يراها محمد بن سلمان كـ”حليف محتمل”.. ماذا يعني تحالف السعودية مع إسرائيل؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/03/10 الساعة 10:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/03/10 الساعة 10:15 بتوقيت غرينتش
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان - رويترز

اختلفنا مع السعودية أو اتفقنا معها، لقد كان لها دور إقليمي مهم خلال مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ولعل أبرز هذه المواقف هو قطع إمدادات النفط لكل من الولايات المتحدة وهولندا في العام 1973، وذلك لدفع هذه الدول بالضغط على إسرائيل للتراجع عن الأراضي العربية التي احتلتها بعد 1967. لقد ساهمت هذه الخطوة برفع أسعار النفط إلى ثلاثة أضعاف، كما رفعت التضخم في كل أنحاء العالم، ونجحت في الضغط على الولايات المتحدة بشكل جدي.

اليوم يبدو أنّ المملكة تتجه في الاتجاه الخاطئ وهي لا تمتلك استراتيجية طويلة الأمد للتعامل مع الملفات الإقليمية. إن تصريح محمد بن سلمان الأخير يشير بكل وضوح إلى هذا التخبط. الرجل قال إن السعودية تنظر إلى إسرائيل كـ"حليف محتمل"!

لم تفوِّت إسرائيل هذه التصريحات أبداً؛ حيث أغرقت مواقع التواصل الاجتماعي بهذه التصريحات الغريبة وحاولت الاستفادة منها سياسياً. احتفى حساب "إسرائيل بالعربي" الرسمي بهذه التصريحات وبشّر بإقامة علاقات مع السعودية، بينما ذهب المحلل السياسي الإسرائيلي إيدي كوهين إلى الادعاء بأن أي سعودي يعتبر إسرائيل عدوة فهو يخالف توجهات الأمير محمد بن سلمان- بحسب وصف كوهين.

كما أضاف الأخير أن بعض الحسابات الوهمية ستظهر عنتريتها وتخالف التوجهات الأميرية- بحسب قول كوهين.

استثمرت إسرائيل هذه التصريحات بشكل واسع النطاق، فهي تشير إلى أن أي مخالفة من الشعب السعودي لهذه التصريحات هي مخالفة من حسابات وهمية. يبدو أن إسرائيل تنسى أو تتناسى أنّ الذباب الإلكتروني الموالي لولي العهد والحسابات الإسرائيلية التي تدافع عن إسرائيل باللغة العربية هي الحسابات الوهمية!

لطالما أثبت الشعب السعودي والشعب البحريني أنه معارض لأي تحرك يمس بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

ثم إذا ما أردنا أن نردّ على الأمير محمد بن سلمان، فعلينا التذكير بأنّ سياسات السعودية تحولت منذ العام 2015 بغزو اليمن.

يدّعي ولي العهد أن السعودية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولكن الواقع يشير إلى عكس ذلك. على مدار السنوات الماضية عملت السعودية على شرعنة الحرب على اليمن من خلال رفع رواتب الجنود المشاركين في الحرب ومن خلال تقوية الجانب الجهادي في اليمن… إلخ. كما تتدخل السعودية في لبنان من خلال دعم بعض الأحزاب المعروفة بأنها مليشيات مسلحة سابقة، كما تدعم السعودية توجه هذه الأحزاب نحو العمل على تجويع الشعب اللبناني.

إن تصرفات السعودية تتعارض كذلك مع تصريحات الجبير الذي قال إنّ الطبقة السياسية في لبنان فاسدة. إذا كانت فاسدة كما تقولون فلماذا تدعمون حزب "القوات" وسمير جعجع الذي يشاع أن مكاتبه في أفريقيا وأوروبا إلى إرسال لوائح أسماء المسلمين الراغبين بمساعدة الشعب اللبناني والتبرع له إلى الولايات المتحدة لفرض عقوبات عليهم وثنيهم عن كسر حصار الشعب اللبناني!

إذا كان قرار التطبيع مع إسرائيل قراراً سيادياً للسعودية، فلماذا إذا تدخلت السعودية في الحرب السورية ودعمت الجماعات المسلحة هناك، أليست سوريا دولة ذات سيادة ويجب احترام قرارها الوطني؟

إن الشعب الفلسطيني منذ سنوات لا يعّول إلا على الشعوب العربية التي تدعم المقاومة وتقف إلى جانبها. هذا الخط الفاصل بين الحكومات المستبدة وبين الشعوب رسمته الشعوب العربية خلال دعمها للمقاومة الفلسطينية ضد حربها غير المتكافئة مع إسرائيل نقصد حرب الـ11 يوماً. استطاع الشعب الفلسطيني بفضل تكاتف جهوده أن ينتصر على العدو المحتل، ولم يعتمد هذا الشعب على السلطة الفلسطينية ولا الحكومات العربية، إنما كان اعتماده الوحيد هو على الله ثم على الشعوب العربية. إن من يملك قضية عادلة سينتصر ولو وقفت دول الأرض جميعها في وجهه.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

حامد أبو العز
باحث سياسي فلسطيني
باحث سياسي فلسطيني
تحميل المزيد