يُعتبر تقويم الأسنان، بمثابة العمود الفقري لطبّ الأسنان، فعندما يمتلك الشخص أسناناً ذات ارتصاف جميل ومتناسق مع إطباق طبيعي وسليم، فإن المشاكل الأخرى التي قد يواجهها مثل النخور مثلاً، تعتبر مجرّد مشاكل ثانوية.
وبالتالي فإنّ اهتمام الأهالي بأسنان أطفالهم لا سيما إن كانوا يواجهون مشاكل في إطباق أسنانهم أو اعوجاجها من خلال استخدام التقويم هو أمرٌ في غاية الأهمية ويمنحهم أسناناً جميلة قليلة المشاكل في المستقبل.
ما الذي يجب علينا نحن -الوالدين- أن نعرفه عن تقويم أسنان الأطفال؟
في البداية، علينا أن نعرف أنّ الأجهزة التقويمية لها 3 أنواع رغم اختلاف تسمياتها وهي:
أجهزة نزوعة: أي يستطيع الطفل نزعها وإعادتها بحرية داخل فمه.
أجهزة ثابتة: وهي عبارة عن أسلاك وحاصرات مُثبتة على الأسنان لا يستطيع الطفل نزعها من فمه.
أجهزة وظيفية: وهي أجهزة تُناسب أعماراً مُعينة، وتُعالج الطفل وظيفياً من خلال استغلال قوى العضلات التي تؤثر على الأسنان والعظم السنخي المحيط بالأسنان باتجاهات محددة.
أما ما علينا معرفته بعد ذلك فهو سبب ومنشأ المشكلة التي أدت إلى الضرر بأسنان أطفالنا، وذلك قبل البدء بالعلاج التقويمي، أو تركيب تقويم أسنان الأطفال، لأنّ البدء بالعلاج التقويمي دون علاج المشكلة الأساسية يعود بالنكس على الأسنان، وبالتالي فلن يجدي العلاج التقويمي.
عوامل تسبب سوء الإطباق
ولكل مشكلة تقويمية سببٌ حتماً، كما أنّ هناك عوامل مُسببة لسوء الإطباق تصنف إلى عامة وموضعيّة.
العوامل العامّة
- وراثية.
- خلقية.
- بيئية: (ومنها عوامل قبل ولادية مثل الرضوض والتغذية الأمومية والحصبة الألمانية، والاستقلاب الأمومي، والعوامل بعد ولادية مثل الإصابات الولادية، وإصابات المفصل الفكي الصدغي، والشلل الدماغي).
- الأمراض المؤهبة: (مثل خلل الغدد الصم والاضطرابات الاستقلابية والأمراض المعدية).
- المشاكل الغذائية.
- المشاكل في وضعيات الجسم والرأس.
- الرضوض والحوادث.
- العادات الشاذة الضاغطة والشذوذات الوظيفية: (مثل المص الشاذ، ومص الأصابع والإبهام، دفع اللسان ومص اللسان، قضم الأظافر وعض الشفاه).
- عادات البلع الشاذة.
- مشاكل النطق.
- الشذوذات التنفسية.
- اللوزتان والناميات الغدية.
- الصرير والعوامل النفسية.
العوامل الموضعية
- الشذوذات في عدد الأسنان.
- الشذوذات في حجم الأسنان.
- الشذوذات في شكل الأسنان.
- شذوذات اللجام الشفوي.
- الفقدان المبكر للأسنان المؤقتة.
- البقاء المديد للأسنان المؤقتة.
- البزوغ المتأخر للأسنان الدائمة.
- مسار البزوغ الشاذ.
- الالتصاق.
- النخور.
- الترميمات السيئة.
كيف أعرف أنّ حالة طفلي تستحق العلاج الإسعافي الفوري؟
بمجّرد ملاحظة العضات المعكوسة الأمامية الخلفية والعضات المعكوسة الجانبية بالإضافة لبروز الفك السفلي عن الفك العلوي يجب تحويل الطفل بشكل مباشر لمقوم الأسنان وذلك لمعالجة هذه المشكلة، من خلال استخدام أجهزة وظيفية تصحح نمو الفكين والتخلص من المشكلة لدى الطفل بالعمر المبكر وقبل تجاوزه قفزة النمو.
وذلك حتى يستطيع طبيب الأسنان التأثير على نمو فكيه بشكل كبير ومعالجة المشكلة، لأنه بعد هذه المرحلة العمرية وفي حال تركها دون علاج فلن يستطيع الطبيب معالجة المشكلة بشكل جذري وإنما سيضطر إلى إجراء قلع وحدات سنية لتصحيح الحالة عن طريق ما يسمى التمويه.
ملاحظة: العضات المعكوسة هي اضطراب في العلاقة بين الأسنان العلوية والسفلية، ففي الحالات الطبيعية تغطي الأسنان الأمامية العلوية ما يقارب ثلث الأسنان الأمامية السفلية، أما في حال وجود عضة معكوسة مثلاً فإن الأسنان الأمامية السفلية تطبق إلى الأمام من الأسنان الأمامية العلوية، وقد تكون العضة المعكوسة أمامية أو خلفية.
ما هو العمر المناسب لتركيب تقويم أسنان الأطفال؟
كما ذكرت لكم سابقاً، فإنه بالنسبة للحالات الإسعافية، يجب علاجها فور اكتشافها وقد يبدأ العلاج بعمر الـ6 سنوات عن طريق الأجهزة الوظيفية التي تعدل النمو.
أما الفترة المناسبة بشكل عام،فتعتبر فترة بداية قفزة النمو أو قبلها بقليل هي الفترة الذهبية للعلاج، وهي في عمر الـ13 سنة للذكور ونحو 10 سنوات للإناث، وتعرف هذه المرحلة عن طريق أخذ صورة لليد للكشف عن العمر العظمي.
كما يعتبر عمر 14 عاماً للذكور و11 عاماً للإناث أيضاً فترة البلوغ، وهي فترة مهمة أيضاً للعلاج.
جميع ما سبق من الأعمار تتم معالجتها عن طريق تعديل النمو والتأثير على الفكين والأسنان، كما أن تجاوز هذه الأعمار، لا يعني أن العلاج غير ممكن، وإنما يجب على الطفل في ذلك الوقت اللجوء إلى العلاج بالتقويم الثابت كما قد يلجأ الطبيب إلى قلع وحدات سنية لتمويه الحالة.
نصائح للأهل للمحافظة على تقويم أسنان الأطفال
إذا كانت المُعالجة تتمّ عن طريق جهاز وظيفي فيجب الالتزام بما يلي:
- الالتزام بأوقات ارتداء الجهاز وعدم إهماله للحصول على النتائج المرجوة بالوقت المحدد.
- إذا كان الجهاز المستخدم جهاز نزوع (متحرك) يجب وضعه بالفم لعدد ساعات كافية وذلك حسب تعليمات الطبيب.
- المحافظة على نظافة الجهاز عن طريق غسله بالماء ووضعه في حافظة مناسبة له منعاً من كسره.
- زيارة الطبيب حسب المدة التي يوصي بها وذلك لمتابعة النتائج وصيانة الجهاز بحال تطلب الأمر ذلك.
أما في حالة التقويم الثابت فيجب:
- الاهتمام والعناية بالصحة الفموية.
- تفريش الأسنان عن طريق الفرشاة الخاصة بتقويم الأسنان التي تستطيع الدخول بين السلك والأسنان لمنع تجمع الطعام والتسبب بالتهابات اللثة والنخور.
ما هو دور الأهل لتجنب تفاقم مشاكل أسنان أطفالهم؟
يعتبر دور الأهل هو الأكبر والأهم من خلال الانتباه إلى أسنان أطفالهم وعلاجها في الوقت المناسب دون أي تأخير، لا سيما أنّ الطفل لن يكون واعياً لمعرفة مشاكل أسنانه.
بالإضافة إلى تعليم الطفل كيفية ارتداء الجهاز التقويمي، ومساعدته في ارتدائه ومراقبته لعدم انتزاعه وتوعيته بضرورة الالتزام لتعليمات الطبيب.
المحافظة على نظافة الجهاز ومتابعة عناية الطفل بالنظافة الفموية تقع على عاتق الأبوين أيضاً، سيما ما إذا كان طفلهم ملولاً بطبعه.
وأخيراً فإنّ متابعة صحة فمّ أطفالكم ومعالجتها بشكل فوري ستوفر عليكم المال والوقت، عدا أنكم ستضمنون أنّ أطفالكم سيحصلون على ابتسامة جميلة وبعيدة عن المشاكل مستقبلاً.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.