يتواصل التصعيد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية بالتزامن مع الاشتباكات في إقليم "دونباس" جنوب شرقي أوكرانيا، بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، الذين أعلنوا استقلال الإقليم عام 2014، حيث يضم الإقليم منطقتي "دونيستك ولوهانسك" المتاخمتين مع روسيا، والذي يوصف بأنه "سلة الصناعة والغذاء" في أوكرانيا، لما فيه من ثروات طبيعية وصناعات ثقيلة ومساحات زراعية، إضافة إلى غناه بمناجم الحديد والفحم المستخدم في المصانع ومحطات توليد الطاقة والتدفئة.
يأتي هذا بالتزامن مع إرسال الولايات المتحدة أطناناً من الأسلحة والذخيرة لأوكرانيا والعديد من الجنود لقواعدها العسكرية المنتشرة في دول شرق أوروبا، لذلك يشغل هذا التصعيد أهمية كبرى على الساحة العالمية، لاحتمالية نشوب حرب كبيرة بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والدول الأوروبية في حلف الناتو من جهة أخرى في منطقة شرق أوروبا.
فهل الحملة العسكرية الروسية ضد أوكرانيا نابعة من أطماع الروس في أراضيها أم أنها موجهة ضد نفوذ حلف الناتو في شرق أوروبا، الذي بدأ في التوسع بعد إعلان الأمين العام لحلف الناتو نشر صواريخ هجومية نووية في دول شرق أوروبا، على رأسها بولندا، بعد طلب ألمانيا من حلف الناتو سحب الترسانة النووية من أراضيها؟
لذلك دعونا نكتشف معاً أبعاد الأزمة الأوكرانية في السطور التالية.
"ثورة الميدان الأوروبي" وبداية الأزمة الأوكرانية
ثورة الميدان الأوروبي هو الاسم الذي يشير إلى الاحتجاجات التي بدأت في ليلة 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 بأوكرانيا، عندما بدأ مواطنون احتجاجات في العاصمة كييف، بعد أن علقت الحكومة التحضيرات لتوقيع اتفاقية الشراكة واتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، نتيجة لذلك طالب المتظاهرون باستقالة الحكومة وعزل الرئيس "فيكتوريانوكوفيتش"، وانتهت الاحتجاجات بسلسلة من الأحداث العنيفة التي شارك بها المتظاهرون وشرطة مكافحة الشغب ومسلحون مجهولون في العاصمة كييف، وتم طرد الرئيس الأوكراني وإسقاط النظام.
وقد كان إقليم "دونباس" مهداً رئيسياً لشعبية ورموز "حزب الأقاليم الأوكراني" الموالي لروسيا، الذي حكم أوكرانيا بين 2010 ونهاية 2013، لكن بعد هروب الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، إلى روسيا، في فبراير/شباط 2014، وأحداث القرم التي أدت إلى ضمّه في وقت لاحق من مارس/آذار من العام نفسه، بدأ في منطقتي دونيتسك ولوهانسك حراك الانفصال.
وسريعاً ما انتقل الحراك إلى شكل مسلح، بعد أن استفاقت كييف من صدمة الفراغ الحكومي الذي خلّفه هروب معظم المسؤولين في نظام يانوكوفيتش، الذي ساعد على ذلك سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا، والمناوئين لسلطات كييف الجديدة الموالية للغرب على المقار الحكومية والمواقع العسكرية في إقليم "دونباس"، في المدن الرئيسية وغيرها، قبل أن يعلنوا من جانب واحد، في 7 أبريل/نيسان 2014، عن قيام "جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك".
لكن السلطات الأوكرانية الجديدة وبدعم غربي قامت بتشكيل قوات عملية مكافحة الإرهاب، واستطاعت استعادة عدة مدن سيطر عليها الانفصاليون، فتوقفت أطماعهم التوسعية.
لكن ظلت روسيا تدعم الانفصاليين بشكل غير رسمي، وقامت بتجنيس أكثر من مليون أوكراني بين عامي "2016-2020″، وفقاً لما أعلنه نائب رئيس إدارة الكرملين، وأكد ذلك "دينيس بوشيلين"، رئيس "جمهورية دونيتسك"، أن 400 ألف من سكان الإقليم حصلوا على الجنسية الروسية، كما أن الحدود البرية التي تسيطر عليها روسيا مع الإقليمين مفتوحة أمام حركة السكان والبضائع، رغم توقف الملاحة الجوية.
لذلك يعتبر الأوكرانيون أن روسيا التي ضمت شبه جزيرة القرم قد أحكمت سيطرتها على إقليم "دونباس"، وحوّلته إلى فضائها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فعقدت أي إمكانية للتسوية السياسية على أساس اتفاقيات "مينسك 1-2".
وسرعان ما تحوَّلت تلك المناطق إلى نمط الحياة الروسية، لدرجة الاعتماد على الروبل الروسي بدلاً من "الهريفنيا الأوكرانية"، ويحصل السكان على رواتب شهرية وتقاعدية بدعم روسي غير معلن، كما أن "الجمهوريتين الانفصاليتين" أصدرتا "جوازات سفر" خاصة بهما تعترف بها روسيا فقط.
هل الحشود النووية الأمريكية شرق أوروبا سبب الأزمة الأوكرانية؟
الأمين العام لحلف الناتو "ستوليتينبرغ"، تحدّث في فبراير/شباط من العام الماضي، أثناء لقائه برئيس جمهورية لاتفيا عن نية حلف الناتو نشر أسلحة نووية هجومية في دول أوروبا الشرقية، على رأسها بولندا، بحجة طلب ألمانيا من الناتو سحب الترسانة الصاروخية النووية من أراضيها.
لأن حالة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ممثلةً بحلف الناتو لم تعد مقتصرة على أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، إذ امتدت عميقاً في بحر البلطيق وشرق أوروبا، توتر غذته أزمات أمنية كأزمة الطاقة واللجوء عبر أراضي بيلاروسيا نحو الاتحاد الأوروبي مروراً ببولندا.
وفي المقابل، كان رئيس جمهورية بيلاروسيا قد أعلن استعداد بلاده لنشر أسلحة نووية روسية على أراضيه، رداً على إعلان الأمين العام لحلف الناتو إمكانية نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا بدلاً من ألمانيا.
وفي ختام قمة جمعت في بكين الرئيس الصيني ونظيره الروسي الأيام الماضية، تركزت على حالة التوتر بين روسيا والغرب، أصدر الجانبان بياناً طالبا فيه بوقف استمرار تمدد حلف الناتو، في إشارة إلى خطط لضم أوكرانيا ودول أخرى بأوروبا الشرقية للحلف، كما طالبا الناتو بالتراجع عما وصفاه بمقاربات الحرب البادرة.
لذلك فإن روسيا تريد ضمانات أمنية طويلة الأجل في أوروبا من واشنطن وحلف الناتو، للتخلي عن خطط نشر صواريخ أرضية متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادي وشرق أوروبا.
ولذلك أيضاً هناك قلق روسي إزاء تقدم الخطط الأمريكية، لتطوير دفاع صاروخي عالمي ونشر عناصره في مناطق مختلفة من العالم، لأن انسحاب واشنطن من معاهدة الصواريخ النووية قد يؤدي لتفاقم صراع قطبي جديد بين روسيا والصين من جهة وبين أمريكا وحلف الناتو من جهة أخرى، ففي القمة الروسية الصينية الأخيرة ندد البلدان بالخطة الأمريكية لنشر الصواريخ النووية، بالإضافة لتحالف "أوكوس" بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، مؤكدين أن كلاً منهما يدعم السياسة الخارجية للبلد الآخر.
طموح بوتين التوسعي للسيطرة على أوكرانيا
منذ سقوط نظام الرئيس الأوكراني "فيكتور يانوكوفيتش"، الموالي لروسيا، لم يتوقف الطموح الروسي لإعادة السيطرة على أوكرانيا حتى لو تطور الأمر للتدخل عسكرياً، وفي الآونة الأخيرة يستخدم "بوتين" الأزمة التي صنعها عن عمد من خلال حشد قوة عسكرية كبيرة، تُقدر بحوالي 120 ألف جندي روسي حول أوكرانيا لتحقيق هدفين رئيسيين:
– أولاً: استكمال الجهود لاستعادة السيطرة على كامل أوكرانيا.
– ثانياً: تفتيت تحالف حلف الناتو وتحييده.
يتضح من الاستعدادات العسكرية الروسية التي تدعم غزواً واسعاً لأوكرانيا من الشمال والشرق والجنوب ما يمنح بوتين القدرة للسيطرة على كييف والمدن الأوكرانية الكبرى، وما يسمح له أيضاً بإملاء شروطه، والتي من شأنها تحقيق الهدف الأول، وهو استعادة السيطرة السياسية على القرار الأوكراني.
ومع ذلك فإن هذا الغزو قد يقوض جهوده لتحقيق الهدف الثاني، وهو تفتيت تحالف حلف الناتو، لأن الغزو الشامل لأوكرانيا قد يحشد حلف الناتو للرد عليه، لأن هذا الغزو موجه ضد دول متحالفة مع الحلف، ويسعى الحلف لضمها إليه، كما أن الغزو سينتج عنه مخاطر عالية جداً لا تستطيع روسيا تحمل تكلفتها.
لذلك نتوقع ثلاثة سيناريوهات عسكرية للأزمة الأوكرانية، وهي:
1- نشر روسيا قوات عسكرية بشكل علني في إقليم دونباس، مع عدم الغزو الكامل لأوكرانيا، ومن المحتمل أن يحدث هذا منتصف فبراير/شباط الجاري.
2- شنّ روسيا حملات جوية وصاروخية على جميع أنحاء أوكرانيا، وقد يتزامن معها انتشار عسكري علني في إقليم "دونباس".
3- توغلات برية روسية محدودة شمال وغرب دونباس أو شمالاً في شبه جزيرة القرم، على غرار ما تم في بيلاروسيا.
ووفقاً للسيناريوهات الثلاثة السابقة، وبعد فحص الخيارات الروسية التي يعدها بوتين، فإن احتمال القيام بحملة جوية وصاروخية هو الخيار أكثر توقعاً من الغزو البري لأوكرانيا.
هل يريد بوتين إيصال رسالة تهديد للدول الأوروبية بحلف الناتو؟
تشكل الحملة الجوية والصاروخية الروسية التي من الممكن أن تستهدف أوكرانيا تحدياً كبيراً للولايات المتحدة وحلف الناتو، أكبر من تحدي احتلال معظم الأراضي الأوكرانية، لأنه بمجرد أن تستولي القوات الروسية على العاصمة الأوكرانية والمدن الكبرى، سينخفض نفوذ بوتين الفعال على بعض الدول الأوروبية، وسيفقد بوتين بعض الدعوات الأوروبية التي تدعو للتهدئة، وسيكون الخيار العسكري لدى الغرب الأوروبي هو الخيار الأوحد.
ولذلك فإن الغزو الروسي الجزئي لأوكرانيا هو الخيار الأفضل بالنسبة لروسيا، لأنه يزيد من الضغط على الدول الأوروبية لتلبية بعض مطالب بوتين، ومحاولة ثنيه وتراجعه عن غزو العاصمة كييف والمدن الأوكرانية الكبرى، ما يسمح لبوتين بالمطالبة بتنازلات تتجاوز القضايا الأوكرانية، مثل الالتزامات الشاملة بعدم توسع نفوذ حلف الناتو في شرق أوروبا، ويؤكد ذلك الانتشار العسكري الروسي أيضاً في "بيلاروسيا".
ومع ذلك فإن الحملة الجوية والصاروخية التي من الممكن أن تستهدف أوكرانيا سوف تجعلها دولة مستقلة اسمياً، لكنها بحكومة وشعب محاصرين وخائفين، وتسمح لبوتين بإطالة أمد الأزمة، ويمكنه من خلال ذلك مواصلةُ جهوده لتعظيم حالة التوتر والاحتكاك بين أوكرانيا والولايات المتحدة وحلفاء أمريكا الأوروبيين، خاصة "الألمان" نظراً لضعفهم الشديد أمام الضغط الروسي بقطع إمدادات الطاقة عنها.
بالإضافة لذلك ستشكل الحملة الجوية والصاروخية ضد أوكرانيا تكلفة ومخاطر أقل بالنسبة لروسيا مقارنة بالغزو البري. لذلك فإن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يعطون الأولوية للتهدئة، بالإضافة إلى جهودهما الأخرى لردع وتهيئة الظروف للرد على التهديدات الروسية.
أهداف الحملة العسكرية الروسية ضد أوكرانيا
– توسيع الخلاف في التحالف الغربي "حلف الناتو".
– زيادة الضغط على الغرب، لتقديم تنازلات أكبر فيما يتعلق بتوسع نفوذ حلف الناتو.
– إجبار أوكرانيا على تقديم المزيد من التنازلات للمطالب الروسية بشأن إقليم "دونباس".
– إجبار أوكرانيا على قبول نسخة جديدة من اتفاقيات مينسك أو اتفاقية مختلفة تقوض السيادة الأوكرانية.
– إجبار أوكرانيا على تعديل دستورها لاستبعاد عضوية حلف الناتو.
– صناعة أزمة حكم واستقرار في أوكرانيا من خلال فرض تنازلات تثير حفيظة الوطنيين الأوكرانيين.
– شل الاقتصاد الأوكراني وإهانة الجيش الأوكراني لوضع المزيد من الشروط والمطالب الخاصة بالأنشطة العسكرية الروسية.
ومن المرجح أن تحقق الحملات الجوية والصاروخية الروسية هذه الأهداف أكثر من تحريك القوات الروسية البرية علانية إلى إقليم "دونباس"، كما أنها ستكون بتكلفة مقبولة لإدارة بوتين.
هل تفطن الولايات المتحدة لخطة بوتين لإطالة أمد الأزمة الأوكرانية؟
إذا تمكَّن الكرملين من إطالة أمد الأزمة الأوكرانية وفقاً لشروطه، فيمكنه رفع التكاليف على الولايات المتحدة وحلف الناتو، لذلك تفطن الولايات المتحدة ودول حلف الناتو لإعطاء الأولوية لمنع بوتين من إطالة أمد الأزمة، عن طريق زيادة المخاطر التي قد تتعرض لها قواته بسرعة، وضرب الاقتصاد الروسي بمجرد أن يبدأ الصراع. وذلك إما عن طريق تحريك القوات بشكل علني إلى دونباس المحتلة، أو بمهاجمة أوكرانيا جوياً وصاروخياً.
كما يمكن للولايات المتحدة وحلف الناتو ردع أو تعطيل الهجوم الجوي والصاروخي من خلال نشر واستخدام أنظمة الدفاع الجوي والصاروخية الأرضية والبحرية والمقاتلات الشبحية لإسقاط الطائرات الروسية التي تهاجم أهدافاً في أوكرانيا، وسيكون الغرض من هذه العمليات العسكرية الغربية هو فرض تكاليف عالية على روسيا، لإقناع بوتين بتجنب أو إنهاء العملية العسكرية، لذلك فإن الإعلان عن الحشد الغربي لقوات ومعدات عسكرية هائلة في دول شرق أوروبا ما هو إلا رسالة تهديد واضحة لروسيا، بأن تكلفة حملته العسكرية على أوكرانيا ستواجه بقوة تسليحية كبيرة، وأن فاتورة حملته ستكون باهظة جداً.
هل الأزمة الأوكرانية تهدد العلاقات الأمريكية- الأوروبية؟
من الممكن أن تؤدي عمليات التوغل الروسية المعلنة في إقليم دونباس بالتزامن مع أو بدون حملة جوية روسية في أوكرانيا إلى إطلاق مجموعة من الإجراءات العقابية الأمريكية والأوروبية على روسيا، لذلك ترى الولايات المتحدة وحلفاؤها تحديد عتبة عمليات الانتشار الروسية السرية المستمرة في دونباس، لكي يتم الرد عليها عسكرياً.
لكن مسار التصعيد الروسي بما في ذلك الحملة الجوية والصاروخية المتوقعة يفرض ضغوطاً كبيرة على علاقة الولايات المتحدة بشركائها الأوروبيين المترددين، وخاصة ألمانيا التي تعتمد على الطاقة الروسية بشكل كبير جداً، خصوصاً بعد إعلان الأمين العام لحلف الناتو أن ألمانيا طلبت سحب ترسانة صواريخ الحلف النووية من أراضيها.
وتشير الردود الأوروبية على محاولات الولايات المتحدة لحشد التحالف لردع بوتين بأن هجوماً روسياً محدوداً على أوكرانيا من المرجح أن يضعف ويشتت حلف الناتو أكثر من الغزو العسكري الكامل لمعظم أوكرانيا، لأن الغزو الروسي الكامل واحتلال أوكرانيا بما في ذلك كييف أو غيرها من المدن الأوكرانية الكبرى، يؤدي إلى انهيار عامل اتخاذ القرار في الغرب، وهو المسار الأكثر احتمالية للخطة الروسية لإثارة مجموعة قوية من ردود الفعل للدول الأوروبية تجاه الولايات المتحدة.
ومع ذلك فإن العدوان العسكري الروسي الذي لم يرقَ إلى عملية غزو شاملة، وكذلك الحملات الجوية المكثفة، يمنح بوتين فرصة امتلاك المبادرة ويصنع حالة من عدم توقع الطريقة التي سيحل بها بوتين الأزمة في نهاية الأمر، فلقد استخدم بوتين هذا النهج في سوريا وأماكن أخرى، لأنه يفتح المجال لكثير من الجدل والاختلاف حول ردود الفعل بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين وأوكرانيا.
ورغم ذلك تفطن الولايات المتحدة وشركاؤها الآخرون في الناتو للخطة الروسية التي تسعى لضرب العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا، وكذلك بين حلف الناتو وألمانيا، لأن السماح لبوتين بفرض تنازلات كبيرة على أوكرانيا أو الغرب من خلال عدوان محدود يشكل خطراً أكبر على تماسك حلف الناتو ومصداقيته وحتى بقائه، أكثر من استعداء ألمانيا من خلال فرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا، والتي تؤذي ألمانيا اقتصادياً بسبب ردود الفعل الروسية بقطع إمدادات الاطاقة.
لكن السؤال الذي ننتظر إجابته هو: هل من الممكن أن تتضخم الأزمة الأوكرانية لتصل لصراع قطبي جديد بعد تدخل الصين على خط الأزمة، أم أن الأزمة الأوكرانية ستكون بداية لحرب باردة جديدة بين الولايات المتحدة وحلف الناتو من جهة وبين روسيا والصين من جهة أخرى؟
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.