باتت مواقع التواصل الاجتماعي مصدر إزعاج لي، لم تعد صفحة الـHome سوى شكل من أشكال المضايقة المستمرة، بعدما صارت الحياة الشخصية للفنانين جزءاً من الحياة الشخصية لجمهورهم، وصار الجمهور أشبه بقطيع يتم توجيهه باستمرار على طريقة افعل ولا تفعل، لكن الأمر هذه المرة وصل إلى مرحلة "اشعر ولا تشعر"، و "فسر ولا تفسر"!
الذكورية السامة تغزو الهوم بيدج
لم يكن لقاء ياسمين عبد العزيز وزوجها أحمد العوضي الذي أذيع عبر فضائية CBC سوى مقدمة لآلاف المنشورات المؤيدة والمعارضة لشكل العلاقة التي تجمع كلاً من ياسمين وأحمد، وبصرف النظر عن مدى توافقهما أو حتى صدق العلاقة التي تجمع الثنائي، صار كل ما يخصهما يزعجني حقاً، ففي الوقت الذي أحسنت فيه القناة الاستفادة من اللقاء عبر تجزئته ووضع عناوين مثيرة له.
إلا أن ما حدث لاحقاً لم يكن جميلاً على الإطلاق، فما بين فتيات عبر المجموعات المغلقة يعلنّ عن إعجابهن الشديد بتلك الشخصية، التي تمثل صورة "الرجل" بالنسبة لهم، وما بين أخريات يرين أن ياسمين وقعت في "فخ" حقيقي، تلك الفئة الأخيرة من الغاضبات على العوضي قدمته باعتباره نموذجاً حياً للذكورية السامة، مع سَوق الأدلة والبراهين التي تؤكد أنه بعضلاته المنفوخة، وحديثه عن الهيبة، وكلمته التي يجب أن تمشي في البيت، ورفضه الحديث برومانسية، وطلب يد ياسمين من جديد، حتى لهجته وطريقته.
حسناً ماذا جنيت لأتابع لقاءً مماثلاً، تتحدث فيه البطلة عن رد فعل الجمهور تجاه حضن جمعها وزوجها في الشارع، ولقب -مستفز بالنسبة لي- تعتبره صاحبته سبباً فيما أصابها بسب "الحسد"، حيث قالت جملتها الشهيرة خلال اللقاء "قعدت تقولي وحش الكون لحد ما كنت هسيب الكون كله".. إن كان الأمر كذلك لماذا يواصل الثنائي الظهور والحديث عن حياتهما ومشاجراتهما وعلاقتهما وحبهما وتمسكهما ببعضهما البعض، إن كانت المقدمات المماثلة تقود إلى النتائج المذكورة، لماذا الإصرار على مضايقتنا ومضايقة أنفسهم إذاً!
لماذا يجب أن أشعر كمتفرجة أنني حسودة إذا أُعجبت بالعلاقة، وأنني حاقدة إذا لم تعجبني، لماذا يجب أن أكون طرفاً في علاقة مماثلة أصلاً؟!
الجمهور على طريقة "القطيع"
في التوقيت ذاته ظهر ذلك الخبر الذي احتل كل شيء، برامج التوك شو، الصحف، المواقع الإلكترونية، كل وأي منفذ إعلامي ضج بالخبر الصادم "شيرين تحلق شعرها"، وذلك بعدما قررت أن تظهر عبر حفل أبوظبي دون شعر "اقبلوني بشكلي ده.. أنا كده فوقت"، هكذا سادت حالة تعاطف سريعة وعنيفة، حتى إن فتاة تدعى مارينا قامت بحلق شعرها تضامناً!
لا أنكر صدمتي، تعاطفت مع المتعاطفين، ورددت مع الجميع "الحب ممكن يعمل كده؟" لتبدأ موجة عنيفة من الهجوم على حسام حبيب لأجل عيون شيرين، التي ضربت التعاطف بـ"مفك" حين خرجت عبر صفحتها الشخصية لتتساءل "ليه ميكونش لوك جديد؟ ليه ميكونش تغيير؟ ليه ميكونش أنا اللي عملت كدة حتى لو عندي اكتئاب؟ ليه فرضتوا السيئ والأسوأ وظلمتوا شخص بريء وظلمتوني.. أنا قوية بيكوا، بس محبش حبكوا ليا يخليكوا متشوفوش الحقايق أو تكونوا ظالمين"
حسناً، لم يكن هذا كل شيء، لقد ضاع التعاطف تماماً بعد ذلك اللقاء الذي صرخت فيه بعنف في وجه عمرو أديب "لسة بحبببببببببببه"
يومها ظللت أمام الشاشة وداخلي شعور بالإحراج، كيف يمكن أن يتعاطف المرء مع تلك السيدة أو سواها، هكذا صارت كل تغريدات المغردين والمنشورات الداعمة لها ثقيلة على قلبي، ذلك دعم لن يجد صداه، ومؤازرة لشخصية غير مستعدة لها، يمكن أن تحول المتعاطفين في ثانية إلى ظالمين، بل ومجرمين!
شعور بـ"الحماقة"، لم تكن هي المرة الأولى التي أشعر خلالها به، فقد سبق أن شعرت به من قبل، حين ثرت مع الثائرين لدى رؤيتي صور زفاف بطل كمال الأجسام المصري رامي السبيعي "بيج رامي"، أو مستر أولمبيا، الذي عاد من التتويج ليتزوج على زوجته، لكن الزوجة الأولى خرجت بذات "المفك" لتضرب التعاطف في مقتل أيضاً، عبر تصريحها "هتفضل في قلبي".
الحق أن جمهور شيرين ليس قطيعاً تسوقه، وأنا لست فرداً في ذلك القطيع، أمقت تلك الطريقة، وأخشى القول إنني صرت أتحاشى أغاني شيرين، لا أدري إلى متى، لكنها مع الأسف أساءت لي كواحدة من جمورها، قبل أن تسيء إلى نفسها.
الزواج على طريقة السيارة الرياضية
عقب ظهورهما معاً أكثر مرة في مهرجان الجونة، بدت قصة الحب بين كل من نجلاء بدر وزوجها رجل الأعمال محمد عفيفي قوية، منذ زواجهما عام 2016، في هدوء ودون ضجيج يذكر، لكن قصة الحجب تحولت فجأة عقب ذلك التصريح الساخر الذي أطلقه الرجل في لقاء قبل أيام "آخر مرة شوفتها لابسة بدلة مؤخراً فى أحد الأدوار، ومش متخيلها في البيت تلبس بدلة نهائي وتخينة، لو عملت كده فعلاً هطلقها"، لتردّ الفنانة: "على فكرة إنت من الرجالة اللي هقوم ضدهم بحملة، المفروض تستحمل مراتك عيانة تخينة، لأن إنت مش متجوز شكل، إنت متجوز بني آدمة"، فردّ ممازحاً: "أنا واخدك موديل معين، اللي واخد عربية سبور ولذيذة هتقلبي أتوبيس هنزل المحطة اللي جاية على طول".
لن أنكر أنني شعرت بالضيق، في الواقع صار ظهور أي ثنائي بالنسبة لي فعلاً قابضاً، أتمنى لو يحتفظ كل ثنائي بعلاقتهما لأنفسهما وحسب، بدل أن تتحول الشؤون الخاصة لمشاع بطريقة مستفزة حقاً، ربما لهذا تعاطفت، بل وتوحدت مع ذلك الرجل الذي دخل لمجموعة خاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي باسم "اسأل في مصر"، ليسأل بجدية عن طريقة لإخفاء أخبار شيرين عبد الوهاب ومحمد رمضان وعمر كمال وحمو بيكا، ليدعمه مئات المعلقين "ونحن أيضاً نرغب في ذلك"، الحق أنني كنت من بين المعلقين، الذي أعلنوا رغبتهم في طريقة ما تخلصهم من الأخبار المتواترة.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.