كالعادة، وكما عودتنا رابطة الدوري الإنجليزي، فإن بطولة (البريميرليغ) أو الدوري الممتاز لكرة القدم أمر شبه مقدس بالنسبة لهم ومسألة إيقافها لن تكون بالأمر السهل طالما كان الأمر في أيديهم، وهذا ما حصل بعدما اتفقت جميع الأندية على استمرارية مباريات البطولة في الفترة القادمة.
وقد أشار العديد من التقارير سابقاً إلى احتمالية تأجيل الجولات الثلاث المقبلة، والتي ستقام في فترة أعياد الميلاد أو ما يسمى (البوكسينغ داي) Boxing Day بعد تفشي فيروس كورونا وسط لاعبي الأندية وتأجيل العديد من المباريات في الجولتين الأخيرتين بالفعل.
ولكن قبل الدخول إلى جولات مباريات فترة أعياد الميلاد المكثفة، فإن الكثير مما جرى على مدار الجولة الـ18 السابقة من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز يستحق الوقوف عنده، وهذه أبرز الأحداث:
تقنية الـVAR.. لأن كل ما يتعلق بالإنجليز مختلف
أتت تقنية حكم الفيديو المساعد VAR من أجل تحقيق العدالة والإنصاف في ملاعب كرة القدم، وهو تطور طبيعي، لأن وجود التقنية أصبح شائعاً في معظم مناحي الحياة وكرة القدم ليست استثناءً، ولكن لأن إنجلترا هي مهد كرة القدم الحديثة فإن الإنجليز مصرون على تطبيق المقولة الشهيرة (خالف تُذكر) وكان تقبلهم لهذه التقنية بطيئاً نوعاً ما بعكس الدوريات الأربعة الكبرى الأخرى.
وحتى بعد إدخال هذه التقنية، مَن يشاهد مباريات الدوري لأول مرة سيجزم بأن التقنية لم تصل إلى إنجلترا حتى الآن، حيث يتفنن حكام الدوري في تطبيق قواعد الرجوع إلى حكم الفيديو المساعد بطريقتهم الخاصة الفريدة والتي تكون أقرب إلى المزاجية.
وتجلّى ذلك في مباراة القمة بين توتنهام وليفربول في الجولة الماضية- الجولة 18- حيث كان الحكم بول تيرني وتقنية حكم الفيديو المساعد مسيطرين على أحداث المباراة تماماً؛ حيث أشهر الحكم عشر بطاقات منها واحدة حمراء، جعلت يورغن كلوب يصب جامّ غضبه على الحكم في المؤتمر الصحفي ما بعد المباراة.
وفي الجولة نفسها، حُرم نيوكاسل يونايتد مما يعتقد أنها ركلة جزاء عندما بدا أن حارس مرمى مانشستر سيتي إيدرسون اعتدى على المهاجم ريان فريزر، وهو قرار وصفه المحلل آلان شيرر بأنه "مثير للاشمئزاز"، وهذا يقودنا إلى القول إنه يجب على المسؤولين التوقف قليلاً لمراجعة استخدام حكام المباريات لهذه التقنية لتحقيق العدالة للجميع.
هل عاد أرسنال للطريق مرة أخرى؟
تصدرت أخبار اللاعب الجابوني (بيير إيميريك أوباميانج) نجم فريق أرسنال عناوين الصحف بشدة بعد استبعاده لثلاث جولات متتالية بعدما فقد المدرب صبره مع مشاكل اللاعب وسلوكه غير الاحترافي والذي يبدو أنه مدمن عليه أو يقوم به في كل مرة يريد الانتقال من فريقه.
وبعيداً عن مشاكل نجم الفريق السلوكية، فإن المدرب أرتيتا يعيش أياماً رائعة بعد تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية على كل من فرق ساوثهامبتون ووست هام يونايتد وليدز يونايتد، مما وضع الفريق في المركز الرابع بنهاية الجولة 18.
بالإضافة إلى ذلك يبدو أن استبعاد اللاعب الجابوني قرار قد لا يندم عليه إطلاقاً مع المستوى الرائع الذي يظهره المهاجم البرازيلي الشاب جابرييل مارتينيلي الذي مدد عقده مع الفريق في شهر يوليو الماضي مع إيمان الجميع بأنه مستقبل الفريق.
حيث يقدم الموهوب البرازيلي حتى الآن والبالغ من العمر 20 عاماً مستويات رائعة توّجها بهدفين في الجولة الماضية على ملعب ليدز يونايتد، بالإضافة إلى هدفه ضد وست هام في الجولة قبل الماضية، ويبدو أن اللاعب مستعد للتوهج أكثر وأخذ مركز أساسي في الفريق.
معاناة تشيلسي خارج الملعب وداخله قد تخرجه من السباق
خسر فريق تشيلسي أربع نقاط كاملة بعد تعادله في جولتين متتاليتين؛ حيث تراجع بفارق ست نقاط عن المتصدر فريق مانشستر سيتي بعد فوزين في آخر ست مباريات، وهذا الوضع يمكن أن يعرضه بشدة لخطر الانسحاب من سباق اللقب.
وما زاد الأمر سوءاً مسألة فيروس كورونا الذي تفشي وسط عناصر الفريق والذي وصل إلى سبع حالات موجبة، ومع ذلك تم رفض الطلب الذي قدمه الفريق من قِبل رابطة الدوري الإنجليزي لتأجيل مباراتهم ضد وولفر هامبتون في الجولة 18.
ولكن بعيداً عن تفشي فيروس كورونا وسط الفريق، يبدو أن الفريق قد فشل في التعامل مع حالات الإصابات التي ضربت بعض العناصر الهامة، ويبدو أن المدرب سيعاني كثيراً في الحصول على الأداء الأقصى من لاعبيه مع استمرارهم في المنافسة على خمس جبهات مختلفة بسبب مشاركتهم في كأس العالم للأندية في فبراير/شباط القادم.
ويبدو الأمر كما لو أن القدر يتآمر لتقويض محاولة تشيلسي للحصول على اللقب، لكن المدرب أيضاً يقع عليه اللوم حيث لم يتمكن من تدارك الأمر منذ البداية مثلما فعل مدربا مانشستر سيتي وليفربول اللذان كانا على استعداد لترقية اللاعبين من أكاديمية النادي سواء لتجهيزهم بجلوسهم في مقاعد البدلاء أو حتى البدء بهم كأساسيين في المباريات.
لكن المدرب توماس توخيل كان متردداً في القيام بذلك على الرغم من أن النادي يفتخر دائماً بقوة العناصر في أكاديميته، فرغم أن تشيلسي لا يزال يمثل قوة هائلة في الدوري الإنجليزي وفي أوروبا فإن الفريق ليس الأفضل في التعامل مع أي صعوبات غير متوقعة قد تنشأ.
نيوكاسل يونايتد.. الطريق لا يزال طويلاً
بعد تمكن صندوق الاستثمارات السعودي من السيطرة على حصة الأغلبية في النادي الإنجليزي العريق تقول المؤشرات إن الفريق لا يزال أمامه طريق طويلة وشاقة للتواجد في المراكز الأربعة بشكل دائم أو المنافسة على اللقب بشكل شبه دائم.
حيث سلطت الهزيمة القاسية للفريق أمام مانشستر سيتي الضوء على المشكلات الرئيسية التي يجب على المدرب إيدي هاو حلها سريعاً إذا كان يريد التواجد في الدوري الممتاز في الموسم القادم قبل انتظار الدعم في فترة الانتقالات الصيفية أو الشتوية القادمة.
وعلى رأس هذه المشكلات مشكلة الدفاع الذي يبدو سهل الاختراق للغاية بغض النظر عن المنافس؛ حيث منح هدف التقدم للفريق السماوي بعد خمس دقائق فقط من صافرة البداية، بالإضافة إلى ذلك وفي كثير من الأحيان عمل لاعبو الفريق كأفراد وليس كوحدة واحدة مما سهل على متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز احتواء الفريق المضيف وضربهم بقوة على مدار الشوطين.
ومع انتظار فتح نافذة الانتقالات قريباً، فإن ما يجب على المدرب فعله قبل جلب لاعبين جُدد هو العمل على تنظيم لاعبيه أولاً على أرضية الميدان، مع عدم احتمالية فوزهم على الفرق العملاقة مثل ليفربول وتشيلسي، لكن على الأقل يمكن للفريق تقديم أداء أفضل بكثير من مباراتهم أمام المتصدر في رحلة الهروب من مراكز الهبوط لدوري الشامبيون تشيب.
رسائل بيب جوارديولا المفخخة.. الأرقام لا تكذب
في تعليقه بعد فوزه فريق الكاسح على فريق نيوكاسل يونايتد، قال المدرب بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي: "إن الفريق لم يكن في أفضل حالاته"! حسناً بافتراض أن المدرب لا يريد رفع سقف التوقعات عالياً أو احتواء لاعبيه من آفة الغرور، فإن ما ذكره المدرب هي رسالة مفخخة وخادعة تماماً وذلك بلغة الأرقام.
فبعد فوزه على نيوكاسل يونايتد يكون الفريق قد حقق ثمانية انتصارات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهذا يعني أن الفريق أصبح متصدراً جدول الترتيب في فترة أعياد الميلاد للمرة الأولى منذ عام 2017، بالإضافة إلى تحقيق 34 فوزاً بالدوري في سنة ميلادية وهو رقم قياسي للفريق في دوري الممتاز.
وذلك بعكس مسيرتهم نحو اللقب الموسم الماضي؛ حيث تمكن الفريق من تحقيق سلسلة انتصارات متتالية وصلت إلى 15 مباراة، وبالتالي وبالنظر إلى الطريقة التي يلعب بها الفريق في الموسم الحالي فإن الرهان على زيادة حصيلة الفوز القياسية يبدو متوقعاً وبشدة.
مما يجعل الفريق المرشح الأول للظفر باللقب هذا الموسم، خاصة أن أحد منافسيه المباشرين فريق تشيلسي يعاني بشدة، مما يترك لديه منافساً واحداً فقط وهو فريق ليفربول الذي يدرك مدربه أن هامش الخطأ في المنافسة على اللقب أصبح ضئيلاً للغاية.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.