متى تسمح لطفلك بأن يحمل أول هاتف ذكي في حياته؟

عربي بوست
تم النشر: 2022/02/02 الساعة 10:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/02/02 الساعة 10:45 بتوقيت غرينتش
متى يمكنك أن تقتني هاتفاً ذكياً لطفلك لأول مرة في حياته؟/ Istock (صورة تعبيرية)

عندما يصبح الهاتف الذكي وسيلة ضرورية وأداة أساسية في العصر الحالي فليس من السهل معرفة متى وكيف تسمح للأطفال بالبدء في استخدام واحد منها، حيث تتفق معظم الدراسات على أن استخدام الأطفال للهواتف الذكية بشكل مبكر جداً أمر غير صحي وقد يؤثر عليهم مستقبلاً.

ومع ذلك طال الزمن أو قصُر فإن مسألة امتلاك الطفل هاتفه الخاص أمر لا بد منه، ولابد أن يأتي اليوم الذي يطالبك بشرائه له أو حتى تقرر أنت أن تهديه هاتفاً ذكياً نتيجة لتفوقه الدراسي أو انتقاله لمرحلة دراسية أعلى، ولكن السؤال المهم هو في أي عمر يجب أن يحصل طفلك على هاتف ذكي خاص به؟

غالباً لا يوجد عمر محدد يتفق عليه الآباء عندما يتعلق الأمر بإعطاء الطفل أول هاتف ذكي. كما لا توجد الكثير من المعلومات الواضحة من صانعي الهواتف حول العمر المناسب لاستخدام الطفل للهاتف الذكي، ومع ذلك يوجد الكثير من الدراسات والآراء والرؤى من قادة التكنولوجيا والمعلمين والمكاتب الحكومية وغير ذلك الكثير.

على سبيل المثال ذكر بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت أنه لم يُسمح لأي من أطفاله باستخدام هاتف ذكي حتى بلوغه سن 14 عاماً، وهي مرحلة قد يختلف أو يتفق عليها الآباء، حيث قد يجدها البعض متأخرة بينما قد يوافق عليها البعض الآخر.

في أي عمر يجب أن تمنح طفلك أول هاتف ذكي؟

الكثير من الدراسات ذكرت أن المرحلة ما بين 10 إلى 12 هو الوقت المناسب لمنح الأطفال هواتفهم الذكية، حيث يعتبر هذا الإطار الزمني منطقياً لأنه بين تلك السنوات ينتقل معظم الأطفال من المدرسة الابتدائية إلى المدرسة الإعدادية ويبدأون في تكوين بعض الاستقلالية لشخصياتهم مع اعتمادهم على الوالدين بالطبع في مناحي الحياة الأخرى.

حيث وجدت دراسة أجرتها شركة Common Sense Media في 2019 أن حوالي 69% من الأطفال بعمر 12 عاماً يمتلكون هاتفاً ذكياً بينما يمتلك حوالي 36% من الأطفال في سن العاشرة هواتف ذكية، وهي أرقام بالطبع شهدت ارتفاعاً في الوقت الحالي نظراً لتأثيرات الإغلاق المرتبط بفيروس كورونا على الحياة الاجتماعية والتعليم وغير ذلك.

ووجدت دراسة حديثة أجرتها شركة Statista للأبحاث أنه حتى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً بعامٍ أو اثنين يمتلكون هاتفاً ذكياً خاصاً بهم، وبالتالي نجد أن العمر المناسب الذي يجب أن يمتلك فيه الطفل هاتفه الذكي غالباً ما يقع بين عمر 10 و14 عاماً.

يحتاج الأطفال إلى الهواتف الذكية في حياتهم لكن من المهم اختيار الوقت المناسب لشرائه لهم/ Istock

لماذا يحتاج الطفل إلى هاتف ذكي؟

قرار امتلاك الطفل لهاتف ذكي يرجع غالباً إلى احتياجاته في هذه المرحلة العمرية، وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال بحاجة إلى هاتف ذكي على الرغم من أن الحاجة تتغير مع تقدم العمر بما في ذلك:

– التواصل إذا حدث أمر ما وهو في المدرسة أو في الرحلة الدراسية أو التواصل مع الأصدقاء المقربين وأفراد العائلة.

– الوصول إلى مجموعات الفصول الدراسية عبر الإنترنت أو البحث أو استخدام التطبيقات التعليمية المعتمدة من المدرسة.

– لتعليمهم أهمية المسؤولية وامتلاك شيء خاص بهم والمساعدة في بناء الثقة.

– من أجل الترفيه وكسر الروتين اليومي.

حيث تعتبر هذه بعض الأسباب المنطقية لامتلاك الطفل لهاتف ذكي. ومع ذلك فإن استخدام الهاتف بطريقة مفيدة ومسؤولة أمر يجب أن يكون في قمة الأولويات بالنسبة للطفل وبإشراف شخصي ومباشر من الوالدين.

ومن أهم الأشياء التي يجب لأي والد أن يفعلها مع طفله هو التحدث بصراحة عن أن امتلاكه للهاتف يأتي مع مسؤولية يجب عليه أن يحافظ عليها، مثل إغلاقه في أوقات الوجبات والدروس وعند زيارة الأصدقاء والعائلة، وعن لماذا قمت بشراء الهاتف له وكيف تتوقع منه استخدامه والمسؤولية التي تأتي معه.

حيث يمكن لمثل هذه النقاشات أن تقدم له أسباباً قوية لتعزيز عاداته الرقمية الصحية ما ينعكس إيجابياً على سلوكه اليومي، ومع ذلك يجب أن يحرص الوالدان على اصطحاب الطفل للخارج مثل القيام بالرحلات البرية أو المتاحف ليعرف أكثر بدلاً من الاعتماد بشكل كُلي على المعرفة عبر الإنترنت مستخدماً هاتفه الذكي.

أشياء يجب مراعاتها قبل شراء هاتف ذكي لطفلك

قبل اتخاذ قرار شراء هاتف ذكي لطفلك هناك بعض الأشياء المهمة التي يجب مراعاتها، منها:

تكلفة الجهاز: وهو أمر ضروري حيث إن هناك احتمالاً أكبر لتلف الهاتف أو سرقته، ومن ثم فإن التفكير في شراء هاتف ذكي مستعمل يعتبر أفضل قرار خاصة إذا كان هذا هاتفه الأول ما يقلل من الخسارة المالية في حالة حدوث شيء ما.

التحكم في أمر المشتريات: بالتأكيد القيمة الترفيهية التي يضفيها الهاتف الذكي أمر مثير للطفل، ومع أن معظم التطبيقات الترفيهية الآن مجانية فإنها غالباً تتطلب الدفع لشراء أدوات معينة للاستمرار خاصة في تطبيقات الألعاب، وبالتالي يجب تفعيل ميزات التحكم في المشتريات بشكل يدوي حتى لا تتفاجأ بفاتورة ضخمة بنهاية الشهر.

الحماية عبر الإنترنت: كوالد عليك التأكد من تفعيل عوامل تصفية المحتوى المناسبة لطفلك أو على الأقل محاولة الإشراف على ما يفعلونه على هواتفهم الذكية. وهذا الأمر ليس سهلاً وأحياناً يكون مهمة غير مرغوب فيها، ولكن هناك بلا شك محتوى لا تريد أن يتفاعل معه طفلك.

الإشراف على أداء الواجبات المنزلية: يمكن لطفلك استخدام أجهزته لأداء واجباته المدرسية. وهو أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الآباء لشراء هاتف ذكي منفصل لأطفالهم. ومع ذلك لكي تكون الواجبات المنزلية وأنواع التعلم الأخرى مفيدة تماماً من المهم التأكد من أنهم لا يقومون فقط بنسخ الإجابات حرفياً لأن هذا يقلل بشكل كبير من الاحتفاظ بالمعلومات واسترجاعها.

وأخيراً بصفتك أحد الوالدين فأنت بالتأكيد في أفضل وضع للحكم عندما يحتاج طفلك إلى هاتف ذكي، حيث يتفاعل جميع الأطفال بشكل مختلف مع الحرية والإثارة التي يجلبها لهم الهاتف الذكي لذلك لا يوجد شخص أفضل منك لاتخاذ هذا القرار بغض النظر عن عمرهم.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: [email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مدثر النور أحمد
كاتب سوادني
مدثر النور أحمد هو كاتب سوداني مهتم بالرياضة والتكنولوجيا والخصوصية على الإنترنت. لديه حُب وعِشق مختلفان للرياضة وخاصة كرة القدم.
تحميل المزيد