الأطفال كائنات رقيقة جميلة سهلة التشكيل والتكوين، وهذا محور هام جداً يجب الانتباه له ولطرق التربية التي إما تنشئ طفلاً سوياً يتمتع بصحة نفسية جيدة، وإما تنشئ طفلاً يعاني من اعتلال بالصحة النفسية ومصاباً باضطرابات ومشكلات نفسية ترافقه طوال عمره، والأسر غالباً ما يعنون جل اهتمامهم بصحة الطفل الجسدية دون النفسية، بالرغم من أن الصحة النفسية تعتبر هي المرآة التي يعبر الطفل من خلالها عن مكنوناته وأيضاً تعكس كل ما يحدث داخل المنزل أو المجتمع الذي يتعرضون فيه للصدمات المختلفة.
وبالتالي فإن الاهتمام بالصحة النفسية للطفل لا تقل أهمية عن الجسدية، بل ربما تفوقها، حيث إن المشكلات النفسية تؤثر على واحد من كل عشرة أطفال في مراحل الطفولة المختلفة مثل القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك المختلفة، إضافة إلى أنه يزداد خطر إصابة الطفل بأمراض نفسية ما بين سن 12 إلى 16 سنة، وهي مرحلة مهمة في تكوين الطفل النفسية وبناء شخصيته المستقبلية.
ويعبر مفهوم الصحة النفسية للطفل عن توازن دائم وانسجام مرن مع الذات والبيئة، فهي حالة سائدة ومستمرة والتي يكون فيها مستقراً متوافقا نفسيّاً واجتماعيّاً، بالإضافة إلى الشعور بالسعادة مع الذات ومع الآخرين، وبالتالي القدرة على تحقيق وتقدير الذات، واستغلال المهارات والكفاءات الذاتية بأقصى حد ممكن، أي أنها السمة الإيجابية التي يتمتع بها سلوك الفرد واتجاهاته تجاه ذاته وتجاه الآخرين، فيكون بذلك فرداً سعيداً ومتوازناً وحسن الخلق.
أهداف الصحة النفسية للطفل
أهم الأهداف التي تسعى لها الصحة النفسية للطفل هو شعور الطفل بالأمان، والاطمئنان، والقدرة على الشعور بالشجاعة في أصعب المواقف والتحديات، وتساعد الطفل على أن ينشأ في وسط أسرة متوازنة نفسياً، فكون الطفل لديه قدر من السلام النفسي، ويتمتع بصحة نفسية جيدة، فهذا دليل على أنه يعيش في أسرة تتمتع بالضرورة بذات الأمر، وهذا يجعله فرداً سوياً في المجتمع.
وتعد الصحة النفسية للطفل المنقذ الأول له للخروج من المشاعر السلبية التي يمكن أن يكونها المجتمع تجاهه، وتعيد له الثقة بذاته، وبمن حوله، كما أنها تساعده على اكتشاف شخصيات من حوله، وشخصيته ذاته، وتفتح له آفاقاً جديدة حول ما يريد أن يصبح في المستقبل، وخلق التوازن بين المشاعر، والأفكار العقلية، وتعيد له التوازن، وتساعده على عدم الانفعال بسهولة، كما تمكنه من فتح حوار مع شخصيات لا يعرفها، وتكوين صداقات مع غيره، كما تهدف الصحة النفسية إلى أن يكون الطفل قادراً منذ صغره على تحمل المسؤوليات المكلف بها، والتي تتناسب مع قدراته.
وتكمن أهمية الصحة النفسية للطفل في أنها جزء أساسي من الصحة العامة وتنمية الجوانب المعرفية والاجتماعية لأي طفل، ولها علاقة كبيرة مع الصحة البدنيَّة، وتسهم في نجاحه في المدرسة أو العمل أو المجتمع؛ فالأطفال الذين يعانون من مشكلات في الصحة النفسية سيواجهون صعوبة في التأقلم مع الأوضاع المختلفة التي تمرُّ بهم، حيث تكون الاحتياجات النفسية للطفل أكثر صعوبة وأقل وضوحاً بالنسبة للأهالي، خصوصاً بالنسبة إلى الأب الذي يعمل لساعاتٍ متأخرة من اليوم ولا يحظى بوقتٍ كافٍ لرؤية أطفاله، كذلك إن كانت الأم عاملة أيضاً، فقد تُوكل مهام رعاية أطفالها لمن يستطيع مساعدتها، فهذه الأمور تؤثر في إمكانية حصول الطفل على احتياجاته العاطفية من أبويه.
وحيث إنَّ تَمتُّع الطِّفل بصحةٍ نفسيةٍ جيدة يمكِّنه من التفكير تفكيراً سليماً، وتعلُّم مهارات جديدة، وبناء ثقته بنفسه وبناء علاقات اجتماعية جيدة مع محيطه، وبناء شخصيته بناءً صحيحاً، والحفاظ على صحته البدنية، كما يقلِّل من تعرضه لاضطراباتٍ تؤثر في صحته ومستقبله.
مشكلات الصحة النفسية للطفل
ومن أهم مشكلات الصحة النفسية لدى الأطفال اضطرابات القلق، اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، اضطرابات السلوك التخريبية، اضطرابات الإخراج، الاضطرابات العاطفية (المزاجية)، اضطرابات الأداء الاجتماعي في الطفولة أو المراهقة، إضافة إلى اضطرابات النوم والأكل، اضطرابات التعلم والتواصل، واضطرابات التشنج اللاإرادي.
ونشير إلى خطورة النتائج المترتبة على عدم الاهتمام بتلك المشكلات وعدم معالجتها، حيث يكون أطفالك أكثر عرضة للإصابة بمشكلات نفسية وقد يجعل الحياة الأسرية غير متسقة ومضطربة، كما يؤثر أيضاً على قدرتك على تأديب أطفالك وقد يجهد علاقتك مع شريكك أو أفراد الأسرة الآخرين.
وأظهرت الدراسات أن هؤلاء الأطفال إذا تُركوا دون علاج من قبَل الأخصائيين، من المرجح أن يميلوا إلى الشعور بالدونية، والسلبية، ويكون أداؤهم الدراسي ضعيفاً، وعندما يتم التعامل مع هؤلاء الأطفال بشكل صحيح يمكنهم أن يتعلموا كيف يعيشون حياة أكثر صحة، والتغلب على العديد من القضايا التي تؤثر عليهم.
ويعتبر قضم الأظافر من أشهر العادات السيئة شيوعاً لدى الأطفال، فهي انعكاس لاضطراب نفسي لدى الطفل نتيجة توتر وقلق، بسبب ضغوط في المنزل أو المدرسة، وكثرة منعه مما يحب، وتهديده بالعقاب وخوفه من الوالدين أو المدرسين.
ويكون قضم الأظافر بمثابة المخرج من شعوره بالذنب أو الإثم الذي يشعر به عندما يقصر في أداء ما طُلب منه، وتظهر تلك العادة السيئة في عمر سنة إلى سنتين من عمر الطفل وتستمر معه عند الكبر، حيث تتحول إلى عادة سيئة تتم بشكل تلقائي لا أكثر ولا أقل.
وذلك إن لم يتم علاجه في الطفولة بشكل سليم، من خلال عدم لفت انتباه الطفل إليها، وشغل أصابعه بأشياء أخرى مفيدة مثل العزف على آلة موسيقية أو ممارسة الرسم، وإعطاء الطفل المزيد من الدعم، والحب، والحنان، والرعاية.
ويوجد أيضاً عادتان سيئتان لدى الطفل وهما السرقة والغيرة من الحمل الجديد لدى الأم، ويمكن الرجوع إليهما في مقالاتنا السابقة.
ما أسباب ظهور المشاكل النفسية لدى الطفل؟
هناك أسباب يشترك فيها كل من الأب والأم معاً مثل القسوة والعقاب والإهانة للطفل، حيث تؤدي إلى توقف نمو ثقة الطفل بنفسه فيملؤه الخوف والتردد والخجل في أي شيء يفكر في القيام به، ويصبح عرضة للمعاناة النفسية.
ويعتبر قدوم طفل جديد والاهتمام به وتدليله بشكل زائد أمام الطفل، وإهمال الطفل وعدم الاعتناء به كالسابق، والخلافات العائلية التي تتطلب من الطفل أن يكون في طرف أحد الوالدين من الأسباب التي تدخل الطفل في صراع نفسي أو صدمة نفسية قوية.
سباق الوالدين للفوز برضا الطفل وإعطاؤه أوامر متناقضة، أو شعور الطفل بوجود كراهية بين الوالدين، التقدير الزائد أو الإسراف الزائد في تلبية متطلبات الطفل، عدم وجود حوار أو تعاون بين أفراد الأسرة، إضافة إلى الأب المدمن أو الذي يستغرق في ملذاته مضحياً بكرامة أفراد أسرته مقابل ذلك، كلها أسباب تؤدي إلى صدمات ومشاكل نفسية قوية لدى الطفل حتى الكبر.
وهناك أسباب تتعلق بالأم فقط مثل تعرضها للحمل أو تناول عقاقير طبية أثناء شهور الحمل الأولى، تضر بالجنين، إضافة إلى التدخين أو الحزن أثناء فترة الحمل، كلها أسباب تضر بصحة الطفل العقلية والنفسية.
وهناك أم تهمل تربية أطفالها وتتركهم للعاملات أو تتركهم يربَّون بعيداً عنها خاصة في السنوات الأولى من عمرهم وتنشغل هي بعملها أو جمالها والخروج من البيت وترك الطفل. وكثيراً ما تربي الأمهات أطفالهن على الخوف من أشياء وهمية مثل العفاريت وأم أربعة وأربعين وغيرها، مما يسبب للطفل عقداً نفسية من الظلام أو ينمو ضعيف الشخصية ومنعدم الثقة بذاته.
وهناك الأم المسيطرة التي تلغى شخصية الأب وتجعله رمزاً مهتزاً في عين طفله ولا تدرك مدى أهمية قيمة وجود الأب ودوره في حياة الطفل ومدى تأثير ذلك على صحته النفسية وأن اختلال رمز الأب لدى الطفل يسبب مشكلات نفسية كبيرة لا تدركها.
أما الأسباب التي تتعلق بالأب فقط فهي تتمثل في إهانة الأب للأم أمام الطفل وضربها وإلغاء شخصيتها، أو أن يكون الأب سكيراً أو كاذباً، غير شريف يسرق أو يختلس، أو الانشغال الزائد بالعمل وعدم تخصيص وقت يقضيه مع طفله أو الهجرة خارج الوطن بعيداً عن الطفل لفترة طويلة، دون حرص على تعويض ذلك بالتواصل المنتظم والاهتمام الكبير، كلها أسباب تؤثر فى نفسية الطفل كثيراً وتلغي رمزية الأب ودوره كقدوة ومعلم في حياة الطفل، وقد لا يظهر أثرها إلا عندما يكبر الطفل.
وأخيراً الأسباب التي تعود للطفل نفسه وتتمثل في تدنّي قدرات الطفل العقلية ومستوى ذكائه أو وجود عاهة لديه مما يعرّضه للسخرية من بقية زملائه أو نظرات الاحتقار أو الشفقة من الآخرين، مما يشعره بالنقص والحرج والضغط النفسي وتؤدي إلى اضطرابات نفسية لدى الطفل.
إذاً.. كيف أعرف أن طفلي يعاني من اضطرابات الصحة النفسية؟ ومتى يحتاج إلى تدخل طبي أو إرشاد نفسي؟
هناك أعراض تساعد في الكشف عن هذه الاضطرابات منها: تغييرات ملحوظة في السلوك، عدم القدرة على النوم بسهولة، الرغبة في الانعزال عن التجمعات الاجتماعية، عدم الرغبة في فعل ما يحبه، إيذاء النفس أو إهمال النظافة الشخصية.
زيادة نشاط طفلك عن الحد الطبيعي مع صعوبة في التركيز والانتباه، التوتر الزائد والخوف من المواقف التي لا تستدعي الشعور بالخوف والقلق، عنف الطفل مع إخوته أو الأم أو الأب أو مع أصدقائه، أو عندما يعجز طفلك عن النطق أو الكلام بالطريقة الصحيحة ويجد صعوبة في التعبير عما بداخله ويعاني من العصبية الشديدة في تلك الأوقات.
تنظيمه لأدواته بطريقة خاصة وإصراره الشديد على استخدام أدوات محددة ولا يرغب بتغييرها، وتكرار حركات أو سلوكيات محددة مثل الاهتزاز إلى الأمام والخلف.
من الجدير بالذكر أنه قد يشعر البعض أيضاً بالإحباط أو الغضب أو القلق، في حال استمرار هذه الأعراض لفترة طويلة فقد تؤثر على صحة الطفل الجسمية أيضاً بشكل كبير، وغالباً ما يكون الآباء وأفراد الأسرة هم أول من يلاحظ معاناة الطفل من مشكلات نفسية من خلال التقلبات في مشاعره أو سلوكه، وقد تلاحظ إدارة المدرسة أيضاً تعرض الطفل لصدمة نفسية، لذا عليك التوجه لطلب المساعدة من الطبيب أو المرشد النفسي إذا بدت عليه أعراض اضطرابات الصحة النفسية.
وهناك 7 معتقدات خاطئة عن الصحة النفسية للأطفال وفق ما ذكره موقع Childmind وهي:
– الطفل المصاب باضطراب نفسي يتضرر مدى الحياة.
– المشاكل النفسية لدى الطفل نتاج ضعف في شخصيته.
– الاضطرابات النفسية تنتج عن سوء الأبوة والأمومة.
– يمكن للطفل إدارة الاضطراب النفسي بقوة الإرادة.
– مشكلات الصحة العقلية والنفسية يسهل علاجها في أي وقت.
– علاج الاضطراب النفسي للأطفال يكون بالكلام فقط.
– علاج الاضطراب النفسي للأطفال لا يعتمد على الأدوية.
وكل هذه المعتقدات خاطئة، لأنه إذا تم التعرف على المشكلات التي يعانيها وعلاجها، يكون لديه فرصة جيدة للتحكم في الأعراض أو التغلب عليها، وتطور شخصيته بشكل سليم، وكلما كان ذلك مبكراً كان أفضل، والطفل قد يحتاج للمساعدة كما ذكرنا من طبيب أو مرشد نفسي حتى يتم التعافي.
وقد يصف الطبيب الدواء ليساعده في الشفاء، والأسرة لها دور هام لكنها ليست السبب الوحيد، والعلاج يكون شاملاً وليس بالكلام فقط، وإذا تركت لمرحلة البلوغ قد تتفاقم ويصعب علاجها وليس كما يقال سهل علاجها فى أي وقت، لذا لا بد من التدخل المبكر فور ملاحظة أعراض الاضطراب لدى الطفل.
ما الحل، وكيف نهتم بصحة أطفالنا النفسية؟
هناك الكثير من الأمور التي يمكن القيام بها لتحسين الصحة النفسية للطفل والمساعدة في الحد من تطورها، تشمل تأمين جو عائلي دافئ، والاهتمام بالطفل وتشجيعه على التحدث عما يحدث في حياته وإدراك التغيرات في سلوكه، وطلب الدعم من الطبيب عند شعوره بالقلق.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول طعام صحي، وتغذية سليمة ومتوازنة، وحرية اللعب في المنزل وخارج المنزل، ومنحه الوقت الكافي للعب. أن يكون جزءاً من أسرة متوافقة جيداً ولا يوجد بين أفرادها مشكلات كبيرة، خصوصاً بين الأم والأب، والذهاب إلى مدرسة جيدة تراعي نفسية طفلك وتتعامل مع المشكلات التي يمر بها بطريقة سوية، أو على الأقل تستجيب لكلامك وملاحظاتك عن طفلك.
المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، التي تتيح له الدخول في المجتمع من حوله والتعامل مع الواقع، والشعور بالحب والثقة ممن حوله، إتاحة الفرص له للاستمتاع بالحياة، ومرحلة الطفولة التي لن تتكرر، وعدم إثقال طفلك بالهموم منذ الصغر، ومنحه الفرصة للتجربة والصواب والخطأ.
التفاؤل والابتسام داخل المنزل لهما تأثير كبير على نفسية طفلك، وإتاحة الفرصة له للتعلم والنجاح والفشل والتجربة، قبوله والاعتراف بقدراته دون التقليل منه، ومنحه الشعور بالانتماء إلى الأسرة والمجتمع، مهما كان مختلفاً عن غيره، ومنحه الشعور بالسيطرة على حياته، والقدرة على اتخاذ القرارات البسيطة حسب عمره، امتلاك القوة اللازمة للتعامل عند الخطأ والمرونة في حل المشكلات المختلفة.
تغيير نمط حياة الطفل: يساعد تغيير نمط حياة الطفل في تحسين الصحة النفسية لديه، ينبغي التأكد من حصوله على قسط كافٍ من النوم، وتناول الطعام الصحي والقيام بممارسة النشاط البدني بانتظام.
الاهتمام بمشاعر الطفل: حيث تؤثر العلاقات طويلة الأمد والآمنة، مثل العلاقات الأسرية المنسجمة على صحة الطفل النفسية.
بناء علاقة جيدة مع طفلك: ستجعله قادراً على تجاوز أي أزمة نفسية قد يمر بها.
طلب المساعدة من متخصصين: في بعض الأحيان، لا تستطيعين التعامل مع المشكلة وحدك، يمكنك أخذ مشورة طبيب نفسي مختص بسلوك الأطفال ونفسيتهم وكيفية التعامل معهم. من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الآباء والأمهات، التعامل مع مشكلات أطفالهم بطريقة غير سوية، وعدم الاقتناع بالذهاب إلى مختص لمساعدتهم.
منح طفلك الخصوصية: من المهم منح طفلك الخصوصية، فلا يجب عليك التحدث عن مشكلاته وما يخصه مع أحد أفراد الأسرة دون إذنه، إلا في حالة كان صغيراً ولا يدرك بعد، وعلى الرغم من ذلك فلا يجب أبداً التحدث عن مشاكله أمامه مع أي شخص حتى والده، يمكنك الحديث عن المشكلة مع والده في وقت لا يكون الطفل موجوداً فيه، والتأكيد على الأب بعدم التحدث عن المشكلة أمامه أيضاً.
اسأل طفلك عن أنشطته، وساعده في تحديد أهدافه ثم عبر عن سعادتك بإنجازاته
تنمية احترام الذات: يحتاج الأطفال إلى معرفة أنه يمكنهم التغلب على التحديات وتحقيق الأهداف من خلال أفعالهم، وذلك من خلال النجاح الأكاديمي وتنمية مواهبه.
علم طفلك كيف يدير حديثاً إيجابياً مع نفسه: ساعد طفلك على إجراء حديث صحي مع النفس. عندما يقول طفلك أشياء سلبية، اطرح أسئلة مثل "ما الذي يمكنك فعله لتتحسن؟" ساعد طفلك على استخلاص استنتاجات إيجابية.
علم أطفالك طرقاً صحية للتعامل مع التوتر: خصص أنشطة تخفيف التوتر لديه مثل الكتابة في دفتر يوميات، أو الاتصال بصديق عندما يشعر بالضيق. لذلك حدد مسبقاً مع طفلك بعض الأشياء التي يمكنه القيام بها للحفاظ على مستويات التوتر لديهم تحت السيطرة في أوقات الأزمات.
توفير حدود لكل مهمة: حيث يجب وضع الحدود لكل مهمة يقوم بها الطفل يتضمن ذلك حدود وقت النوم، والقيود المفروضة على الأجهزة الإلكترونية، وقواعد وقت اللعب، والتوقعات بشأن كيفية تعاملنا مع الآخرين وأنفسنا، لا بأس في السماح بالمرونة، لكن وضع الحدود والهيكلية يوصل لطفلك أنك تحبه وتستثمر في رفاهيته.
الصحة النفسية للطفل في ميزان الإسلام
تبدأ عناية الإسلام بالصحة النفسية للطفل من قبل أن يُولد، حين حثَّ الزوجَ على اختيار أم صالحة له، والزوجة على اختيار أب صالح.
عاب القرآن الكريم على أهل الجاهلية استقبالهم المولود- إذا كان أنثى– بالحزن والتشاؤم؛ واعتبر الإيذاء البدني أو النفسي الذي يقع على الإناثِ من الأطفال بهذه السلوكيات من المحرمات.
أمر الإسلام بحسن اختيار أسماء الأطفال، ونهى عن تسميتهم بأسماء مستقبحة تثير الاستغراب أو الاشمئزاز؛ مما يجعل الطفل عُرضة للسخرية، أو فقد الاتزان النفسي والسلوكي.
أمر الإسلام بالعدل بين الأولاد في العطايا والمعاملة بما في ذلك المشاعر.
وأخيراً، كل العوامل السابقة تؤثر بقوة في تكوين نفسية طفلك وتشكيلها، وتحافظ على التوازن النفسي والعقلي له، وصدقيني وصدقني أن الاهتمام بنفسية طفلك أهم بكثير من أي شيء آخر في الحياة، خصوصاً في مراحل طفولته الأولى، التي تُعد الأساس لكل ما يحدث له فيما بعد في حياته، فاعمل على توفير بيئة صحية داعمة لطفلك، وإذا لاحظت أي أعراض سلبية فبادر باستشارة المتخصصين.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.