تحظى علاجات الفيلر والبوتوكس بشعبية كبيرة حول العالم، وهي خيارات تجميليّة تُعطى عن طريق الحقن في عيادة الطبيب، فما هي حقن الفيلر والبوتوكس؟ كيف يتم استخدامها؟ أين تُحقن؟ وما العلاجات التي تقدمها؟ وهل هي فعلاً تسبب الهوس للفتيات كما يدعي بعض الرجال؟
ما الفرق بين الفيلر والبوتوكس؟
بداية لنتحدث عن الفيلر، فهو عبارة عن مواد مالئة غرضها الأساسي تعبئة الأماكن المرغوبة بحقنها تحت الجلد لاستخدامه في معالجة التجاعيد وإزالتها، وإزالة الندبات الغائرة.
بينما غرضها الثاني هو زيادة الحجم عن طريق حقنها بغرض النفخ أو التكبير، كاستخدامه لتكبير الشفاه الرقيقة أو الخدود الغائرة.
ما هذه المواد التي تستخدم لحقن الفيلر؟
هناك العديد من المواد المُستخدمة لهذه الحقن، منها ما هو مستخلص من مصادر طبيعية ومنها ما يتم تركيبه من مواد كيميائيّة تحت إشراف مختصين.
الكولاجين الحيواني: يتم استخلاص الكولاجين من الأبقار وتستخدم لحقن الوجه والشفاه، وتمتاز بقلة تكلفتها وسرعة ظهور النتائج، ولكنها لا تستمر دائماً، لذلك من تقوم به تحتاج إلى إعادة الحقن عدة مرات في العام وتستمر من 4 إلى 6 أشهر، بالإضافة إلى أنها غير مناسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية ضد المكونات الحيوانية.
البوليمر الصناعي (السيلكون): هو عبارة عن تركيبات كيميائية آمنة تستخدم للحقن لإزالة التجاعيد والندبات ولتكبير الخدود والشفاه وغيرها، ولكن عيبها الأساسي هو ارتفاع أسعارها، ولكن نتائجها تدوم لعام ونصف وربما أكثر.
الدهون الذاتية: دهون تُؤخد من الشخص نفسه الذي يرغب بحقن الفيلر، وهي دهون طبيعية لا تسبب الحساسية، كما أنها آمنة، ولكنكِ لتطبيقها تحتاجين إلى عملية إزالة الدهون من منطقة أخرى من جسمك قبل عملية حقن الفيلر، وهو سبب ارتفاع تكلفتها.
حمض الهيالورونيك: أكثر المواد استخداماً نظراً لعدم ارتفاع تكلفته، كما أنه لا يسبب الحساسية مثل المواد الحيوانية وهو آمن أيضاً ونتائجه تدوم من 6 أشهر إلى عام.
في أيام دراستي في قسم "تقويم الأسنان" في جامعة دمشق، جاءتني مريضة من أجل وضع تقويم لأسنانها، وعند دراسة الحالة مع الأستاذ المشرف في القسم، اقترح إجراء حقن الفيلر لأنها تمتلك شفاهاً رقيقة جداً؛ مما يؤثر على المنظر الجانبي للمريضة (بروفايل المريضة) وبعد أن تمت معالجتها تقويمياً قمنا بإجراء حقن الفيلر بشكل متناسق مما زاد الحالة جمالاً لافتاً وأعطاها مظهراً صحياً وسليماً.
العبرة هو أنّه عليكِ استخدام هذه الحقن بوعي أكبر واستخدام أجود الأنواع، بالإضافة إلى حرصك على الحصول عليها بأيدي مختصين والابتعاد عما يسمى "مراكز التجميل" التي قد تتسبب لك بنتائج كارثية مثل:
- ظهور كدمات تحت الجلد التي تحدث بسبب عدم توزع المادة بشكل صحيح وتكتلها تحت الجلد وهذه المشكلة تحل بسحب المادة المتكتلة من قبل الطبيب ويرافقها الكثير من الألم.
- حدوث الورم الحُبيبي والذي يحدث عندما يتعامل الجسم مع المادة على أنها جسم غريب، فيقوم جهاز المناعة بمحاربتها وهذا الاختلاط نادر الحدوث ويحدث عند إساءة اختيار المادة المناسبة للمريض.
- حدوث الحساسية الجلدية وهذا الاختلاط يحدث بشكل أكبر عند استخدام المواد الحيوانية دون اجراء اختبار حساسية لها.
- التشوهات التي قد تحدث نتيجة حقن الفيلر بأماكن أكثر من الأخرى وبشكل عشوائي وغير متناسق فتظهر هذه التشوهات.
- حدوث شلل في عضلات الوجه أو حدوث العمى بسبب الحقن الخاطئ في أماكن قريبة من الأعصاب فتؤدي إلى شلل العضلات أو الحقن في المناطق القريبة من العينين بشكل خاطئ التي قد تؤثر على الشرايين الصغيرة في المنطقة مسببة انسدادها وتحدث العمى.
لذلك كي تتجنبي جميع هذه الاختلاطات ما عليك سوى الذهاب للخبير المختص بهذه المجال والتعرف على المواد التي سوف يحقنك بها وإجراء الفحوصات اللازمة قبل الحقن واتباع تعليمات الطبيب بعد الحقن للحصول على النتيجة التي ترغبين بها.
ما هو البوتوكس وبماذا يختلف عن الفيلر؟
إذا كنتِ تظنين أن حقن البوتكس تشبه الفيلر فأنت مخطئة، إذ إنّ البوتكس عبارة عن ذيفانات جراثيم تشبه إلى حد ما مادة الأستيل كولين التي تنقل الإشارات العصبية من الأعصاب للعضلات.
عند حقن هذه المادة ضمن العضلات ترتبط هذه المادة بمستقبلات الأستيل كولين فتمنعه من تحريض تقلص العضلة مسببة ما يشبه شلل العضلة.
كان البوتوكس يستخدم سابقاً لعلاج اضطرابات الحركة المختلفة التي تتميز بفرط نشاط العضلات، وقد بدأ استخدامه تجميلياً عند اكتشاف فوائده في إزالة ومعالجة التجاعيد إذ إنّ حقن عضلات الوجه بالبوتوكس يجعلها تسترخي فلا تتكون التجاعيد ويبقيها على هذه الحالة من 4 إلى 6 أشهر.
تتم عملية حقن البوتوكس بواسطة طبيب مختص وتظهر النتائج بعد 2 إلى 3 أيام وتستمر لمدة أسبوعين، ثم تعاد الجلسة ليرى الطبيب النتائج وإذا ما كان هناك شيء بحاجة إلى إصلاح أو حقن إضافي.
يعد البوتوكس آمناً فهو خاضع للعديد من التجارب السريرية فضلاً عن السنوات الطويلة من الممارسة السريرية في المجال العصبي.
وقد أصبح البوتوكس اليوم من أهم العلاجات المستخدمة لحالات الشقيقة ومشاكل التعرق الزائد واضطرابات الأنف والأذن والحنجرة، بالإضافة إلى علاج اضطرابات الجهاز التناسلي.
ولكن بالطبع هناك حالات عديدة لا يوصى باستخدام حقن البوتوكس لها مثل:
1. النساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل في غضون 6 أشهر، والنساء المرضعات والأشخاص المصابون بالأمراض العضلية أو أمراض المناعة الذاتية.
2. لا يوصى به لمن هم تحت سن الـ20 عاماً وما فوق سن الـ80 عاماً.
3. لا يوصى به لمن يمارس الرياضة اليومية، عند تلقي العلاج يجب إيقاف الأنشطة الرياضية لمدة 48 ساعة بعد الحقن بالبوتكس.
أما آثاره الجانبية فقد تحدث بعد الحقن وتختفي عادة بسرعة ولا تدوم طويلاً مثل: (الحساسية، الصداع، احمرار مكان الحقن، ألم، أعراض تشبه الأنفلونزا).
تحذير: كما قلت سابقاً فإن إجراء أي حقنة سواء الفيلر أو البوتوكس سواء لغرض تجميلي أو علاجي يجب أن يتم تحت أيدي أطباء مختصين، وليس في مراكز التجميل.
كما عليكن الانتباه ومعرفة المواد المستخدمة وإجراء فحوصات معينة قبل الحقن لمعرفة ما إذا كانت تناسبكنّ أو لا.
وأخيراً فإن حقن الفيلر أو البوتوكس هي ثروة كبيرة في عالم الطب والتجميل وقد عالجت الكثير من المشاكل بالإضافة إلى تحقيقها نتائج تجميلية مرضية وآمنة لمستخدميها.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.