من أكبر خسارة في تاريخ البريميرليغ إلى الإطاحة بحامل اللقب.. لماذا بكى رالف هازنهوتل بعد الانتصار على كلوب؟

عربي بوست
تم النشر: 2021/01/06 الساعة 08:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/06 الساعة 11:20 بتوقيت غرينتش
بكاء مدرب ساوثهامبتون بعد الفوز على ليفربول

حين تسلم المدرب الألماني رالف هازنهوتل مهمة تدريب فريق ساوثهامبتون كان الفريق يعيش حالة من التخبط على مستوى النتائج والمستوى، حيث كان الفريق يحتل مراتب متأخرة ويصارع من أجل النجاة من الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى. فالحصيلة كانت سيئة للغاية فلم يحقق الفريق سوى فوز وحيد طوال النصف الأول من الموسم قبل الماضي.

مهمة رالف هازنهوتل الأولى كانت النظر للمستقبل القريب رفقة الفريق، فهو يريد البقاء في الدرجة الممتازة ومن ثم لكل حادث حديث، وبالفعل نجح في قيادتهم للمركز 16 وبفارق 5 نقاط عن مناطق الهبوط.

الموسم الماضي كان جمهور "الساوث" يعلق آمالاً كبيراً على فريقه لكن البداية لم تكن مبشرة أبداً. فالفريق من مجموع 13 مباراة لم يحقق سوى 6 نقاط من فوزين وبعد ذلك تلقى ضربة قاسية ربما كان ليكون المسمار الأخير الذي يدق في نعش رالف وطاقمه التدريبي حين خسر بـ 9 أهداف دون رد أمام ليستر سيتي على أرضه وأمام جمهوره.

معظم إدارات الأندية كانت لتفكر بنفس تفكير جلّ المتابعين وهو إقالة المدرب الحالي وجلب مدرب جديد لقيادة الفريق بعد العار الذي لحق بالنادي. لكن التريث والصبر والتعاطي مع المسألة بأناة وجلد، جعل الأمور تنقلب رأساً على عقب حيث جددت الإدارة الثقة في المدرب، وهو لم يخيب ظنهم ونجح في قيادة الفريق للنصف الأعلى من الجدول.

فنجح هازنهوتل في بناء فريق قادر على إتقان التحولات السريعة. فصار الفريق حقاً مرعباً لخصومه من تلك الناحية، حيث يستغل جودة لاعبيه من حيث السرعة ليقوم بضرب الخصم وهذه هي قوة الفريق وقد أوضح هازنهوتل ذلك حين قال: "يمكننا دائماً التغيير بسرعة كبيرة، في العام الماضي وفي الكثير من المباريات بدأنا بـ4-2-2-2 وانتقلنا إلى 5-2-3؛ الأساسيات في كل شكل هي نفسها التحول السريع وضرب الخصم".

هازنهوتل مصاب بكورونا


أصيب رالف هازنهوتل بوباء كورونا وغاب عن خط التماس في ثلاث مباريات، وهي أمام: مانشستر سيتي وفولهام ووست هام، ولم يستطع الفريق فيها تسجيل أي هدف وكان أداؤه مخيباً للآمال وحين عاد مدربه اليوم نجح في الإطاحة بليفربول عبر ملحمة سيخلدها التاريخ طويلاً، وقتال لآخر الدقائق بدون كلل أو ملل وكأنها مباراة لضمان البقاء.

الثقة تضاعفت بين المدرب ولاعبيه والتفاهم أصبح في أعلى مستوياته، الفريق يحتل المرتبة السادسة بفارق أربع نقاط عن المتصدر، وهدفه الأول مقعد أوروبي وهذا الذي سيسعى نحوه بجدية وحسم.

القصة جميلة وفيها من الحكمة ما يجعل العديد من مسؤولي الأندية تقتدي بها فكيف كان حال ساوثهامبتون وكيف أصبح، فعلاً كالفرق بين الثرى والثرية وكل ذلك جاء عبر جملة: "نثق بك أكمل طريقك".

 
الخسارة الممتعة

إذا لم تكن حتى الآن مقتنعاً بأن الخسارة ممتعة إذا ما نهضتَ منها وحوَّلتها إلى انتصار، فدعني أخبرك بقصة مشجع لساوثهامبتون شاهَد فريقه ينهار، ينهزم بأقصى درجات الإذلال الكروي، الجميع يستهزئ بفريقه، يتساءل: لماذا لا تشجع ليفربول؟

فريقك كارثي يا رجل! لكنه لم يستسلم، حارب الجميع، وثق بفريقه وبأنه لن ينهار.

كانت أقصى درجات طموح ذلك المشجع أن يبقى فريقه في الدوري الإنجليزي، ثم ماذا حدث بعد الخسارة والنهوض منها؟ أصبح الآن ذلك المشجع يحلم بتأهل أوروبي، يحلم لفريقه بأقصى درجات الطموح، لقد شاهد فريقه ينهض من منطقة ما تحت الصفر، فمن يضاهي ذلك المشجع وفخره بفريقه؟

لا تأخذ من كلامي فقط أن الهزيمة أمر مقبول، لا أبداً أنا لم أقل ذلك، لكن لا تأخذ الهزيمة كنهاية المسار، متعة المسار تكمن في الرحلة نفسها التي دائماً ما تبدأ من فشل.

سبب بكاء مدرب ساوثهامبتون

بمجرد إطلاق الحكم صافرة نهاية مباراة ساوثهامبتون وليفربول في الجولة السابعة عشرة من الدوري الإنجليزي، جثا رالف هازنهوتل مدرب ساوثهامبتون على ركبتيه ودخل في نوبة بكاء، جعلته محط اهتمام واسع بدرجة لم تقل عن أهمية فوز فريقه على حامل اللقب بهدف دون رد.

ربما تعتقد بعض الجماهير أن ساوثهامبتون انتزع لقب الدوري الممتاز بعد مشاهدة دموع الفرح للمدرب النمساوي.

لكن في ظل ندرة فوز ساوثهامبتون على ليفربول، حيث حقق انتصاره الأخير عليه في الدوري منذ حوالي خمس سنوات، فإن ذلك كان يستحق أن يحتفل هازنهوتل، الذي تولى منصبه في 2018، بشكل مختلف.

وقال هازنهوتل مدرب ساوثهامبتون مازحاً لهيئة الإذاعة البريطانية BBC "كانت الدموع في عيني.. بسبب الرياح".

وأضاف: "عندما تشاهد لاعبي فريقك يقاتلون بكل قوة لديهم، فهذا يجعلني أشعر بفخر شديد. يحتاج المرء إلى مباراة مثالية أمام ليفربول، وأعتقد أننا فعلنا ذلك".

واضطر ساوثهامبتون للدفاع فترات طويلة خاصة في الشوط الثاني واعتبر هازنهوتل أنه لم يشعر بإمكانية الخروج بهذا الفوز إلا بعد اقتراب نهاية الوقت بدل الضائع.

وقال هازنهوتل: "شعرت أننا تحت ضغط شديد وكان الدفاع حول منطقة الجزاء هو مفتاح الفوز، ومع ذلك حاولنا ولعبنا بشكل جيد. فعلنا ذلك بطريقة مناسبة".

صاحب الهدف يشيد بمدربه

من جانبه، أشاد داني إنغز مهاجم ساوثهامبتون وصاحب هدف الفوز على فريقه السابق ليفربول، بالمدرب رالف هازنهوتل، مؤكداً أن حماسه انعكس على اللاعبين.

وقال إنه كان من الرائع متابعة رد فعل المدرب النمساوي المفعم بالمشاعر عقب الفوز 1-صفر على ليفربول.

وأضاف لشبكة Sky Sports: "نعم هو مفعم جداً بالمشاعر. أعتقد أنه من الرائع بالنسبة لنا جميعا أن نشاهد ذلك لأنه جلب لنا الحماس في أدائنا. يمكن متابعة أنه في الدقائق الأخيرة كنا نحاول التقدم إلى الأمام وكنا نحاول الدفاع بأرواحنا. شارك لاعبون شبان وبذلوا مجهوداً ضخماً وهذا ليس سهلاً".

إحباط كلوب

في المقابل، شعر يورغن كلوب مدرب ليفربول بإحباط شديد بعدما أخفق ثلاثي الهجوم روبرتو فيرمينو ومحمد صلاح وساديو ماني في التسجيل رغم الاستحواذ طويلاً على الكرة في الشوط الثاني.

وقال كلوب: "ماذا أحبطني؟ البداية بكل تأكيد، ليس فقط بسبب الهدف لكن بدايتنا بصفة عامة. أوجه التهنئة إلى ساوثهامبتون ولقد استحق الفوز".

وأضاف المدرب الألماني البالغ عمره 53 عاماً أن فريقه كان يعرف ما ينتظره أمام ساوثهامبتون لكنه عانى في البداية ولم يكن بوسعه التعافي بعد التأخر في النتيجة.

وقال كلوب: "في البداية، طريقة لعبنا وطريقة فقدان الكرات.. هذا ليس علم فضاء. كان يجب أن نلعب بشكل أفضل كثيراً. لعبنا بشكل سيئ في البداية.. هذه مجموعة رائعة من اللاعبين لكنهم لم يكونوا مستعدين من البداية".

انتقاد مبطن للحكم

وأكد كلوب أنه من المحير عدم حصول حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم على ركلة جزاء خلال المباراة، وادعى أن بعض الفرق الأخرى لا تُحرم من الأخطاء في لقطات مشابهة.

وقال كلوب: "أفضل موقف لنا كان عند استحواذ ساديو على الكرة بين قدميه. لأي شخص يقول إنه أسقط نفسه فهذه دعابة كبيرة.. تعرضنا لموقفين كانت فرق أخرى ستنال فيهما ركلة جزاء. بالنسبة للمسة اليد، لا أعرف من سيفسر لي ذلك. في مثل هذه المواقف لم نكن محظوظين.. سمعت أن مانشستر يونايتد حصل على ركلات جزاء في عامين أكثر مما حصلت أنا عليه هنا في خمس سنوات ونصف. لا أعرف إذا كان هذا خطئي أو كيف يمكن أن يحدث ذلك".

وانتقد جيمي كاراغر مدافع ليفربول السابق أداء الفريق وقال إنه نسي كيف يلعب في الدقائق الأخيرة بعدما أخفق في تحقيق أي فوز في آخر ثلاث مباريات بالدوري.

وقال كاراغر: "مستوى ليفربول خارج أرضه هذا الموسم سيئ جداً. هذا أكبر مصدر للقلق مقارنة بما يفعله في أرضه".

وسيلعب ليفربول مع أستون فيلا في الدور الثالث لكأس الاتحاد الإنجليزي يوم الجمعة قبل أن يصطدم بغريمه مانشستر يونايتد في 17 يناير/كانون الثاني الجاري.

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

جاسر جاب الله
طالب ومدوّن رياضي
طالب ومدوّن رياضي
تحميل المزيد