نسبة مشاركة ضئيلة والمحافظون يصبون غضبهم على الإصلاحيين.. ما قبل الانتخابات الأهم في إيران

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/24 الساعة 10:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/24 الساعة 10:37 بتوقيت غرينتش
مرشد الثورة الإيرانية على خامنئي/رويترز

المشهد الانتخابي الإيراني هذه الأيام يلفه الغموض والضباب قبل أبرز حدث ديمقراطي في البلاد بأقل من شهرين، فالانتخابات الرئاسية الـ13 المزمع إجراءها في 18 يونيو/حزيران المقبل لا تحظى حتى الآن بحمى التنافس أو الاهتمام البالغ في المجتمع ولا وجود التفاعل الشعبي مع الوعود الانتخابية التي يطلقها بعض المرشحين المحتملين لخوض الانتخابات الرئاسية.

ورغم أن منصة كلوب هاوس الاجتماعية حركت المياه الراكدة الانتخابية لدى النخبة السياسية والإعلامية والاجتماعية، لكن شريحة واسعة من الناخبين الإيرانيين ما زالوا يرفضون المشاركة أو التصويت في عملية الاقتراع، حيث نشر الموقع الإلكتروني الإيراني "راوي" تقريراً ميدانياً مطولاً عن مختلف أحياء العاصمة طهران يستطلع فيه رأي عشرات المواطنين بمختلف الأعمار والفئات، ما أظهر عدم مشاركة 43 شخصاً مقابل مشاركة 20 آخرين من أصل 63 مشاركاً في الاستطلاع.

ولفهم الواقع الراهن أكثر، فقد استطلع مرکز "إيسبا" الشهير الشارع الإيراني خلال الأيام الأخيرة، حيث ظهرت النتائج التي تشير إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية 39% بعد استطلاع رأي 1569 مواطناً من أنحاء البلاد.

أرقام وإحصائيات

الأرقام تظهر أن بعض المرشحين المحتملين حازوا نسبة تصويت متفاوتة في حال ترشحهم، حيث حظي إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية والخيار الأول للترشيح من قبل التيار المحافظ بـ36.6% من أصوات المشاركين في الاستطلاع، یلیه نجل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حسن الخميني بنسبة 22.9% ولكن الرجل عدل عن قرار الترشح في الأيام الأخيرة بعد تلقيه ما يقال إنه "عدم موافقة المرشد الأعلی" لدخوله حلبة التنافس. أما محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الذي يطمح لرئاسة الجمهورية منذ سنين، فحاز 13.1% من النتائج، وبعده محمد جواد ظريف، وزير الخارجية بنسبة 12.5% وهو المنهمك هذه الأيام بمتابعة ملف إحياء الاتفاق النووي وعودة الولايات المتحدة إليه. أما سعيد محمد، قائد مقر خاتم الأنبياء للإعمار (الذراع الاقتصادية للحرس الثوري) والذي استقال بغية خوضه الانتخابات الرئاسية فجاء بالمرتبة الخامسة بنسبة 7.5% من بين 12 اسماً في قائمة الاستطلاع.

ولم تغِب قضية الاتفاق النووي عن الاستطلاع فقد سألت "ISPA" في أبريل/نيسان 2021: "إذا ما عادت واشنطن وطهران إلی الاتفاق النووي ماذا سيؤثر علی وضع البلاد؟"، فأجاب 46.6% من المواطنين أن الوضع سيتحسن و5.9% اعتبروا الوضع سيزداد سوءاً، أما من اعتقد أن العودة لم تجدِ نفعاً فقد وصلت نسبتهم إلی 28.3%.

الحكومة خلال الفترة المتبقية من عمرها، عاكفة على تفعيل الاتفاق النووي لتتنفس الصعداء قليلاً اقتصادياً، وسياسياً حتى ترفع من حظوظ التيار الإصلاحي بغية مشارکته في الانتخابات وسط تربص المحافظين لهم. فالمحافظون مستعدون ليصبوا جام غضبهم علی الإصلاحيين وحكومة حسن روحاني، لسوء إدارة البلاد اقتصادياً وسياسياً وحتی أمنياً، لكن لا أحد ینكر من كلا المعسكرين الإصلاحي والمحافظ أن جزءاً مهماً من الشعب غير راغب اليوم بدخول تنافس انتخابي، والسبب بارز یكمن في الوضع الاقتصادي والصحي المزمن ومدى تأثيره السلبي على الحياة المعيشية.

رسائل المرشد الأعلى

مرشد الثورة آية الله علي خامنئي وخلال خطاباته الأخيرة أكد علی مشاركة واسعة ليضمن بها أمن الدولة ومستقبلها. فكيف تأتي النتيجة في ظل عزوف نسبة شعبية لا بأس بها عن اختيار رئيس إيراني جديد، وفق نتائج استطلاعات الرأي، وعلی غرار ما حدث في الانتخابات التشريعية عام 2020 التي سجلت أدنی نسبة مشاركة.

كل النقاط المذكورة عن نسبة المشاركة في التصويت واستياء الناخب من تدابير الحكومة الاحترازية في عملية الانتخابات في ظل تفشي فيروس كورونا، مهمات ستأخذ في الحسبان لدى صناع القرار. ولكن وفق التجربة فإن العواطف والمشاعر والأيديولوجية ستشكل جزءاً كبيراً من السلوك الانتخابي للإيرانيين خاصة عند الدقيقة التسعين، وهذا ما تعول عليه الطبقة السياسية الحاكمة.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

أمير جابر
كاتب وصحفي من طهران
كاتب وصحفي من طهران
تحميل المزيد