بين “شكون إحنا” و”لم نأتِ للفوز باللقب”.. لهذا غادرت الجزائر أمم إفريقيا وبقيت مصر

عدد القراءات
2,755
عربي بوست
تم النشر: 2022/01/21 الساعة 10:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/01/21 الساعة 10:09 بتوقيت غرينتش
منتخب الجزائر ودع كأس إفريقيا مبكراً (رويترز)

سؤال يطرحه كل عربي ساند بقلبه منتخب الجزائر "الذي لطالما مثل العرب ورفع رؤوسهم في كل المحافل الدولية".. سؤال قد تكون الإجابة عنه هي بداية إنقاذ الجيل التاريخي للخضر، فالسؤال هو: هل ما قدمه الفريق يليق بقيمة بطل أمم إفريقيا وبطل العرب؟ هل ما قدمته كتيبة المحترفين والأسماء الأكبر داخل القارة يكافئ قوة أسمائهم؟

فإذا كانت الإجابة لا "بالطبع"، حينها يجب علينا أن نرسل هذا المقال لجمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر ووزير الرياضة الجزائري وكل المسؤولين، فطريقة التعامل الحالية مع الفريق الجزائري لا تقل عن كونها كارثة ستؤدي لكارثة قد تسقط فريقاً ما زال في بداية صناعة تاريخه وقبل خطوات من أول كأس عالم للجزائر بأسماء أقوى بكثير من النسخ السابقة.

فازت الجزائر بالبطولة قبل بدايتها فخسرتها في بدايتها!

إذا ألقينا نظرة على ما قدمته الجزائر في كأس أمم إفريقيا 2017 والمنتخب الذي اشتهر باسم "شكون إحنا" سنجد خروجاً من الدور الأول، خروجاً ألقى بمنتخب الجزائر أسفل سافلين بعد توقعات تشبه كثيراً ما عشناه قبل هذه البطولة "فوزٌ قبل البدء" وستجد دائماً عاملاً مشتركاً يجمع بين كل خسارات الجزائر في تاريخها الحديث هو "شكون إحنا"، بينما دائماً وأقربها كأس 2019 عندما تخلى الجميع عن ترشيح الجزائر أظهرت الوجه الذي كان بمثابة كابوس لأي فريق داخل القارة بل حتى خارجها.

ولكن عندما يتحول هذا الأمر لما نراه الآن من تعامل بلماضي وكثرة من المشجعين مع منتخبهم بتلك النبرة المشجعة بعد ما رأيناه من تخاذل وتعالٍ واضح في الملعب سيجعلنا في انتظار إما خروج من تصفيات كأس العالم أو تأهلٍ ثم فضيحة لم يعتَد عليها الخضر في مشاركاتهم في المونديال.

لا يوجد فريق فوق النقد في العالم، فلا بد لبلماضي أن يظهر العين الحمراء وأن نرى نسخة 2019 التي كانت لا تفرق في النقد بين رياض محرز القادم من السيتي أو أي لاعب قادم من الدوري المحلي. فحينما يبدأ منتخب الجزائر في إعادة الحسابات وتبدأ الجماهير في الغضب ستبدأ العودة الحقيقية.

بين الجزائر ومصر

فإذا تحدثنا عن منتخب الجزائر وزيادة الثقة فنتحدث عن منتخب مصر وقتل الثقة في ميدان عام رمياً بالرصاص على يد كارلوس كيروش المدير الفني، ما فعله قبل بداية البطولة كان كرمي حافلة المنتخب الوطني من فوق جبل "كميرون" في الكاميرون في الطريق إلى المعسكر، فما الذي قد تفعله لتسقط طموحات فريق أكبر من أن يصرح مدربه أن الفوز بالبطولة ليس ما جاءوا لأجله. حينها فالنتيجة الطبيعية المنطقية هي ما رأيناه في مباراة نيجيريا بغض النظر عن أي أخطاء تيكتيكية؛ فتغيير مراكز اللاعبين لن تصنع لك "زومبي" في الملعب ولكن انعدام الثقة قد يجعل أفضل لاعب كلاعب هاوٍ.

ولكن على عكس ما رأيناه في الجزائر، بتتالي المباريات بدأت الأمور بالتحسن ولكن بالتصوير البطيء، فبعد الفوز على غينيا بيساو وإحراز أول أهداف البطولة استطعنا رؤية لمحات عن كرة القدم التي نعرفها، ومما ساعد مصر أيضاً هو تدرج المباريات من الأصعب للأسهل فبدأ بنيجيريا الخصم الأصعب وانتهى الأمر بمنتخب السودان الذي ما زال في بداية صناعة جيل جديد، ولكن هل النسخة الأخيرة للتطور والتي رأيناها أمام السودان تكفي كيروش ولاعبيه أمام كوت ديفوار للصعود أمام خصمٍ أثار رعب القارة بعد فوزه على الجزائر بتلك السهولة؟

محمد عبدالمعنم سجل هدف فوز مصر على السودان في أمم إفريقيا (رويترز)
فوز مصر على السودان في أمم إفريقيا (رويترز)

منطقياً وعقلياً فهذا ضرب من ضروب الخيال، بل أكثر المتفائلين في الجمهور المصري لن يجرؤ على توقع فوز مصر وسيكتفي بـ"ربنا يسهل".

ولكن إذا كنت ممن تابعوا بطولة أمم إفريقيا غانا 2008 فستتذكر وإن لم تكن تذكر فدعني أذكرك بمنتخب ساحل العاج الذي كان يضم فريقاً من أقوى ما رأت القارة في تاريخها وبقيادة ديديه دروغبا في أوج قدراته ومجده، وفي دور ربع النهائي أسقط غينيا بخماسية نظيفة في احتفالٍ شهير وأيقوني متفاخر لدروغبا حينها رغم البداية التي بدأ بها المنتخب المصري والتي كانت أكبر من التوقعات، لكن ما زالت الأمور ليس في أفضل أحوالها لتصنع منك فائزاً على حساب منتخب في جاهزية المنتخب الكوت ديفواري.

ولكن "المصري يحب التحدي" وفاجأ المنتخب المصري الجميع وفاز بكل سهولة برباعية وبأداء كان أشبه بانفجار للمصريين وانفجار لقدراتهم.

قد تقول لا مقارنة بين هذا الجيل وذاك، ولكن هذا الجيل كان حينها أيضاً لم يصنع اسمه بعد ولكنه صنع اسمه بمثل تلك الانتصارات، والأسطورة المصرية تقول "لا تأمن لمصر عندما لا تكون في الترشيحات".

لم يكُن دور المجموعات مقياساً

لم يكن الأداء في دور المجموعات مقياساً لقوة الفريق في البطولات الكبرى، خصوصاً في المنتخبات التي تبدأ في اكتساب التجانس مباراة بعد مباراة والعودة للمستوى تدريجياً.

في جنوب إفريقيا عام 2010 استطاع منتخب سويسرا الفوز على المنتخب الإسباني بنتيجة 1-0 ليبدأ المنتخب الإسباني البطولة في واحدة من أسوأ بداياته في كأس العالم في التاريخ ثم بعدها فوز متواضع على الهندوراس وفوز بفارق هدف أمام تشيلي ثم بدأت إسبانيا البطولة منذ الأدوار الإقصائية وحينها ظهر الوجه الحقيقي الذي استطاع حصد اللقب في هذا العام.

وفي عام 2006 سقطت إيطاليا في فخ التعادل أمام المنتخب الأمريكي وواجهت خطر الخروج من دور المجموعات قبل مباراة التشيك والتي استعادت فيها بعض البريق ومن ثم بدأت رحلتها للفوز باللقب.

في يورو 2016، المثال الأقرب للأذهان هو منتخب البرتغال في مجموعة بلغاريا وأيسلاند والنمسا، من يتخيل صعوده بثلاث نقاط بثلاثة تعادلات؟ ويصعد كأفضل ثوالث! بالطبع كانت شهادة وفاة مبكرة لطموحات الجماهير في لشبونة وليس هذا فقط، بل مباراة متواضعة جداً في الدور الـ16 أمام كرواتيا ثم هدف في الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي الثاني يحسم الصعود للدور ربع النهائي، ولأن كرة القدم تعترف بالخواتيم فازت البرتغال باللقب.

لذلك وخلاصة الأمر أن دور المجموعات قد يكون التحذير المبكر قبل غرق السفينة وصعودك رغم سوء الأداء هو طوق النجاة الأخير، فإما أن نرى نسخة كيروش مدرب ريال مدريد ومساعد السير أليكس فيرجسون وإما بداية نهاية لضحية جديدة لاتحاد الكرة المصري ومذبحة المدربين.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

معاذ رمزي
كاتب محتوى رياضي
طالب مصري أدرس في كلية إدارة الأعمال - جامعة سلجوق- تركيا. معد برامج رياضية، وأكتب مقالات عن كرة القدم، ومهتم بالكتابة في الشأن الرياضي منذ 2017
تحميل المزيد