ماكفرسون لا يوجد بطل يولد بطلاً، ولا موهبة تتغلف بالاسم فحسب، وهذا حسب المبدأ الياباني (Kaizen) الذي يعني أن المرء في حياته لا بد أن يكون دائم الجوع للتطور؛ لذلك تجد الشعب الياباني قادراً دائماً على منافسة أية دولة في العالم مهما كانت مواردها.

على الجانب الواقعي، إن العمل الجاد يهزم الموهبة حينما تفشل الموهبة في أن تعمل بجد، مثلما قال لاعب السلة كيفن ديورانت بالضبط.

إن البشر مهما اختلفت وظائفهم وطبيعة حياتهم، وأفضل موهبة في أي مجال، يضطر إلى أن يقابل عوامل تجبره أن يتطور، أفضل مطربي العالم احتاجوا إلى دراسة الموسيقى والتركيز على نقاط القوة والضعف، لكي يكونوا أفضل الكُتاب احتاجوا لقراءة الكثير والكثير من الكتب لكي يُنموا مهاراتهم ويكونوا من بين الأفضل، وأفضل سباحي العالم، وعلى رأسهم مايكل فيليبس، احتاجوا تمرينات قاسية، فضلاً عن موهبتهم، لكي يكونوا الأفضل.

بخصوص ميسي نفسه فتطوره في الركلات الثابتة كفيل بالرد على هذه النقطة، إنه موهوب، لم يكن يجيدها من الأساس، وعلى الصعيد التكتيكي ميسي بدأ جناحاً، ثم وجد نفسه يشارك مهاجماً وهمياً، ثم عاد كجناح، فأصبح مطالباً بمهام الصناعة وتدوير الكرة، كل هذه العوامل ليست مشروطة بالموهبة فحسب، لأنه كان مجبراً على التعامل مع ظروف مختلفة في مراحل مختلفة.

الفتى الذي قاد القطار مبكراً

قبل أن يكون نجماً لامعاً ومطالباً بالألقاب والأهداف كان ميسي أعجوبة في شبابه، تحمل المسؤولية في سن مبكرة.

في ليغا 2006/ 2007، حينما كان عمره 19 سنة، سجل هاتريك في الكلاسيكو، وسجل 14 هدفاً في الليغا كثاني أفضل هداف من برشلونة بعد رونالدينهو.

في السنة نفسها، وضد بيتيس، حقق ميسي 15 مراوغة ناجحة، وهو رقم قياسي خلال مباراة واحدة في تاريخ الليغا حينها، ثم عاد بعد سنة ليضيف رقماً أكبر في دوري أبطال أوروبا، وضد مانشستر يونايتد، 16 مراوغة ناجحة، وهو أيضاً رقم قياسي حتى يومنا هذا.

كل شيء بدأ في الكلاسيكو

في العاشر من مارس/آذار سنة 2007، كان تاريخ ميلاد أيقونة كرة القدم، الناشئ ليونيل ميسي، يسجل أول هاتريك في مسيرته، وفي مرمى ريال مدريد، بعد مباراة تاريخية تقدم فيها مدريد ثلاث مرات وميسي تعادل ثلاث مرات.

مدريد كابيلو حقق ليغا تاريخية حينها، يمكن أن تكون أكثر ليغا تنافسية في التاريخ، بالعودة ضد إشبيلية، إسبانيول، ريكرياتيفو، وسرقسطة، رغم انتهاء الليغا بواقع 76 نقطة في النهاية لصالح ريال مدريد وبرشلونة.

المباراة التي شهدت طرد أوليجر في الدقيقة 45، والفريق كان في منافسة مع إشبيلية على الصدارة، وكانت أغلب عناوين الصحف "الفتى الذهبي تحول إلى نجم لامع".

سيد لوي، صحفي الغارديان، هو أكثر من تنبأ بالمستقبل بشكل صحيح، في مقاله بعد الكلاسيكو التاريخي 3-3، وكتب: "ربما هو مارادونا الجديد رقم 473، ربما هو كل الألقاب التي قيلت لمارادونا الجديد، لكنه الوحيد، الوحيد فقط الذي يستحق اللقب، الأكيد أن هناك شيئاً بخصوص ميسي، شيء يبدو من خلاله أن برشلونة يمتلك لاعباً سيكون قيمة كبيرة، كبيرة جداً، جداً جداً".

مارادونا الجديد حقاً؟

الثامن عشر من أبريل/نيسان، غالباً بدأ من عنده كل شيء، ففي عام 2007 ظهر من يُطابق كل ما بحثوا عنه في مارادونا المنتظر، شاب يتسلم الكرة، يراوغ واحداً، والثاني، والثالث، والرابع والخامس وسادسهم الحارس.

في عشر ثوانٍ فقط قطع 60 متراً، لمس الكرة 13 مرة، مارادونا في هدفه الشهير قطع مترين أكثر بنفس عدد اللمسات، لكنهما راوغا ستة لاعبين، وميسي قبل أن ينفرد بالحارس طالت منه الكرة، وبسرعته كان لا بد أن ينحرف 90 درجة ليراوغ بيلنجوير، وهذا أصعب جزء، لأنه فكر في التمرير لأي زميل حينها.

على الخط وقف ريكارد يُحدث نفسه: "هذا فن!"

وديكو يُصرح بأنه أجمل هدف شاهده في حياته، جوديونسون يمسك رأسه غير مصدق ما حدث، والصحافة تكتب "هناك خليفة بالفعل".

لكن ألفريدو ريلانيو أدق من وصف التشابه العجيب بين الهدفين في مقاله في صحيفة AS المدريدية: "إذن من الممكن أن تنسخ الفن؟ نفس الدقة، نفس السرعة، نفس التوقفات، المراوغات، تحولات الجسد، الفارق الوحيد هو أن ميسي أنهاها بيمناه عكس مارادونا الذي فعلها بيسراه، وهذا بالتحديد ما كان يفعله ألمير دي هور!".

ألمير دي هور هو رسام إسباني كان يسرق ويُزيف لوحات شهيرة ويبيعها لمعارض كبيرة بتوقيعه، توقيع رأساً على عقب.

اللاعب الموهوب يكتشف نفسه بطريقة جديدة

في عام 2009، برشلونة انتصر في البيرنابيو، بنتيجة 6/ 2، في واحدة من أمتع مباريات الكلاسيكو.

قبل اللقاء بيوم واحد، غوارديولا استدعى ميسي لمكتبه، قال له: أنا أريدك أن تلعب مهاجماً وهمياً، تبدأ كجناح بصورة طبيعية، لكن تتحول بعدها لمهاجم وهمي، ويتحول إيتو مع هنري أجنحة.

منذ ذلك اليوم، تأسست فكرة المهاجم الوهمي بالنسبة لميسي، خاصة أن بيب من تحليله لدفاع ريال مدريد اكتشف أنهم لا يضغطون بشراسة على مهاجم الخصم.

ما معناه أن ميسي إذا تحرك سيضطرون للتحرك معه، ويتركون مساحة لهنري وإيتو في ظهرهم، وإن لم يتحرك فبرشلونة سيكون له أفضلية كذلك في ظهر الثنائي جاجو وديارا، وستكون كلها مواجهات ثلاثية (ميسي- تشافي- إنييستا) في مواجهة الثنائي.

لاحظ كل الأهداف، ستكتشف أن اللاعبين قالوا إن المباراة كانت تاريخية، ليس فقط بسبب النتيجة، بل بسبب الإمتاع الذي أحسوه في أرض الملعب.

تشافي يقول عن المباراة: "حتى لو كانت انتهت 2/ 0 كانت ستظل أسطورية، وإن الفريق كان قادراً على الفوز 10/ 2، لكنها كانت مباراة فرض سيطرة بدون رد ولا مقاومة".

لماذا على "دوت" أن يخترع لإيقاف ميسي؟

يوم 22 ديسمبر/كانون الأول سنة 2012، سجل ميسي الهدف رقم 91، لكي ينهي به أكثر سنة ناجحة رقمياً لأي لاعب في تاريخ اللعبة، مُحطماً رقم بيليه، ورقم جيرد مولر، وللمصادفة الغريبة، أن يوم 22 ديسمبر، والهدف الذي سجله ميسي، كان ضد بلد الوليد في ملعبهم، وهو نفس الملعب الذي كسر عليه رقم بيليه كهداف الأندية في نفس اليوم من عام 2020.

ميسي سنة 2012، أول مباراة خاضها، كانت يوم 4 يناير/كانون الثاني ضد أوساسونا في كأس الملك، وكان مصاباً بنزلة برد، وطبيب النادي نصحه بأن يستريح، لكنه أصر على اللعب، وبيب أدرجه في القائمة على أن يشارك بديلاً، وفعلاً حلّ بديلاً وسجل هدفين.

خلال سنة 2012، سجل ميسي هاتريك في غرناطة، ليصبح بذلك الهداف التاريخي لبرشلونة، رقم استمر لألكانتارا من سنة 1950، كسره ميسي وهو في عمر الرابعة والعشرين فقط، وفي الشهر نفسه سجل خمسة أهداف ضد ليفركوزن، كأول لاعب في تاريخ دوري الأبطال يفعلها.

ستيفان راينرز، مدافع باير ليفركوزن وقتها، والذي اعتزل في عمر السابعة والعشرين، وأنشأ شركة للإحصائيات الرقمية متعاقدة مع الاتحاد الألماني ونادي دورتموند، بسبب تلك المباراة تحديداً، أتته الفكرة.

وأول لاعب بدأ عليه الأبحاث هو ميسي، وبالتحديد في تلك المباراة، لأن مدربه دوت كان يطلب منهم أن يضغطوا على برشلونة بالكامل، وأن يكونوا مثل لاعب الشطرنج، يتوقع الخطوة القادمة قبل أن تُلعب، حينما تصل الكرة لتشافي، توقع أنه سيمررها لإنييستا، ومنه لميسي، وهكذا…

أثناء المباراة، وبعدها، قال راينرز إن التدقيق مع ما يفعله ميسي مستحيل، عملياً مستحيل إيقافه رجلاً لرجل، مرونته في المراوغة غريبة، لو ركزت مع قدمه اليسرى سيفاجئك بالمراوغة باليمنى والتحول السريع لها، أيضاً أثناء ركضه يُعطي لنفسه مسافة كافية بعيدة عن خصمه، ويقول إن ميسي لا يعرف فقط كيف يفعل ذلك، بل يعرف أيضاً متى يفعله، وهذه هي النقطة الأهم.

بعد مشاهدة 11 دقيقة من أهداف ميسي الـ91، سنة 2012، ستلاحظ أن الأهداف تتكرر، نفس التحركات، نفس الأسلوب، لكن الغريب أنه سجل 91 هدفاً خلال 69 مباراة بمعدل 1.34 في المباراة الواحدة، يُسجل هدفاً كل 66 دقيقة.

ومن ضمن المقارنات التي تُوضح خرافية الرقم والإنجاز، أن فريق راسينج سانتندير كله سجل خلال موسمه في الليغا 28 هدفاً في 38 مباراة، ثلاثي بايرن ميونيخ: ليفاندوفسكي، مولر، وجنابري، في موسمهم الناجح جداً عام 2020 سجلوا 90 هدفاً مجتمعين.

فعل ميسي أكثر من هذا كله، في عمر الرابعة والعشرين، الرابعة والعشرين فحسب…

بدون تشافي وإنييستا.. ماذا حدث لميسي في برشلونة؟

في مفارقة تبدو عجيبة، وبعيدة كل البُعد، عن فكرة أن ميسي فقد بريقه بعد رحيل تشافي وإنييستا، أو أنه بدونهما لن يقدم نفس المردود.

بالبحث، تم اكتشاف الآتي:

– خلال موسم 2015/ 2016 لعب 49 مباراة، سجل 41 وصنع 24.

– خلال موسم 2016/ 2017 لعب 52 مباراة، سجل 54 وصنع 20.

– خلال موسم 2017/ 2018 لعب 54 مباراة، سجل 45 وصنع 20.

– خلال موسم 2018/ 2019 لعب 50 مباراة، سجل 51 وصنع 22.

– خلال موسم 2019/ 2020 لعب 44 مباراة، سجل 31 وصنع 27.

– خلال موسم 2020/ 2021 لعب 47 مباراة، سجل 38 وصنع 14.

نفهم من ذلك أنه ومن بعد رحيل تشافي لعب ميسي 296 مباراة، أسهم خلالها في 387 هدفاً، ومن بعد رحيل نيمار لعب 195 مباراة، أسهم في 248 هدفاً، من بعد رحيل إنييستا لعب 141 مباراة، وأسهم في 183 هدفاً.

والأغرب أن 5% فقط من أهداف ميسي بصناعة تشافي وإنييستا!

إنريكي، ريكارد، بيب.. ميسي يبقى ميسي

هل تراهن على أن الكرة ستسكن الشباك؟ مع إضافة شرط عدم اشتراك أي لاعب من برشلونة لمساعدة حامل الكرة، أو حتى في الوضعية التي يبدو عليها فريق بيلباو؟

في عام 2015، في نهائي كأس الملك، عاد ميسي إلى زيه القديم، الذي سجل به هدفه الشهير أمام خيتافي، لكن هذا في مرحلة النضج، وأمام بلباو بالتحديد.

عالم ESPN قرر جون برينكوس أن يحلل الأمر علمياً، فوجد أن ميسي بدأ من وضع السكون إلى سرعة 31.38 كم/ساعة خلال 2.73 ثانية فقط، وهو رقم يقترب من رقم جمال شارليس في كرة القدم الأمريكية.

حينما حاصره ثلاثة لاعبين من بلباو راوغهم بثلاث لمسات فقط خلال 1.2 ثانية، ثم دخل إلى منطقة الجزاء، استخدم قدمه الخارجية لمراوغة لابورت فمنح نفسه مسافة 5 أقدام لاتخاذ قرار التسديد، ومن مسافة 14 ياردة سدد، سدد بسرعة تصل إلى 77.24 كم/ساعة.

المسافة الإجمالية التي قطعها تقترب من 60 ياردة خلال 11.4 ثانية، ابتعدت الكرة عن قدمه مسافة 3 أقدام مرتين، ولو كان سدد الكرة بمسافة 1.55 ملليمتر عن النقطة التي سدد منها لتصدى إياجو هيررن، لأن احتمالية إهداره للكرة من هذه الوضعية تقدر 0.75 من الواحد الصحيح.

المراهنة على الفردية في الموقف إنجاز عبقري، والثقة في المواصلة أروع.

لماذا يقولون الآن إنه كان سيُدمر منظومة لعب تشافي؟

لقد استطاع ميسي أن يلعب في كافة مراكز الهجوم لصالح برشلونة، في مركز الجناح، المهاجم، في العمق، كصانع ألعاب، كمهاجم ثانٍ، واستطاع أن يحقق أرقاماً قياسية في كل مركز شارك أو لعب فيه.

لعب ميسي تحت إمرة مدارس مختلفة ومتنوعة من التي أشرفت على تدريب برشلونة: الكلاسيكية تحت قيادة ريكارد، الإبداعية بإخراج غوارديولا، لعب تحت إمرة مساعد غوارديولا، ومساعد مساعد غوارديولا، وتحت قيادة مدرب أرجنتيني، ومدرب لسيلتا فيجو، ومدرب أتلتيك بلباو، ومدرب ريال بيتيس، واختتم مسيرته تحت قيادة مدرب هولندا.

لعب ميسي في أساليب هجومية كاسحة، وأساليب متوازنة إلى حد ما، لعب بأسلوب التحفظ، وبأسلوب الصدام، وفي كافة الأساليب، كان هو الرجل الأوحد الذي يقود سفينة برشلونة، وبرغم أي إخفاق كان ميسي هو الذي يتقدم كل من يزاملونه في برشلونة.

لماذا يفشل ميسي إذا كان يعرف أسلوب لعب برشلونة، بل إنه كان أبرز مفاتيحه، وعلى رأسهم كان هو المتحكم في النسق، وقامت عليه التيكي تاكا، واستمرت به، ثم تلاشت، واستطاع التأقلم على غيرها؟

بالنسبة لبرشلونة ميسي كان إنييستا حينما يفتقد برشلونة لإنييستا، وتشافي عندما يفشل كل اللاعبين في القيام بدور تشافي، علاوة على أنه كان ميسي طوال الوقت.

وكما قال إرنستو فالفيردي، فإن ميسي من السهل تدريبه وإدارته، هذا لأنه يحترم زملاءه، ولديه رغبة كاسحة في الفوز دائماً.

ختاماً: هل يحتاج ميسي إلى مدرب ليعرف أين ومتى يتحرك؟

حينما سُئل بيب غوارديولا عن ميسي لم يقل أي شيء سوى وصف لما يفعله ميسي: هل يتمشى ميسي حقاً في كل مباراة؟

قال غوارديولا إن ميسي يحتاج من خمس إلى عشر دقائق عند بداية كل مباراة، لفهم ما يحدث في أرض الملعب، قال إنها أفضل ما يفعله ميسي، في خلال 5 أو 10 دقائق من بداية المباراة يكون قد رسم خريطة في عينيه وعقله.

يُحرك رأسه يميناً ويساراً، يُركز على دفاع الخصم ونقاط ضعفه، يحدد المساحات التي يستطيع أن يتحرك فيها، والمساحات التي سهل عليه أن يخترق منها، أي أنه منخرط في المباراة أكثر من أكثر لاعب يتحرك ويركض.

وهو (غوارديولا) نفسه من قال: "لقد حاولت أن أصنع منه أفضل لاعب في العالم، لكنه جعلني أفضل مدرب في العالم".

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عمر إبراهيم
كاتب في المجال الرياضي وكرة القدم
كاتب في المجال الرياضي وكرة القدم
تحميل المزيد