ضجّت الصحف والمواقع الرياضية بخبر استدعاء مدرب المنتخب الإيطالي روبرتو مانشيني لاعب أضنه ديمرسبور التركي ماريو بالوتيلي، أو "سوبر ماريو" كما تحلو مناداته، لمعسكر تدريبي خاص قبل مواجهة الأزوري القادمة في تصفيات كأس العالم 2022 ضد مقدونيا في مارس/آذار، وذلك بعد غياب أربع سنوات كاملة.
برر المدرب استدعاء اللاعب المثير للجدل والذي اصطدم به سابقاً عندما كان مدرباً لمانشستر سيتي الإنجليزي بأنه يريد مراقبته عن كثب بعد تألقه رفقة فريقه التركي وبعد إصابة المهاجم إندريا بيلوني والمستوى غير الجيد للمهاجم الآخر شيرو إيموبيلي، ويعتبر هذا الاستدعاء فرصة ذهبية للاعب صاحب العقلية المثيرة للجدل للتواجد في كأس العالم القادم إذا استغلها بشكل جيد.
سوبر ماريو المثير للجدل لم يجلس عاطلاً
مسيرة اللاعب بالوتيلي مع المنتخب على الرغم من كونها قصيرة نسبياً، 36 مباراة و14 هدفاً، بناءً على موهبته الكبيرة، فإنه شهد لحظات حاسمة ولقطات مثيرة بالإضافة إلى الأندية العديدة التي لعب لها، وكان آخر ظهور له مع المنتخب أمام المنتخب البولندي في دوري الأمم الأوروبية عام 2018 والذي شهد تعادل المنتخبين بهدف لكل منهما.
وكانت تلك المباراة، التي لعب فيها لمدة 62 دقيقة، واحدة من ثلاث مباريات فقط لعب فيها مهاجم مانشستر سيتي وإنتر ميلان السابق في منتخب بلاده منذ كأس العالم 2014، وفي ذلك الوقت كان بالوتيلي يلعب مع نادي نيس الفرنسي.
حيث سجل 43 هدفاً في 76 مباراة خلال الفترة التي قضاها في الريفيرا الفرنسية، والتي بدأت بعودة صاخبة إلى مستواه التهديفي في موسمه الأول والثاني بعد الانضمام إليه في عام 2016.
ومع ذلك سرعان ما بدأت الأمور في الانهيار، حيث بدأ بالوتيلي موسمه الثالث في الفريق بطريقة مثيرة للجدل عندما تأخر اللاعب عن الانضمام إلى تحضيرات الفريق قبل بداية الموسم بأسبوعين كاملين، ما دفع بالمدرب باتريك فييرا إلى مطالبة النادي بالسماح للاعب بالمغادرة.
ومع ذلك استمر اللاعب في النادي حيث لعب 10 مباريات فقط في النصف الأول من موسم 2018-2019 دون تسجيل أي هدف، إذ ظهر اللاعب خلال هذا الوقت بتسريحة شعر لفتت أنظار الجميع، ومع قدوم شهر يناير تمرد اللاعب بشكل علني بعد أن غاب عن خمس مباريات متتالية.
وبمجرد انتهاء عقده مع الفريق انضم بالوتيلي مباشرة إلى منافس فريق نيس المحلي نادي مرسيليا في صفقة قصيرة الأجل حتى نهاية الموسم. واستعاد اللاعب مستواه بشكل سريع حيث سجل ثمانية أهداف في 15 مباراة بالدوري!
وكانت أبرز أهدافه مع فريق نيس ضد فريق سانت إتيان في مارس 2019 عندما سدد كرة هوائية بهلوانية رائعة سكنت الشباك، ولكن كعادته جذب طريقته في الاحتفال الأنظار بشدة بعد أن قام ببث احتفاله مع زملائه مباشرة عبر إنستغرام باستخدام هاتفه الشخصي بعد أن سلمه لأحد الصحفيين المتواجدين حول الملعب قبل المباراة.
وعلى الرغم من عودته إلى مستواه تخلى عنه فريق مارسيليا في يوليو 2019 بعد أن فشل في التأهل لدوري أبطال أوروبا، ومباشرة عاد إلى إيطاليا حيث وقع عقداً مع نادي مسقط رأسه بريشيا الإيطالي في أغسطس 2019.
وتمكن من تسجيل خمسة أهداف في 19 مباراة رفقة الفريق، لكنه لم يتمكن من منعهم من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية مع نهاية موسم 2019-20. وقد كانت إحدى أبرز لحظاته مع الفريق عندما دخل إلى أرض الملعب قبل مواجهة فريق نابولي حاملاً طفلته التي كانت مرتدية لبس الفريق الخصم بشكل كامل لأنها بحسب تبريره اعتبرها تعويذة ضد الخصم.
ما تلا ذلك كان انتقالاً إلى فريق مونزا الذي كان مملوكاً لرئيس ميلان السابق سيلفيو برلسكوني ويديره المدير التنفيذي السابق لميلان أدريانو جالياني. ولكن أفسدت الإصابات المتكررة انطلاقته مع الفريق، حيث سجل ستة أهداف في 14 مباراة دون أن يكمل 90 دقيقة كاملة قبل أن يقرر النادي إطلاق سراحه في الصيف.
ولم ينتظر بالوتيلي طويلاً للعثور على فريق آخر، حيث انضم إلى نادي أضنه دميرسبور التركي الذي تأهل حديثاً لدوري الدرجة الممتازة في شهر يوليو من عام 2021 بعقد لمدة ثلاث سنوات، إذ كشف النادي عن صفقة الانتقال بفيديو مثير لأبرز اللحظات في مسيرته المهنية.
وقد رد بالوتيلي منذ ذلك الحين على إيمان النادي به، وسجل ثمانية أهداف في 21 مباراة بما في ذلك التعادل 3-3 مع بشكتاش بطل الدوري الممتاز. ورد على أنباء استدعائه للمنتخب بأفضل طريقة ممكنة بعد المساهمة في فوز فريقه الكاسح على فريق فاتح قرا جمرك 5-0.
إذ تمكن اللاعب من إحراز الهدف الرابع وتمريرة حاسمة على الرغم من مشاركته في الدقائق الثماني الأخيرة فقط من المباراة، ويحتل فريقه الآن المركز الرابع في الدوري بينما يتأخر هو عن متصدر الهدافين بأربعة أهداف فقط.
هل نرى ماريو بالوتيلي في كأس العالم قطر 2022؟
بلا شك فإن مسيرة اللاعب ماريو بالوتيلي الذي يُجمع عليه بأنه يمتلك الموهبة قد اتخذ مساراً غير مألوف، حيث يتهم البعض عقليته الطفولية وعدم تعامله مع الضغوط بالطريقة المناسبة في استقراره مع معظم الأندية التي لعب لها، لكنه عاد في النهاية إلى اللعب الدولي وكعادته احتفل بهذه العودة بطريقته الخاصة والفريدة بنشر صورته الشهيرة وهو يحتفل بهدفه الثاني في فوز إيطاليا على منتخب ألمانيا في نصف نهائي يورو 2012.
وبالطبع يعتبر هذا الاستدعاء من مدربه السابق اعترافاً بمجهوده رفقة فريقه التركي، وقد بدا سعيداً للغاية في المعسكر التحضيري القصير للمنتخب، وفي حالة مساهمته في تجاوز منتخب إيطاليا لعقبة المنتخب المقدوني ومن ثم المنتخب البرتغالي في الجولة الفاصلة، فإن رؤيته في كأس العالم القادمة أمر رائع للاعب يرى الكل أن خزانته كان يجب أن تمتلئ بالعديد من البطولات والميداليات عوضاً عن متابعة أخباره المثيرة والغريبة خارج الملعب وداخله.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.